الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه الآخر لحرب الإبادة: التنكيل بالأسرى الفلسطينيين ونزع إنسانيتهم

ماهر الشريف

2024 / 6 / 16
القضية الفلسطينية



كانت عمليات التنكيل والتعذيب التي مارستها، وتمارسها، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والظروف القاسية واللاإنسانية التي اعتقلتهم فيها، الوجه الآخر لحرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة.

وقد استأثرت هذه العمليات باهتمام وسائل الإعلام العربية والدولية والإسرائيلية، وخصوصاً بعد افتضاح ما يجري من فظائع في معتقل "سديه تيمان" في صحراء النقب.

شهادات عمال غزيين كانوا يعملون وراء الخط الأخضر

بلغ عدد العمال الغزيين، الذين كانوا يعملون وراء الخط الأخضر في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 4000 عامل، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ومباشرة بعد تسرب الأخبار عن قيام حركة "حماس" بهجومها، اعتقل الجيش الإسرائيلي المئات من هؤلاء العمال، وزجهم في سجني عوفر وعناتوت في الضفة الغربية المحتلة، وعرضهم لأقسى أشكال التنكيل والتعذيب. وفي ليلة 2 إلى 3 تشرين الثاني/نوفمبر، اتخذت حكومة الحرب الإسرائيلية قراراً بطرد جميع العمال الغزيين، وتم نقل المفرج عنهم إلى معبر كرم أبو سالم حيث جمع صحافيون من وسائل الإعلام العربية والدولية شهادات حول ظروف اعتقالهم. فقد نقل عمال أن الجنود الإسرائيليين قيّدوا أياديهم وأقدامهم بأربطة بلاستيكية محكمة، وجردوهم من ملابسهم وقاموا بضربهم.

وفي مقطع فيديو بثته قناة فرانس 24، أوضح أحد الشهود أنه "تعرض للتعذيب لمدة ثلاثة أيام، وهو عارٍ تماماً"، وأن جنوداً "سحقوا رأسه بأقدامهم". بينما نقلت قناة الجزيرة عن أحد العمال أنه تم استجوابه وتعذيبه لعدة أيام، إذ كان يجلس على ما وصفه بـ"الكرسي الكهربائي"، وتركّز التحقيق معه على موقع أنفاق حركة "حماس"، ومواقع إطلاق الصواريخ أو تحركات أعضاء الحركة الفلسطينية، وأضاف أن الأسئلة التي وجهت إليه كانت "سخيفة"، لأن الإسرائيليين "يعرفون بالضبط من نحن، وإذا كانت لدينا علاقات مع حماس، فلن نحصل حتى على تصاريح عمل".

أما قناة سي إن إن الأميركية، فقد نقلت شهادة عامل قال إنه تعرض لـ "صدمات كهربائية"، وأوضح آخر أنه ورفاقه الأسرى الستة كانوا يتضورون جوعاً، ويتلقون كطعام "خياراً يتقاسمونه وقطعة صغيرة من الخبز". وبعد أن ذكرت صحيفة "هآرتس" أن عاملين على الأقل تم احتجازهما توفيا، حاولت شبكة سي إن إن الاستفسار عن الأمر، فقال لها ضباط في الجيش إن "وفاتهما لم تكن نتيجة سوء المعاملة، بل بسبب أمراض مزمنة كانا يعانيان منها"! (1).

شهادة أسير في سجن عوفر في الضفة الغربية

اعتقلت السلطات الإسرائيلية، بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وقد نقل الصحافي الإسرائيلي المعروف جدعون ليفي، والمصوّر أليكس ليفاك، في مقال نُشر في صحيفة "هآرتس"، في 23 آذار/مارس 2024، وأعاد نشره بالفرنسية موقع (A lʽencontre )، شهادة الناشط الفلسطيني منذر عميرة من مخيم عايدة للاجئين في محافظة بيت لحم، بعد أن قضى في سجن عوفر العسكري ثلاثة أشهر في الاعتقال الإداري، لم يكن ما عاشه خلالها يشبه ما عاشه من قبل في السجون الإسرائيلية، إذ فقد خلال الأشهر الثلاثة 33 كيلوغراماً من وزنه، وأخبره صديق قضى 10 سنوات في السجون الإسرائيلية أن ما عاناه في سجنه خلال الأشهر الثلاثة يعادل 10 سنوات في السجن في الظروف العادية.

فقد اعتقله جنود الاحتلال من بيته في الساعات الأولى من فجر 18 كانون الأول/ديسمبر2023، واقتادوه معصوب العينين ومكبلاً إلى مركز توقيف "عتصيون" شمال محافظة الخليل، حيث تُرك في الخارج في إحدى ليالي الشتاء الباردة، وكان الجنود يتحدثون فيما بينهم عن غزة، فقال له أحدهم: "اليوم سنحقق حلمك، هل أردت أن تكون شهيداً؟ سوف نرسلك إلى غزة". وفي الصباح، تم نقله إلى أحد المكاتب، وأُزيلت الأصفاد التي سببت تقرحات في معصميه، وقال له أحد الجنود: "الآن بدأ العرض"، وأُمر بخلع ملابسه، وعندما رفض خلع ملابسه الداخلية، ركله الجنود بأقدامهم فسقط على الأرض، ويقول: "فجأة، فهمت ما هو الاغتصاب، وما هو التحرش الجنسي، لقد أرادوا خلع ملابسي والتقاط صورة لي". وبعد أن تعرى، "طلب منه الجنود أن يفرد ساقيه، فشعر بالإهانة كما لم يحدث له من قبل في حياته، وكان يخشى أن ينشروا مقاطع الفيديو التي التقطوها". وفي اليوم التالي، نُقل إلى سجن عوفر، حيث استجوب بشأن منشورات ادّعى المحققون أنه قام بتحميلها على الإنترنت، وهو ما نفاه، وُحكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر، وأُعطي لباس السجن البني، الذي لم يكن له علاقة بحجمه، فتبادل، في وقت لاحق، اللباس مع أسير آخر، كما أُعطي مرتبة سمكها 5 سم وبطانية من الصوف، وصار ينام مع 12 أسيراً في زنزانة مخصصة لخمسة أشخاص. كان العشاء، كما قال، يتكوّن "من طبق صغير من الجبن الكريمي وشريحة من الخبز". لكن الغداء في اليوم التالي هو ما أذهله، إذ "تكوّن الطعام من هريسة لا يمكن التعرف عليها وغير صالحة للأكل، وهي خليط من بقايا وجبات الجنود".

وعلى مدار ثلاثة أشهر، "استخدم ضباط العمليات الخاصة من إدارة السجن خمس مرات العنف الشديد لاقتحام زنزانتهم، وفي كل مرة تحت ذريعة مختلفة". ولم يكن للزنزانة المظهر المعتاد لزنزانة عوفر: فقد "كانت فارغة تماماً: التلفاز، والغلاية الكهربائية، والموقد، والراديو، والكتب، والورق والقلم الرصاص، والشطرنج، ولعبة الطاولة – لم يبق من كل هذا شيء.. ولا قهوة ولا سجائر". ولأول مرة، رأى أسيراً يحاول الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الثاني على السياج بالخارج، وأضاف "أن محاولات الانتحار تزايدت في السجن في الآونة الأخيرة، وهذا يتعارض تماماً مع أخلاق الفلسطينيين الذين قرروا النضال ضد الاحتلال". لم يكمل منذر عميرة فترة سجنه كاملة، فقد أُفرج عنه قبل شهر من الموعد المحدد، وقال وهو يصف مشاعره في تلك اللحظة "لأول مرة أشعر بأن باب الزنزانة هو باب للقبر، لقد أصبح السجن الإسرائيلي مقبرة الأحياء"(2).

الفظائع في سجن "غوانتامو" الإسرائيلي

"عنف وتجريد من الإنسانية وتعذيب جسدي ونفسي"؛ "تعذيب وإذلال وضرب.. شبهات سوء معاملة في سجن سديه تيمان العسكري الإسرائيلي"؛ "إن الوضع في هذا المعسكر الواقع في جنوب إسرائيل هو في الواقع أشبه بفيلم رعب"؛ هذا غيض من فيض ما عنونت به وسائل الإعلام مقالاتها وتقاريرها عن سجن سديه تيمان العسكري الإسرائيلي، الذي شُبّه بسجن "غوانتنامو" الذي أقامته السلطات الأميركية على الأراضي الكوبية، واعتقلت فيه نشطاء إسلاميين، في ظروف قاسية جداً، بشبهة المشاركة في أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001.

تقع قاعدة سديه تيمان العسكرية في صحراء النقب بالقرب من بلدة بئر السبع وعلى بعد حوالي 30 كيلومتراً من قطاع غزة. ووفقا لتحقيق أجرته شبكة سي إن إن، فإن هذه القاعدة مقسّمة إلى قسمين: قسم مسيّج حيث يتم احتجاز الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، الذين يتعرضون لتقييد جسدي شديد، من جهة، ومستشفى ميداني، حيث يتم ربط المعتقلين المصابين إلى أسرتهم، وتلبيسهم حفاضات وإطعامهم بالقشة، من جهة ثانية.

وقد تحوّلت هذه القاعدة إلى معتقل بموجب قانون أقره الكنيست الإسرائيلي، في 18 كانون الأول/ديسمبر 2023، باسم "قانون احتجاز المقاتلين غير الشرعيين"، يسمح للجيش باحتجاز الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم في "أنشطة معادية لدولة إسرائيل، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أو الانتماء إلى قوة تمارس أنشطة ضد دولة إسرائيل"، ولا يمنح القانون هؤلاء الأشخاص وضع أسرى الحرب والحقوق المرتبطة به، وقد سمح تعديل قانوني، تم اعتماده خلال الحرب، "بالاحتفاظ بالمعتقلين لمدة تصل إلى 75 يوماً من دون رؤية القاضي" (3).

كانت المجلة الإسرائيلية "المستقلة +972"، قد بدأت في كانون الثاني/يناير 2024 بالتحقيق في ظروف اعتقال الفلسطينيين المحتجزين في هذا السجن، من خلال جمع شهادات دامغة، ثم صارت صحيفة "هآرتس" تنشر مقالات وشهادات عنه وتدعو إلى إغلاقه، وتبعتها في نقل شهادات عنه وسائل إعلامية دولية معروفة.

ففي 4 نيسان/أبريل الماضي، عرضت صحيفة "هآرتس" مضمون رسالة أرسلها طبيب إسرائيلي، زار سجن سديه تيمان العسكري، إلى وزيرَي الجيش والصحة، وإلى المستشارة القضائية للحكومة"، تناول فيها ظروف الاعتقال في السجن. وبحسبه، فإن هذه الظروف "تجعل حياة المعتقلين في خطر، والدولة تخاطر بخرق القانون". وقال الطبيب "منذ الأيام الأولى لتشغيل المعتقل، وحتى اليوم، أواجه معضلات أخلاقية صعبة"، ذلك إن المستشفى الميداني "لا يزوَّد بالدواء والمواد الطبية بصورة منتظمة، وأن جميع الموجودين فيه مكبلو الأيدي والأرجل من دون علاقة بدرجة خطورتهم، وهم معصوبو الأعين، ويتم إطعامهم بالقشة"، وأضاف أنه "في هذه الظروف، حتى المرضى الشبان الذين يتمتعون بصحة جيدة، تنخفض أوزانهم بعد أسبوع، أو أسبوعين من وجودهم في المستشفى".

وبحسب الطبيب نفسه، فإن "وجود أكثر من نصف الذين يتم علاجهم في المستشفى هو بسبب إصاباتهم خلال الاعتقال، وبسبب التقييد الدائم"، الذي "يؤدي إلى إصابات صعبة تتطلب التدخلات العلاجية المتتالية". وتنقل صحيفة "هآرتس" عن ثلاثة مصادر أن أحد الأسرى "جرى قطع يده" بسبب التقييد المستمر ليديه. كما تنقل عن مصدر آخر أن "كثيرين من المعتقلين يعانون جرّاء تردّي أوضاعهم الصحية؛ بعضهم أصيب خلال المعارك في الحرب، وإصاباتهم باتت أصعب بسبب الظروف في المعتقل وانعدام النظافة، كما يعاني آخرون من أمراض مزمنة"، وأضاف: "أنه على الرغم من أن عدداً كبيراً من المعتقلين يعاني جرّاء مشاكل طبية، فهم في أغلبيتهم، لا يتلقون العلاج في المستشفى، إنما يتم الإبقاء عليهم داخل الزنازين، والممرضون هناك يقدمون لهم العلاج"! (4)

في 10 أيار/مايو الفائت، نقلت قناة سي إن إن عن ثلاثة عاملين سابقين في هذا السجن، أن الجنود كانوا يضربون الأسرى الفلسطينيين أحياناً "ليس بهدف الحصول على معلومات، بل بدافع الانتقام"، وأن أطباء المستشفى الميداني "قاموا ببتر أطراف بعض الأسرى بسبب الإصابات التي تعرضوا لها نتيجة تكبيل أيديهم باستمرار أو خضوعهم لإجراءات طبية يقوم بها أشخاص لا يتمتعون بالمهارات المناسبة" (5).

وفي تقرير أجراه راديو فرانس، في 3 حزيران/يونيو الجاري، قال طبيب إسرائيلي، تمكن من دخول المستشفى الميداني في القاعدة لمعالجة أسير أصيب بجروج خطيرة بطلق ناري: "أريد أن يتم إغلاق سجن سديه تيمان، إذ لا يتم معاملة المعتقلين فيه كبشر"؛ فالأسرى المرضى "ليس لديهم أسماء، إنهم مرتبون في صفين، وهناك ما بين 15 إلى 20 معتقلاً، يبقون مستلقين على الأسرة"، ويتركون "معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي، وتُجرى لهم عمليات جراحية من دون تخدير"، ويتساءل: "هل هناك غوانتانامو إسرائيلي؟ إنهم عراة، ويرتدون الحفاضات، وهو انتهاك واضح لاتفاقية جنيف ومدونة الأخلاقيات لمنظمة الصحة العالمية".

أما ناجي عباس من منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية غير الحكومية، فيقول: "توفي عدد من الأسرى الذين تم نقلهم إلى المستشفى في سديه تيمان؛ في غوانتانامو [الأميركي]، خلال 20 عاماً، فقد 20 شخصاً حياتهم، ولكن هنا، في ستة أشهر، نتحدث عن 40 حالة وفاة، ربما يكون الوضع أسوأ من غوانتانامو"، ويضيف مستنكراً: "التفسير الوحيد الذي يمكن أن أجده هو الشعور بالانتقام الذي يشعر به المجتمع الإسرائيلي، ومن ثم توافق وزارة الصحة على عدم معاملة هؤلاء الأسرى بشكل صحيح؛ ما يفعله الجيش الإسرائيلي تجاه هؤلاء المعتقلين هو ما نسميه سياسة الإخفاء القسري" (6).

وفي 6 حزيران/يونيو الجاري، نقلت أسبوعية "كورييه انترناسيونال" الفرنسية تحقيقاً نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، التي تمكنت من زيارة قسم من القاعدة العسكرية، التي مرّ عبرها، كما أفادت، "أربعة آلاف فلسطيني، في ظروف قاسية للغاية، بحسب شهادات مختلفة"، ووصفت كيف "جلس الأسرى في صفوف وأيديهم مقيدة ومعصوبة الأعين، ولم يتمكنوا من رؤية الجنود الإسرائيليين وهم يراقبونهم على الجانب الآخر من السياج، ولم يتمكنوا من الكلام - فقط الهمس - ومُنعوا من الاستيقاظ أو النوم من دون إذن"، كما "تم عزلهم جميعاً عن العالم الخارجي، وحُرموا لأسابيع من أي اتصال بمحام أو بأقاربهم" (7).

وفي اليوم نفسه، نشرت صحيفة "لوموند" الباريسية تحقيقاً لمراسلتها في القدس، كلوتيلد مرافكو، أشارت فيه إلى أن الجيش الإسرائيلي يحقق "في مقتل 48 من سكان غزة الذين اعتقلهم جنود إسرائيليون، معظمهم في مخيم سديه تيمان في النقب"، وأن "أولئك الذين أطلق سراحهم يتحدثون عن التعذيب والعنف الجنسي والإذلال" الذي تعرضوا له، وتضيف أنه "لم يتمكن أي مراقب خارجي من الدخول لمراقبة ما يحدث في مركز الاحتجاز"، وأنه "منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى السجون الإسرائيلية" (8)

هل يُغلق معسكر "سديه يمان"؟

بعد قيام العديد من وسائل الإعلام الدولية بفضح ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي من فظائع في معسكر سديه تيمان، أعلن رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، في 28 أيار/مايو الفائت، عن تشكيل لجنة تحقيق لفحص ظروف الاحتجاز في المعسكر، بينما نظرت المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدمته عدة منظمات حقوقية إسرائيلية يطالب بإغلاق مركز الاعتقال هذا. وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الجيش الإسرائيلي قرر، في 5 حزيران/يونيو الجاري، نقل الأسرى الفلسطينيين المعتقلين فيه إلى سجون أخرى، وتمّ بالفعل نقل 700 أسير إلى قاعدة عوفر العسكرية. ووفقاً لشهادات مختلفة، مرّ في المجمل حوالي 4000 فلسطيني عبر هذا المعسكر منذ بداية الحرب، وتم إطلاق سراح حوالي 1500 منهم في نهاية المطاف لعدم كفاية الأدلة، بينما ما زال يقبع فيه نحو ألف آخرين (9).

خاتمة

منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تصاعدت الرغبة في الانتقام من الفلسطينيين عموماً، التي تملكت نفوس الجنود الإسرائيليين وقطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، وتضافرت هذه الرغبة مع وضع إدارة مصلحة السجون تحت مسؤولية وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير، الأمر الذي حوّل السجون الإسرائيلية إلى مقبرة فعلية للأحياء، كما ذكر منذر عميرة. وهذا ما جعل منظمة العفو الدولية تعبّر، منذ 20 كانون الأول/ديسمبر 2023، في بيان أصدرته عن قلق بالغ بشأن مصير الفلسطينيين من قطاع غزة الذين تحتجزهم القوات الإسرائيلية وسط أنباء عن حالات اختفاء قسري جماعية، داعية الجيش الإسرائيلي إلى "أن يكشف فوراً عن مصير ومكان وجود جميع من اعتقلهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بمن فيهم نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، وهما صحفيان من غزة لم يسمع عنهما شيء منذ أكثر من شهرين".

وأضافت: "يساور منظمة العفو الدولية القلق بشأن محنة المعتقلين في غزة، لا سيما في ضوء الصور ومقاطع الفيديو التي تم توثيقها من قبل مختبر الأدلة التابع لها ونشرها في الأسابيع الأخيرة، والتي تظهر رجالاً فلسطينيين جردوا من ملابسهم وأجبروا على الركوع على الأرض، وأيديهم مقيّدة، بينما يقف جنود الاحتلال فوقهم"، داعية المجتمع الدولي إلى أن "يدين، ويحقق، ويتخذ تدابير لمنع التعذيب، والإخفاء القسري، والجرائم بموجب القانون الدولي، كما أن على العالم أن يضمن عدم تطبيع مثل هذه الأفعال، بل الاعتراف بها بها بصفتها إهانة للإنسانية" (10).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت