الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (4)

هشام محمد علي

2006 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كانت المشاكل الدولية تُحل بقانون القوة فما الجدوى من النظريات السياسية والفكر السياسي؟ اليس هذا ماسيجب به من شارك في إيصال الحال إلى ماهو عليه في العراق إن سؤئل، لماذا لا تملكون فكراً سياسياً؟

مجتمعاتنا تعاني الإنحطاط الفكري والحضاري والسيادة فيها لقانون القوة، لدرجة انها اصبحت لغةً عالمية يصنف فيها الرابح على اساس مدى القدرة التي يمتلكها من العنف، خير دليل على هذا القانون هو تقرير بيكر/هاملتون الذي يبدو وانه اكثر من قشة فرضتها "الديمقراطية" لإنقاذ الحكومة الأمريكية من الغرق في "قوة" مستنقعات العراق الحمراء، وبذلك يكون قانون القوة هو القانون الأمثل لحل اكثر المعضلات استعصاءً، وهي نفسها "قانون القوة" التي دعت الولايات المتحدة إلى التفكير بالتحول نحو الديمقراطية في العراق والشرق الأوسط، وهي الأن تفرض عليه التحول عنها!

يسأل احد مؤرخينا الكبار "هل سيتعلم العرب كيف باستطاعتهم ان يطوروا فكرهم السياسي مستقبلا؟" فيجيب "هذا لا يتحقق الا اذا التصقوا بقضايا واقعهم التصاقا حقيقيا".
بل هو لا يتحقق حتى ينفصلوا عن قضايا واقعهم إنفصالاً حقيقياً ليستطيعوا ان ينظروا الى مشاكلهم بتجرد لتكون الحلول على اساس العقلِ لا الصراخ.

هذه ليست دعوة إلى اللا إنتماء، بل هي دعوة إلى انتماء عقلاني يعتقد بوجود انتماءات اخرى على الكرة التي يعيش عليها، وان لهم مثل ما له في الحياة، وإن التصق كلٌ بقضياه، بمعنى ان لن ينفك عنها إلا إذا ما انفك عن الدنيا، سيزداد المجتمع الغابوي توحشاً والغالب فيه هو الأكثر إلغاءً لعقلِه.

افلاطون يعرف العدالة تعريفا اولياً عندما يقول انها (إعطاء كل فرد ماله) ذلك ان ما "له" هو ان يعمل حسب حالته الكائنة بالفعل في ضوء مؤهلاته، في حين ان ما "عليه" هو ان يؤدي بأمانة الأعمال التي يتطلبها المركز الذي يشغله، وهذا ينطبق على مراكز الدول ايضاً من النواحي العسكرية والأقتصادية.

اما بالنسبة للأفراد، فماله تختلف من فرد في مجتمع مدني عن فرد في مجتمع سياسي وهما في شعوبنا تختلفان عما للفرد في االمجتمع الأهلي (الشعبي) والكل يتداخل مع بعضه البعض ويرتفع ما "له" وينخفض حسب الأنتماءات التقليدية، بسبب ضعف القانون وهيمنة تكتلات ال "نحن" داخل ماتسمى بدولنا.

هل هذا المفهوم البسيط للعدالة ايضاً غربي ولا يجب ان نأخذ بِهِ، إنهُ مفهومٌ إنساني، من اليونان التي لا يعتبرها الكثير من المفكرين الأمريكين وألاوربيين ضمن ثقافتهم "الغربية" بسبب انتمائها الأرثودوكسي.

قبل قرابة 2400 سنة من الأن قال افلاطون في جمهوريته (بعد ان كنت متلهفاً إلى اقصى حد للأشغال بالشوؤن العامة، انعمت النظر في معترك الحياة السياسية فراعني تلاحق الأحداث فيها، واخذ بعضها برقاب بعض، فأحسست بدوار، وأنتهى بي المطاف إلى ان اتبين بوضوح أن جميع انظمة الحكم الموجودة الأن، وبدون استثناء انظمة فاسدة)
يبدو ان فساد الأنظمة، إحدى الصفات التي يجب ان تلازم البشرية في كل زمانٍ ومكان، وقد يعود هذا بالإساس إلى أن اصل الإنسان او الغالب فيه هو الشر.

دخلت امريكا العراق تحت ذريعة اسلحة الدمار الشامل، وبعد ان تبين عدم وجود مثل هذه الأسلحة، قال السيد بوش، سننشر الديمقراطية في العراق، ثم نصدرها إلى شعوب المنطقة فطوبا للشرق اوسطيين، وبعد الفشل، انتقل إلى الحديث عن محاربة الإرهاب وجعل العراق مقبرةً للإرهابين، فهُزموا شر هزيمة وتحول الخطاب إلى "إستقرار العراق" والمنطقة، ونتاج بيكر/هاملتون خير دليل، تغيرت المسميات وتغير المشهد، فجماعة "محور الشر" باتوا "ضرورة مشاركتهم في الحوار الدبلوماسي" و "القضايا الصعبة بين امريكا وسوريا وايران يجب ان تنحل" واروعهم "يجب أن تضع واشنطن في اعتبارها نظام الحوافز لإشراك سوريا وإيران" و "إقناع إيران" وما إلى ذلك من حقائق في التقرير الأخير.

والأن يجري الحديث حول البحث عن رجل قوي لقيادة العراق وتقويته مركزياً، وقد يكون البحثُ جاريٍ عمن يطبق نظريات توماس هوبز القائل بضرورة النزعة الدكتاتورية في الحكم، بسبب الشر جوهر الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل