الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدعاء الـ -حقيقة-

أمين بن سعيد

2024 / 6 / 18
كتابات ساخرة


لا أزال أكتشف المكان، وربما لا يزال القارئ يريد أن يضع "الكاتب" في "خانة" ما: من حقه ذلك، وخلفية من يكتب "جوهرية" لكن ذلك قد يفضي إلى الخطأ في الحكم إذا لم يكن الكاتب ينتمي إلى تيار محدد. من كل بستان تقطف الوردة التي تروقك، من كل بوفاي تتذوق ما يعجبك، وليس مجبرا أن تأخذ كل شيء لأنك إذا فعلت كنت "خروفا" في قطيع مهما كانت خلفيتك. قد يوصف ذلك بشيء من الفوضوية، وأيضا قد لا يؤمن جانب من يفعل ذلك لأنك لا تستطيع أن تعرف/ تتوقع منه موقفا ما ويكون فيه ثابتا. لكن ذلك أيضا سلوك "خرفاني" فحتى المتدين بدين لا يمكن أن تتوقع منه موقفا ثابتا فقد يشتم دينه ورموزه في ظروف ما وقد يقول عكس حقيقة دينه أو قد يكون بكل بساطة غير ملتزم بتعاليمه.
الذي قيل، ينطبق في الحقيقة على جميع البشر ومن كل التيارات الفكرية، فكل فرد يأخذ ما يريد من المعروض أمامه وحتى من الذي يقدم نفسه على أنه ينتسب إليه؛ ولك في آلاف الطوائف الدينية خير دليل على ذلك، وحتى الأيديولوجيات كالماركسية فيها طوائف كثيرة تماما كما الليبرالية والقومية إلخ. تبقى المشكلة في هذه الاختلافات الكثيرة، البحث عن قاسم مشترك تتفق عليه كل الأطراف أو أغلبها ويظهر كلامي أنه "منطقي" و "مقبول" هنا لكنه ليس كذلك، لأن "كل" هذه الأطراف المختلفة قد تتفق على وهم/ خرافة ربما يكون مانعا من تقدم المجتمع ورقيه وكرامته (لا تنس الكرامة فهي الأصل الأول في الحكم على تقدم ورخاء الدول والشعوب): كل زعم يلزمه دليل وأعطي مثالا على زعمي، عندنا العروبة وعند الغربيين "المحرقة" النازية. و"اللطيف" أن الإثنين "محرقتان" الأولى حقيقية والثانية خرافة. لكن الجميع تقريبا يتفقون عليهما و"يكفرون" المهرطق ويسلطون عليه أشد العقوبات، وهنا قد تقول كلامي صحيح في الغرب لكن عندنا ليس ردة القول بوهم العروبة، وكلامك فيه كثير من الحق لكن يلزمه توضيح صغير وموجز: أولا عليك بالجزائر والمغرب لترى التهميش والاضطهاد على جميع الأصعدة وكذرة صغيرة لاحظ ماذا يكتب هذا الشيخ "الجليل" على واجهة موقعه، لا يوجد أي شيء له علاقة بالإسلام كدين في الشعار الذي يرفعه -ومن المفروض تلك وظيفة الشيخ- https://www.youtube.com/@elkamali/videos ثانيا بقية الشعوب في الشرق عربت تقريبا بالكلية ومشكلتها ليست الهوية لكن الطائفية الدينية، هذا حسب فهم نخبها وهي قطعا مخطئة، لأن الإسلام والعروبة واحد. في كلام الشيخ عن اللغة العربية ترى الحقيقة التي لا يمكن أن تتجاهل وهي مشكلة اللغة العربية الأولى ليس لشمال أفريقيا بل لكل الشعوب المستعربة: العربية لغة صنعت عرقا/ جنسا وهميا، كلغة دينية يمكن قول الكثير فيها، أيضا كلغة خرجت من صحراء قاحلة وحملت ثقافة من صنعوها وعلى رأسهم من كتبوا القرآن، لكنها تبقى لغة كأي لغة أخرى لها ما لها وعليها ما عليها، مشكلتها الأولى التي يجهلها أو يتجاهلها تقريبا الجميع هي صناعتها لهذه "الأمة العربية" العظيمة من البحر إلى المحيط، هذه "الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة"، وغيرها من الشعارات التي تقريبا يرفضها الجميع لكنهم هم نفسهم ينشطون ويتبنون نفس الشعارات لكن بصيغ أخرى كيساري يسمي نفسه "يسار عربي" وآخر يتكلم عن "وطن عربي" وغيرها من الأمثلة. طبعا لن تستطيع "تكفيري" باتهامي بـ "العنصرية" ضد العرب وقد قلت عن كل شعوب الأرض أنها مجرد قطعان تأكل ما تسمع في إعلامها ومدارسها كما لن تستطيع تخويني واتهامي بالصهيونية لأني أرى الفلسطينيين أنفسهم صهاينة وقد قبلوا بأن أرضهم حق لأوروبيين وشمال أفارقة ومصريين وعراقيين ووو... الهدف من كلامي: اعرف الحقيقة أولا، ثانيا اعلم أنها لن تغير شيئا فمجتمعك متخلف وخرج من التاريخ ولن يعود اليه حتى بعد مليون قرن، عش بأقل قدر من الأوهام "ذل" عظيم و"مهانة" أن يمضي الإنسان حياته مضحوكا عليه. منذ أيام زرت قريبة لي، المسكينة حالها يشبه هيروشيما بعد إلقاء القنبلة عليها، كل أجهزتها فيها خلل، وهي اليوم معاقة حبيسة الفراش وقريبا ستموت، أما "الدكاترة" الأشاوس فقد قالوا لها أنهم يجهلون ما حل بها ولا يوجد عندهم أي تفسير ووقعوا على إخراجها من المشفى لتعود إلى منزلها بين أهلها. المهم قريبتي هذه في أفريل 2020 قلت لها -كغيرها- هناك سموم تحضر إياك أن تحقني نفسك بها فقالت لي أنها "المختصة" وأنا لا أعرف شيئا وعلي أن أتبع "العلم" الحقيقي وأن أكف عن سماع "الدجاجلة" على النات. ابنتها عمرها اليوم 18 سنة ومنذ أكثر من سنتين انقطعت عادتها الشهرية، القريبة "طبيبة أطفال"، وقد ذكرت في مقال سابق أن الأطباء لا يعرفون شيئا عن موضوع التلقيح إن هي إلا سويعات قليلة درسوها تشبه تحفيض الفاتحة والمعوذتين للأطفال في الكتاب. الهدف من كلامي مرة أخرى: قريبتي ستموت قريبا ولم أستطع انقاذها، ومع أن الحق عندي إلا أنها رفضته، فلا تظن أن مصيرك سيختلف معي، لكني لا أرضى لا لك ولا لأي بشر أن يخدع، "الحقيقة" تعني "الكرامة" فعش كريما وإن كنت وحدك من يعلم. هدف المقال أن أقول لك: كل ما يحيط بك خراب، في كل مكان على سطح الأرض ستعيش "ذليلا"، لأنك إذا عرفت "كفرت" و"اضطهدت" بل ربما قتلت، عندك حلين لا ثالث لهما: أن ترضى بالجهل فتسير كل مرة مع قطيع وأنت سعيد، أو أن تعرف فتعيش في حرب مدمرة مع نفسك والعالم كله حولك لا أمل فيه. عن الجهل و"سعادته" مثلا أولئك "التنويريين" الذي يعيشون في الغرب ويطبلون لليهودية ولكل الخرافات والقمع والإرهاب الذين نتجوا عنها، أيضا مثل من يعيشون في الداخل كجماعة تكوين أو كل التيارات التي تتكلم عن "وطن عربي" و"أمة عربية".
قول مثل "معرفة الحقيقة" "يطلق" الكلام، ويكون بذلك "غير حذر"، و"قل لمن يدعي في العلم...". لكننا نستطيع قوله في أمور عديدة عندنا عليها الدليل الذي لا يرد، وإطلاق كلامنا بين من لا يعرفون قد يرى "تكبرا" و"ثقة بالنفس زائفة" بل ربما نظر إلينا كذلك المتدين المتكلم عن دينه وكأنه "حقيقة" في حين أن العكس تماما هو "الحقيقة"؛ كل أقوالهم تلك لا قيمة لها في ذاتها ولا لعدد قائليها وإن كانوا كل سكان الأرض. تخيل لو غدا ترى كل من يعترضك في الشارع عريانا، في عملك، في كل مكان على النات، من تقرأ نشرة الأخبار (إن كنت ممن لا يزالون عندهم تلفاز)، رئيس الدولة، في البرلمان الأوروبي، في مجلس الأمن... كلهم عراة تماما، هل ستتعرى مثلهم؟ هل ستشك لحظة واحدة في الحق الذي عندك؟ ستقول أن المثل لا ينطبق على أمور يصعب أولا معرفتها وثانيا الحكم عليها كالأديان والأيديولوجيات والفلسفات إلخ وجوابي بسيط وأعود لمثل أسئلة طفل صغير كما في المقال السابق: عندما نعود إلى الأصول تتكشف لنا الحقائق، وإذا ما نظرنا بتجرد وشجاعة لا يمكن أن نخطئ، فمثلا الدين ولنقل اليهودية (إله الكون اختار شعبا) ربما تمرر "إله" ولا يجوز لك لكن لنتنزل، لكن أن تمرر أنه اختار شعبا ما فاعلم أن في تفكيرك خلل وعليك مراجعته في تلك اللحظة قبل أن تمر لغيرها. المسيحية (آدم أكل تفاحة ولذلك علي أن أؤمن بيسوع وإلا أشوى إلى الأبد في النار): هنا يجب أن تضحك وكأن طفلا صغيرا يحدثك عن صديقه الذي كاد يأكله الغول بالأمس لولا أنه سمع كلام أمه، إذا لم تفعل فعندك خلل عليك مراجعته. الإسلام لست مطالبا أن تكون طبيبا لكن البديهيات التي عندك في هذا العصر تقول أن قصة بدء الوحي فيها مرض عصبي ونفسي، إن لم تفعل فأيضا عندك خلل. والذي قيل ليس لا تجنيا على المتدينين وأيضا وهذا الأهم ليس من عرف ذلك "جابلنا الأسد من...": الخروج من سجن هذه الأديان خطوة كبيرة نعم، لكنها مجرد خطوة لا غير وكل وكيف يستغلها، ومن المفروض أنها كانت خدعة كبيرة اكتشفها من خرج منها وذلك يجعل منه أكثر شكا وأقل قبولا لكل ما يزعم حوله، لكن أحيانا العكس يحصل فترى اللاديني أغبى من الغباء نفسه في أمور أخرى كذلك الذي يساند إسرائيل اليوم أو يقدس سفاحا كستالين أو آخر يقدس هتلر بعد أن اكتشف وهم العروبة إلخ.
أختم المقال بقصة حدثت في 2021، حقن الناس بسموم فايزر وأسترازنيكا على أشده، إرعاب الناس في كل لحظة وفي كل مكان، من حين لآخر جريمة ضد الإنسانية لا علاقة لها لا بعلم ولا بطب تفرض (الـ Lockdown)، أبطال القصة أنا، صديق لاديني، 3 أئمة مساجد. الصديق امتنع عن زيارة أمه العجوز قرابة الستة أشهر "خوفا عليها"، مرات قليلة أخذ معه أطفاله لتراهم جدتهم التي تعيش وحدها، وتراهم على بعد أمتار بالطبع، وممنوع أي لمس والسبب "الخوف عليها لأنها كبيرة وعندها أمراض". الأئمة الثلاثة، أرسلت لهم وطلبت لقاءهم: قلت لهم افتحوا المساجد ولا تغلقوها، فقط كل من يكون مريضا لا يحضر الصلاة أما غير ذلك فلا تقوموا بأي شيء تسمعونه في الإعلام كالتباعد والماسك، أي شخص تسمعون بأنه مريض تتصلون بالأطباء فلان وفلان فقط وقولوا لهم ألا يذهبوا للمستشفيات، إذا ما توفي أحد وقيل لكم إنه مات بالكوفيد فاذهبوا لأهله وغسلوه وصلوا عليه وادعوا الناس للجنازة ولا تضعوه في كيس وتلقوه ككلب في القبر كما قيل لكم: الذي يموت بالكوفيد لا يعدي ولا فايروس فيه وكل ما يقال لكم كذب. ختمت كلامي بأن إكرام الميت دفنه لا رميه ككلب في كيس، أنتم أئمة وتعرفون الدين وستحاسبون على ما سمعتم إن لم تبلغوه للناس. إمامان لم يفتحا كل مسجده، أما الثالث ففعل، ولم تحدث له أي مضايقة لأن أعوان الشرطة وقع شرح الأكذوبة لهم، الإمام الثالث كلما مات شخص في المنطقة كان يذهب ويقوم بكل ما يلزم معه وكثيرا ما لا يقترب أهل الميت من ميتهم وعندما يرونه كيف يلمسه يفعلون، وصف لي مشاهد مؤثرة كان يصرخ فيها في أهل الميت "تعالوا قبلوا ميتكم وودعوه ولكم ضمانة فلان وفلان وفلان لو مرض أي منكم": تجاوز الدين خطوة كبيرة جدا نعم، لكنها ليست كل شيء، والإمام المذكور أرقى مليار مرة من صديقي اللاديني وهو أيضا بالمناسبة مثل قريبتي "طبيب"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي