الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسائل الاعلام في قفص الاتهام

عبدالقادربشيربيرداود

2024 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يتزايد أعداد من يتجنبون متابعة الاخبار ؛ ويؤثرون الابتعاد عنها ؛ ووسائل نقلها ؛ ويصفونها بأنها محبطة ؛ مزعجة ؛ ومملة ؛ بسبب ذلك الكم الهائل من الاخبار الموثقة بالصور المأساوية لاحداث الحروب الطاحنة ؛ والاوبئة الفتاكة في العالم ؛ ومنها على وجه الخصوص منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ؛ وصلت الى مستويات قاسية جدا ؛ بجانب الاخبار السياسية المقلقة التي تنقل عراك السياسيين ؛ وفسادهم الذي كان سببا في فقد الثقة بالكثير من وسائل الاعلام ؛ وقصصها الاخبارية التي وصفها الناس بالنارية ؛ لانها تثير خطاب الكراهية ؛ والطائفية بين ابناء المجتمع الواحد ..
ان الاتجاه العام أزاء عالم الاخبار ؛ والاقبال عليه لايزال في معدل هبوط حاد ؛ لان ما حفلت بها قائمة الاخبار ؛ كانت صعبا على المتلقي ؛ لذلك يعد ردة فعل الناس في تفضيل الابتعاد عن الاخبار طبيعيا ؛ سواء كان ذلك لحماية صحتهم العقلية ؛ او ببساطة للرغبة في متابعة حياتهم بشكل طبيعي ...
أن نزعة تجنب الاخبار بشكل متعمد ؛ هي في كثير من الاحيان ؛ وليدة الاحساس بالضجر ؛ لعدم سيطرة الناس على الاشياء الهائلة التي تحدث في العالم الخارجي ؛ بعضهم يقعون تحت الضغط ؛ وبعضهم الآخر يصيبهم الارتباك بشكل متزايد ؛ بسبب ذلك الفيض من الاخبار السيئة ؛ وفرط مايرد من هنا وهناك ..
من جهة اخرى ؛ وفي استبيان خاص ؛ تبين ان النساء والشباب كانوا اكثر عرضة للشعور بالارهاق ؛ لدرجة فقدوا فيها الثقة بسوق صناعة الاخبار ؛ ما ادى الى تحول الجيل الجديد لأنتقاء الاخبار عبر الانترنت ؛ او وسائل التواصل الاجتماعي ؛ ومعهم اليوم الاكثرية من النخب المثقفة في المجتمع ...
تبين مما سبق ؛ ان تطبيقات الوسائط الاجتماعية التي ذاعت صيتها بشدة في عصرنا الحالي ؛ لايزال ( فيس بوك ) يشكل الوجهة الاهم في التعرف على الاخبار ؛ المستجدات ؛ والبحث فيها رغم تراجعه احيانا امام ( تيك توك) الذي سجل صعودا ملحوظا في الاونة الاخيرة ؛ وللاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة في مجال الصحافة والاعلام ؛ اذكر زملائي الأعلاميين ومعهم معاشر المثقفين باللجوء الى استخدامات الذكاء الصناعي التي بوسعها ان تكون الاداة التي تدخل مزيدا من الراحة ؛ للظروف والمهام الصحفية التي تجري في الكواليس مثل ؛ النسخ والترجمة لدعمهم بدلا من ان يحل محلهم ...
من هذا المنطلق نرى بروز الفيديوهات كأحد مصادر نقل الاخبار الالكترونية الاكثر أهمية ؛ خاصة لدى الفئات الأصغر سنا في المجتمع ؛ لارتباطها بشكل وثيق بتلك المتغيرات ؛ اي ان الفيديوهات الاخبارية القصيرة تبدو الاكثر جاذبية في هذا المجال ؛ لسهولة الاستخدام ؛ وتزويدهم بسلسلة من المقاطع الاضافية الاخرى المثيرة لاهتماماتهم ...
رغم تلك النقلات النوعية في صناعة الاخبار ؛ تبقى غرف الاخبار مبرمجة على العمل بالصورة التقليدية التي لاتزال متجذرة في اسلوب الماضي ؛ القائم على الاعتماد على المادة المكتوبة ؛ وتكافح للمواكبة وتكييف منتجها ..
للحديث بقية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجموعة -وان بوينت- تنسحب من مفاوضات إعادة هيكلة ديون شركة -أ


.. إجلاء ركاب أفعوانية عملاقة في منتصف الرحلة




.. مدرب البرتغال ينفي استهانته بالمنتخب الجورجي بعد الخسارة أما


.. السهم الأحمر.. ما مواصفات سلاح المقاومة النوعي الذي دخل المي




.. مراسل الجزيرة: قصف مدفعي إسرائيلي على شمال مخيم النصيرات وسط