الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعي المُتوسط يُصافح الإسلامي المُتزمت بثورية ماركسية !

عادل الخياط

2006 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


[من الممكن أن يحتج شافيز على جورج بوش بالقول : لو كنت
حقا تؤمن بمبادئ الديمقراطية , فعليك أن تحترمني لأنني فزت
بإقتراع حر .. لكن بوش من الممكن أن يُحاججه بالقول : لا علاقة
لي بك , لكن لماذا أنت مسعور ضد أميركا إلى هذا الحد بحيث تصافح وتقبل وتعانق وتنتشي بعفن كل أزلام الديكتاتوريات التي تعلن ضغينتها لأميركا بجورج بوش وبغيره - صدام , بشار , نجاد .. ؟ هذا يجعل المرء يخمن أن هذا السعير الذي ينتابك سوف يقودك إلى تكوين مُعسكرات تدريب لشراذم القاعدة وطالبان في فنزويلا . ]

هل - شافيز - شيوعي ؟ .. سِفره يقول إنه ليس شيوعيا , وانه لا يفهم حرفا واحدا مما تعنيه الشيوعية , وانه بوليفاري وينتمي إلى تنظيم الحركة البوليفارية , وأن ذاك التنظيم أو الحركة هي حركة وطنية فنزويلية أو كاريبية محضة وليست خاضعة لأي فكر عقائدي مثل بقية الحركات الثورية الماركسية أو اليسارية في جنوب أميركا , كحركة التمرد في - كولومبيا مثلا - أو في السلفادور سابقا أو حتى الساندنستا في نيكاراغوا , وغيرها من التنظيمات ... ولو رغبت في عده إشتراكيا على بعض تطبيقاته الإشتراكية في بلده , فلن يكن إلا إشتركيا وطنيا مثل بقية الإشتراكيين أو الإشتراكيات الوطنية التي أنتجها التاريخ الحديث , مثل الحزب الوطني الإشتراكي النازي , وحزب البعث العربي الإشتراكي [ الإعلان التجاري إلى منتصف الثمانينات تقريبا كان ممنوعا في تلفزيون بغداد وبقية وسائل إعلام النظام في بغداد ] , وغيرها من القوميات الإشتراكية التي تصعد وتنزل وتراوغ وتدعي لكنها في النهاية تصب في خانة التطرف الذي قال عنه - لينين - أنه يقذفك في مستنقع اليمين مهما حاولت أن تنسلخ أو تسلخ نفسك منه بإدعاءات فارغة ضد الغول الرأسمالي !

وعليه ترى فِعلها يأتي على قدر تلك اليسارية المتطرفة اليمينية التي إرتمت فيها , وهذا ما حدث ويحدث على مديات الجغرافيا , وفنزويلا اليوم مثالا .. فالحركة الليبرالية المناهضة لشافيز مدعومة من الولايات المتحدة , وتلك الحركة مارست كل الأفعال حتى لا يتبوأ شافيز الحكم , ورغم أنه قد فاز بالإستفتاء العام فقد ظلت تلك الحركة المناهضة له لها وقعها في الشارع الفنزويلي , بحيث أن شافيز لا يتقدم عليها إلا ببضع نقاط , وحتى الإنتخابات الأخيرة التي تقول تقدمه بـ نحو - 60 - بالمئة , وهي على أي حال لا تعني نسبة مطلقة , ورغم ذلك فليفز بستين أو تسعين بالمئة , فجوهر الموضوع عن جنونه ضد الغول الأميركي , وفي المقابل إنتشائه المطلق بعبق كل من يُناهض هذا الغول , بصرف النظر عن ماهية هذا الذي يُناهض الغول - حتى لو كان سفاحا فنزوليا قد قتل للتو عشرين شخصا وحكمت عليه المحكمة بالموت , فإن شافيز سوف يأمر أو يُخير القاضي بين الإستقالة أو إسقاط الحكم عن هذا السفاح !! -

ولذلك رأينا شافيز قد أضحى هستيريا وغير منطقي في كل أفعاله - يُحرض ويقفز ويترنح ويُعانق بحرارة كل من له صلة تمرد على الولايات المتحدة من جيرانه الجنوبيين الماركسيين - كاسترو ولفيفه -[ مع التذكير أن كاسترو كان من الممكن أن يصبح أميركيا محضا لولا أنهم قد أعترضوا عليه , أو لم يحتضنوه بعد نجاحه في الإطاحة بـ - باتيستا -, فإنكفأ على إثر ذلك إلى السوفيت ] إلى أبعد نقطة في الشرق الإسلامي المُناهض لهيمنة الكاوبوي من منطلق ديني وقومجي , وكأن خلق التحالفات ضد الكاوبوي هو جوهر القضية , بدل أن تؤمن تلك النظم كل مستلزمات الحياة لمواطنيها الذين سيُكسب تأييدهم دون أية مراوغات مُعلبة من هذا النوع .

وإلا كيف نستطيع أن نفسر ما حدث في بولندا قبل عشرة سنوات أو أكثر عندما فاز الحزب الشيوعي البولوني برئاسة الحكومة ومن ثم بمنصب رئاسة الدولة رغم التشويه الذي تعرضت له الشيوعية على لسان القس المغوار - فاونسا , أو فالينسا - ورغم الفوز الشيوعي فقد ظلت بولندا ضمن التحالف الأطلسي , بمعنى أن تلك الناس هل تضع اولوياتها على الخبز الذي تأكله والحياة المُرفهة أم تنظر إلى إنتماء دولتها لذلك الحلف أو هذا ؟, مع التأكيد أن حلف الأطلسي قد مدها إقتصاديا بكل ما تحتاج إليه , والتنويه أيضا - وحتى لا ننقاقض سردنا حول الإرتماء في التحالفات- ان هذا الحلف هو ليس ذلك القديم في توجهاته في زمن حلف برسوفيا , فمن الممكن أن لا تتفق مع قراراته إذا كان الهدف هيمنة أنانية من نوع ما , وما جرى في العراق قرينة واضحة كما أظن , عندما لم تنضوي تحت بيرق الولايات المتحدة دول لها رصيدها التاريخي والمعنوي في تكوينه .

ومن ذاك وهذا وعليه هل نستطيع أن نطلق على شافيز هذا المصطلح : الشيوعي المحض أم المتوسط أم الأقل درجة, كونه يزفر بإمتعاض ضد الغول الأميركي ؟ لا , سوف نطلق عليه الشيوعي الممسوخ ( رغم أننا جردناه من كل صلة بهذا الفكر ) وسوف ندمغ بهذا التعبير شيوعيين مخضرمين آخرين , مثل - زيكانوف - أمين عام الحزب الشيوعي الروسي الذي لم يكترث بكل خرير الدم تحت نير سلطة صدام ليبرر كل الجرب الصدامي بفضيلة العداء للأميركي , مع أنك لو أحضرت أحد بدائيي البر الإسترالي فبإمكانه أن يشم هذا الزيف المفضوح , زيف عداء صدام للغول . وأيضا, لماذا زيكانوف فقبله الإتحاد السوفيتي وكاسترو الصديق الروحي لصدام حسين .. لتصير الشيوعية وُفق ذلك ليس إلا نفعية أو سلطوية لا تكترث بالمحن والضيم و .. ولكن لماذا تصير فهذا التعبير تحتويه روحية الشك , بمعنى أن تنفذ تعاليم الماركسية في كل ثغور الحياة لتوفر الحياة المرفهة للبشر, هذا الفعل فيه أخذ ورد , أما المُطلق فهو تحتيم التعبئة بكل صنوف الديناميت حتى تفجر الأميركي أينما يحل , أية سخافة , أو أية عقول صدئة تلك !

وعليه أضحى شافيز شيوعيا أصيلا رغم عدم صلته ولو من النوع الخيطي بهذا الفكر , ومن هنا كذلك , مادام الفكر الشيوعي قد أختزل على هذا المنحى الشافيزي النجادي السريالي فإن كل العقائد قومية ودينية وإثنية وبرجوازية ورأسمالة و.. و سوف تنصهر أتوماتيكيا في الإطار الشيوعي أو الماركسي ما دامت ضد هيمنة سدارة أو قبعة الـ CIA !! وعلى هذا التأسيس إنبثق التصافح الثوري بين الشيوعي المتوسط أو الممسوخ والإسلامي المتزمت - نجاد - والقومجي المعتوه بشار وقبلهما الفأر !!

والتصافح الثوري الشيوعي ليس مثل أي تصافح آخر , التصافح الآخر فيه برودة الدم البارد الغير مُكترث بعذابات الدُنيا , أما التصافح الثوري فتحتويه روحية الفعل الثوري , أو طموحية البعد الثوري لقلب تلك العذابات , على سبيل التمثال أو المثال إن صِهر أو إبن أخت أحمدي نجاد أو رفسنجاني أحد المشرفين على الموانئ الإيرانية وأن النفط العراقي المسروق يمر عبر تلك الموانئ وبتأشيرة من أولئك الثوريين مقابل سمسرة مليونية - طبعا إذا نحينا جانبا هريس الموت والتعذيب في السجون الإيرانية الذي لايغفل عن ثرثرتنا دوما ! .. ورغم ذلك فإنهم يظلون ثورجيين وسوف يُعانقهم ويصافحهم الشيوعي المتوسط , العفو الممسوخ ( شافيز ) بثورية يسارية , لكن الثورية والأخلاقية وكل السمات المتقاطعة مع صهيل الشر - وكما يرد دوما - قد أضحت مفهوما ممسوخا منافقا لا غير : أن تذبح شعباً برمته لا عيب عليك , شريطة أن يتفوه حلقك المُتخم بكل قذارة الارض بنغمة تلفيقية منافقة ضد بيرق نسر الشمال المُستفحل !..
وبالمناسبة وتأكيدا لهذا السرد إن آخر من طفق صراحة حول هذا المفهوم أحد مشعوذي الإخوان المسلمين في مصر أثناء رده على مشعوذ آخر من السعودية عن الواجب الإسلامي أو المذهبي الذي يقتضي عدم تأييد حزب حسن نصر الله في الحرب ضد إسرائيل , فلقد قال هذا الإخواني ما معناه إن الناس تناصر أي تنظيم أو زعيم يُناهض إسرائيل أو أميركا مثل حزب الله أو صدام , فتلك تعتبر أولوية وطنية !! .. , ونعيد حتى تطفح الإعادة من خشومنا وزراديمنا !

إذن , ووفق ذلك , وفق هكذا مفهوم عشائري محض : ( عدو عدوي صديقي ) رغم إن هذا العدو الإسلامي القومي الصديق قد يصب التيزاب في حلق شافيز ذات يوم لأنه إشتراكي الصبغة فقط , مثلما ثقبوا أو غلوا حنجرة - نجيب الله - بعد إجتياحهم ( طالبان ) للعاصمة - كابل - بصرف النظر إن كان هذا الشافيز من مِلة أخرى , فهم يطمحون عموما بشتى صنوفهم المذهبية إلى تحميض دولة الله , وأظن إن - نجاد - وحين يقترب تحميض تلك المملكة أو غسلها من الأحماض العالقة سوف يعض - شافيز - من غلصومه مثلما يفعل الـ Vampire ويقول له : الآن حان وقت مص دماءكم أيها الكفرة الملحدين.!" ..

نقول وفق هكذا مفاهيم كيف بمقدورك أن تخترق تلك المنظومة العدم طبيعية ؟
أنظمة وبيادق هزيلة يكتنفها كل شذوذ العالم , وفي النهاية ينصب شذوذها على ملايين , عشرات ملايين البشر , وفي ذات الفضاء ترى تلك الملايين تحتويها كل إنهيارات الدنيا النفسية والإجتماعية , والمحصلة البديهية إن تلك الإنهيارات هي التي تخلق تلك النظم بطريقة أو أخرى .

وتكتب وتكتب الدُنيا بصحبتك بكل زرعها وحصاها , لكن هل ثمة أمل للإنقلاب على منظومة القيم الرديئة الكارثية تلك ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى