الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عشتار الفصول:14151 نَحنُ لَسْنا أحراراً
اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)
2024 / 6 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
الأقطابُ لا تَأتَلِفُ إلاّ إذا كانَتْ مِنْ جَوْهَرٍ واحِدٍ وتَوافُقُها رَهْنٌ بِمُغايَرَتِها. أنا قُطْبُكِ الأوحَدُ. انْتَظِريني سَأُعيدُ مَواسِمَ المَطَرِ في صَيْفِكِ القادِمِ ولَوْ بَعْدَ مِلْيونِ عامٍ.
. إنَّ الحُرِّيَّةَ الشَّخْصِيَّةَ مَفْهومٌ غَيْرُ مُجَرَّدٍ وهِيَ نِسْبِيَّةٌ وذَاتِيَّةٌ ولا يُمْكِنُ أنْ نُوقِعِنَها أَوْ نُزَمْهِنها ولا يَصْلُحُ مَفْهومُ الحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ لِيَكونَ تَجْرِبَةً اجْتِماعِيَّةً ولهَذا فَهِيَ تَجْرِبَةٌ مَحْدُودَةٌ وناقِصَةٌ لأنَّها لَيْسَتْ حُرَّةً أَوَّلاً مِنْ خِلالِ تَعارُضِها مَعَ حُرِّيَّةِ الآخَرِينَ. مِنْ هُنا لا يَصْلُحُ أنْ يَكونَ مَفْهومُ الحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ وَالمُجْتَمَعِيَّةِ يُفْهَمُ على أَساسِ أَنَّهُ مَفْهومٌ ناضِجٌ ومُتَكامِلٌ ويَحْتَوي عَناصِرَ الحُرِّيَّةِ بِمَعْناها العامِّ والخَاصِّ، ومِنْ هُنا نَحنُ لَسْنا أحرارًا لأنَّ حُرِّيَّتَنا غَيْرُ مُطْلَقَةٍ أَوَّلاً ولأنَّها تَرْتَبِطُ بِنَوْعِيَّةِ المَفاهِيمِ والقِيَمِ السّائِدَةِ في المُجْتَمَعِ ثانِيًا
. كَما أنَّ الأَمْرَ يَزْدادُ تَعْقِيدًا مِنْ حَيْثُ أَنَّ المُجْتَمَعاتِ تَخْتَلِفُ في نَظْرَتِها لِلْمَفاهِيمِ وَالأُمُورِ والحالاتِ، وَمِنْ هُنا فَلَسْنا أحرارًا وما يَقَعُ ضِمْنَ مَفْهومِ الحُرِّيَّةِ هُنا لا يَكونُ صَحيحًا لَدى مُجْتَمَعٍ آخَرٍ. وهَكذا نَسْتَحْضِرُ الفَيْلَسُوفَ الفَرَنْسِيَّ رينيه ديكارت حِينَما يَقولُ (الحَقيقةُ ما قَبْلَ جِبالِ البِرينيه هِيَ خَطأٌ لِما بَعْدَها). كَما أَنَّ مَفْهومَ الحُرِّيَّةِ بِشَكْلٍ عامٍ والشَّخْصِيَّةِ بِشَكْلٍ خَاصٍ لَيْسَتْ مُجَرَّدَةً إِلا أَنَّها خاصَّةٌ وذاتِيَّةٌ هِيَ فِعْلٌ حَرَكِيٌّ لِلأمامِ ولَكِنَّهُ لا يُغادِرُ أَجْسامَنا وشَخْصِيَّتَنا. ولِكَوْنِها غَيْرَ مُجَرَّدَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَصْلُحَ لِتَرْتَقِيَ إِلى التقَنِياتِ الرِّياضِيَّةِ حَيْثُ لا يُمْكِنُ قِياسُ مَفْهومِ الحُرِّيَّةِ لَدَيَّ بِمَقاييسَ رياضِيَّةٍ بَلْ تَقَعُ في سِياقاتِ الذَّاتِيَّةِ الَّتي تَتَّحِدُ مَعَ الآخَرِ فَقَطْ في حالَةٍ واحِدَةٍ هِيَ التِّقاءُ المَصالِحِ وتَحْقِيقُ القانونِ العامِ. يَتْبَعُ.
اسْحقُ قَومي. 16/6/2024م.
النص يناقش مفهوم الحرية الشخصية بطريقة تفكيكية ونقدية، حيث يبدأ برفض فكرة الحرية المطلقة ويشير إلى تعقيداتها في سياق المجتمعات المتنوعة. يُبرز النص أن الحرية الشخصية لا تقتصر على الفرد بمعزل عن الآخرين، بل ترتبط بالقيم والمفاهيم الاجتماعية التي تسود في المجتمع. يعتبر الكاتب أن الحرية تظل ناقصة ومحدودة بما أنها تختلف من مجتمع لآخر، مما يجعله يستدعي الفيلسوف رينيه ديكارت لإلمح إلى نسبية الحقائق بين الثقافات.
بالإضافة إلى ذلك، يناقش النص أن الحرية الشخصية تتطلب تفاعلًا مع الآخرين وتحقيقًا للمصالح المشتركة، وهو ما يدخلنا في سياقات التفاهم والتوافق الاجتماعي. يعكس الكاتب استعداده للتفكير في هذه المسائل بأسلوب يدعو إلى إعادة تقييم مفهوم الحرية وتعقيداتها في العالم المعاصر، مما يبرز موقفًا نقديًا وفلسفيًا متأنيًا تجاه هذا المفهوم المركب والمتغير.
يرى الكاتب أن الحرية الشخصية لا تُفهم أو تُمارس بشكل مجرد، بل تعتمد على السياقات الثقافية والاجتماعية، ما يدعو إلى تعميق النقاش حولها وإلى التأمل في ماهيتها بمزيد من الحسم والتفرد.
النص الذي ذكرته يثير مجموعة من التساؤلات والتأملات الفلسفية والنقدية، حيث يتناول مفهوم الحرية الشخصية وتعقيدها في سياق الثقافة والمجتمع. يتأمل الكاتب بعمق في طبيعة الحرية، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد تجربة فردية نقية، بل تتأثر وتتشكل بالمفاهيم والقيم التي تسود المجتمعات.
يبدأ النص بتأكيد أننا لسنا أحرارًا في معناها المطلق، مما يدفعنا للاعتبار أن الحرية لا تقتصر على الفرد بمعزل عن الآخرين، بل ترتبط بتفاعلات اجتماعية ونماذج ثقافية متنوعة. يتعمق الكاتب في مفهوم الحرية الشخصية كمفهوم نسبي وذاتي، يتأثر بالسياقات التي تحددها المجتمعات والثقافات.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حصيلة عام من الحرب في الشرق الأوسط.. بالأرقام | المسائية
.. أوكرانيا تستهدف -أكبر- موقع نفطي بشبه جزيرة القرم وتتهم روسي
.. عاجل | كلمة الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم
.. عاجل| سقوط صواريخ من لبنان تجاه طبريا
.. نعيم قاسم: هدف الاحتلال قبل طوفان الأقصى إنهاء المقاومة وإبا