الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى_فاطمة الفلاحي))#1

محمد السوادي
كاتب

2024 / 6 / 21
الادب والفن


مقدمة

لا نجد اليوم شاعرا يستطيع أن يلمّ باللفظ والمضمون بشكل متناسق إلا القليل النادر فعندما اتجهت أنظار الشعراء الى شعر التفعيلة ثمّ من بعده الى الشعر الحر ((قصيدة النثر بمفهومها الواسع)) لم يكن همهم إلا التعبير عما يجول في خاطرهم من أفكار لا يستطيع شعر الشطرين – عند البعض - أن يوفي حقّها وذلك نابع من تطور الفكر البشري ومطالبته بمساحة من طرح أفكاره في فضاء مفتوح خال من القيود – هي قانون وزني إيقاعي ولفظ القيد أطلق من باب ضيق العبارة - ومن بين تلك القيود التي راها الشعراء هو ما يمس الوزن المقيد بعروض وضرب ومن ثم القافية التي يصفها بعض الكتاب بالجرس الذي يجب على الشاعر إلا يتركه بل عليه أن يأتي بمثله من حيث الروي .
ودار الصراع بين المحافظين والمجددين وما كان إلا أن أوهم بعض الشعراء أنفسهم فأطلقوا على أنفسهم هذا اللقب وما هم من الشعر بل ولا يعرفهم الشعر إذ لم يفرقوا بين الهذيان والشعر.

ولم يستوعبوا الشعر كشعر فضاعت كتاباتهم بين كلام خال من أي معنى ومن أي مضمون بل أرادوا أن يحاكوا المدارس التشكيلية في شعرهم وتناسوا أن الرسم ليس شعرا وان الشعر ليس رسما بل أن الرسام شاعر طبيعي والشاعر رسام صوري وفرق بين المعنيين، فلم يكتف البعض بنقد الشعر الشطري بل تجاوزوا عليه وبدل أن يصونوا أنفسهم عن اللغط تاهوا في الشعر الحر الذي قوامه الفكر وسرحوا يشوهون هذا الفن الجميل بأقلامهم الرخيصة.

أن الشعر الحر يعطي للخيال مساحة حرة مع انه لا يخلو من إيقاع داخلي يشد المنصت إليه إضافة الى لمسات من القافية تعطيه رونقا ويبقى محوره في ربط الشكل بالمعنى وبذلك يكون الشاعر هو الذي يحدد مكانه في وسط الملايين أدعياء الشعر بل وبكل فخر اجد أن عراقية من وطني ونسمة من نسمات دجلة تطل من هذا الزخم الهائل لتجعل من نفسها علما في الشعر الحر حيث لم يطغى عليها المضمون شكلا ولا استعصى عليها المعنى فأجادت بكلّ ما للإجادة من معنى في تراتيلها الأنثوية وأعطتنا النموذج الواعد لشعر حر بلا تزييف للمعاني ولا خلط في الأشكال ولا هلوسة في الأفكار بل جاء شعرها مزينا بالمعاني مرفودا بالشكل يسمو به الفكر الى عالم ، صنعته شاعرتنا ( فاطمة الفلاحي ) ، عالم تجد فيه عواطفا صادقة ورؤيا حيرى وخيال محلق بين ذكريات واهات سعادة ممزوجة بالم الشاعر الخلاق الذي يمد للكون جسرا ليعبر عليه ، ويصوغ سوارا فضيا معه مفتاح الحرية .

نعم إنها تراتيل أنثى وأستميحها عذرا واي أنثى تحمل هذه العواطف، وتستطيع أن تمزجها في قوالب أدبية لا يقترب من نيرانها إلا أخلاء الشعر فبين المذهب الطبيعي تتنفس ومن ذلك المذهب السريالي تتلفظ ومن الوجودية ترى ذلك العالم بأحلامه وآلامه ومحبته ومن ذلك المذهب التعبيري تتقمص تلك الأمثلة الجامحة وأما عن يراعها فهو يجسد الرومانتيكية ويبحر بها بعيدا في أحضان بلد الإغريق فتبدع في وحدة الموضوع ووحدة الزمن ووحدة المكان.

هي تراتيل أنثى سافرت عبر الزمن لتضع رحالها حيث المكان داعية المتلقي لمزيد من الإبهار .
====
رؤية : محمد السوادي
====
* تراتيل أنثى : ديوان مطبوع للشاعرة العراقية : فاطمة الفلاحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح