الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقتصاد الايراني الآيل للإنهيار

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)

2024 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


أکثر مايمکن أن يميز نظام الملالي ويجعله حالة فريدة من نوعها، هو إنه يسعى ليس للتغطية على فشله وإخفاقه وعدم تمکنه من تحقيق أهدافه بالصورة التي کانت يجب أن تکون وإنما يعمل على الإيحاء بأن أوضاعه على أفضل ماتکون وإن أهدافه المبتغاة تتحقق کما هو مرسوم لها، وهذا مايمکن ملاحظته في المجال الاقتصادي بکل وضوح!
وکما هو واضح للعيان ومن خلال تتبع ماضي هذا النظام الاستبدادي فإنه لم يهمه بناء إيران کدولة حديثة متقدمة ينعم شعبها بالتقدم والرخاء والحرية بقدر ماکان ولازال يهمه المحافظة على النظام وضمان بقائه وعدم المساس به والملاحظة المهمة هنا والتي يجب أخذها بنظر الاعتبار هي إنه لم يجعل النظام في خدمة إيران ومواردها وشعبها بل جعل إيران ومواردها وشعبها في خدمة النظام، ولذلك فإنه من المنطقي وحاصل تحصيل أن تعاني ايران الان من أوضاع سلبية في مختلف النواحي بسبب السياسة المشبوهة وضيقة الافق لهذا النظام وبشکل في الجانب الاقتصادي وتحديدا في البناء التحتي الذي أثبتت کوارث الزلازل والسيول والفيضانات وغيرها ضخامة تقصير هذا النظام والى أي حد جنى على الشعب الايراني من جراء ذلك.
ولسنا نعلن سرا إذا ما قلنا بأن تأريخ الدول الغنية بالنفط والغاز أظهر بأن موارد البلاد عندما تصبح في أيدي حکام مستبدين وطغاة معارضين للتقدم والتنمية، فإنها تصبح بلاءا ونقمة کما يحدث الان في ظل نظام الملالي في إيران، إذ أن المال والموارد المستحصلة من النفط والغاز وغيرها من الثروات المختلفة يتم تبديدها في المغامرات العسکرية والمخططات الارهابية ناهيك عن الفساد حيث تملأ عائدات النفط جيوب العصابات الحاكمة بينما تبقي الفقراء في الفقر وتزيد الفجوة بين الفقراء والطبقة الجديدة.
ويدعي الخبراء أن لعنة الموارد قد ضاعفت في اقتصاد نظام ولاية الفقيه، بحيث يقولون إن تبديد مثل هذه الموارد الجوفية ورأس المال البشري يتطلب مهارة خاصة. الاقتصاد الإيراني، سواء من حيث هياكل اتخاذ القرار أو من حيث تكاليف إدارة البيئة الاقتصادية في البلاد، في حالة سيئة. وفي مثل هذه الظروف، يمكن القول بمرارة واستياء أن الاقتصاد الإيراني فقد أوراق اللعب الجيو-اقتصادية الخاصة به. بطبيعة الحال، يتطلب ذلك مهارة عالية لضمان أن بلدا يمتلك هذه القدرات الجغرافية والموارد الطبيعية والبشرية ليس له حصة في الاقتصاد العالمي! ومع ذلك، بسبب الاتجاه نحو التآكل الصناعي والاقتصادي والبشري والجيوسياسي، يجب إجراء مراجعة شاملة في جميع إجراءات الحكم الاقتصادي في البلاد على وجه السرعة ( صحیفة جهان صنعت، 24 يناير 2024).
من هنا، فإن فإنه ليس بغريب إن هٶلاء الخبراء لم يعد بإمکانهم التردد من الاعتراف بأن"تقنية الحكم الاقتصادي للحكام في البلاد متآكلة ومنحطة ومهترئة"، بالإضافة إلى قمع الشعب الإيراني المظلوم وكبت المواهب، فإن الفاشية الدينية، بسبب طبيعتها العدوانية وتصديرها التطرف والقنابل والصواريخ في المنطقة، قد فقدت العديد من الفرص الجغرافية الفريدة.
والذي يٶکد هشاشة الاقتصاد الايراني وعدم الثقة به وبالنظام السائد في إيران هو إنه يتم استبعاد إيران بشكل متكرر ومنهجي من مشاريع الممرات البرية والسكك الحديدية والبحرية والجوية من الشرق إلى الغرب، ويتم رسم خطوط نقل الطاقة الكبرى في مسارات بعيدة عن حدود إيران مع وجود لاعبين جدد (نقلا دراسة حول الممرات العابرة لإيران).
وعلاوة على ذلك، بسبب عدم الاستثمار اللازم في نفس الموارد التي يغذي منها خامنئي والعصابات المافياوية، سيواجهون قريبا نقصا حادا، وفي المستقبل القريب قد يضطرون إلى استيراد النفط والغاز!
وفي النتيجة فقد حذر الاقتصاديون منذ سنوات من أن الأزمة الكبرى للركود التضخمي وتراكم الاختلالات في الاقتصاد الكلي ستكون كارثية على وجود إيران، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار الانتقال العالمي من الوقود الأحفوري، أزمة صناديق التقاعد، الاختلالات الطاقية، القضايا البيئية، نقص المياه، تعميق الفجوة الطبقية، تآكل البنية التحتية، والقيود المالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن