الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأبقى مزروعاً في المرايا - شهادة أدبية

طالب عباس الظاهر

2024 / 6 / 16
الادب والفن


سأبقى مزروعاً في المرايا
(شهادة أدبية)
أتذكر جيداً إن أول هاجسٍ خطر في ذهني.. لحظة فكرت بتأليف كتابي الأخير: (مرايا السرد.. نظرات في القصة القصيرة)، هو جعلهُ (خاتمةَ حضوري في قدّاس الحرف والجنون)، بهذه الفحوى جرى العمل ومنذ انبثاق النيّة الأولى كفكرة، وحتى الإنتاج الأخير ككيان أدبي ناجز ما بين الدفتين، بالحقيقة ظل هذا الهاجس بازغ في تفكيري يلح عليّ، ويدق نواقيس التنبيه في لا وعيي حتى من قبل المباشرة بالفعل، وتثبيت الأفكار كمخطط أولي على الورق في أولى الخطوات العملية، واستمر أثناء الكتابة وخلال تجميع المواد المبعثرة والضاجة في عقلي وقلبي معاً، وحتى النهاية.
ولكن في لحظة تالية لذلك، وأنا على عتبة التنفيذ بدأت أحسُّ بتسرب نوع غريب من الإحباط، وبشيءٍ من خدرٍ وتنمل وتراخ في فكري، بالرغم من حضور شتى الأفكار وتدافعها في رأسي في غنىً لا نظير له، ربما السبب هو رهبة البدايات، ولعله هاجس قلق مفاجئ طبيعي هو ما انتابني، خاصة وأنا أحاول أن أطأ بقلمي أرض بكر، وكأني أضع قدما على سطح القمر!، وكنت وجلاً.. ومرتبكاً، فكيف أمسك بمحسوسٍ في داخلي؟ وأجعله ملموساً في ذائقة الآخرين؟!
وكان هذا المحسوس من قبيل وصف إرهاصات نفسية وشعورية ما قبل الكتابة القصصية؟ والإجابة عن كيفية تشكّل النصوص الإبداعية والقصة منها بالخصوص في رؤوس القصاصين وقبل تجسيدها على الورق؟ وبالمناسبة كانت هذه أولى مواضيع الكتاب مباشرة من بعد المقدمة.
الصراحة أغلب ما تناوله الكتاب كان من هذا النوع أو شبيه له، ولن أخفي سراً فقد أشفقت على نفسي من إقحامها في هذه المتاهات مما لا يأمن الداخل فيها من مزالق خطرة!، ولا يخفى فمثل هكذا طروحات جديدة قد يصعب التعبير عنها وترجمتها بحروف وكلمات وهي مازالت سابحة في سديم الذهن فحسب، وإن كانت جاهزة كأفكار مجردة، فليس كل ما نحسّهُ في دواخلنا من معانٍ ورؤىً مباح وقابل للتجسيد الحرفي، الكثير منه بالحقيقة قد يبدو قريباً.. نعم، لكنه بلحظة يقفز إلى ما وراء الإمكان، فهو أقرب من شهقة.. بيد إنه بذات الوقت عصيٌّ على الإمساك به كغيمة، فقد ينزلق كما الزئبق من رؤوسنا، وقبضة إرادتنا، وتغصُّ به فوهات أقلامنا، ولا يولد إلا ناقصاً لا يرضينا.. فنهمله، أو لا يولد أساسا، فيخلّف المزيد من رماد الخيبات في دواخلنا.
أما بخصوص دواعي التأليف، فإحداها ربما شعور بالخشية قد لازمني طويلاً من ضياع الأفكار سدى، وبقائها أفكارا حرة.. مجردة، ومن ثم ذهابها من قبل تدجينها بالتدوين وبكامل حيويتها معي إلى القبر وهي ترتدي بدلة زفافها البيضاء.. فتدفن موءودة تحت التراب؛ في وقت كنت أحسب بأنها جديرة في أن تتواجد وتتسرب لتحيا سنوات مضاعفة لفسحة عمري القصير في أذهان الآخرين، لذا حاولت بقدر المستطاع أن أزرع القدر الأكبر من براعمها في أديم المرايا، بعدما كنت أسقيها وهي في داخلي من دمي ودمعي وعرقي، وعندما انقلبت ممدا على ظهري في أول هدنة سلام.. لأخذ قسطٍ من الراحةِ بعد معارك إكمال المسودة الأولية، سمعت صوتاً يهمس في خلدي.. أخفض صوت قلقك، فليس مهمتك الصراخ لتنبيه القلوب الغافلة، أو فتح الآذان للسماع.. أترك هذا للزمن فهو كفيل بإزالة الرين عن القلوب الغلف، وإزاحة بقايا الضجيج العابر في وقر الآذان، فلا أهمية لشيء الآن البتة بقدر أهمية أن تكون كلمتك مؤمنة، وراسخة القدم، ومجلجلة، ثم لتمضي في غير تردد للاندماج في مجرى الحقيقة الكلية.
بالتأكيد لا يخفى على أحد إن عبارة: ( خاتمة حضوري في قداس الحرف والجنون)، التي أحببت أن أبدأ بها شهادتي هذه وقد اشتملت على كلمتين هما: (قداس) أولا، و(الحرف) ثانيا.. وكلاهما أعدُّه من المقدس.. إضافة إلى كلمة (الجنون)، وأقصد به هنا طبعا الجنون الإبداعي، وكنت أطبطب على كتف روحي، وأمُسَّد براحة يدي على شعر قلبي، وأقول لنفسي بشيءٍ من غضب مفتعل: ما نفعُ كتابةٍ إن لم تكن جنونا بأعلى درجات العقل؟ أو عقلا بأعلى درجات الجنون؟!
وإلا فأيِّ جموحٍ أكثر جنوحاً من ضرب بديهية راسخة في الوعي الجمعي العربي عمرها آلاف السنوات، والقائلة بأن لغة الأدب إنما تنقسم على جنسين هما: الشعر والنثر، ليأتي واحد مثلي بحجمه الضئيل وجنونه الزاخر، ليبتدع وجهةِ نظرٍ مختلفة ومغايرة، وتشاكس المتعارف عليه عند جميع الناطقين بلغة الضاد من المهتمين بالأدب، ليقول بأن لغة الأدب العربي ليست شعر ونثر فقط.. بل إنها تنقسم على ثلاثة أجناس أدبية هي كل من الشعر والسرد والنثر!.
فأستمحيكم عذرا مقدماً وأنتم الكرام، ربما بعض ما سيرد من أفكار في هذه الشهادة صادم لذائقتكم الرهيفة.. وأرجوكم أن تغفروا لي بعض جنوني، طبعاً مع إدراكي جيداً إن جريرة ضرب البديهيات لا أعنف منه في ردة الفعل عليها، يرغب العقل البشري أن يبقى ساكناً، لا يحب الدخول في مطباتٍ عنيفةٍ ترجه رجاً، وتدعُّهُ دعّا .. بمثل هكذا أمر خطير، وإلا من قتل غاليلو سوى إنه ضرب فكرة سائدة في الوعي الجمعي.. القائلة بأن الأرض مسطحة، وكأنه كفر حينما تجرأ وصرخ بأن الأرض كروية!.
حسنا.. أعود إلى الكلمة الأولى من العبارة فهي كانت القّداس.. والقدّاس كما هو معروف ممارسة طقس ديني في الديانة المسيحية، يجتمع فيه الناس في الكنيسة لتأدية مراسيم العبادة، فإن يتوجه المرء منا ويفكر باللجوء إلى السماء في خواتيم رحلة الحياة.. أحسبه أمر بديهي، أملا بشموله بالرحمة الإلهية ومغفرة الذنوب، ومحاولة ترك الأثر الطيب لدى الآخرين، وإذا ما شطَّ به الطموح أكثر، يتمنى أن يترك صدقة جارية لنفسه، وهذا ما أرجوه خاصة وقد بلغت من العمر عِتِيا، فالعمر المقصود هنا.. قطعا ليس بعدد السنوات التي عشتها، بقدر كونه بعدد الجراحات وحفر المآسي والمطبات.. ولا عجب .. فكم من صغيرِ العمرِ كبير الجرح والتجربة؟
أما الكلمة الأخرى في العبارة.. فهي كانت الحرف.. والحرف هنا أريده مرادفا لمعنى الكلمة.. وليس مجرد جزء من كيانها العظيم.... النابض بالمجد والحيوية، ولو سُئلت من أين لك القول بهذا.. ما دليلك؟ سأقول: لا أدل على هذا المجد وهذه الحيوية للكلمة التي أأمن بها من افتتاح الله سبحانه وتعالى لخطابه السماوي المقدس في أول الكتب المنزلة من السماء بها، وهو كتاب التوراة حينما قال جل شأنه: (وكانت في البدء كلمة)، لتبيان عظمة الكلمة وخطرها، ناهيك عما جاء في أول سورة نزلت قرآناً على نبينا الأعظم، وهي سورة العلق، لتبدأ بـ( اقرأ..) مشفوعة بذكر( الخلق) و(القلم) و(العلم) أيضاً، وماذا يقرأ يا ترى سوى الكلمات المكتوبة بالقلم ليتعلم؟
فما أعظمه من دين هو ديننا، وما أعظم كيان الكلمة والتخليق فيها عندما تقترن بالتجلي، ولا يسعني إلا أن استحضر حوار الإمام الحسين (عليه السلام) مع الوليد حاكم المدينة في مسرحية (الحسين شهيدا) للكاتب المصري عبد الرحمن الشرقاوي وأورده هنا.
( حينما طلب الوليد والي المدينة من الإمام (عليه السلام) أن يبايع يزيد للخلافة، قائلا له: نحن لا نطلب إلا كلمة.. فلتقل: (بايعت) واذهب بسلام لجموع الفقراء.. فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله.. حقناً للدماء، فلتقلها.. آه ما أيسرها.. إن هي إلا كلمة.
فيرد عليه الإمام عليه السلام: (منتفضا):
وهل البيعة إلا كلمة؟ ما دين المرء سوى كلمة، ما شرف الرجل سوى كلمة، أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة لو تعرف حرمة زادٍ مذخور، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاعٌ شامخةْ يعتصم بها النبل البشري، الكلمة فرقان بين نبي وبغي، بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة، عيسى ما كان سوى كلمة.. أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين، فساروا يهدون العالم! الكلمة زلزلت الظالم، الكلمة حصن الحرية، إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة، ولا كلام لي مع من لا يعرف معنى الكلمة).
هنا أحب أن أذكِّر، إلى إني في موقع معين من الكتاب، أوردت تساؤلا جدلياً: من يكتب من؟ نكتب القصة أم هي من تكتبنا؟! الحقيقة كل ما ورد في كتاب المرايا على العموم قد غدا متاحا، لكن الإجابة عن هذا التساؤل ليست متاحة، وأبقيتها معلقة، ولأني فضلت في متن الكتاب عدم الدخول والخوض في الإجابة عن هذا التساؤل، لأن الجواب متشعب وربما يحتاج الكثير من الجهد والوقت، إذ إن هناك تضارب في الآراء، كان ومازال وسيبقى، وطرح هذه الإشكالية كانت ليست في مخططي للكتاب أساسا، لذلك نوهت في وقتها بأنه لا يمكنني الخوض فيها لضيق المساحة وعدم الرغبة في تشعيب الموضوع المتشعب أصلاً، ووعدت في الخوض في هذه الجدلية إذا ما سنحت فرصة أخرى، وحصلت كما يبدو على مثل هذه الفسحة الآن في هذه الشهادة.
إذن، وللجواب عن هذه الجدلية / الإشكالية.. اشكالية مَنْ يكتب من؟ نكتب القصة أم تكتبنا؟ أقول يوجد هناك رأيان متضادان ومتضاربان حولها.
الرأي الأول: يمثل فكرة ( نحن نكتب القصة)، وهو شطر السؤال الأول، ويعتقد أصحاب هذا الرأي.. وربما هم الكثرة، بأن الكاتب وبعد أن تتراكم خبرة السنين والتجارب لديه، يستطيع متى شاء يكتب القصة.. يكتبها، لعله بسهولة أيضا، فكيف تستعصي عليه مجرد قصة إذا كان محترفاً؟ أي تتيح له خبرته وتشفع له بإبداع قصص كثيرة.. حسب رغبته واختياره في الكتابة زمكانياً، وربما أحيانا يكتب حسب الطلب، وهذا الرأي طبعا رأي شبه عام، لكنه رأي مع الأسف الشديد دخيل ومستورد من الغرب المادي الذي لا يؤمن بالروحانيات، وقد تم تبنيه بشكل واسع من قبل أغلب الكتاب لكيلا أقول جميعهم .
وهذه الطريقة في الكتابة سأسميها الطريقة الذهنية (المكتبية)، وهي أن يجلس الكاتب مع أوراقه وقلمه ليدون أفكاره ويكتب قصته بوعي كامل وبقصدية واضحة، يعني يعرف تماما عن ماذا يكتب؟ ولماذا يكتب؟ على العموم هو يحسبها قصة، وجمهور واسع يصفقون له، وحجة أصحاب هذا الرأي.. بأنه إذا أراد الكاتب أن ينتظر حتى يجيء وحي القصة، ربما سوف يحتاج زمن طويل قبل أن يكتب، وعلى هذا الأساس في فهم العملية الإبداعية فإنه لا يستطيع انتاج سوى بضع قصص طوال مسيرته الأدبية مهما استطالت.. وربما لا ينتج أساسا ولا قصة واحدة، بمعنى قاص عاطل عن الإبداع، هذا ملخص حجة أصحاب الرأي الأول.
أما الرأي الآخر: فهو يمثل الشطر الثاني من السؤال والقائل بأن: ( القصة تكتبنا) وأصحاب هذا الرأي هم القلة طبعا، وربما استطيع إضافة كلمة القليلة على الكلمة، فيصبح أصحاب الرأي بهذا هم القلة القليلة، وسأسمي هذه الطريقة بالطريقة الشعورية (الإلهامية)، فهم لا يذهبون إلى القصة.. بل ينتظرون هي تأتيهم، ويعتقد أصحاب هذا الرأي .. وكما اعتقد قدماء العرب إن للشعر شيطاناً، لكن بفارق يقولون به إن السرد له ملاكاً وليس شيطاناً، فقد قال الله تعالى بشأن القصة وهو يخاطب نبيه الخاتم (صلى الله عليه وآله): (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ،..) في نسبة القص إلى الذات الإلهية، بينما يقول جل شأنه في مخاطبة الناس مدافعا عن نبيه الحبيب ضد الشعر: {وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَاعِر .... }.
بل إن أصحاب هذا الرأي يؤمنون بأن إبداع قصية واحدة مكتملة العناصر الفنية.. عملا معقداً، وقد يقترب من الإعجاز الأدبي في بعض الحالات النادرة، ثم لنتوقف قليلا للمراجعة .. فكم من قصص قرأنا في مسيرتنا الحياتية؟ أكيد إن لم تكن بالآلاف والمئات؛ فبالعشرات على أقل تقدير.. ولكن السؤال: كم قصة علقت في ذاكرتنا من تلك القصص؟ وصور أبطالها وأسماءهم خالدة مع أسماء كتابها؟ الجواب أكيد القليل، وذلك هو المغزى من قول إن القصة تكتب مبدعها في سجلات الخلود، والعكس صحيح أيضا، أي كم قصة وكاتب مروا مرورا عابراً، لا.. بل إن بعض القصص بعد قراءتها مباشرة لا نستطيع تذكر أي شيء منها؟ أو ماذا كان الكاتب يريد قوله بها؟!.
الخلاصة
بدءاً أحب أن أقول في الخاتمة بأن الموهبة ليست بدرجة واحدة عند جميع الكتاب، يعني يمكننا الجزم بأن هذا الكاتب موهوب، بينما ذاك الكاتب غير موهوب.. إذ إن هناك منهم من هو يملك نصف موهبة أو أقل أو أكثر، لا يمكن أن يتساوى جميع الكتاب بدرجة امتلاكهم للموهبة.. هذا مستحيل، وربما لأن الأمر لا يخضع أساسا لمجرد الموهبة ونسبتها، أو الخبرة ونسبتها، بقدر تعلقه بمدى جدية الكاتب، واجتهاده في تنويع القراءات أولا، وتجريبه لمختلف الكتابات ثانيا، وثالثاً وهذا الأهم الغنى الحياتي، لأن الموهبة وحدها إذا ما أهملت يمكن أن تموت، الخبرة كذلك بعد طول اهمال ممكن أن تضمحل، لكن الجد والاجتهاد مع غنى التجربة المشار إليهما.. وحده يمكن أن ينمي الموهبة، ويراكم الخبرة باستمرار.
لذلك فإن الإبداع بالضرورة غير متاح دائما ولجميع من أدعى بأنه قاص حتى وإن أصدر عدة مجاميع قصصية، الإبداع لا يكون قريناً إلا بالقلة القليلة من أصحاب الموهبة، ومن أختلط الفن بطين تكوينهم، وجرى في دمهم، وحتى هؤلاء قد لا يبدعون دائما.. وليس بالضرورة كل نتاجهم عالياً بقيمته الفنية، لكن يبقى نتاج الموهوب يبدو لعامة القراء مبهر حتى في أدنى مراتبه.
أخيراً، فإن ما يسوقه أصحاب الرأي الأول وما يطرحونه من اعتراض عدم واقعية الانتظار لنزول وحي القصة، وقولهم بأنه قد يطول أو يتأخر، وربما لا يحضر أبداً، فماذا يصنع القاص حينئذ؟ وهل عليه أن يضيع عمره وإبداعه في انتظار غير مضمون النتائج؟!
فأقول، نعم.. هذا القول يصح ولكن على غير الموهوبين أساسا من مجانين القصة، أو نسبة موهبتهم وجنونهم ضئيلة، بينما هذا لا يصح على الموهوبين إطلاقا، لأن الموهوب الحقيقي كما أحسبه ينبغي أن يحمل الهم السردي في وجدانه ومنذ نعومة أظفاره؛ ويسري فيه مع النسغ، وإنه مطمئن وأبعد ما يكون عن القلق والعجالة، لهذا فإنه قطعاً لا يحتاج أن ينتظر، لأنه يعيش حياته ووجوده بهاجس القصة والسرد، وإن هذا الهاجس لا يزوره.. بل يسكنه؛ أي لايفارقه.
فهو يعيش تفاصيل الحياة والقصة معه في كل لحظة من حياته.. هي في أفكار رأسه وخلجات فؤاده، حاضرة في نومه ويقظته، وفي حلّه وترحاله، لأنه يتنفسها أصلاً، فكيف يشعر بثقل انتظارها؟! وهذا بالحقيقة هو الفرق الحاسم ما بين الموهوب وغيره، وللطريفة أقول وأختم بهذا القول.. إن اليتيم قطعا لا ينتظر من أحدٍ أن يعلمه البكاء لأنه سيبقى حتى في ضحكه باكي!.
(انتهى)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا