الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة الشعبية- في فرنسا: قصة قديمة مفلسة

الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)

2024 / 6 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مقال منشور في صحيفة "ريزوسباستيس" اليومية، صحيفة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني ، في 20 يونيو 2024:

"الجبهة الشعبية" في فرنسا: قصة قديمة مفلسة

"إن التعاون متعدد الأحزاب الذي أقيم في فرنسا تحت عنوان "الجبهة الشعبية" (Front Populaire) من أجل - كما يقولون - وضع العراقيل أمام انتخاب رئيس وزراء يميني متطرف، هو مثال مزعوم لما يجب ان يحتذى به في بلدنا كذلك.

هذا هو المخطط الانتخابي المعلن، بعد وقت قصير من الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، من قبل القوى السياسية التي قادت الترويج لسياسات شرسة مناهضة للجماهير من مناصب حكومية، مثل الحزب الاشتراكي (Parti Socialiste-PS)، أو جربت في دورها في خداع، و ارباك، ونزع فتيل السخط الشعبي، مثل حزب ميلينشون (حزب فرنسا الأبية)La France Insoumise (LFI) والحزب الشيوعي المسخ (Parti Comuniste Francais-PCF).

تعاونهم ليس شيئا جديدا. تتمتع جبهات “مناهضة اليمين” و”مكافحة اليمين المتطرف” بتاريخ طويل في الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية في فرنسا، وآخر مثال على ذلك هو الانتخابات البرلمانية لعام 2022 عندما شكلت هذه القوى (الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد) NUPES (Nouvelle -union- Populaire Ecologique et Sociale). .

ومع ذلك، وكما أكدت الانتخابات الأوروبية وطوال السنوات الماضية، فإنهم "لم يعترضوا الطريق أمام تعزيز اليمين المتطرف"، على الرغم من ادعائهم بأنهم قادرون على ذلك.

إن حزب لوبان، مع وجهات نظره اليمينية المتطرفة والفاشية في الماضي و التي يتم تخفيفها حاليًا، يعيد تأكيد دوره كاحتياطي مفيد للبرجوازية ونظامها السياسي، حيث أصبح الآن على عتبة رئاسة الوزراء، بينما يتم اظهاره كمرشح مفضل للانتخابات الرئاسية أيضًا. ولا ينبغي لنا أن ننسى أن ماكرون نفسه، بعد وقت قصير من انتخابه، ناقش مع لوبان حتى مسألة تشكيل حكومة "وحدة وطنية"، في حين يبدو الآن أنه يدعم في بعض المناطق ــ ليس من دون مكافأة على ما يبدو ــ "المناهضين لليمين المتطرف "من مرشحي"الجبهة الشعبية".

إن إلقاء نظرة على البرنامج الذي شارك بموجبه حزب ميلينشون (المرشح المهيمن لرئاسة الوزراء عن الجبهة الشعبية) في الانتخابات الأوروبية يكشف عن الجهود المبذولة مرة أخرى لجعل سخط الناس على سياسات ماكرون محبوسة اطر غير ضارة- للطبقة المهيمنة. ومن خلال تصريحات غامضة وأوهام معروفة، يحاولون تحويل هذا السخط إلى دفاع، أو تسامح، مع السياسة السائدة المناهضة للجماهير ، والتي تخدمها كل من الحكومة الحالية ولوبان.  

دعونا نلقي نظرة على بعض الأمثلة: فيما يتعلق بمسألة ارتفاع الأسعار، فإنه يقدم كحل "إنشاء ضريبة دائمة على فائض الأرباح والتي ستمتد إلى جميع القطاعات وليس فقط الطاقة"، وكذلك "إنشاء ضريبة دائمة على فائض الأرباح والتي ستشمل جميع القطاعات وليس فقط على الطاقة"، وكذلك "إنشاء ضريبة على المعاملات المالية (…) وذلك لمنع المضاربة”. وفي فرنسا، كما الحال في اليونان، تؤكد الديمقراطية الاجتماعية وتوابعها على الأرباح الفائقة التي تحققها الاحتكارات، والتي يتم تعديلها وفقاً لمصالح حاملي أسهمها، مستفيدة من الإمكانيات التي توفرها التشريعات المناهضة للشعب. وفي الوقت نفسه، فإنهم يخبئون تحت السجادة الربحية الهائلة لعمالقة الأعمال الفرنسيين والأجانب، والتي يتم ضمانها في المقام الأول بسبب كثافة استغلال العمالة والإعفاءات الضريبية التي لا تعد ولا تحصى، بكل الوسائل "القانونية" والمؤسسية، لعمالقة الأعمال. والتي لا يغضون الطرف عنها فحسب، بل يلعبون أيضًا دورًا رائدًا في زيادتها...

وهم يدعون علاوة على ذلك إلى "تأسيس مساواة مالية أوروبية حقيقية من خلال إلغاء الخصومات التي تحصل عليها أغنى الدول الأوروبية بشكل غير مبرر". ويجب على ألمانيا وهولندا والدنمارك والنمسا والسويد أن تدفع حصتها في الميزانية الأوروبية...". وهذا هو همّ «الجبهة الشعبية»: المطالبة بشروط أفضل لرأس المال الفرنسي في منافسة مع الدول الأخرى!

أما بالنسبة للرواتب، فيطالبون بإجراءات "لجعل الشفافية إلزامية داخل كل شركة وتحديد حد أقصى للرواتب المسموحة من أجل تقليص الفجوة من 1 إلى 20 الموجودة بين أدنى وأعلى راتب في الشركة". ويفتقر برنامجهم حتى إلى التصريحات المتعلقة بزيادة الأجور، وخاصة في ظروف ارتفاع الأسعار التي نعيشها اليوم. على العكس من ذلك، فإنهم يروجون... للمساواة الأكثر عدالة في الأجور إلى الأسفل ويسمون هذا "عدالة"!

ومن نواحٍ أخرى، فإنهم يشعرون بالقلق إزاء... "دمقرطة الشركات" ويطالبون "بوضع حد أقصى لحصة الأرباح الموزعة على المساهمين من أجل توزيع أفضل للثروة...!". ما يقولونه في الواقع هو أن... رأسمالية أكثر عدالة ممكنة، حيث تزدهر أرباح الأعمال والاحتياجات الشعبية في نفس الوقت.

وفي قضايا الحرب الإمبريالية، فإن جوهر مواقفهم يتلخص في "الاستقلال الاستراتيجي" لأوروبا، وهو ما يؤدي إلى قدر أعظم من العسكرة وكثافة الاستغلال، حتى تتمكن من الدفاع عن مصالح احتكاراتها على نحو أكثر فعالية، بتكامل مع حلف شمال الأطلسي طبعًا . وهنا يبدو التماهي مع حكومة ماكرون أكثر وضوحا، في حين تتقارب مواقف حزب لوبان أيضا على نفس الطريق.

"من خلال موافقته على الوقوف خلف حلف شمال الأطلسي، يعد الاتحاد الأوروبي جزءًا من استراتيجية أمريكية لتصعيد التوترات في جميع أنحاء العالم (...) نحن نرفض أي انحياز مع قوة أخرى"، مشيرين إلى أن هناك حاجة إلى "ضمان استقلالنا الجيوسياسي والعسكري"...

في ظروف اليوم التي تشهد أزمة جديدة مقبلة واستعدادات للحرب، مع انتقال الاتحاد الأوروبي وفرنسا إلى "اقتصاد الحرب"، تتزايد الخيارات المعروضة أمام رأس المال الفرنسي في الانتخابات البرلمانية، سواء بالنسبة لمن يكون في قيادة الحكومة في السياسات المناهضة للجماهير ، وكذلك الحصول على دعم جميع الأحزاب البرجوازية. وهذا في الواقع ما تخدمه "الجبهة الشعبية" في فرنسا أيضًا، حيث تكشف الغابة خلف شجرة الشعارات المناهضة لليمين المتطرف وتؤكد الدور الأبدي للديمقراطية الاجتماعية في استقرار النظام...".

المصدر
مدونة دفاعاً عن الشيوعية  © 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد لهجة خطاب القادة الأوروبيين حيال إسرائيل في قمة بروكسل


.. شاهد كيف ستختلف المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب عن 2020




.. تدريبات إسرائيلية تحاكي حربا على أرض لبنان.. وأميركا تحذر مو


.. رغم تهديد بايدن.. شحنات سلاح أميركية في الطريق لإسرائيل




.. في ظل شبح ترامب.. صناديق الاقتراع في إيران تستعد لتقول كلمته