الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية وأدبية 208

آرام كربيت

2024 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


كيف مات ابو بكر الصديق، ولماذا تم دفنه ليلًا، ولماذا لم تذكر المصادر الإسلامية عن سبب موته أو قتله، ومات هذا الرجل في عمر لا يتجاوز الواحد والستين سنة؟
من قتل ابو بكر، ووفق أية صفقة، ومن هم أصحاب المصلحة في تصفية الخليفة الأول؟
لماذا تم السكوت على موته، من تواطأ مع من؟
يجب أن يتعرى التاريخ العربي والإسلامي، أن يتحول التاريخ المقدس إلى التاريخ الصانع للتناقضات الاجتماعية والسياسية، حتى يمكننا قراءة أنفسنا، حتى نتحرر من أمراض المقدس وسره الدفين، أن لا نتخبأ وراء الكذب والنفاق.
هذا زمن الحريات، زمن رفع الأغطية عن الزيف والكذب حتى يمكننا الدخول إلى حقل الحقائق.
لم يعد الكذب أمنًا، لم يعد يتحمل نفسه، لقد ملّ من حمل نفسه، يريد أن يغتسل، أن يجلس في ضوء الشمس.
الكذب أيضًا يخجل.


في رواية، ظل الريح، للروائي الأسباني كارلوس زافون، يشعر المرء بروح سيزيف يحلق في أجواء الرواية، كل الشخصيات تدور وتدور حول نفسها، وحول بعضها، وحول البيوت والدور والمدن والدول والسلاح والحرب والموت والحياة، كالضباب أو الغمام.
تعيد الشخصيات الميتة الحية إنتاج نفسها بنفسها مرة ومرتين ومرات، وكأن هذه الصخرة، الأمل الميت يدور معهم ويدور.
حتى الروائي في الرواية، كاتبها، لا اقصد كارلوس زافون، كاتب الرواية في الرواية، يعيد إنتاج نفسه في الظلام، يستيقظ من الموت أو النوم او اليقظة، ويحرك الشخصيات فيها.
تلك الشخصيات التي يعبث بها نافون، لا يسمح لها بالراحة أو النوم أو الصمت أو الاسترخاء.
يجعل الشخصيات في حالة استنفار تام، يأتي إليهم، يحركهم، يوقظهم، يبث فيهم وجع الحياة وسوداويتها، ليستمروا في العبث ما بعده عبث.
الرواية تصعد مع القلق الإنساني، تعري وجعه، توتره حركته، خوفه كأي إنسان يعيش في أجواء الحرب، كالحرب الأهلية الأسبانية مثلًا، الخوف من المستقبل، من الغد من الحياة.
العين الوحيدة الساهرة دائمًا هي عين الدكتاتور، العين اليقظة التي لا تنام عندما ينام الجميع.
إن الديكتاتور يراقب كل شيء، أحلام الناس، أنفاسهم، لحماية نفسه وبقاءه حتى لو كان على حساب فناء الكون كله.


بكت على صدري بحرقة وألم، وفي أعماقها إنكسار وحزن:
ـ لقد خانني. لقد كسرني وحطم كبريائي. وحطم أجمل ما في المرأة، أنوثتها.
كانت تبكي، صوت وجعها عانق الجدران وضوء الشموع المنبعث من الحوجلة النائمة بالقرب منّا.
ـ كل واحد منّا معرض للإنكسار بشكل من الأشكال. إنها الحياة بكل تقلباتها، بفرحها وحزنها.
ـ إن إنكسار المرأة مختلف تمامًا. إنه جرح نازف لا يمكن أن يلتئم.
عندما يخون الرجل حبيبته تغرق المرأة في السديم، تتحول إلى حطام. شيء ما يتمزق في داخلها يجعل حياتها عرجاء. تموت المرأة. نعم تموت. وما يتبقى منها يكمل على ما تبقى. وإن ما تبقى منها هو ذلك الميت الذي في داخلها يمشي ويتنفس.
ربت على ظهرها، ولملم باقات شعرها المتناثر على صدرها ووجهها. ومرر يده فوق وجهها وصدغها بحنان وحب:
ـ وكيف يمكن ترميم هذا الحطام؟ هل نبقى هاربين؟
ـ لا أعرف. إن ذات المرأة لا يعود إلى سابق عهده مهما حاولت. لا تلم المرأة إذا جاءتك خائنة كاذبة. هي لا تخون، إنها تهرب إلى الأمام من خيانتها. من يتكلم بالنيابة عنها هو ذاتها المهزومة. إنه هروب من نفسها ، من أنوثتها.
إذا رأيتها تمشي فوق جثتها لا تلمها ولا تسخر من وجعها. الخيانة طعنة في خاصرة الذات.
والاهمال؟ ماذا تقولين عنه؟
ـ الاهمال حكاية أخرى. إن الاهمال وجع قائم بذاته ليس من الحبيب للحبيب وأنما من أي إنسان. ولكن إهمال الحبيب له غاية هو إيصال الحبيب إلى الدمار الذاتي ثم الجلوس فوقه والتمتع بذلك الكائن الذي كان.
ـ وهل ستبقين أسيرة هذا الإنكسار؟ هل هي متعة في النيل من الذات؟
كأنك كنت تنتظرين هذه الخيانة لتعيشين في ظل ذاتك المكسورة؟ عليك بالخروج من الظلمة إلى النور.
ـ ليست متعة، إن الترميم يحتاج إلى شروط أخرى وواقع أخر.


علاقتي بالعصافير حيوية وقديمة، مرات كثيرة أراقب سلوكهم وتصرفاتهم، وطريقة عيشهم، كيف يبنون أعشاشهم في فترة التزاوج، وكيف يتبادلون الأدوار.
في هذه الفترة، فترة بناء العش، يعن على بال الذكر أن يزقزق، يأخذ مسافة من كل شيء، كأنه خرمان، ويريد أن يضرب بوري حشيش.
يترك العش، يقف إلى جانبه، يأخذ مسافة ثلاثين سنتمتر أو أكثر او أقل، ويبدأ يزقزق لوحده، تراه يسلطان وينسى الدنيا كلها، في هذه الوقت بيكون نسىي واجباته كمان، وطلبات أطفاله.
تأتيه زوجته من الخلف وتنقره نقرات موجعات بكل حقد، وفي عينيها تصميم عمره ألف سنة ضوئية.
يفزع المسكين ويبدأ يوزوز من الخوف، ومن عقدة الذنب، ثم يخنس ويحاول أن يداري خجله.
العصفورة أبدا لا تضحك في وجهه أو تعطيه ريق حلو حتى يبقى تحت هيمنتها.
مرات كثيرة تبصق في وجهه وبين عينيه، ومرات كثيرة تطرده من العش.
لكنه يعود لها خاضعًا مستسلمًا يريد رضاها.


علاقتي بالعصافير حيوية وقديمة، مرات كثيرة أراقب سلوكهم وتصرفاتهم، وطريقة عيشهم، كيف يبنون أعشاشهم في فترة التزاوج، وكيف يتبادلون الأدوار.
في هذه الفترة، فترة بناء العش، يعن على بال الذكر أن يزقزق، يأخذ مسافة من كل شيء، كأنه خرمان، ويريد أن يضرب بوري حشيش.
يترك العش، يقف إلى جانبه، يأخذ مسافة ثلاثين سنتمتر أو أكثر او أقل، ويبدأ يزقزق لوحده، تراه يسلطان وينسى الدنيا كلها، في هذه الوقت بيكون نسىي واجباته كمان، وطلبات أطفاله.
تأتيه زوجته من الخلف وتنقره نقرات موجعات بكل حقد، وفي عينيها تصميم عمره ألف سنة ضوئية.
يفزع المسكين ويبدأ يوزوز من الخوف، ومن عقدة الذنب، ثم يخنس ويحاول أن يداري خجله.
العصفورة أبدا لا تضحك في وجهه أو تعطيه ريق حلو حتى يبقى تحت هيمنتها.
مرات كثيرة تبصق في وجهه وبين عينيه، ومرات كثيرة تطرده من العش.
لكنه يعود لها خاضعًا مستسلمًا يريد رضاها.


عندما يبدأ العصفور الذكر في الزقزقة، عليك أن تعرف أنه لن يتوقف على الأطلاق حتى لو قامت القيامة على رأسه، بيد أن خبطة محرزة من الأنثى على رأسه تعيده إلى صوابه، وقتها ينتبه ويتوقف، ويتذكر أنه أزعجها بصوته، وأن لديه مهمات عاجلة بدلًا من الغناء والتغريد والاستمتاع، كرعاية الصغار وحراستهم.
عندما يزقزق ويزقزق، يتوحد مع نفسه وصوته، يغيب عن الدنيا، ينسى نفسه، يتحول إلى كتلة نار ولهب، لا يصحوا إلا على منقار أخر من زوجته، ينتف ريشه ورأسه.
وقتها، يخنس وينقبض، ويستقيم في حضرتها ثم يعدل ذات اليمين وذات الشمال، كأنه يرجع القهقرى إلى نفسه.
تعلموا من أنثى العصفور لأنها ست العش، لا تمزح ولا تعبث بدقيقة واحدة.


الإنسان لا يرى الجمال الذي يحيط به، ولا جمال الحياة ولا جمال البحر والنهر والعصافير والأزهار، إلا من خلال مركزيته المرضية القاتلة.
إن مركزيته حول ذاته، عشقه لنفسه جننه، شتت جمال الكون فيه، أخذ عقله وعينيه ووضعه في داخله الميت.
إنه كائن وحيد، أناني، ضعيف، غريب.


الفارق بين المانيا الهتلرية التوسعية، والولايات المتحدة الامريكية، أن الأولى أرادت أن توحد العالم تحت راية القوة العسكرية الخاص بها، واستخدام نفوذها عبر السيطرة المباشرة، أما الثانية فإنها تريد تفكيك العالم وإبقاءه تحت راية قوتها العسكرية ونفوذها وهيمنتها وسيطرتها.
الفارق بين الأولى والثانية، كمثل تلك الأفعى التي تقول للضحية:
سالدغك، بيد أني سأترك لك الخيار في مكان اللدغة الذي تريد.
سيأتي ذلك اليوم، في الزمن القادم، حيث لا يفيد الندم أن تسعى الولايات المتحدة الامريكية جاهدة على أخذ الدول، الواحدة تلو الأخرى الى الغرق.
هناك حقد تاريخي مبطن في ذاتها، أنها دولة عارية، دون ثقافة أو تراث او تراكم تاريخي أو قيم أو مبادئ.
وتريد أن ترسم العالم كله على صورتها المشوهة القائم على المال وحده.


الأخوان المسلمين، ليس حزبًا سياسيًا يؤمن بالوطن، حدود الوطن، والشعب أو القومية أو الدستور أو المؤسسات.
إنه تنظيم فوق وطن، وفوق قومية ودين، أنه عابر للحدود، محلق في السماء مثل أغلب الأفكار التي لا تحب النزول إلى الأرض.
إنهم جماعة متحركة مثل الرمال المتحركة، في لحظة ممكن أن يتحولوا إلى العنف ويحملوا السلاح، وفي مرحلة أخرى يتحولوا إلى دعاة محبة وسلام وأخلاق حميدة.
إنهم زئبقيون، براغماتيون، بابتذال لا نظير له، ليس لهم صديق سوى المال الحاف.
هو تكوين مبندق، له أكثر من أب، ولا أم له، لهذا لا يمكنك القبض عليه، أو تستطيع أن تعريه أو تكتب عنه لأنه دون برنامج أو هدف محدد.
تكوين الأخوان عائم وسيبقى، لأنه لا يستطيع النزول إلى الأرض، وإذا نزل سقط.
هو فعل دعوي إذا تطلب الأمر، ودعاة سياسة إذا تطلب الأمر الأخر.
المأزق الذي نعاني منه في علاقتنا بالأخون، هذه الميوعة في السياسة، وفي الدين.
والمكان الذي يدخلونه يخربونه بعقولهم البايخة الساذجة، ولا يمكنك أن تعرف إلى أي ولاء ينتمون.


كل قارئ له قراءتِهِ. وكل نص له قارئ وفق مقاس تفكيره ورؤيته، ربما يقارب قراءة هذا النص أو يبتعد عنه، بيد أنه لا يطابقه.
ولا يمكن أن يتشابه هذا المرء أو ذاك في قراءة النص الذي أمامه.
لهذا نقول لا يوجد شخصان على دين واحد، لأن لكل واحد منّا قراءة خاصة على مقاس ثقافته ووعيه.
أنت كائن متفرد، لك رؤيتك، حبها، حب ذاتك واحترمها حتى تحب نفسك، علمها أن تختلف، أن تحاور ذاتك، ناقشها إذا تطلب الأمر، لا تترك سجيتك الذاتية تسيطر عليك، الثقافة هي محاولة المعرفة، الوصول إلى الوعي.
لا تمنح ولائك للأخر، أنت كائن مفكر، أجعل من قلقك باحثًا عن الحقيقة.
أي نص هو فضاء عام، فضاء مفتوح على التأويلات والتفسيرات والقراءات، كن أنت الله، النبي، الرسول، الخالق والمبشر والهادي، كل شيء يخرج من الكلمة، النص ويسكن في المكان، في الأخر.
لو خلت الحياة من الغايات، لما خلق النص. والنص محمل بالغايات والرغبات والمصالح والأهداف والحسابات، ولا شيء بريء او جاء من خلف الغيم.


في البيئة أو المنطقة التي نعيشها فيها لدينا ظاهرة عقدة الاضطهاد مترافقة مع جلد الذات.
هذه الظاهرة معشعشة في داخل كل واحد منّا، تبقى في مكانها في حالة كمون أو سكون وتخرج في الأزمات.
عندما يتعرض أحدنا للخيانة، رجل أو امرأة، يغوص في ذاته ويجلس في داخله، ويبدأ بجلد ذاته.
ينسى ذاته ونفسه عندما يغوص أكثر فأكثر في جلد نفسه، ويتحول إلى مازوخي محترف، يتمتع بتعذيب نفسه أو ذاته.
إن تعذيب الذات وجلدها مرض خطير، ربما لا يعرف مساراته إلا الذي يعي أن هذا الأمر مؤذي للغاية وأن جذور المازوخية هو جزء من ثقافتنا وتكويننا النفسي والسلوكي.
يبدأ في معاتبة الخائن على خيانته، فبدلًا من رجمه وتحميله مسؤولية الخيانة، يبدأ في جلد نفسه وتعميق هذا الجلد إلى درجة تمزيق أناته وتدميرها.
ويدخل في الأماكن المعتمة ويغرق ويغرق وكأنه السبب في أذى الآخر له.
وعي الذات مهم للغاية.
إن جلد الذات أو تعذيب الآخر عبر الانتقام من تجربة خيانة ما هو إلا مدخل للدمار الذاتي.
أغلبنا، لدينا هذه الثنائية، المازوخية والسادية، يخرج من الأولى ليدخل في الثانية والعكس صحيح.
الخيانة لها أسباب كثيرة، ليس بالضرورة أنت المخطأ بحق الشريك، ربما الشريك ذاته مريض، لهذا لا تدمر نفسك من أجل واحد مثل هذا.
لا تحزن من أجل واحد غادرك. هذا لا يمكنه أن يكون مستقرًا نفسيًا أو يمنح الحب والسعادة لنفسه، إنه مشوه من الداخل، في داخله شقاق وانقسام لا يمكن ردم أمراضه مع الزمن.
كل يوم نلتقي بالمرضى في صورة إنسان، بيد أننا لا نعرفهم.
إنهم قناع.


السياسة واقع موضوعي، قدر، لا يمكن تجاهله أو تجاوزه سواء أردنا أو لم نرد.
إنها كالنهر الجارف، تتغذى على الفروع والسواقي والجداول والسيول والينابيع.
ليست الدولة وحدها من يستخدم السياسة، وأنما أطراف كثيرة وعديدة كالأحزاب المعارضة أو الجمعيات. إنها جامع يتناولها الصغار والكبار. إنها مجال الصراعات والتحالفات والتوازنات والتفارقات. ومن خلالها نرتقي أو نسقط.
إنها الميدان، المعيار، رأس كفة التوازنات أو الاختلالات.
يمكن استخدامها كرافعة للبناء وكمان كمهدة لتكسيره. ودائمًا هناك خيارات في الحياة، يمكن من خلال السياسة استنباط الحلول.



حركة طالبان وصلت إلى الحكم في أفغانستان في العام 1994 بعد أن طردت جميع الفصائل الإسلامية المسلحة, وفرضت قانونها حسب الشريعة الإسلامية على الدولة والمجتمع, منها إرتداء المرأة البرقع وعدم الخروج إلى الشارع دون محرم وممنوع أن تعمل في أية وظيفة خاج البيت.
كان هناك الكثير من النساء فقدن أباءهن وأزواجهن وأولادهن في الحرب ضد السوفييت أو في القتال البيني بين الفصائل المسلحة ذاتها, وبقين وحيدات. السؤال:
كيف ستتدبر هذه المخلوقة لقمة عيشها واستمرار حياتها خاصة أن هذه الحركة ليس في برنامجها أو مهمتها تدبير هذا الأمر, مهمتها الأساسية تطبيق الشرع.
إذا بقيت في البيت ستموت جوعا وإذا خرجت من البيت ستتعرض لأقسى العقوبات.
في هذه الحالة ماذا يتوجب على المرأة فعله حتى تخرج من هذه الورطة حسب الشرع؟


لا زالت فلسفة أرسطو هي القائمة على إدارة عالمنا، لم يحدث تحول في عالمنا للانتقال إلى فلسفة أخرى، فلسفة إنسانية تؤمن بالحياة والحرية.
لعبت الأديان الثلاث في هذا الملعب، والحكومات، ورجال المال والثروة والسلطة، والفاسدين والمبتذلين والقوادين والعبيد.
فلسفة أرسطو هي فلسفة العبيد، وترسيخ العبودية


السؤال، من يضحك على من؟
أغلقت الولايات المتحدة باب المندب لمنع التجارة بين الصين والهند وفيتنام واليابان مع أوروبا عن طريق قناة السويس، بالتعاون مع الحوثيين.
يبدو للناظر أن الحوثيين هم السبب، لكن الحقيقة الأعمق، أن سياسة الولايات المتحدة لا تقف عند الحوثيين، تستطيع أن تدمرهم على بعد ثلاثة آلاف كيلو متر، لكنها الدولة المراوغة، لديها أجندة مبتذلة تتعاون معها، كأيران وحماس وحزب الله وانصارها في العراق.
المتضرر الأكبر هي مصر والدولة الأفريقية والعربية المطلة على البحر الأحمر.
تعطلت قناة السويس بنسة عالية جدًا من هذه المنع للتجارة الدولية، والخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني في غزة.
الميديا العالمية وجراءها، تتحكم فيها الولايات المتحدة بقيادة مردوخ، المالك الأوحد لصناعة الأخبار وتوزيعه على مستوى العالم، يدفعني هذا إلى السؤال:
لماذا تم تعويم المظاهرات ضد إسرائيل، وهذا المردوخ، الصديق العزيز لإسرائيل، بل أحد أبناءها؟



لو لم يكن هناك سلطة، صنم، هل كنّا سنرى سيزيف، الرموز والإشارات، الحمولات الثقيلة، التقطيع من أجل الهضم لتسهيل الابتلاع رويدًا رويدا؟
وهل كان سيكون لدى كل واحد منّا سيزيفه الخاص به؟
سيزيف، الحيرة الأبدية، الدوران اللانهائي حول الذات، صعود وهبوط عبثي.
أليست هذه الصخرة، السلطة، المعلقة فوق الجسد والرأس هي سبب هذا الدوران، والدوار المكرر؟
من أين جاءت الأصفاد والأقفال لسيزيف، ولماذا فكر وأبدع، لولا العبث والحيرة ومحاولة رمي الثقل عن جسده، ووضعه على الأخر.
من أين كان سيأتي هذا الذكاء والخداع واللف والدوران لولا محاولة الهرب من هذا الثقل؟
أليست هذه الأزلية، حمل الصخرة ودحرجتها، شيء متعب وممل وعمل لا جدوى فيه، وغير مجدٍ، صعودًا ونزولًا في حركة دائمة عبثية مرارًا وتكرارًا، كالبندول أو حركة الساعة التي تدور حول المدار ذاته، كل ثانية ودقيقة إلى الأبد دون توقف أو التقاط النفس؟
إلى متى نعيد إنتاج ذواتنا المملة، ومتى نتوقف، وهل هناك مخرج من هذا الظلم؟
هل فكر الإنسان في إزالة اللعنة عن سيزيف، عن نفسه، أو كسر الصخرة، العبث، وا
لانطلق إلى الحياة الأخرى؟


تأقلم الكثير من السوريون مع نظام حافظ الأسد، مع فساده واستبداده وسوء أخلاقه وبربريته، بله أصبحوا أكثر فسادًا منه، أصبحوا مدرسة تورد سوء الأخلاق للعالم كله.
عندما يموت الضمير لا يبقى أي شيء، وهذا ما رأيته فيهم، مات الضمير عندهم.
شعرت أن نسبة كبيرة منهم من جاء إلى السويد أقرب إلى البرابرة، لا يهمهم حدود ولا حواجز، ولا عيب ولا خجل، لديهم جوع شديد، نهم للوصول إلى الغايات، يريدون أن يصبحوا أمراء، أن تفتح لهم الأبواب في كل مكان.
لولا حاجز اللغة، بتقديري لطردوهم من مؤسسات الدولة وجلسوا مكانهم.
وكله لعب على القانون، لهذا نقول أن وجود عائلة الاسد كان سترًا وغطاء لهم، بهذه الثورة فتح الغطاء فخرج كل شيء
خلال فترة قصيرة من وجودهم في هذا البلد، صرنا نرى السيارات الفارهة في الشوارع، الثياب الأنيقة، الاستعراض الشكلاني، حضور الحفلات الفارهة بحضور مطربين معروفين كشادي جميل مثلا، وأغلبهم لديه نقود سائلة ويقدم نفسه أنه محتاج، يأخذ من الضمان الاجتماعي ويعمل عمل أخر بالاسود.
بتقديري سينهار الاقتصاد السويدي إذا لا يتدارك السويديون حجم الخطر الذي هم فيه، خاصة أن أغلب الأحزاب السياسية فيها أقرب لعقل فترة الحربين العالميتين، لا ثقافة ولا وعي للمخاطر.
بالنسبة لي، أنا مع بقاء السويد قوية، مع الدولة الديمقراطية ومؤسساتها، لأن لا بديل أفضل منها، ففي انهيارها، انهيار لكل شيء، وسنعود إلى نقطة الصفر، إلى الدكتاتورية، وهذا ممكن جدًا.


الحب يحب التورية، الهسهسة، الهمس، الاختباء خلف الظلال.
يحب أن يتسلل رويدًا رويدًا إلى النغمات النائمة فوق الأوتار، بهدوء وحذر، ويمشي خلف الستائر، يمد نظره وعينيه من وراء تقاطعات الغيم، ليتمثل ويمتلئ بالسر، ويماثله.
يحذر من الانكشاف في الضوء الساطع قبل أن ينبثق أو يشتعل.
الحب يحب الهمس، الصوت الخافت، نبضات القلب الذي تدق بهدوء، يتلألئ في الجدران الحاملة للصمت، يحلق، يسموا في السر، في عدم الإعلان عن نفسه.
يموت الحب في الضوء، في الحديث المباشر، في الصوت العالي، لهذا ينتظر الليل ليخرج من ذاته ويقترب من الحرية.
الجمال ولد في الصمت والليل، اختطف الحب إلى نفسه بحنان، وسار معه إلى المكان الأمن.
لهذا فإنهما يتحاشيان النهار والناس وتقلبات الريح.
الحب هو لغة الجمال.


نحتاج إلى شغل كتير على أنفسنا في كل المجالات، يجب قلب الثقافة العربية رأسًا على عقب، إلغاء مفهوم الفخر والكبرياء والتكبر، التخلص من فكر القبيلة والعشيرة، والبداوة في البنية النفسية والعقلية للإنسان العربي، إزاحة الدين جانبًا ووضعه على الرف، أن يبقى شأنًا ذاتيًا بين الإنسان وربه، أن نحميه من تدخل الشيوخ المرضى، والجهلة، أن نفكك الواقع المريض الذي نعيشه، وبالأدوات المناسبة للصراع سواء في الحاضر أو الماضي.
هذه الراشتة تحتاج إلى ورشة فكرية سياسية، وقوى لها مصلحة في التحولات العميقة في بنية الواقع العربي.
علينا أن لا ننتظر المزيد من الوقت، لقد تفسخ الواقع، وأن نسحب القضايا المصيرية من الأيدي العابثة في الدولة والمجتمع، خاصة في جانب الدين


المفاهيم التي نستخدمها كعرب، في تفكيك بنية العقل الغربي هي ذاتها المفاهيم التي يستخدمها الغرب في تفكيك بنية العقل في بلادنا.
إذًا، نحن نشتغل على أرضية واحدة في اتجاهين مختلفين متعاكسين، لهذا لن نخرج من هذه الدوامة إلا إذا حدثت تحولات عميقة في بنية الواقع العربي.
ولا زالنا نلعب في ملعب الأخرين، لهذا سنبقى مهزومين، نقبع في الظلام.
ولا يزال العرب يلهثون وراء الغرب لتفكيكه، وكأنهم استطاعوا تفكيك بنية العقل العربي.
ونسأل أيضًا:
هل هناك بنية لعقلنا الذي انفصل عن تاريخه عشرات القرون؟
قراءاتنا تعمل بأدوات غربية، لهذا نحن غير جادين في الصراع سواء مع الغرب او مع غيره، ولهذا سنهزم، لأن نقطة البدء لدينا مشوشة.
بل نسأل أنفسنا، من نحن، هل نحن نحن، إلى أي عقل ننتمي وأي تاريخ؟
رغم أن تاريخ المنطقة متشعب، وطويل ومتعدد الانتماءات العميقة في كل الجوانب الفلسفية والفكرية والاجتماعية.
ربما نحن أوروبيون في العمق، نحتاج إلى إزالة بعض القشور من قحف جماجمنا المتكلسة.
وقلت مرات كثيرة أن المتوسط شكل ثقافة متقاربة لفترات طويلة، ربما سيعود المتوسط إلى نفسه في المستقبل، وتتحول أوروبا إلى أوروبا كبيرة نحن وروسيا جزء منها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد لهجة خطاب القادة الأوروبيين حيال إسرائيل في قمة بروكسل


.. شاهد كيف ستختلف المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب عن 2020




.. تدريبات إسرائيلية تحاكي حربا على أرض لبنان.. وأميركا تحذر مو


.. رغم تهديد بايدن.. شحنات سلاح أميركية في الطريق لإسرائيل




.. في ظل شبح ترامب.. صناديق الاقتراع في إيران تستعد لتقول كلمته