الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختصار الدول بالرؤساء، أسهل طريقة لإسقاط دولة ما

سيامند حسين إبراهيم

2024 / 6 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


اختصار الدول بالرؤساء، اسهل طريقة لتدمير الدول

يذخر التاريخ البشري بقصص الدول والإمارات العريقة والقوية التي حكمت ملايين البشر ووصلت مساحة حكمها عشرات الالاف من الكيلومترات في كافة القارات بدأ من الصين شرقاًوانتهاءً بحضارة المايا في أمريكا الجنوبية. دول وإمبراطوريات كانت تملك مئات الالاف من الجنود والموظفين والحرس مع خزائن مليئة بالذهب ومحاكم وحتى مدارس وجامعات لا زالت علومها تُدَرس إلى اليوم كالرومان والفرس والعباسيين والعثمانيين وغيرهم العشرات من الدول والإمبراطوريات ولكن زالت كل هذه الدول وأفل نجمها وكأنها لم تكن عامرة، بالرغم من اختلاف أسباب السقوط بداية من الرخاء والتناحر الداخلي والفساد الإداري وانتهاءبتحول نظام الحكم إلى ديكتاتوري بحت وتحول الشعب من جبهة داخلية إلى عامل من عوامل سقوط الدولة. استمرت قصص نشوء وسقوط الدول إلى حين ظهور الامبراطورية البريطانية الكبرى وتحولها إلى مركز للقوى السرية التي تحكم العالم عن طريق التجارة والأمن والمخططات السرية وبدأت حقبة جديدة من أنظمة الحكم والتي أعتمدت على نظام المؤسسات المستقلة عن بعضها والمعتمدة على قوانين صارمة وثابتة ذو خطوط محددة في تسيير أمور البلاد ولفترات زمنية محددة تبدأ المخططات بخمسة سنوات وعشر سنوات وإلى خطط من مئة عام وكل قطاع له مدته الزمنية الخاصة من اقتصاد وصناعة وتعليم ايديولوجي إلى الخط السياسي العام للدولة. بنظرة أخرى للنظام الحكم الذي بدأ من بريطانيا وتم تثبيته وبناء الولايات المتحدة الأمريكية عليه فإن المؤسسات الفدرالية الأمريكية تعمل وفق دستور داخلي خاص بها اي توجد قوانين عامة منشورة ومتداولة تسير عليها المؤسسات ولكن في الخفاء توجد قوانين طوارئ خاصة لكل ظرف ومرحلة حساسة يمكن ان تمر بها الدولة سواء أكان الادارة المركزية للنقد أو الشرطة الفدرالية أو وزارة العدل أو الكونغرس أو حتى الجيش الأمريكي المنتشر حول العالم والذي تكاد قواته البرية والبحرية والجيش الوطني والقوى الجوية منفصلة عن بعضها وكأنها كيانات مستقلة وكل هذه السياسات المتبعة في المؤسسات الأمريكية هدفها واحد وهو عدم تفرد شخص واحد في إدارة دولة كبرى وقوية تحكم العالم كي لا تصبح هذه الدولة رهينة ومزرعة خاصة بيد رئيس ديكتاتوري مجنون أو متسلط كما يجري في باقي دول العالم. دونالد ترامب كان استثناء لهذه القاعدة وكاد أن يطيح بالنظام العالمي ويتحول إلى طاغية خاصة عند إعطائه قرار الانسحاب من سوريا متحدياً الجيش الامريكي والأمن الوطني الأمريكي، ولكن تم التصدي له في عجالة وايقاف قراره وايهامه بالتنفيذ ورغم ذلك دفع ثمن قراره بعدم انجاحه في ولاية آخرى خاصة بعد أن اتبع سياسة التقرب من روسيا العدو الوهمي الذي سوقته المؤسسة الاعلامية الأمريكية للشعب الأمريكي وايضا معاداة الخليج العربي وابتزازه علنا كي يتجه نحو الصين وروسيا. كل ما يجري من أحداث صغيرة وكبيرة في العالم مكتوبة وفق خطط مئوية تم البدء بتنفيذها العام الفين وواحد وإلى نهاية هذا القرن وكل هذا بفضل وجود مؤسسات في الدول الكبرى يزيد اعمارها عن عدة قرون... أما بخصوص عنوان مقالتنا اختصار الدول بالرؤساء فأقرب مثال هو العالم الاسلامي والعربي بل كل دول العالم النامي فبمجرد احساس الغرب عن طريق مخابراته بأن دولة ما بدأت بالنهوض والاستفاقة والتحول إلى مارد تقوم دوائر الامن السرية الخارجية بتحويل قيادة تلك الدولة وبطريقة مسرحية غريبة إلى شخص مغمور غير معروف من الشعب يتسم بالكاريزما والحضور اللافت والصوت المؤثر مع الشخصية القوية في رئاسة تلك الدولة وتنصيبه حاكماً إما من خلال انقلاب عسكري او ترفيع اداري سريع أو دعم اقتصادي مادي له او حتى دعمه في الانتخابات من خلال مؤسسات ضغط شعبية دون علمها بحقيقة المخطط. على الرغم من أن هذا الشخص يكون وطنيا ووفياً لبلده وشعبه في البداية ويقوم بتطوير اقتصاد بلده كي يثق به الناس ولكن يستأثر بالحكم و يبدأ بتمديد فترات حكمه ثم وضع اشخاص يؤمنون به في قيادة المؤسسة الإعلامية أولاً ثم الامنية ثم العسكرية ثم الاقتصادية وهكذا حتى تتحول الدولة إلى رهينة في يد هذا الشخص من خلال اعوان اوفياء مستفيدين منه ومن خلال اقارب متنفعين له يديرون مفاصل حساسة في هذه الدولة التي كادت أن تنهض وتصبح دولة عظمى ولكن تم حجزها في مزرعة خاصة لشخص طاغية ليقوم بتجويع شعبها وتحويلهم لعمال سخرة له ثم تحويلهم لاعداء للنظام الحكم وهكذا ينفصل مصطلح الدولة عن مصطح نظام الحكم ويصبح الشعب جمهوراً متفرجاً على دولته وبلده في اي غزو خارجي أو حرب داخلية وكأن الامر لا يعنيه لأن البطون الجائعة لا تحارب من أجل البطون الشبعانة ولأن اسقاط الدولة سيكون سهلا جدا فبدلاً من ان يحارب الغرب دولة عدد سكانها ٦٠ مليون نسمة سوف يقوم بقتل الرئيس فقط وبيد شخص منافس له من بطانته وهكذا تندلع حرب داخلية في كامل البلاد لأنه يوجد طبقة كاملة من المتنفعين من الرئيس ويعيشون في خيره ومستعدين للموت من اجل نظام الحكم لأن مصيرهم قد ارتبط بمصير النظام واما باقي الشعب المقهور سوف يكون اما متفرجاً او محاربا وهكذا تأكل النار البلاد والعباد شعبا وارضاً من دون ان يطلق الغرب طلقة واحدة. ….. تم تطبيق هذا النموذج من اختصار الدول بالرؤساء في معظم دول العالم بداية من روسيا التي بمجرد ذكر اسمها نتذكر بوتن وتركيا التي تم اختصارها باردوغان وايران التي اختصرت بخامنئي وكل الدول التي نشروا فيها جملة أنه لا يمكن ان يحكمها شخص غير الرئيس الحالي هي دول قابلة للانهيار في اي لحظة أي ان الدولة ستموت بموت الرئيس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارب تونس مع روسيا والصين وإيران: ما الذي يقلق الاتحاد الأو


.. تونس: مقتل عسكري بإطلاق نار في المنطقة الحدودية العازلة مع ل




.. تونس ترد على تصريحات مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب


.. تونس تحتضن الاجتماع الإقليمي حول تعلم الشباب ومهاراتهم وانتق




.. المناظرة التلفزيونية للانتخابات التشريعية الفرنسية. جدل سببه