الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة صوفية .

صباح حزمي الزهيري

2024 / 6 / 19
الادب والفن


مقامة صوفية :
كتب على صفحته : (( لنحاول الشهيق معاً , عسى أن نزفر الحزن معاً )) .
تقول أليف شافاق : لا أحد يشبه أحداً , حتى في الإحساس , فهناك من يسلم باليد , وهناك من يسلم بالروح , ويقول الصّوفيّ محيي الدِّين بن عربي : (( لقد صَارَ قَلْبِي قابلًا كلَّ صُورَةٍ/ فمرعىً لِغزْلَانٍ ودَيْرًا لرُهْبَانِ/ وبَيْتًا لأَصْنَامِ وكَعْبَةَ طَائِفٍ/وألواحَ تَوْرَاةٍ, ومُصْحَفَ قُرْآن/ أدِينُ بِدِينِ الحُبِّ أنَّى تَوَجَّهَتْ/ رَكَائبُهُ فالحب دِينِي وإيماني)) , يا ايها الحلم الجميل , كلما أطلت التفكير فيك , تاهت مني كلماتي , واختزلت بك ,كل أبجديتي بنقطة في نهاية السطر.

يقف القلب على عتبة الصمت الباكي , وتتخاذل الألوان حين تعجز الأنامل عن الرسم ,
وفي أيامنا الوردية لم يكتمل القمر , رأينا منه عشقا يقتحم الكيان , وابتسامة نادرة , وجفاف الكلام الذي يتمنى التقرب, والخسارة جحيم عندما يطرق العشق باب القلب , ونرفض مغالطة النفس , عندما ندخل بمعترك الحياة ومتاهتها.

وأنا أصبحت كالوهم المكبل بالمواقيت, يغمرني بالأسى وبأنين العابرين , وليس من رفيق ,
ومللتُ وعودَ زمنٍ مفقود, مترامي الأطراف مكبّل بـ جمر الوريد , ومدارات الأحلام ,
فتصبح القصائد والوعود, والتراتيل مجرد أضرحة للأحلام الخائبة , هذا هوالحزن الأحمق , الذي يكفر بوحدانية مابين الأضلع والجنبات, فيا أيها الرابض بين حروف التكوين , والقابع خلف نجمة ضاربة في تضاريس الحروف, تطل مكتظًا بالنور, في منتصف المسافة بيني وبين العوسج البري , بغفلة من جنوح الريح.

وفي الأعتراف ألأخير يكون الجسد المبتل بالندى , كوردة لامستها أكف من لهيب القصائد التي يتساقط منها رطبا شهيا , ويبقى الحلم المتطايرالذي يلهث في تفاصيل أسئلة النهار, عندها تذكرت ذلك العاشق الذي قال لمريده : كم تمنيتُ أن أكون أحولا كي أراك مرتين , وعندما انتبه اليه ومدَّ يده في قلبه, لم يأخذ سوى الثقوب , وبعدها فكر أن يدخل في شجر التوت حيث تحوّله دودة القزّ خيط حرير, فيدخل في إبرة إمرأة من نساء الأساطير, ثمّ يطير كشال مع الريح.

وفي حشرجة الروح بين الغفوة والغفوة , نستحضر ما كان فينا من لسعِ الوردِ الأول , من شفافيةٍ أولى , ودهشةٍ أولى , و شجنٍ أوّل , كأنَّ أحداً منا لم يفترقْ عن أحدٍ أو مكانٍ أو عاطفة, وكأنَّ أحداً أيضاً لم يلتقِ بما ضاع منه فيه , وفي طرقات يمحوها المطر, ولكنّ الجمالَ الحُرّ هو الذي يوجع , ونحن نحاول الإطلالة, من غيمِ الصوتِ البعيد, على صورتنا الأولى, وفي زحمة الحلم نطيركما تطير أسراب اليمام , ثم نستعيدُ ترتيب الحلم في إناءٍ بلّوريّ على ظهرِ مهرٍ نزق , على امل الا لاينكسر .

عندما أمسكت بذيل قميص المولوي المفتول مثل رقصة الدرويش لم يقل كلمة , لقد أغلق وجهَهُ ومنحني ظهرَهُ العالي ثم مضى متعجلاً , تبعتُهُ ماشياً على رؤوس أصابعي , طار عالياً ودخل عين الشمس , تذكرت ماحدث وماقاله قبل الذهاب إلى التنور: (( صارحه تفقده , انقده ينقلب عليك , ففي كل خطوة لغم عداوة ينفجرتحت قدميك , بينما يداك مغموستان في ماء محبتهم )) , وليبق الدعاء : (( مولاي هل يبصر آلام الروح سواكْ ؟ هل تترك أزهارَ الأرضِ تضيعُ سدى؟ فامنحنا حُبًا فوق الحبّ, ورفقًا فوقَ الرفقِ , وصبرًا وهدى , وامسح ارواحَ عبادِك -أهل الصفّة- بالنورْ , واحشر عُبّادَ السحرةِ في ضيقِ الذلّ وشتتهم بدَدَا , مولاي هب للعاشقِ رشدا)) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?