الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المسلمون قادرون علي تحقيق نهضة

محمد حسين يونس

2024 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


اينما وجهت نظرى كنت أجد بشرا يحتفلون بالنصر قبل أن تبدأ المعركة .. كنا عندما نذهب لشراء بعض احتياجاتنا يرفض الباعة أخذ النقود و كان الجميع يحيوننا من الشرفات و في الشوارع يرفعون أصابعهم بعلامات النصر .. عند المعدية رقم 6 بالإسماعيلية التي تنقلنا من افريقيا لاسيا كان الاهالي يوزعون علي الجنود و الضباط الحلوى و الشربات .. لقد كانوا واثقين أن الجيش المصرى سيصل تل ابيب في غضون ساعات يشنق موسي ديان علي أقرب شجرة (كما يقول أحمد سعيد ) و يعود بليفي اشكول مسلسلا بالحبال يجرى خلف عربة القائد المنتصر
المقدم فؤاد سلطان المسئول عن تأمين العبور هندسيا والفائد السابق للكتيبة 17 مهندسين.. يقف امام المعدية يحي أبناء كتيبته التي نقل منها و هو يضحك .. ثم يقول لي همسا.. مفيش حرب و لا حاجة إحنا بنخوف إسرائيل .
انتقل حماس الناس و ثقتهم للجنود الذين كانوا يصيحون((جايلك جايلك)) يا فلسطين ..(( خيبر خيبر يا يهود جيش محمد راح حيعود )) الا أنا .. فقد غرقت مع ظلام الليل و صوت موتور العربة الرتيب في تأمل طويل فلسفي عن خلافات أهل المنطقة و حروبهم.. مفندا الاسباب التي تجعل مجموعه من البشر تعادى أخرى لأسباب تتصل بالعقيدة أو إختلاف الفكر
لم استثيغ هذة العداوة الدينية فرجعت للاختلافات السياسية التي تعلمناها في فصول التوجية المعنوى و الخاصة بعدوان العصابات الصهيونية علي شعب ( فلسطين ) أثناء الإنتداب البريطاني ..و كيف كان العرب يقاومونهم والكفتين شبه متعادلتين حتي وثق المناضلون في قادتهم الذين وعدوهم إذا ما غادروا أن يعودوا علي أسطح الدبابات العربية ..فظل من إستجاب لاجئا مشردا لعشرين سنه بعد أن خانة الجميع ملوكا و قادة و سياسيين.
إذا فالصراع سياسي .. ناس إحتلوا أرض ناس بالقوة ..و أنشأوا عليها دولة .. ضمت أفراد من جميع بلاد الدنيا .. و هذه الدولة خطر علي جيرانها بما في ذلك حدودنا ..
و هكذا ما الهدف من هذه الحرب .. هل نحن في طريقنا لرميهم في البحر و الإنتقام لهزائم 48 و 56 .. أم لفرض دولة فلسطينية تضم بجوار المسلمين و المسيحيين يهود .. أم لتخويفهم كما يقول المقدم فؤاد .
أهداف إنتقال القوات لسيناء و دروس التوجيه المعنوى لم تمنعني من النظر حولي لحركة ما تبقي من الجيش ( الذى أغلبه في اليمن ) فأرى العشوائية و عدم التخطيط و الجهل التكتيكي و الاستراتيجي و أعطال المعدات و فوضي الحشد و زعيق أجهزة الاعلام وخيلاء القيادات الملتفة حول المشير كما لو كانوا هيئة أركان جيش رومل ..
ثم سقط الحلم مع الدقائق الاولي للمعركة لقد هزمنا بعد نصف ساعة لأننا لم نملك أدوات النصر .. فلسفة معاصرة و فكر دافع للتعيير و التطور
الفلسفة التي تسيطر علي عقولنا ( كشعب ) لا تتوافق مع الحروب الحديثة ..إنها لازالت تمجد إنتصارات تشييد إمبراطورية العرب في زمن الخلافة الرشيدة
أبطالنا هم الذين شاركوا في معارك البداية ( ابو عبيدة الجراح..و خالد إبن الوليد , عمرو بن العاص ..والزبير بن العوام ) ثم من إستكملوا الخط في الزمن التالي ..(موسي بن نصير طارق بن زياد و صلاح الدين الأيوبي ..و قطز ..و الظاهر بيبرس )
الجيوش لدينا هي ما تنتصر و تعود بالغنائم .. فيء للمنتظرين أن تتغير حياتهم لأفضل
في ثقافتنا .. العمل المثمر الذى يقدره المجتمع و لا يتوقف الدعاة من الحديث عنه ..هو الغزو ( الشجاعة و التضحية ..و الثقة في النصر و تحطيم العدو و الإستيلاء علي ثرواته )..
حدث هذا من 1400 سنة في شبه الجزيرة .. ثم توسع ..مع وضع اليد علي أملاك الإمبراطوريتين الفارسية و البيزنطية ..و أصبح رموز القوم .. هم هؤلاء الذين أرهبوا العدو ..و جعلوا من نسائة سبايا . , و هو الأمر الذى كان يدور برؤوس الجنود ..و هم يزحفون داخل سيناء في إتجاه الحدود .
الان في العقد الثالث من القرن الحادى والعشرين .. أنظر حولي فأجد علي مساحة أوسع من المحيط للخليج بشرا يحتفلون بالنصر....
لقد جعلهم الاسلام أعز أمة بأموال البترول .. فهم يغزون أوروبا و العالم و ينشرون ثقافتهم و فكرهم بين المسلمين و بين المليارات الخمسة غير المسلمين لا يلقون مقاومة بل نصر خلف أخر كما يتصورون وارتفعت( اللة اكبر) تغطي علي كل أشكال الفساد الذى ساد العالم و تعاني منه البشرية .
.
الجميع يحتفلون و يطلقون لحاهم و يضعون السواد علي ملابس النساء و الجحافل تتقدم في غزة للقبض علي نتنياهو و العودة به يجرى خلف عربة القائد المنتصر التي تجرها خمسة أزواج من الخيول العربية المطهمة الاصيلة.. .
.
ما هذا , يقول إريك فروم
((من الامور المستحبة و المغرية للناس الي درجة تصعب مقاومتها أن يظل كل منهم حيث هو لا يتقدم و يركن الي ما يملك!! من فكر وثقافة
لاننا نعرف ما نملك و نستطيع أن نتعلق بة و نشعر في ذلك بالأمن و الأمان فنحن نخاف المجهول بل نخاف ما لسنا متأكدين تماما منة ومن ثم نحجم عن أن نخطو أى خطوة في اتجاهه ..))
بكلمات أخرى نحن لا نريد ثقافة و فكر يخالف ما تعلمناه في زمن الإنتصارات ..
و لا نريد أن نعترف أن العالم قد تغير .. و أن السيوف حل محلها الصواريخ و المدرعات ..و أن خطط خالد بن الوليد الذى لم يهزم .. لم تعد تتتناسب مع ما تكشفة الاقمار الصناعية لحظة بلحظة ..
وهكذا بعد أن أطاحت هبات الجماهير بأكواخ القش الحاكمة في ليبيا و اليمن و تونس و مصر..عادت المجاميع لما تعرفة
أعادت انتاج النظام القديم العسكرى الطابع والالتفاف حول قواده.. و الاحتماء بالدين الذى جربناة من الف سنة فاعز اللة الاسلام و المسلمين .
هل الجيوش التي نحتمي بها هي نفس جيوش خيبر التي ستعود .. و هل الاسلام كما يقدمة مرشدى القوم في( إيران تركيا إندونيسيا باكستان بنجلاديش و دول الناطقين باللغة العربية ) قادر علي أن يصنع نهضة .. أيا كانت..بين شعوب تغيرت كيمياء عقولهم ..و أصبحوا قادرين علي غزو الفضاء و إستخدام الذكاء الصناعي في تصريف أمورهم
الاجابة علي هذا السؤال تتطلب فحص مكونات نصفي السؤال ..كل علي حدى ..
اى ما هوخطاب الاسلام!!..الذى يقدمه للعالم اليوم. بواسطة أبناء غزة و المهاجرين لبلاد الواق الواق. ( فالباقي لا صوت لهم ) .
و من هم المسلمون الذين سينهضون ..
ثم ما هو تعريف النهضه!! ..و هل الاسلام و المسلمون الحاليون ( إيران و تركيا و إندونيسيا و الباكستان )الدول الأكثر تقدما بيننا .. قادرون علي تحقيق هذة النهضة في الظروف التي أصبح عليها البشر في القرن الحادى و العشرين ... هذا حديث أخر قد نتناقش فيه لاحقا ... إذا ما كانت هناك أذان لم يصبها الصمم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خبر سئ
على سالم ( 2024 / 6 / 21 - 20:49 )
ذكرت اخبار عن البى بى سى ان مجموعه كبيره من الحجاج المصريين والذين ذهبوا الى الاراضى المقدسه بنيه الحج قد توفوا هناك والسبب كان الحر الشديد والاعياء والسير مسافات طويله وامراض الشيخوخه وايضا السبب الاول انهم لم يذهبوا هناك كحجاج بل حصلوا على فيزا سياحيه وليست فيزا حج ؟ الغريب انهم جميعا من الارياف واكبر امل لديهم هو الحج والتطهر من الذنوب كما يتصوروا ؟ المحير انهم جميعا باعوا كل شئ من اطيان وذهب وخلافه من اجل الذهاب والتطهر من الذنوب والحلم بجنه رضوان ؟ انا اعتقد انهم جميعا يعانوا من امراض اجتماعيه وسذاجه وجهل وخيم ووراثه عادات بدويه توارثوها ليس الا ؟ والا كيف لهم ان يثبتوا لى ان الذهاب الى مكان صحراوى حار به بعض الاحجار كفيل بأن يضمن لهم حياه النعيم والخلود ؟ مجرد سؤال