الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضل والمقاوم لحسن زغلول يتحدث عن علاقته بالمجاهد عبد الرحمن اليوسفي

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 6 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


قبل أربع سنوات، أجرت قناة مراكش تيفي مقابلة مع المقاوم لحسن زغلول الذي تم تقديمه كواحد من مواليد 1930. مقاوم ومناضل بالمدينة الحمراء (مراكش) ومنطقة بوشان. صدر في حقه حكم غيابي بالإعدام بتهمة التآمر على اغتيال الملك الراحل الحسن الثاني بمسجد الكتبية بمراكش فاضطر للهروب إلى الجزائر التي امضى فيها أزيد من 35 سنة في منفى قسري. عاد إلى المفرب يوم 26 نونبر 1998 بعدما حظي بالعفو الملكي.
في هذا الحوار، يسترحع المناضل والمقاوم لحسن زغلول أهم اللحظات التي جمعته بالراحل عبد الرحمن اليوسفي.
في البداية، قال لحسن زغلول إن اتصاله بسي عبد الرحمن اليوسفي كان سابقا على تشكيل حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. كانت تربطه به علاقة كمقاوم. التقى به في بعض الاجتماعات التي عقدها المقاومون، وكان آنذاك ما يزال مقيما بطنجة التي انتقل منها إلى الدار البيضاء. توثقت علاقته به ضمن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية لما كان يشتغل في جريدة "التحرير" كمسؤول عن تحريرها ونشرها. وكانت تصله في مراكش كل صباح مجموعة من النسخ من هذه الجريدة بواسطة القطار، وكان مكلفا بتوزيعها في مراكش ونواحيها.
عندما تم اعتقال اليوسفي بتهمة المس بالأمن الداخلي قام لحسن زغلول آنذاك برفقة ثلة من المناضلين بالدفاع عنه والاحتجاج على اعتقاله والمطالبة بإطلاق سراحه وسراح الفقية البصري. لم تكن بينه واليوسفي علاقات مستمرة. كان يلتقي به في اجتماعات ولقاءات الكتابة العامة للحزب. المهم أنهما تعارفا واستمرت علاقة زغلول به في إطار الاجتماعات التي كانت تعقد في الكتابة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالدار البيضاء والتي كان يحضرها كمسؤول في اللجنة الإدارية للحزب التي تشكلت سنة 1962. عندما وقعت أحداث 1963 في صفوف الاتخاد الوطني للقوات الشعبية التي بسببها تم إلقاء القبض على مئات من المناضلين، اختفى سي زغلول عن الأنظار وتمكن من الهروب إلى الجزائر .
واصل ضيفىالقتاة حديثه بالقول: كان اليوسفي يأتي من حين لآخر ليزور الفقيه البصري في منفاه بالجزائر عبر فرنسا او من شرق المغرب. بهذه المناسبة، التقيت به مرتين أو ثلاثا عند الفقيه البصري.لم يكن السياق الذي تتم فيه زيارات اليوسفي شيئا آخر غير العلاقات بحيث أن اليوسفي والفقيه البصري كانا مسؤولين عن الكتابة العامة للحزب، ملزمين بالتشاور والتداول في أمور تهم التنظيم.
وأضاف سي زغلول: كانت هناك مسؤوليات منوطة بالرجلين ومرتبطة بالعلاقات القوبة مع الجزائر التي كان اليوسفي يدافع عن ثورتها ضد الاستعمار الفرنسي وكانت تربطه علاقة متينة بالهواري بومدين ويحظى بالاحترام من قبل الجزائريين بحكم تعاطفه وتضامنه مع نضالهم التحرري. لم يكن متفائلا بالوضع السياسي في المغرب لأنه لم يتغير، خاصة بعد ترؤس أوفقير للأمن الوطني وتقلده في ما بعد منصب وزير الداخلية، وكان ذلك يعني إكسابه القوة لضرب واضطهاد الاتحاد الوطني للقوات الشعبية لأنه كان يحاول خلق جماعات مسلحة ضد القصر.
مواصلا حديثه عن ذكرياته التي جمعته بسي عبد الرحمان اليوسفي قاب سي لحسن زغلول: عاد سي زغلول إلى المغرب بعد العفو الملكي. للإشارة، لم يشملني العفو الأول الذي ورد فيه اسم محمد بنسعيد آيت إدر الذي دخل قبلي إلى المغرب سنة 1982، بينما عاد مولاي عبد السلام سنة 1979. في ما بعد، تم تقديم اقتراح إلى الحسن الثاني بإصدار عفو على مجموعة من المحكومين بالإعدام وكنت أنا من جملتهم. لما عدت إلى المغرب في أول مرة يوم 26 نونبر 1998، استقبلني في المطار سي محمد بن سعيد آيت إدر الأمين العام لمنظمة العمل الديمقراطي بحضور مجموعة من رفاقه، وكان في استقبالي كذلك مناضلون من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. ولما نزلت عند سي بنسعيد آيت إدر، اتصل بسي عبد الرحمن اليوسفي قصد الترتيب لزيارته. فما كان من الأخير إلا أن رحب بالزيارة معربا عن رغبته في رؤيتي. ذهبنا إلى الرباط في غضون شهر رمضان ودخلنا إلى مقر الوزارة الأولى حيث استقبلنا اليوسفي بحفاوة وتبادلنا أطراف الحديث عن الأوضاع في الجزائر وما يقوله الجزائريون عن ترؤسه للحكومة علما بأنه كان معارضا لسياسة الحسن الثاني. في هذا السياق، شرح لنا كيف أنه قبل منصب وزير أول على أساس أن يتفاوض مع العاهل المغربي لأجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والسماح للحريات الديمقراطية بالاستمرار. في هذا الإطار، اندرج توليه رئاسة الحكومة. من باب اللباقة، اعتذر لنا اليوسفي عن عدم قدرته على إحضار ولو كأس شاي بحكم أن الوقت وقت صيام. سألني كذلك عن الجزائريين وماذا يقولون عنه. فقلت له إنهم يعرفون عبد الرحمن اليوسفي كإنسان مناضل اتحادي وحقوقي، كان يدافع عن المناضلين العرب قاطبة بحكم انتمائه إلى جمعية المخامين العرب. وأضفت أن الجزائريين استحسنوا ترؤس اليوسفي للحكومة وبذلك يمكنه أن يحقق جزء من الأشياء التي كان يطالب بها وهو في المعارضة.
أما الناس الأخرون، يتابع زغلول، الذين لم يكونوا يعرفون سي عبد الرحمن اليوسفي كانوا يقولون إن الحسن الثاني عين اليوسفي على رأس الحكومة مثلما فعل في السابق مع آخرين كان يتخلص منهم واحدا واحدا بعد أن يحقق بهم أغراضه السياسية.
عند خروجهم، قال له الأخوان بنسعيد آيت إدر وحسن مرز ق الذي رافقهم في زيارتهم هاته: إنك بالغت شيئا ما. فأجايهما بأنه لم يقل سوى الحقيقة. ثم أضاف أن اليوسفي كان رجلا هادئ الطبع، كثير الكلام، لكن كلامه كله كان موزونا. لما كان يترأس اجتماعات الكتابة العامة واللجنة المركزية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ينفعل أحيانا عندما يسمع أشياء تطلق على الحزب وهي خارجة عن نطاقه السياسي. من هذا القبيل، قيل إن حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية يشكل خلايا مسلحة تهدف إلى الإطاحة بالنظام. كان يرد بقوة على اتهامات مماثلة تصدر عن أوفقير والدليمي.
وكانت آخر مرة رأى فيها لحسن زغلول عبد الرحمن اليوسفي، وقد غادر الوزارة الأولى، هي عندما حضر صحبة زوحته منذ سبع سنوات لمراكش للاستماع إلى محاضرة ألقاها مولاي عبد السلام. فرح كثيرا باللقاء مجددا وقال زغلول للإخوان المرافقين له: يجب غسل قدمي اليوسفي بالماء حتى يزور مراكش مرة أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جندي تونسي في هجوم على دورية عسكرية قرب الحدود الليبية


.. فرنسا: لـماذا تـوصف الانـتـخـابـات الـتـشريـعية بالتاريخية؟




.. خسارة لا يمكن تصورها.. عائلة في غزة تروي الكابوس الذي عاشته


.. د. حسن حماد: البعض يعيد إحياء الخلاف القديم بين المعتزلة وال




.. التصعيد في لبنان.. تحذيرات دولية ومساع اقليمية لمحاولة تجنب