الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيصل الياسري شبع من: المال والجاه والنساء

داود السلمان

2024 / 6 / 16
الادب والفن


الياسر وضع اليد على الجرح، بمقولته هذه؛ فالصراع الدائر بين البشرية، منذ آلاف السنين، وإلى يومن هذا، هو بسبب هذه الثلاثية التي ذكرها الياسري، بل أنّ جُل الحروب التي قامت والتي ستقام، اسبابها الحقيقية، هي: المال – يعني الاقتصاد – الذي يُقوّم أود الحياة، وبها يتنعم الإنسان أيما نعمة، ويحصل على جميع مآربه، واذا حصل على ذلك سيطمح إلى الجاه (=الشهرة والسمعة المحترمة والتقدير عند معظم الناس، وبها رفع الشأن) والنساء، لأنّ الرجل لا يكتفي بامرأة واحدة، وبرغم أن الشرع الاسلامي سمح للرجل بالزواج من اربع نساء، لكنّه يطالب بالمزيد، والمزيد هذا يأتي بطرق ملتوية، كثيرة ومتعددة ومعروفة أيضا.
ففي آخر لقاء للياسري متلفز أجراه معه حميد عبد الله في برنامجه "تلك الأيام" أعترف المخرج العراقي البارز فيصل الياسري، أنّه شبع من المال والجاه (الشهرة) والنساء. جاء هذا الرأي بمناسبة: إنّ أحد ساسة العراق "ساسة آخر وكت" طلب منه أن يدير مسؤولية مؤسسة اعلامية كبيرة، لكنه رفض وبشدة، بذريعة أنّ كل هذه المغريات متوافرة لديه، وهو ليس بحاجة لها، وقال أنه شبع من هذه المسميات، وما هو بحاجة لها قط.
وُلِد الياسري عام 1933، عمل في الصحافة عام 1948، وأصدر مجموعة قصصية بعنوان (في الطريق)، كما أصدر رواية (كانت عذراء) عام 1952. وقبل أن يتوجه للسينما، حصل على امتياز في فن الإخراج والإعداد التلفزيوني من فيينا. وفي عام 1958، عمل مخرجاً في تلفزيون بغداد، كما عمل خلال الفترة من 1959-1962 مخرجاً في تلفزيون ألمانيا الديمقراطية. وفي أواخر عام 1965، عمل في التلفزيون السوري، حتى عمله في فيلم (الرأس) في العراق عام 1976. وأخرج الياسري عدداً من الأفلام التسجيلية، ونحو 10 أفلام روائية منها أفلام: (الرأس 1976) و (النهر 1977) و (القناص 1979) و (بابل حبيبتي) وغيرها. ومن أعماله التلفزيونية التي أخرجها: (دنانير من ذهب) و (اللغة العربية) و (المرايا) و (الدفتر الأزرق)، وبرنامج الملف الذي لخص آثار العمليات العسكرية على العراق في حرب عاصفة الصحراء. وكما ساهم الياسري في تأسيس تلفزيون بغداد الثقافي، وكان مديره بين عامي 1994 و1995.
وما قاله الياسري واعترف به هو حقيقة صارخة في واقعنا الراهن، فأن هذه الثلاثية (المال والشهرة والجنس) هي المدار الذي تدور من حوله قضايانا هذه، فكل الشقاء الذي نشقاه، وكل النكد الذي نتعرض له، اسبابه هذه المغريات، بل وحتى الصراعات القائمة لليوم، هي من يقف من وراءها هذه المسميات؛ والسؤال هل ستنتهي هذه الأشياء، في يوم من الأيام، وتتحوّل حال البشر من حال إلى حال؟، أم سيبقى الوضع على ما هو عليه، الأمر متروك للقدر.
وأخيرا.. توفى الياسري سنة 2022 في العاصمة الأردنية عن عمر ناهز 89 عاماً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا