الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية السلام الغربي في أوكرانيا وفلسطين!

عادل احمد

2024 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


عادل احمد





في هذه الأيام يتحدث الاعلام الغربي عن عملية السلام في الشرق الأوسط وعن الحرب الأوكرانية بشكل مكثف. في كلتا القضيتين تبرز محاولات أمريكا والغرب في إيجاد طريقة ما، لإيجاد الحلول فيما يخدم مصلحتها او ما يناسب مع سياساتها… وحسب المعمول تتم مفاوضات بين طرفي الصراع على الطاولة ويتم طرح الأسباب و وتطورها ومن ثم وضع خطة لإنهائها. ولكن ما يحدث الان وما يدور في فضاء السياسة الغربية والأمريكية هو حلولها أي من طرفها وكأنها القوة الوحيدة صاحب القول الحق في كل طرح او بديل السياسي لأنهاء المشاكل والصراعات بغض النظر عمن له على حق او من له السيطرة في ساحة الميدان. لنرى المشهدين كلاً على حدة حتى يتسنى لنا تكون صورة شاملة.

القضية الأوكرانية: دخل صراع الغرب وأمريكا مع روسيا إلى مرحلة دموية وحرب كارثية في أوكرانيا لأكثر من سنتين ووصلت إلى مرحلة يستخدم كلا الجانبين احدث الأسلحة الفتاكة وتدمير المدن وكل ما هو مدني وتشريد الملايين وقتل مئات آلاف من الجنود في كل من الروس والأوكرانيين … وادّت هذا الحرب إلى خلق جو من الرعب والخوف من المستقبل نتيجة التهديد النووي والاستعدادات لهذه الحرب، وبهذا يتم تقديم الصورة القاتمة عن مستقبل البشرية كلها في كف عفريت الحرب النووية بين طرفي الصراع. ان اصل الصراع يكمن في محاولة ترتيب وتوزيع خارطة العالم من جديد بين الدول الإمبريالية واللصوصية لنهب الشعوب وثروات الأمم الأخرى وتوزيعها فيما بينهم حسب القوة والميزانية السياسية والعسكرية الجديدة. ان الشمس الإمبراطورية الأمريكية بدأ منحني بياناتها نحو النزول المستمر وان الاقتصاد الأميركي كأكبر قوة اقتصادية في العالم يعاني من الأزمات وتتراكم ديون الدولة بما يقارب من 35 تريليونات من الدولارات والتي لا تناسب حجم الإنتاج القومي والتي تشكل سنة بعد سنة عجز الاقتصاد الأمريكي لتمويل الدين وفوائد الدين وهذا ما يودي إلى ازمة حقيقية لا يمكن حلها بالوسائل الاقتصادية البحتة. وفوق كل هذا ازدادت فواتير الإنفاق العسكري ما يقارب تريليون دولار. ان كل هذا يحدث في وقت تمر الاقتصادات في جميع انحاء العالم بأزمة خانقة، ما يقارب عقدين من الزمن. وفي المقابل هناك صعود الاقتصاد القوي من قبل الصين والتي احتلت بضائعها الرخيصة والمتوفرة بشكل مذهل جميع الأسواق العالمية وبتكنولوجيات المتقدمة والذكية ولم يترك مجالا للمنافسة مع السلع البضائع الأمريكية والغربية. ان صعود اقتصاد الصين و قليلا الاقتصاد الروسي والهندي والبرازيلي ، أدى إلى الإخلال في التوازن القوة الاقتصادية بين الدول المتصارعة. ان توزيع الأسواق العالمية والاستحواذ على مصادر الطاقة والمواد الأولية يحتاج إلى منافسة شديدة، واذا لم تحل المنافسة بشكل سياسي فان الحل العسكري هو الخيار الأخير، لإنهاء وفصل مكانة كل قوة اقتصادية من أجل الاستيلاء على ثروات الأمم الأخرى. ان روسيا والصين في صعود اقتصاديهما لم ترضيان بحصتهما السابقة وخاصة روسيا وهي وريثة السياسية للاتحاد السوفيتي السابق والتي كانت له امبراطورية اقتصادية وسياسية وتلاشى موقعها بعد انهيار رأسمالية الدولة امام رأسمالية السوق الغربية. ان استرجاع المكانة الروسية في الاقتصاد والسياسة بعد التعافي من انهيارها ، يتطلب مكانة وموقعية أخرى مناسبة مع تطورها الاقتصادي وقوتها العسكرية. الصراع والحرب مع الغرب خاصة في أوكرانيا فيمكنها بان تصبح قوة سياسية وعسكرية قوية لاحتلال الأسواق العالمية من جديد وان تصبح أحد اللاعبين الرئيسين في رسم الخارطة السياسية للقرن الواحد والعشرون الحالي. أي ان الحرب الأوكرانية هي حرب الاستنزاف وحرب الخضوع الإطراب المتحاربة لقبول ورفض المكانة السياسية لكلا الطرفين. ان مكان الحرب هو أوكرانيا ولكن اصل الصراع هي خارج أوكرانيا ان المفاوضات وانهاء الصراع يمكن أن يحدث عندما يقبل كل طرف بمكانته في هذا الصراع. الغرب وأمريكا بعد كل ما قدمت من الأسلحة ومئات المليارات من الدولارات لم يؤدِ إلى وقف طموح روسيا وآلتها العسكرية في اجتياحها لأراضي الأوكرانية وهي في تقدم مستمر ووقفها في وجه الغرب كله من الناحية العسكرية والاقتصادية والسياسية. ولهذا السبب لا يمكن عقد عملية السلام بدون الطرف الأصلي للصراع وهي إشراك روسيا في العملية السلمية لقضية أوكرانيا. ان مؤتمر السلام في سويسرا ولد ميتاً حسب وسائل الأعلام الروسية والصينية.

اما القضية الفلسطينية: فان هذه القضية اعقد مما تحاول أمريكا والغرب ترميمها في الوقت الحالي عن طريق وقف الحرب ( ليس هنالك حرب بين طرفين وانما إبادة الفلسطينيين بطريقة وحشية) بين حماس وإسرائيل. ان حل القضية الفلسطينية لا يكمن في انهاء إسرائيل دمار غزة وقتل المواطنين الفلسطينيين من طرف والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين من قبل حركة المقاومة الإسلامية- حماس وانما يكمن في الشروع عن اصل القضية وحل المشكلة الفلسطينية من جذورها. ولكن في الوقت الحالي تحاول أمريكا والغرب وعن طريق مجلس الامن او الأطراف العربية ان يقتصر حل مشكلة فلسطين بوقف القتال ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وفي احسن أحوالها سحب قوات الإسرائيلية من غزة وبدء عملية اعادة البناء. ومن هنا نفاق الغرب حتى حسب المفهوم البرجوازي للكلمة، يظهر بوضوح ويحاول الغرب وأمريكا اعطاء رؤيته وحلوله حسب مصالحهم ولا تعطي اية أهمية للإنسان والبشر القاطنين على ارضاً اسمها غزة والضفة الغربية وفلسطين ويقتلون يوميا ويعانون من الجوع يوميا ويطردون من مزارعهم وبيوتهم يوميا وانما تبحث عن مصالحها الحقيرة في التواجد في الشرق الأوسط ولموطئ قدم في المنطقة ما يخدم سياساتها. بالرغم من ان وقف القتال والدمار ودخول المساعدات شيء إيجابي ولكنه لا يحل جذر المشكلة والتقليل من تكرارها مجددا. ولهذا يحتاج السلام في القضية الفلسطينية إلى السلام الحقيقي وحل المشكلة الفلسطينية بإنشاء دولتها في نطاق حدودها المتفق عليها دوليا ومحليا وبطريقة قانونية وسياسية. ان أمريكا والغرب تنظر إلى الصراع والقتال في غزة من ناحية مشاريعها الاقتصادية والسياسية وليس من باب مشروع إنساني لإنهاء معاناة الفلسطينيين. راينا كيف وقف رأي العام العالمي بجانب معاناة الفلسطينيين والتنديد بوحشية إسرائيل وداعميها الغربين وامريكا. ان قضية غزة هي جزء من هذا الصراع ما يحاول الغرب وأمريكا من طرف وروسيا والصين من طرف آخر ليسوقها حسب مصالحها الأنانية في إعادة توزيع العالم فيما بينهم أي توزيع العالم بين اللصوص العالمية ومصاصي الدماء العالميين من الرأسماليين عديمي الضمير.

للأسف الحل الإنساني والأنسب لحل كل هذه القضايا أي الحل الاشتراكي في الوقت الحاضر غائباً، ان القوة التي تستطيع انهاء معاناة الإنسانية في كل هذه القضايا هي ضعيفة ومتشرذمة وغير منسجمة وغير منتظمة على النطاق العالمي وان تواجد القوة الاشتراكية العمالية هو الكفيل بإنهاء المأساة والمعاناة التي تعاني منها البشرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل توسع عمليات هدم منازل الفلسطينيين غير المرخصة في الق


.. عقب انتحار طالبة في المغرب مخاوف من تحول الأمر إلى ظاهرة بين




.. #فائق_الشيخ_علي: #صدام_حسين مجرم وسفاح ولكنه أشرف منهم كلهم.


.. نتنياهو يتوعد بضرب -الأعداء- وتحقيق النصر الشامل.. ويحشد على




.. في ظل دعوات دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية.. أوروبا تربط مسا