الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستخدام المفرط للقوة يفضح أعمال الإجرام الإسرائيلي

سري القدوة
اعلامي فلسطيني

2024 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


المذبحة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات للاجئين، والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 274 مواطنا، بينهم 64 طفلا و57 امرأة، وإصابة نحو 700 آخرين، وكانت قوات الاحتلال توغلت في 8 حزيران/ يونيو الماضي، بمساعدة جنود أجانب ومرتزقة، إلى خيم النصيرات متنكرين في زي نازحين وعمال إغاثة في شاحنة إنسانية، وقد داهمت تلك القوات المنطقة بعنف، واعتدت على السكان بهجمات برية وجوية وبحرية مكثفة نشرت الرعب والموت واليأس، وبحسب شهادات للناجين، فإن شوارع النصيرات امتلأت بجثث الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، ملقاة في برك من الدماء، وإن الجدران كانت مغطاة بأشلاء بشرية متناثرة بسبب الانفجارات المتعددة والمنازل المقصوفة .

مع تدمير القطاع الصحي في غزة اضطر الجرحى الذين تم نقلهم إلى المستشفيات إلى الانتظار لتلقي العلاج الطبي على الأرضيات في الوقت نفسه أدى الهجوم على مخيم النصيرات الى تدمير المنطقة وذلك نتيجة عن تأثيره المدمر لكل مظاهر الحياة .

وقامت قوات الاحتلال بالتنكر والاختباء في شاحنة مساعدات إنسانية قادمة من ما يسمى الرصيف البحري الذي بنته الولايات المتحدة، والذي كان يهدف إلى تسهيل المساعدات الإنسانية وإن الحصول على ملابس مدنية للقيام بعملية عسكرية يشكل غدرا، وهو أمر محظور تماما بموجب القانون الإنساني الدولي ويرقى إلى مستوى جريمة حرب .

وتعرض هذه الأساليب عمال الإغاثة وإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى خطر أكبر، وتكشف عن مستوى غير مسبوق من الوحشية في الأعمال العسكرية وقد أعلن برنامج الأغذية العالمي بالفعل عن وقف عملياته من الرصيف بسبب "مخاوف أمنية".

ارتفاع عدد الشهداء بشكل كبير بين الفلسطينيين المتأثرين بعملية الإنقاذ يؤكد استهتار إسرائيل الصارخ بحياة الفلسطينيين، وبموجب القانون الدولي، يجب أن تحظى جميع أرواح المدنيين بالتقدير والحماية على قدم المساواة، ولا توجد حياة تساوي أكثر من حياة أخرى وخصوصا ان حكومة التطرف الإسرائيلية القمعية أتيحت لها الفرصة لتحرير الرهائن دون إراقة المزيد من الدماء قبل ثمانية أشهر، عندما تم تقديم أول اتفاق لوقف إطلاق النار، وبدلا من ذلك رفضت إسرائيل بشكل منهجي مقترحات وقف إطلاق النار، مفضلة الاستمرار في هجومها والذي أدى حتى إلى مقتل رهائن إسرائيليين وطوال الوقت ادعت إسرائيل أنها تشارك في عمليات عسكرية لإنقاذهم .

استخدام ذريعة السعي لإنقاذ الرهائن لتبرير الاستخدام المفرط للقوة يفضح أعمال إسرائيل الإجرامية، بما في ذلك من خلال التمويه الإنساني ويعني ان إسرائيل باتت متورطة بشكل فاضح باستخدام الاحتياجات الإنسانية لارتكاب جرائم حرب وأن العملية العسكرية في النصيرات تبرز باعتبارها واحدة من أبشع الأعمال في الهجوم الإسرائيلي المدمر ضد الشعب الفلسطيني منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 36,000 فلسطيني، وإصابة أكثر من 80,000، وتشريد وتجويع مليوني شخص في حين أن العنف ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية مستمر أيضا بلا هوادة .

ويشكل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 وسيلة للخروج من هذا الرعب حيث يتطلب العمل على فرض حظر التسلح ضد إسرائيل لإنهاء العنف المستخدم من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين وبالرغم من أن الوقت تأخر بالفعل، الى أنة يجب العمل على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووقف كل إشكال جرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال الهمجي .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسنخدام المفرط هو سنة الحروب والنصر باي ثمن
سهيل منصور السائح ( 2024 / 6 / 21 - 03:38 )
في ميزان الحرب لا مكان لانتقاذ استخدام كلمة القوة المفرطة لان في الحرب لا مكان للاخلاق الا النصر باي ثمن وهذا ليس مقصورا على الصهاينة والقول الحق هو (اما نحن واما هم) وكل يغني على ليلاه. اخي الكريم الصهاينة يدعون ان فلسطين من النهر الى الفرات هي هبة الله لهم وهي ارض الميعاد وان ما يقومون به من ابادة البشر والحجرعمل مشرع بشريعة دينية تخولهم لاخلاء فلسطين من المسلمين في الصف الاول. الدفاع عن الاوطان واجب شرعي ولكن التفرد بالراي لا قيمة له في تحرير الاوطان وما قامت به حماس هو عمل غير مدروس وهي تعلم علم اليقين ان اسرآئيل جزء لا يتجزا من الدول الامبرالية وعلى راسهم امريكا وان ليس هنك نكأفؤ في القوتين المتحاربتين. عندما يفع الفاس في الراس لا مكان للتاوه الا العزيمة وان كان الثمن غاليا لانه في كلا الحالتين القوي هو الرابح. من استبد برايه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها. الرحمة والرضوان للشهداء والشفاء العاجل للجرحى مع امنياتنا بقيام دولة للفلسطينيين!!!.


2 - الافراط عند الدواعش العرب اعداء البشرية وانفسهم-لت
المتابع ( 2024 / 6 / 21 - 17:20 )
لتنتصر ارادة الشعب اليهودي المسالم المثقف الدمقراطي المنتج-العدوانية دائما ومن البداية من الجانب العنصري الشوفيني التكفيري الذي يطبق افكار ووصايا المجرم المتوحش البدوي محمد لعنة الاجيال المعذبة عليه-تحياتي وافتح عيميك ودماغك واكتب حقائق وليس عواطف عدوانية مريض من العفونات المتراكمه منذ اكثر من 1400سنه والمجرمين حماس وجهاد العوبة الفكر الارهابي التاريخي الاسلامي

اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل