الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورقة التوت الاخيرة

عماد الطيب
كاتب

2024 / 6 / 15
الادب والفن


اتساءل كلما أشاهد فلما أو مسلسلا من انتاج دول مجاورة أو بعيدة .. لماذا الفن العراقي بهذه التفاهة والفكرة السمجة والتهريج والسطحية في الطرح ؟!! حتى الإنتاج العربي ركن إلى هذه الحالة من الوضاعة .. قرأت مقالة نقدية لفلم امريكي يقول كاتبه أن المخرج والممثلين لهم تاريخ كبير في مجالهم ولكن فلمهم الأخير سقط سقوطا مدويا بسبب ضعف القصة .. فمهما حاولت أن تستعين بالكبار لم يستطيعوا انقاذ فلم أو مسلسل في ظل قصة رديئة .. نرجع للدراما العربية والعراقية .. أكاد أجزم أن لاتوجد قصة أو رواية لفلم أو مسلسل في وقتنا الحاضر استطاعت انقاذ السمعة الفنية العربية .. بل العكس ظهر جيل من الممثلين والمخرجين لايهمهم مايقدمونه ما دام الأمر متعلقا بالمال . ولهذا تموج شاشاتنا ببرامج وأفلام تافهة وسطحية . في السابق كان الممثل العربي يرفض ادوارا يعتبرها لاتليق بمسيرته الفنية رغم الاغراءات المادية بل وصل ببعض الفنانين أن يعتكف في بيته لسنوات دون عمل من أجل سمعته الفنية .. ونظرا لخلو الساحة الفنية اليوم من كتاب سيناريو جيدين يذكروننا بعمالقة كتاب السيناريو مثل أسامة امور عكاشه وغيره من الكتاب العرب والعراقيين . نجد هناك من يطلق على نفسه بكاتب سيناريو يتفنن في كتابة نص تهريجي ويقدمه بثقة وقوة وشروط ليتكالب عليه المخرجون والممثلون وفق مقولة قديمة الجمهور عاوز كده . ومن المؤسف أن بعض الفنانين العراقيين الرواد ركبوا الموجة بسبب صعوبة العيش بدون عمل وتقبلوا على انفسهم اي دور يعرض عليهم . بل اصبحوا أسماء ثانوية على افيش العمل تعلوها اسماء اجادت التهريج والقاء النكتة السمجة .. هؤلاء الكبار لهم اعذارهم المشروعة ومكانتهم في قلوب الجمهور . بل وصل الإسفاف بالفن إلى تنظيم مهرجانات فنية تشجع هؤلاء الذين اطلق عليهم الزمن فنانين ليحصدو جوائز على اعمال تسمى فنية .. نقول أن عقدين من الزمن أو اكثر مروا دون ادنى بصيص أمل لانقاذ الدراما بالمقابل نجد خلال تلك الفترات لم يلتصق اي عمل فني يحمل مواصفات الجودة في ذاكرة الجمهور ابدا . بل اصبح المتابع العراقي يبحث في المواقع الالكترونية الخاصة بالافلام والمسلسلات عن اعمال فنية حقيقية . ومن المفارقات وجدت أن افلام الأسود والابيض والملونة القديمة من الافلام الاجنبية والعربية تحصد اعلى تقييم مشاهدة . نقول كانت الدراما العراقية القديمة رغم بساطة الامكانيات نشاهدها بحب وشغف تذكرنا بزمن الفن الجميل حتى لو أعيد عرضها على الشاشة اكثر من مرة .. كانت القصة هادفة والضحكة بريئة لاتخدش الحياء ولا الكرامة .. حاليا النص مفتوح للممثل ويرتجل كلمات معيبة تدخل الى فضاء الأسرة العراقية وتؤثر سلبا على سلوكيات الفرد .. فكان العمل الفني العربي والعراقي في السابق بمثابة مربي ومقوم للسلوك ويحمل في طياته رسالة هادفة .. حاليا يوجد ما يطلق عليه ( التحشيش ) يزخر بكم هائل من الكلمات الهجينة التي تبتعد عن الذوق العام والآداب ومستباحة دون رقيب ولاحسيب . ما المطلوب في كل هذا ؟ .. نحن بحاجة إلى كتاب سيناريو موهوبين يحملون من المعرفة بالنفس الإنسانية وارهاصاتها وعلى دراية بالمجتمع الذي يعنيه في الكتابة يفهمون أن الفن رسالة انسانية .. والعمل الفني في الدراما العربية له عيوبه منها أن النص يكتب للأذن وليس للعين اي بمعنى أن المشهد الدرامي يفسر عن طريق الحوار وليس الصورة وكأن النص كتب للاذاعة وليس للشاشة وهذا ماجعل بعض المسلسلات العراقية تقع في فخ الرتابة وضعف التشويق والتنوع في الفضاء الفني والاعتماد على الشخوص ليرسموا وحدهم الاحداث بحوارات طويلة ومملة . تقول الكاتبة جوليا كاميرون " الصورة الفريدة هي ما يلح علينا كي يصبح فن" . كما أن على القائمين على المشهد الفني رسالة أن يخلقوا جيلا جديدا يحمل قيم الفن الأصيل وهذا يبدأ من معاهد وكليات الفنون الجميلة، إضافة إلى احتضان المواهب الفنية .. ونقول متى يأتي هذا اليوم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. مهرجان موازين للموسيقى يعود بعد غياب 4 سنوات بسبب ج


.. نون النضال | خديجة الحباشنة - الباحثة والسينمائية الأردنية |




.. شطب فنانين من نقابة الممثلين بسبب التطبيع مع إسرائيل


.. تونس.. مهرجان السيرك وفنون الشارع.. إقبال جماهيري وأنشطة في




.. دارفور.. تراث ثقافي من الموسيقى والرقص