الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والسقوط من القمة

زياد اللهاليه

2006 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



في مثل هذا الشهر من كل عام تحتفل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعيد انطلاقتها السنوية التي شكلت إشعاع أمل وتحدي اثر هزيمة عام 1967 ورافد جديد من روافد النضال الوطني الفلسطيني وتعبير حقيقي عن حالة اليأس والاستسلام والعجز العربي الرسمي لتأخذ مشروع التحرر الوطني من الزعامة التقليدية العربية ولتبدأ مرحلة جديدة من النضال الوطني بعيدة عن هيمنة وسيطرة الرجعية العربية عليها
منذ ذلك الوقت وعلى امتداد مسيرتها الكفاحية الطويلة والمعقدة شهدت الجبهة تطورات وتحولات عميقة طالت مختلف بناها الايديولوجية والسياسية والتنظيمية والعسكرية والذي حدد بكل وضوح في المؤتمر الخامس الذي انعقد عام 1993م ليعلن دخول النضال الوطنى الفلسطيني مرحلة جديدة
39 عام بلا شك مساحة من الزمن , مساحة معبدة من الدم , وحافلة بالمعارك والحروب والعمليات النوعية من خطف الطائرات الى عمليات المجال الخارجي النوعية وديع حداد الى مطار بن غريون قوزو موتو , الى تجربة محمود الاسود ((جيفارا غزة , الى اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي زئيفي , الى كتائب ابو على مصطفى ....الخ , بعد 39 عام من الانطلاقة لابد ان نذكر شريط من الأحداث التي مرت بها حركة النضال الوطني الفلسطيني من المعارك في الأردن والصراع في لبنان والحرب الخامسة التي خاضتها المقاومة اثر اجتياح لبنان وملحمة الصمود فى بيروت والمعارك السياسية داخل منظمة التحرير والانتفاضة الاولى وقيادتها وتوجيهها ,ان مسيرة الجبهة عبر 39 عام مرحلة زمنية مليئة بالانجازات والإخفاقات , بالنجاح والفشل . لقد كانت الجبهة الشعبية تنافس حركة فتح على المرتبة الاولى فى منظمة التحرير الفلسطينية وكانت تتفوق على حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير في الانتخابات النقابية والمهنية والطلابية حتى منتصف التسعينيات من القرن الماضي لتتحول من فصيل طليعي ذو مد جماهيري كبير وقوى إلى فصيل صغير يزاحم ليجد له مكانة او مقعد ولو صغيرة هنا او هناك مما أدى إلى دخول الجبهة واليسار فى مرحلة مخاض وجودية عسيرة وموت سريري بحاجة إلى شهادة وفاة ونقلة الى متحف وارشيف التراث الفلسطيني

اننا امام واقع يعاد من خلالة تشكيل الحركة الوطنية الفلسطينية من جديد فهناك قوي تنمو وتتصاعد وقوى تسقط وتنهار وقوى تقاوم وتعمل على بلورة البديل وقد استطاع الشهيد ابو على مصطفي ان يقطع شوط كبير في بناء مؤسسات الجبهة وإعادة هيكلتها كما واستطاع قطع شوط كبير فى محاولة بناء البديل الديمقراطي ( توحيد اليسار الفلسطيني )
وما انجزه الشهيد ذهب أدراج الرياح اما بسبب حسابات فئوية وحزبية ضيقة تعبر عن ضيق أفق قيادي وتربوي عند قيادات القوى اليسارية وإما عدم وجود القيادة القادرة على إنجاز ما تم انجازة والذي قد يضر بمواقع تلك القيادات وإما تحامل هذا على ذاك وعدم قبول ذاك لذاك

اعتقد ان الازمة تكمن فى عاملين اساسيين
العامل الأول
البنية والممارسات الداخلية للجبهة التي اصابها الوهن والخمول والضعف والكسل دون التدقيق في البرامج والافكار ومراجعتها وتطويرها باستمرار لتواكب الاحداث والتطورات المتسارعة , حيث اصبح الشلل يعم كل هيئات الحزب القيادية لتغيب الجبهة عن الساحة الاعلامية والسياسية الفلسطينية داخليا وخارجيا ليتحول العمل التنظيمي والسياسي من جهد جماعي الى جهد شخصي يقتصر على عدد من القيادات لايتجاوز اصابع اليد الواحدة فحزب امينه العام ونائبه معتقلين دون العمل على تعيين نائب امين عام جديد يقوم بالمهام لحين خروج امينه العام وحزب مؤسساته القيادية غير مفعلة وبدون ناطقين اعلاميين وحالة الخروج والاستقالة لعدد من رموزه وقياداته السياسية امثال احمد قطامش وعزمي الخواجا ...........الخ
العامل الثاني
اعتقد ان الوطن العربي مر بثلاث مراحل في القرن الماضي المرحلة الاولى مرحلة القومية العربية وانتهت بانتهاء التجربة الناصرية ثم جاءت التجربة الاشتراكية من السبعينيات وحتى بداية التسعينيات لتبدء مرحلة جديدة وهي الاسلام السياسي او الاسلام هو الحل او التيار الاسلامي وهذا يدعم الرأي الذي يقول ان سقوط الجناح البيروقراطي في منظمة التحرير يعنى سقوط مجمل القوى السياسية التي تشكل المنظمة من اليسار الى اليمين على اساس ان اليسار لم يتمكن من ايقاف عملية الانهيار في الوضع الفلسطيني ولم تتمكن من حماية البرنامج الوطني واقتصر دورها على الشكوى والنقد والدعوة للتغيير دون اي تبديل جدي في موازين القوى وهذا يعني عدم اعفائها من المسئولية , اضف الى ذالك تشرذم اليسار الفلسطيني ونقاط خلافه اكثر من نقاط التقائه , وبناء الحزب النموذجى واعتماد النخبة اي اعتماد الكيف دون الكم مما جعل هذه الاحزاب تقتصر على النخبة الثقافية دون الارتكاز على قاعدة جماهيرية واسعة ,وابتعاد اليسار عن القاعدة الجماهيرية وعدم وجود المؤسسات التي تحاكي وتعالج هموم ومشاكل المجتمع الفلسطيني او غياب الهوية اليسارية في العمل الجماهيري , بالإضافة الى الموروث الثقافي والتاريخي والديني للمجتمع الفلسطيني الذي يتقاطع ايدولوجيا مع الأحزاب اليسارية , من هنا لم تستطع الجبهة الشعبية باعتبارها العمود الفقري لليسار الفلسطيني ان تشكل بديل حقيقي عن حركة فتح ولابديل ثالث عن الاستقطاب الثنائي ما بين حركة فتح وحركة حماس التي تمثل التيار الاسلامي عامة والتي تستند للتراث والتاريخ ووجدان الجماهير والتي حققت نجاحات ملموسة على صعيد الفعل العسكري والجماهيري والتي استطاعت ان تشكل البديل الايدلوجي والسياسي لمنظمة التحرير واليسار

من هنا نطرح السؤال المركزي على قيادة الجبهة الشعبية بعد 39 عام من النضال
الجبهة الشعبية إلى أين ذاهبة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه