الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب العراق / الفصل ماقبل الأخير : 2 : الهندي بلا لون

فاطمة محمد تقي

2024 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الفصل ماقبل الاخير:2
الهندي بلا لون:
الفصل ماقبل الاخير:2
الهندي بلا لون:

ندخل مع الجزء الثاني من الفصل ماقبل الاخير دائرة تناول غير مسبوق على مستوى مايعرف بالبحث المجتمعي، الامر الذي يتطلبه الكشف عن نوع "المجتمعية / اللامجتمعية" والمفتقرة الى التاريخ الانماطي والتشكل التاريخي البيئي، بحسب ما انبثق امريكيا لنجد انفسنا امام عملية ولادة بكر مختلفة بلا ماض ولا شبيه بركيزتين هما، "الفكرة"، و "الاله" غير المعترف بهما، وغير الملاحظتين باي درجة، مايفصح بوضوح عن تهالك المنظور الغربي مع ادعاءاته "العلميوية"، من ناحية بسبب القصورية التكوينيه، كما من ناحية وفعل الحاجة الى، والرغبة في تكريس الذات، وقوة ضمان استمرارها وغلبتها.
وكانما الالة تنتهي هنا واقعا بانتفاء وتوقف الفعالية المجتمعية التاريخيه كما هي مجسده بالنمط الطبقي الاوربي الذي انبثقت بين تضاعيفه الالة، لينشا وضع من طبيعة اخرى مختلفة، لاتاريخ ولاسابق لها، اي انها من دون التفاعلية البيئية/ البشرية، ووحدتهما التفاعلية التي حكمت تاريخ الظاهرة المجتمعية ابتداء من تبلوراتها الاولى، ويلعب هنا دورا سببيا مباشرا، "الطرد" وماولدته ظروف الهجرة بالاعداد التي عرفت في حينه، وهي ترفع شعارها "المدينه على تلة"، فلا تجد الا الاستعارة اللاارضوية الابراهيمه تصف بها ذاتها ووجودها وممكناته، الامر الذي سيتحول بمرور الوقت الى ركيزه وجودية اساس، فالشعار التوراتي الاول حين اطلق على سواحل القارة الجديده، يستمر بصفته "حياة" وسر وجود التجمع الناشيء، لايتراجع او تخف الحاجة له، بل يتعاظم اطرادا ففي ثمانينات القرن العشرين "وعلى امتداد الثمانينات من القرن العشرين سعى معهد دراسة الدين الامريكي the institute for the study American religion لاحصائها وفي تقرير له نشر عام 1988 في موسوعة الاديات الامريكيه the encyclopedia amaiecan religion أشار الى وجود 1586 جماعة دينيه في الولايات المتحدة منها 700 سماها " غير تقليديه" non conventional بمعنى انه يتعذر تصنيفها مذاهب داخل الأديان العالمية التاريخيه المعروفه، ومن هذه الجماعات الفرق التي خرجت عن المسيحيه، وصارت مذاهب مستقلة كالمورموت وشهود يهوه. ومنها الفرق الأصغر حجما، التي تتميز بصرامة تنظيمها، وبتزعمها من قبل اشخاص يتمتعون بمواهب قياديه لافته، تأخذ اتباعهم الى تصرفات مستغربة او اجراميه كالانتحار الجماعي" (1) وليس لمثل هذا الوضع ان يبقي على الفكرة الاعتباطية التي تلحق أمريكا بالغرب، وشروط واليات كينونته الأصل والحالية.
ويتلازم هذا الميل الفكروي / الكيانوي الذي يصنع الكيان بالفكرة، بالتحرر من اشتراطات " الكيانيه/ الوطنيه" المعتادة والمتعارف عليها، وقد بلغت اعلى اشكالها بالصيغ الوطنية والقومية الاوربية الحديثة، فامريكا كينونة / امبراطورية، اي كيانيه كونية رسالوية، وجدت لكي تنشر في العالم "حلمها" ورسالتها المكلفة بها من قبل الله، بغض النظر عما اذا كانت الرسالة مدار البحث مقترنه بمفهوم او كتابيه مستحدثة او لا، ففي هذا الباب نقع في الابهام ليغدو ادعاء الرسالوية هو الغرض والمستهدف بلا ايضاح، حيث لا" نبوه جديده"، بغض النظر عن ماذكر اعلاه من ظهور اشخاص "يتمتعون بمواهب قياديه لافته، تأخذ اتباعهم الى تصرفات مستغربة او اجراميه كالانتحار الجماعي"، الامر الذي يجد تعويضه واقعا في تكريس الجهد الاستثنائي في العنصر الاكثر فعلا لهذه الجهة "براغماتيا" وعمليا، بالارتكاز الى قوة مفعول الاله، ليتداخل في كينونة هذا المكان المستجد المنفصل عن تاريخ المجتمعات البشرية، عنصران من نوعين غير متماثلين، الرسالوية واصلها الشرق متوسطي، والالة الاوربية مصدر القوة القاهرة، مع مايمكن ان تنطوي عليه من طاقة وفعالية، ومن ممكنات الذهاب الى مابعد اوربوية آلية كما كانت ووجدت ابتداء، اي "الالة المصنعية"، مع دخول الكيانيه المستجدة الطور التكنتروني، العتبة الثانية من تاريخ تحور الالة، وطورها الراهن المستمر الى الساعة عولميا اقتصاديا، وتكنولوجيا انتاجويا، ومايترتب عليه من خلخلة للبنى الكيانوية المجتمعية على مستوى المعمورة، مع استباحه السيادة الكيانوية، او مايعرف بالاستقلالية بعدما صارت الشركات المتعددة الجنسية حاضرة ومتدخله في بنى الدول.
واهم ما ياخذ الانتباه هنا هو المسافة بين الحاصل كواقع، وديناميكية سائرة علنا وبحضور كلي، وبين طريقة النظر اليها والتعامل معها، فامريكا بالاحرى بلا نموذجية، وهي خاضعه للنمطية او النموذجية الغربية الاوربية التي لاصله تصلها بها غير الالة التي انقلبت هنا وتحورت، موجدة عالما اخر غير المصنعي الاوربي كليا، وهنا يجب ان نبحث من ناحية عن القصورية الادراكية الاوربية واثرها، وهو امر وارد، انما الاهم هو الباعث الغائب لابل عكسه، فلا الولايات المتحدة الامريكية ولا اوربا بالذات، لديهما الرغبة في الافصاح عن الانتقالية الكبرى التي بموجبها حلت الكيانيه الامبراطورية المفقسة خارج رحم التاريخ في الصدارة، وغدت الطليعة والممثل المتقدم للظاهرة الغربية، وهو مايبدو ان من شروط تحققه عدم الاشارة اطلاقا الى احتمالية من نوع تلك التي يمكن ان تلفت النظر الى "هزيمه"، او غروب نموذج وتجربة هائلة مرت على العالم، مع مايثيره اعتراف كهذا من تساؤلات غير عادية، تخص اجمالي التجربة الحداثية الاوربية، وماواكبها وترافق معها، ونتج عنها من تصورات.
تحضر حالة التجمع المهاجر الى القارة الجديدة عملبا بصفتها حالة منطوية على ختامية مجتمعية غير مدركة ابتداء، مسارها محكوم للتازم المتواصل الاقصى، ابتداء من استحالة الرسالية الامبراطورية واختناقها بمقابل غيرها من المجتمعات على مستوى المعمورة، بينما هي تشيع مايخرج عن النمطية المجتمعية الكيانيه بصيغتها الوطنيه، ومع العولمه واستشرائها، والاختلال الذي تولده الاله في العلاقة مع البيئة، العامل الطبيعي الاول المولد للنمطية المجتمعية، بما يجعل من الانتقالية الاليه الثالثة، ضرورة لامعدى عنها، ذهابا الى حالة الغاء الحاجات الجسدية وهيمنة الجسدية العضوية، الامر الذي لابد من انتظاره مع تنامي فعل التكنولوجيا العليا، واسهامها الفاعل في تنمية الذكاء العقلي البشري، بدل الهوس الحاصل اليوم طلبا للذكاء الاصطناعي، احد ابرز مناحي التازم ونوعه المختلف.
وبالاجمال فان العالم مع التازم الامريكي المتعاظم وانعكاساته على عموم الواقع البشري، ومع تزايد الافصاح عن الرغبة في فرض الرسالوية الكاذيه بالقوة العارية، والخروج على المدعى من القيم العليا، بجانب فقد النموذج وصلاحيته، يدخل اليوم وبمناسبة استثنائية غير مسبوقة، زمن النطقية المؤجله، ليغدو العالم امام التحولية العظمي الى مابعد المجتمعية الجسدية المنتهية الصلاحية، والتي آن وقت العبور عليها، والتهيؤ تحضيرا للوازم الانتقال الى مابعد كوكب الارض، المحطة الهامه انما المؤقته ضمن السياق الاكبر التحولي البشري من كونية المرئي، الى اللامرئي.
ومع " كيانية الفكرة" ومجتمعيتها اللامجتمعية المفقسه خارج رحم التاريخ، تعود كما حدث مع الابراهيمه الكتابية الاولى النبوية الحدسيه اليوم لتصبح " الكتابية العليّة السببية"، هي الكيانيه الكونيه السائدة المنتظرة الاخذه نحو عالم المجتمعية العقلية، بما يعني عودة البشرية على بدء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مدينة على جبل؟ عن الدين والسياسة في اميركا/ طارق متري/ دار النهار ـ بيروت/ ص 32.
وكانما الالة تنتهي هنا واقعا بانتفاء وتوقف الفعالية المجتمعية التاريخيه كما هي مجسده بالنمط الطبقي الاوربي الذي انبثقت بين تضاعيفه الالة، لينشا وضع من طبيعة اخرى مختلفة، لاتاريخ ولاسابق لها، اي انها من دون التفاعلية البيئية/ البشرية، ووحدتهما التفاعلية التي حكمت تاريخ الظاهرة المجتمعية ابتداء من تبلوراتها الاولى، ويلعب هنا دورا سببيا مباشرا، "الطرد" وماولدته ظروف الهجرة بالاعداد التي عرفت في حينه، وهي ترفع شعارها "المدينه على تلة"، فلا تجد الا الاستعارة اللاارضوية الابراهيمه تصف بها ذاتها ووجودها وممكناته، الامر الذي سيتحول بمرور الوقت الى ركيزه وجودية اساس، فالشعار التوراتي الاول حين اطلق على سواحل القارة الجديده، يستمر بصفته "حياة" وسر وجود التجمع الناشيء، لايتراجع او تخف الحاجة له، بل يتعاظم اطرادا ففي ثمانينات القرن العشرين "وعلى امتداد الثمانينات من القرن العشرين سعى معهد دراسة الدين الامريكي the institute for the study American religion لاحصائها وفي تقرير له نشر عام 1988 في موسوعة الاديات الامريكيه the encyclopedia amaiecan religion أشار الى وجود 1586 جماعة دينيه في الولايات المتحدة منها 700 سماها " غير تقليديه" non conventional بمعنى انه يتعذر تصنيفها مذاهب داخل الأديان العالمية التاريخيه المعروفه، ومن هذه الجماعات الفرق التي خرجت عن المسيحيه، وصارت مذاهب مستقلة كالمورموت وشهود يهوه. ومنها الفرق الأصغر حجما، التي تتميز بصرامة تنظيمها، وبتزعمها من قبل اشخاص يتمتعون بمواهب قياديه لافته، تأخذ اتباعهم الى تصرفات مستغربة او اجراميه كالانتحار الجماعي" (1) وليس لمثل هذا الوضع ان يبقي على الفكرة الاعتباطية التي تلحق أمريكا بالغرب، وشروط واليات كينونته الأصل والحالية.
ويتلازم هذا الميل الفكروي / الكيانوي الذي يصنع الكيان بالفكرة، بالتحرر من اشتراطات " الكيانيه/ الوطنيه" المعتادة والمتعارف عليها، وقد بلغت اعلى اشكالها بالصيغ الوطنية والقومية الاوربية الحديثة، فامريكا كينونة / امبراطورية، اي كيانيه كونية رسالوية، وجدت لكي تنشر في العالم "حلمها" ورسالتها المكلفة بها من قبل الله، بغض النظر عما اذا كانت الرسالة مدار البحث مقترنه بمفهوم او كتابيه مستحدثة او لا، ففي هذا الباب نقع في الابهام ليغدو ادعاء الرسالوية هو الغرض والمستهدف بلا ايضاح، حيث لا" نبوه جديده"، بغض النظر عن ماذكر اعلاه من ظهور اشخاص "يتمتعون بمواهب قياديه لافته، تأخذ اتباعهم الى تصرفات مستغربة او اجراميه كالانتحار الجماعي"، الامر الذي يجد تعويضه واقعا في تكريس الجهد الاستثنائي في العنصر الاكثر فعلا لهذه الجهة "براغماتيا" وعمليا، بالارتكاز الى قوة مفعول الاله، ليتداخل في كينونة هذا المكان المستجد المنفصل عن تاريخ المجتمعات البشرية، عنصران من نوعين غير متماثلين، الرسالوية واصلها الشرق متوسطي، والالة الاوربية مصدر القوة القاهرة، مع مايمكن ان تنطوي عليه من طاقة وفعالية، ومن ممكنات الذهاب الى مابعد اوربوية آلية كما كانت ووجدت ابتداء، اي "الالة المصنعية"، مع دخول الكيانيه المستجدة الطور التكنتروني، العتبة الثانية من تاريخ تحور الالة، وطورها الراهن المستمر الى الساعة عولميا اقتصاديا، وتكنولوجيا انتاجويا، ومايترتب عليه من خلخلة للبنى الكيانوية المجتمعية على مستوى المعمورة، مع استباحه السيادة الكيانوية، او مايعرف بالاستقلالية بعدما صارت الشركات المتعددة الجنسية حاضرة ومتدخله في بنى الدول.
واهم ما ياخذ الانتباه هنا هو المسافة بين الحاصل كواقع، وديناميكية سائرة علنا وبحضور كلي، وبين طريقة النظر اليها والتعامل معها، فامريكا بالاحرى بلا نموذجية، وهي خاضعه للنمطية او النموذجية الغربية الاوربية التي لاصله تصلها بها غير الالة التي انقلبت هنا وتحورت، موجدة عالما اخر غير المصنعي الاوربي كليا، وهنا يجب ان نبحث من ناحية عن القصورية الادراكية الاوربية واثرها، وهو امر وارد، انما الاهم هو الباعث الغائب لابل عكسه، فلا الولايات المتحدة الامريكية ولا اوربا بالذات، لديهما الرغبة في الافصاح عن الانتقالية الكبرى التي بموجبها حلت الكيانيه الامبراطورية المفقسة خارج رحم التاريخ في الصدارة، وغدت الطليعة والممثل المتقدم للظاهرة الغربية، وهو مايبدو ان من شروط تحققه عدم الاشارة اطلاقا الى احتمالية من نوع تلك التي يمكن ان تلفت النظر الى "هزيمه"، او غروب نموذج وتجربة هائلة مرت على العالم، مع مايثيره اعتراف كهذا من تساؤلات غير عادية، تخص اجمالي التجربة الحداثية الاوربية، وماواكبها وترافق معها، ونتج عنها من تصورات.
تحضر حالة التجمع المهاجر الى القارة الجديدة عملبا بصفتها حالة منطوية على ختامية مجتمعية غير مدركة ابتداء، مسارها محكوم للتازم المتواصل الاقصى، ابتداء من استحالة الرسالية الامبراطورية واختناقها بمقابل غيرها من المجتمعات على مستوى المعمورة، بينما هي تشيع مايخرج عن النمطية المجتمعية الكيانيه بصيغتها الوطنيه، ومع العولمه واستشرائها، والاختلال الذي تولده الاله في العلاقة مع البيئة، العامل الطبيعي الاول المولد للنمطية المجتمعية، بما يجعل من الانتقالية الاليه الثالثة، ضرورة لامعدى عنها، ذهابا الى حالة الغاء الحاجات الجسدية وهيمنة الجسدية العضوية، الامر الذي لابد من انتظاره مع تنامي فعل التكنولوجيا العليا، واسهامها الفاعل في تنمية الذكاء العقلي البشري، بدل الهوس الحاصل اليوم طلبا للذكاء الاصطناعي، احد ابرز مناحي التازم ونوعه المختلف.
وبالاجمال فان العالم مع التازم الامريكي المتعاظم وانعكاساته على عموم الواقع البشري، ومع تزايد الافصاح عن الرغبة في فرض الرسالوية الكاذيه بالقوة العارية، والخروج على المدعى من القيم العليا، بجانب فقد النموذج وصلاحيته، يدخل اليوم وبمناسبة استثنائية غير مسبوقة، زمن النطقية المؤجله، ليغدو العالم امام التحولية العظمي الى مابعد المجتمعية الجسدية المنتهية الصلاحية، والتي آن وقت العبور عليها، والتهيؤ تحضيرا للوازم الانتقال الى مابعد كوكب الارض، المحطة الهامه انما المؤقته ضمن السياق الاكبر التحولي البشري من كونية المرئي، الى اللامرئي.
ومع " كيانية الفكرة" ومجتمعيتها اللامجتمعية المفقسه خارج رحم التاريخ، تعود كما حدث مع الابراهيمه الكتابية الاولى النبوية الحدسيه اليوم لتصبح " الكتابية العليّة السببية"، هي الكيانيه الكونيه السائدة المنتظرة الاخذه نحو عالم المجتمعية العقلية، بما يعني عودة البشرية على بدء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مدينة على جبل؟ عن الدين والسياسة في اميركا/ طارق متري/ دار النهار ـ بيروت/ ص 32.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أعمدة الدخان تتصاعد من موقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية ا


.. تعرف على إبراهيم عقيل قائد منظومة العمليات الخاصة في حزب الل




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات على الجبهة قبالة الحدود الجنوبية


.. الجيش الإسرائيلي: عقيل وقادة قوات الرضوان كانوا مختبئين تحت




.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال