الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


6 مليارات للقمع في بلد يعاني شعبه من الفقر والجوع!

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)

2024 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


عند النظر الى الاوضاع العامة في إيران التي ترزخ تحت نير حکم نظام الملالي القمعي، فإنه لم تحتاج الحالة الاقتصادية في إيران إلى تفسير اقتصادي مفصل. المؤشر الأكثر إيلاما هو الجيوب الفارغة ومائدة الإيرانيين الفارغة، حيث يشعر الناس بالضغوط الاقتصادية بشكل حاد. ولكن تحليل الأخبار الأخيرة يكشف كيف ينهب النظام موارد الشعب.
الحقائق الصادمة والمروعة التي تميط اللثام عن الماهية اللاإنسانية المضادة للشعب الايراني تتوضع أکثر ولاسيما عن کشف وزير داخلية النظام في 12 يونيو 2023 خلال اجتماع بعنوان "مؤتمر قادة ناجا" أن رئيسي خصص ميزانية ضخمة لقوات الشرطة، بالإضافة إلى الميزانية السنوية. وقال وحيدي:" على سبيل المثال، في قوات الشرطة، قرر رئيسي نفسه خلال اجتماع المجلس الأعلى تخصيص مبلغ كبير للتجهيزات. هذا المبلغ كان كبيرا جدا، حوالي 7 مليارات يورو".
والمثير للسخرية والتهکم إن المقبور رئيسي قد خصص 6 مليارات يورو لقوات الشرطة القمعية، بينما تبلغ ميزانيتها السنوية حوالي 1.5 مليار يورو، مما يعني أن هذه القوة القمعية ستحصل على ميزانية إضافية تعادل أربعة أضعاف ميزانيتها السنوية، علما بأن هذا يجري في وقت صار فيه أغلبية الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر وحتى إن هناك أعداد کبيرة جدا تعاني من الجوع ولاتجد ماتسد به أوردها في بلد يجلس على واحدة من أکبر إحتياطات النفط والغاز ومعدن وموارد أخرى.
والجدير بالذکر إنه تبين نظرة أعمق إلى هذا الرقم أن 6 مليارات يورو تعادل أكثر من 380 تريليون تومان. هذا المبلغ يعادل راتب سنة لـ 4.5 مليون عامل بأجر الحد الأدنى. وهو أيضا ما يعادل راتب سنة لـ 3.2 مليون متقاعد. ويمكن بهذا المبلغ بناء 700,000 وحدة سكنية بمساحة 60 متر مربع لكل منها (تتراوح تكلفة البناء لكل متر مربع بين 8 و12 مليون تومان – وقفا لصحيفة حكومية ستاره صبح، 25 ديسمبر 2023). ويمكن لهذه الميزانية أيضا خلق ما يصل إلى 400,000 وظيفة مستقرة.
لکن نظام الملالي لا ولم ولن يهمه مايمکن أن يصب في مصلحة الشعب وتحسين أعواله وأوضاعه بل إن الذي همه ويهمه هو أن يضمن بقائه وإستمراره وذلك لا يمکن أن يتحقق إلا بممارسة القمع والاستبداد الذي يتم ويجري على يد أجهزته الامنية التي يظهر واضحا بأن السفاح رئيسي وحتى الايام الاخيرة من حياته ظل يعمل کل مابوسعه من أجل تعزيز القوة والامکانية الامنية للنظام من دون أن يلفت الى الشعب الفقير والجائع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جندي تونسي في هجوم على دورية عسكرية قرب الحدود الليبية


.. فرنسا: لـماذا تـوصف الانـتـخـابـات الـتـشريـعية بالتاريخية؟




.. خسارة لا يمكن تصورها.. عائلة في غزة تروي الكابوس الذي عاشته


.. د. حسن حماد: البعض يعيد إحياء الخلاف القديم بين المعتزلة وال




.. التصعيد في لبنان.. تحذيرات دولية ومساع اقليمية لمحاولة تجنب