الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (52)

نورالدين علاك الاسفي

2024 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لكن الضرر على صعيد الوعي هائل.
عاموس هرئيل
هآرتس/3 يونيو 2024

هل أدركنا نحن أصحاب القضية ما كان إلى الأمس القريب نرهن به أنفسنا؛ و العين بصيرة به تحت أنظار علاقات عامة؛ ترعاها كبريات وسائل الإعلام. و لا نراهن عليه لإنجاح مستقبلنا.
اليوم؛ و بعد تعثر في الانتصار لمظلوميتنا؛ الإعلام البديل رامنا عن قناعة؛ لذا كان العول عليه؛ و العمل على استقطابه لفائدة سرديتنا. و لما ذهبنا بعيدا في الاشتغال عليه؛ جن حرس الهيكل؛ و هم يرون رصيد هسبراهم يتآكل و هم شهود.
و الأمر إجراء من فرع على أصول ضاربة في الفكر الصهيوني؛ سجلت يوما و ما يزال أصحابها يصدعون بها. إن المنطق الواقعي يبين لنا مدى صعوبة تخلص الحكام من جريرة الكذب عندما تواجه مصالحهم الإستراتيجية في الداخل خطرا ما. فالدول التي تعيش في حالة فوضوية تتولد لديها في أحيان كثيرة نزعة قوية لاستعمال العنف و الطرق الملتوية من أجل البقاء، و هذه المنظومة بالتأكيد تضمن الكذب.
و لقد أدرك ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق شامير (22 أكتوبر 1915 - 30 يونيو 2012)، حين قال:"من أجل أرض إسرائيل يجوز الكذب". (1)
موشيه شاريت ( 16 أكتوبر 1894 – 7 يوليو 1965 )، رئيس وزراء آخر للكيان، لم يفته أن يعلق في إحدى المرات قائلا:" لقد تعلمت أن دولة إسرائيل لا يمكن لها أن تهيمن في زمننا هذا من دون الخداع و المغامرة. فهذه حقائق تاريخية لا يمكن تعديلها.. و في نهاية الأمر، فان التاريخ سيبرر الخداع و المغامرة. و كل ما أعرفه أنني أنا موشيه شاريت، غير قادر على الإتيان بها، و بالتالي فإنني غير مؤهل لقيادة الدولة." (2)
و بعد طوفان الأقصى؛ انقشع بريق الوهم الآخذ بالألباب ردحا؛ و بات الواقع بحقائقه ملحا؛ فوطأة الحدث الجلل أخذت بالتلابيب؛ بمضض ألحت على يتسحاق أديغيس، الخبير الدولي في مجال إدارة سلوك المنظمات،فصدع:
• هناك ظاهرة صعبة جداً تسمى "مشعلو الحرائق"، وهم القيادات التي تسيطر على التنظيم، أو الدولة، ولا تسمح لنفسها، من الناحية النفسية، بفقدان السيطرة.
• إنهم مستعدون للقيام بكل شيء بهدف عدم فقدان السلطة - الكذب، والتضليل، وحتى هدم ما بنوه من تنظيم، أو دولة، هم مسؤولون عنها، إذا شعروا بأنهم سيفقدون السلطة.
• في نظرهم، أنا أو لا أحد. بمفاد، لا يمكن استمرار التنظيم أو الدولة من دون سلطتهم.

وبحسب أديغيس ؛فكرة "أنا أو لا أحد" هي الإدراك (الذهني) المسيطر على رؤوس القيادات التي تتطلع إلى الكمال.
• إنهم يصغون فقط للرغبة في استمرار السلطة، وفقدانها يعمي أبصارهم عن رؤية الواقع.بمعنى - إن كنت أنا هنا فكل شيء هنا، وإن لم أكن أنا - فلا وجود لأحد.
• هذه القيادات تعاني أزمات نفسية كثيرة تتعلق بسعيها للكمال، فقدرة هؤلاء وأساس أزمتهم هو ميلهم إلى القمع.

الحديث هنا يدور حول وضع نفسي صعب لقياديين تشكل سيطرتهم على الآخرين هدفاً لحياتهم، وهي أساس كل شيء، وبالنسبة إليهم، لا معنى لاستمرار التنظيم، أو الدولة، من دون وجودهم.

البروفيسور أديغيس ينتهي ملخصا؛بانتفاء اللازم في الاستدلال؛ نتنياهو أصيب بالمرض الذي يسمى "المثالية"، بما معناه "إمّا كل شيء، أو لا شيء. إنه مستعد لأن يخسر الدولة إذا فقد سيطرته عليها. إن بيبي يقودنا إلى انهيار الهيكل الثالث. (3)
------------
1- لماذا يكذب القادة؟ حقيقة الكذب في السياسة الدولية. جون جي . ميرشيمر. ترجمة غانم النجار.سلسلة عالم المعرفة. 443- الكويت ديسمبر 2016. ص 46
2- السابق. ص 125.
3- https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/34566








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود إيجاد -بديل- لحماس في غزة.. إلى أين وصلت؟| المسائية


.. السباق الرئاسي الأميركي.. تاريخ المناظرات منذ عام 1960




.. مع اشتعال جبهة الشمال.. إلى أين سيصل التصعيد بين حزب الله وإ


.. سرايا القدس: استهداف التمركزات الإسرائيلية في محيط معبر رفح




.. اندلاع حريق قرب قاعدة عوفريت الإسرائيلية في القدس