الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الأقصى 252 - لماذا لا يستطيع العالم حماية الأطفال الفلسطينيين؟

زياد الزبيدي

2024 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*




يوري كوغالوف
صحيفة روسيسكايا غازيتا

31 مايو 2024

قبل أيام قليلة من اليوم العالمي للطفل، انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صور تظهر كيف كتبت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أثناء زيارة لإسرائيل، على إحدى قذائف الجيش الإسرائيلي: "أقضوا عليهم!". وأضافت: “الولايات المتحدة تحب إسرائيل دائما”. وأثارت الصور موجة من الانتقادات من جانب ممثلي المنظمات العامة ومنظمات حقوق الإنسان. لقد وصفوا نقش هيلي بأنه رسالة حب على سلاح الجريمة.


وقال وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس إن الرئيس الأمريكي جو بايدن قدم القذائف ووقعت عليها هيلي. وقال بسخط: "إن الطبقة السياسية الأمريكية متحدة في تواطؤها في هذه الإبادة الجماعية".

وصف الناشط الأميركي عمر سليمان تصرفات المندوبة الأميركية الدائمة السابقة لدى الأمم المتحدة بـ”الفساد الأخلاقي”. وطالب مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي باعتقالها بسبب دعوات الإبادة الجماعية.


رغم أنه من الصعب أن نتصور أن هذا التصرف من جانبها سيجعل الوضع أسوأ. صنفت اليونيسف في خريف عام 2023 قطاع غزة على أنه المكان الأكثر خطورة على الأطفال. وفي شهر ونصف منذ بداية تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، استشهد أكثر من 5 آلاف طفل فلسطيني.

وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة: "تظهر هذه الأرقام أن الأطفال يمثلون 40 بالمائة من الوفيات في غزة. وهذا أمر غير مسبوق. وبعبارة أخرى، فإن قطاع غزة هو أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال".


لقد مر أكثر من ستة أشهر منذ ذلك الحين، ولكن لم يتغير شيء. إلى جانب الإحصائيات. ووفقا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني، نتيجة الإجراءات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 36.2 ألف فلسطيني وأصيب ما يقرب من 82 ألفًا. وعدد القتلى من الأطفال تجاوز 15 ألفا. ولا تزال النسبة كما هي، أي أكثر من 40 بالمائة من العدد الإجمالي لضحايا الصراع.

عدد الأطفال الذين قتلوا في قطاع غزة خلال الأشهر الستة من الحرب يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في الصراعات حول العالم خلال السنوات الأربع الماضية، بحسب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فيليب لازاريني.


تفسر هذه الأرقام المرتفعة بحقيقة أن قطاع غزة يضم أحد أكثر السكان شبابا في العالم، حيث أن 47.3% من سكان القطاع تقل أعمارهم عن 18 عاما. ويشير الخبراء إلى أن العديد من الفلسطينيين لا تتاح لهم الفرصة للتقدم في السن بسبب التصعيد الدوري للصراع والأمراض وضعف نظام الرعاية الصحية. وكان هذا هو الحال حتى قبل الحرب الحالية.

الآن هناك عدد أقل من المستشفيات. وأغلق ثلثاها نهاية عام 2023 بسبب القصف، ونقص مياه الشرب، ونقص الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، ونقص الدواء. يتم الإبلاغ بشكل دوري عن خطر الانهيار الكامل لنظام الرعاية الصحية.


وبالاضافة إلى ذلك فالعديد من أن المستشفيات نفسها، بعد الحادث الفظيع في أكتوبر 2023، تتعرض لهجمات مباشرة.  وأثار حينها الهجوم على المستشفى المعمداني الأهلي، والذي أدى إلى مقتل 800 شخص، معارضة وإدانات. ووصف العديد من زعماء العالم مثل هذه الأعمال بأنها غير مقبولة ولا تتفق مع المعايير الإنسانية.

بالمناسبة، لم يتم تحديد من هو المذنب من لجان دولية محايدة، إسرائيل تتهم الفصائل الفلسطينية، ولكن تحقيقات خاصة قامت بها قناة الجزيرة وغيرها من الخبراء الغربيين يشيرون باصبع الاتهام إلى الجيش الإسرائيلي دون مواربة. مثل هذه الحالات البارزة تكررت فيما بعد في مستشفى الشفاء في غزة وناصر في خان يونس ، والعديد من المستشفيات قصفت أكثر من مرة، بما في ذلك المستشفيات المليئة بالأطفال.



وقد نوقشت كل هذه المشاكل أكثر من مرة في الأمم المتحدة. تُعقد اجتماعات طارئة لمجلس الأمن بعد كل هجوم على مخيمات اللاجئين والمستشفيات والمدارس.

لكن هذه المناقشات لا تساعد على تغيير الوضع في قطاع غزة.


ومؤخرًا، قضت محكمة العدل الدولية بوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، وأمرت بفتح المعبر بين مصر وغزة لإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، والسماح لأي لجنة تحقيق بالوصول إلى القطاع.

وأمرت المحكمة إسرائيل بتقديم تقرير عن تنفيذ كافة الإجراءات خلال شهر واحد، لكن إذا لم يحدث ذلك فلن تتمكن المحكمة من ممارسة أي ضغوط عليها.


وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تبدو ملزمة، يتم عرقلتها من قبل الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل. ولا تلاحظ واشنطن أي جرائم أو انتهاكات، رغم ظهور صور القتلى والجرحى من الأطفال والبالغين وصور المستشفيات والمدارس المدمرة في قطاع غزة بانتظام على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. وعلى هذه الخلفية، فإن تصرفات نيكي هالي ليست مفاجئة بشكل خاص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: مدينة منكوبة تاريخها عريق ومستقبلها غامض


.. ما أهم ردود الفعل في إسرائيل على خطاب حسن نصر الله وتهديداته




.. الولايات المتحدة.. بائعة قهوة تلقن زبونا درسا قاسيا! • فرانس


.. ممثلو الأحزاب الفرنسية يعرضون برامجهم أمام جمعية -أرباب العم




.. مراسلنا: قوة خاصة إسرائيلية تقتحم جنين وسط اشتباكات مع فلسطي