الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة -ميت دون كفن-

فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)

2024 / 6 / 16
الادب والفن


اركض، فما اقطعة من مسافات، لا يجدي معها السير، اتألم، لكني أمني الروح بأن الحال سيكون أفضل، هذا أنا، كائن لديه عينين ولسانا وفكين، أحرص على ما تمسكه يداي ان يأت بجهدي واستحقاقي، صحيح أني الآن الفهما بقماش طبي، وأدهنهما بـالمهرم قبل النوم، لكني، أضع في مقدمة همومي، أن يستمر كفاحي، فقدت الأمل أن انشي أسرة، تركت حلم أن امتلك بيت، ومنذ فترة، أضعكم في الصورة تجاوزت خسارتي لامي لأني لم املك ثمن علاجها، نحن لسنا فقراء، نحن جزء من شريحة مهمة، لكنهم استطابوا حقوقنا واهملونا، كان الدرهم والدينار، التي كانت لنا حقوق عندهم ستغنيهم، ام هم أغتنوا ونحن وقعنا في دوامة الحاجة وبدأنا ننضمحل، في إحدى التقاطعات ، وكنت في الجانب المكشفوف من سيارة الحمل جالسا، اخفي ملامحي محتميا بيشماغ من حرارة الشمس، رأيت وجها اعرفه، ذلك هو عمي، ابتسمت لانه يقود عجلة، سعرها خيالي، ربما يشتري خمس بيوت بدل الواحد، هو ذاته من رفض اعطاء حقي وتأكد من امي ستموت، واطمن، كان عليها ان تموت، من وجهة نظرة فهي مصدر قوتي في ذلك الوقت كما كانت مصدر قوة لأبي، امامي عدة البناء وكلها جارحة ومميتة، بلحظة ما وددت لو اقفز وانا حاملا إحداها واضربه ضربة واحدة بيدي التي تئنان من الألم، الغريب بالأمر ان التوقف طال، وكان إشارة المرور تحاول ان تعطيني دافعا، او وقتا، الا إني اشفقت عليه، ليس من الموت، بل من ان يكون مظلوما او مجنى عليه، نعم اكرهه، لكنه لا يستحق ان الوث يدي بدمه، ان كان من عليه ان يموت هو أنا، نعم..
لست امزح..
على كل طفل أن يموت بعد وفاة ابية، على كل زوجة ان تخنق او تدفن حية بعد وفاة زوجها، لأن بقاءنا بعده جريمة لا يتحمل وجودها الاهل والأقارب،. لا خال ولا خالة ولا عم ولا عمة وقبلهم الأجداد، جدي الذي كان يريد ان يشتري ويبيع فينا ولكن الله اعفاه لكبر مقامه وتوفاه لتنتقل هذه المهمة إلى عمي هذا.
تحركت السيارة، الشمس لاهبة، ودون شك سيارته الفارهة التي اشتراها ببيع الأرض، فيها برودة تليق بفخامته، من أنا لاقارن نفسي به، غضضت نـظري عنه، حاولت أن لا اذبح نفسي، بما عشته، يكفي ما مر بي، اعمل لاسدد فواتيري وأحصل على ما يسدد مصاريفي في جامعتي التي ستمنحني طريقا اسلكه لا اتصادف مع من ظلمني، ربما ستقلعني إلى بلاد الله الواسعة، وتتأرجح بي الأحوال لاكمل مسيرة أسرة بسيطة اجهضوا حقها في الحياة، لم تسقط تلك الدمعة هذه المرة، لم احتج أن ألوم أبي لأنه مات، ولا أمي لأنها تزوجته وكانت كريمة معه ومع اهله فسلمته كل أموالها وتركها دون ضمان، فكل ذلك لم يعد يجدي،لأني حينها أكتب لميت، لا يستطيع القراءة، كاني استرسل الموت في حياة لا تليق بي ولا اعرف أن أتخطاها،، انا هنا تحت هذه الشمس..
واعيش فخامة الأمل، ويدي خشنة وكأني محارب عظيم، لست يتيم تم التخلي عني وبدأت أعيش في متاهات الحياة وضنكها
.. من يدري اي تقاطع سيجمعني وبمن في المرة القادمة، ربما بأهل أمي الذين خافوا ان يطعمونا يوماً، ربما خوفا من زوجاتهم ولم يخافوا الله فيها وفينا وماتت كمدا من خذلانها منهم..
لكن لحظة، هل سابقى متنكرا، وفي سيارة حمل، تنقل عمال كادحين، أم ستتبدل الإماكن..
هذا الكلام المكتوب ليس لهم، لأن الظلمة لا يقرأون ولا حتى مصادفة، ولا يقربون الصلاة لا كروشهم تجعلهم ثقلاء..
لا تتعاطفوا معي... رجاء ً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير


.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث لصباح العربية عن الفيلم الجد




.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي