الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الانتخابات الإیرانیة هي مجرد مسرحية؟

مهدي عقبائي

2024 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات الإيرانية الحالية ليست سوى مسرحية هزلية بمشاركة ستة مرشحين تم اختيارهم بعناية من قبل المرشد الأعلى، علي خامنئي. يتسم هؤلاء المرشحون بصفة أساسية مشتركة، وهي الولاء المطلق لخامنئي، واستمرار خطط الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي. وبالتالي، لا يتمتع الشعب الإيراني بأي تأثير حقيقي على نتيجة الانتخابات، حيث يتم تحديد النتيجة مسبقًا بواسطة خامنئي. كما أشارت صحيفة "اعتماد" في 24 يونيو، فإن "الانتخابات تعني القدرة على التغيير، وإذا لم يكن هناك إمكانية للتغيير، فمهما كانت تسميته، لا يمكن أن يُطلق عليه انتخابات
لفهم موقف خامنئي في هذه الانتخابات، يجب علينا أولاً أن نفهم موقعه: الهدف الرئيسي لخامنئي هو الحفاظ على النظام في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، وحل مسألة الخلافة بعد مقتله. بمقتل إبراهیم رئيسي، خسر خامنئي شخصًا كان يعتبره جزءًا أساسيًا من استمرارية النظام. رئيسي كان يُعتبر المرشح المثالي لخلافة خامنئي بسبب ولائه المطلق وقدرته على تنفيذ أوامر النظام بلا تردد. مقتل رئيسي كانت ضربة استراتيجية للنظام الإيراني، وأدت إلى دخول النظام في مرحلة غير قابلة للعودة من الانهيار المحتمل.
أكبر خطأ في حسابات خامنئي هو اعتقاده بأن النظام يمكن أن يستمر بعد وفاته. الواقع يشير إلى عكس ذلك: خامنئي لم يعد لديه شخص مؤهل وموثوق به لخلافته، شخص مثل رئيسي. ومن سيتولى منصب رئيسي لن يكون لديه القدرة على السيطرة على الفصائل المتنافسة داخل النظام، خصوصًا في غياب خامنئي. وتوجد مقاومة منظمة وقوية داخل إيران، تتمثل في وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق، ولن تسمح باستمرارية النظام بسهولة بعد وفاة خامنئي. علاوة على ذلك، خامنئي ليس لديه الوسائل اللازمة لتنفيذ مجازر مثل تلك التي نفذها الخميني في عام راحت ضحیتها 30 الف سجین اغلبیتهم من مجاهدي خلق 1988 للقضاء على المعارضة الداخلية.
نظرة مستقبلية على الانتخابات
من المؤكد أن خامنئي سيخرج مرشحه من الصندوق، لكنه يهدف في المقام الأول إلى تحقيق أعلى نسبة مشاركة ممكنة، لاكتساب الشرعية الداخلية والدولية للنظام. بعد الانتخابات، سيعتمد خامنئي على القمع الداخلي والإرهاب الخارجي للحفاظ على النظام ومنع الانتفاضات الشعبية. الشعب الإيراني يستعد لمقاطعة الانتخابات بشكل كبير، أكثر إصرارًا مما حدث في الجولة الثانية للانتخابات الأخيرة، حيث لم يشارك فيها وقاطعها أكثر من 93 في المائة باعتراف رسمي حكومي، مما يشكل ضربة قوية لشرعية النظام. المقاومة الإيرانية، بدعم من مقاطعة الشعب، ستعمل على جمع الأدلة والوثائق التي تثبت تزوير الانتخابات، ولن تسمح لخامنئي بالتلاعب بالنتائج كما يشاء.
الخلاصة
من الواضح أن نهاية هذه الانتخابات ستكون بداية مرحلة جديدة من النضال للشعب والمقاومة الإيرانية. من المتوقع أن تتسارع وتيرة الانتفاضات الشعبية بفضل الدعم المتزايد من وحدات المقاومة. هذا يعني أن الكأس المسموم الذي تجرعه خامنئي بوفاة رئيسي سيؤدي إلى هزيمة النظام في الانتخابات، مما سيمهد الطريق لانتصار الشعب الإيراني وثورته الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد لهجة خطاب القادة الأوروبيين حيال إسرائيل في قمة بروكسل


.. شاهد كيف ستختلف المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب عن 2020




.. تدريبات إسرائيلية تحاكي حربا على أرض لبنان.. وأميركا تحذر مو


.. رغم تهديد بايدن.. شحنات سلاح أميركية في الطريق لإسرائيل




.. في ظل شبح ترامب.. صناديق الاقتراع في إيران تستعد لتقول كلمته