الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصوفية والسلام

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2024 / 6 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


ه>ا مقال عن خاطرة حول ان جزء من الصوفية يخفض ذهنية الحرب ويبني اجزاء مهمة في ذهنية منفتحة للسلام.


تكونت هذه الخاطرة بتأثير مشهد احتفال صوفي صغير عابر في قرية سودانية إجتمع فيه مع الأهالي المسالمين عدد من المتحاربين حملة السلاح سافكي الدماء واصبح الجمع بذكر الله وأناشيد محبته ومدح الرسول يتأوبون بأصواتهم وأجسامهم في سلام ونشوة بينما الإيقاع الأفريقي يوزن من السمع حركة تأوبهم ورقصه ويوجه في الأفئدة مشاعرهم.


شبه للتأثر والتأثير بين لحن وغناء وقصيدة و سامعيها أو شبه للتاثر والتأثير بين فكرة تمثال منحوت وخامة وموضوع وأسلوب النحت وأدواته ومشاهديه، أو كتأثر وتأثير ألوان معينة وأسلوب توزيعها في لوحة وتقنية رسم بأدوات معينة وزاوية تصوير موضوعها ووضع تفاصيلها وطبيعة خطوط الرسم وتجسيد اضاءاته واشراق بعض دالات الرسمة على نفوس الناظرين اليها، أو كما تأثير ضوء الشمس على الحياة، فكذلك تأثير جزء من الصوفية يخفض ذهنية الحرب كونه يزيد في بعض النفوس تحويل شهادة إن لا إله إلا الله محمد رسول الله من فاتحة إتباع وإمتثال ووعد إخلاص إلى كينونة وجدانية.


من المألوف في زمان التزمت والتنطع كثرة الكلام عن مظالم الدروشة و طوطحانية الاعتقاد في البركة وما يشوبهما من دجل أو شطح أو شرك أو غير هذا من كلام ساكت أو مبالغ فيه أو كذب لكن في جزء آخر من النظر إلى التصوف بالامكان العثور فيه على فائدة.


بعض الفائدة من الصوفية انها كينونة نشطة تخفض في نفوس كثيرة -سيدة أو تابعة- بعض أمور الجاه والجبروت النمطي المألوفة بين الناس في كثرة من الساسة وقادة الجيوش وأصحاب الرئاسات. وبهذا الخفض المتنوع تزيد الأنشطة الصوفية إمكانات بناء السلام سواء في ذهن الفرد المتآلف مع "القوم" أو الفرد المحاول بحضوره حلقة الذكر الاقتراب إلى "الطريق"


المقصود بكلمة "الطريق" أسلوب تمثل وتجسيد معاني الرحمة وإقتراب الفرد إلى مظهر من مظاهر التصوف والاقتراب هو علامة من الفرد وإعلام منه بتعبه من الأمور النمطية، وإقرار علني بحاجة نفسه وذهنه إلى السلام من تناقضاتها أو من رتابتها أو من مفاجأتها.


قد يميل الفرد بأثر التعب أو آلام العسرة أو القسوة وغيرها المواشج لأمور الدنيا والتوق إلى إنهاءها ويهتم بأمور الراحة والطهر والرحمة كاهتمام وحاجة الباحث عن راحة بقراءته مكتوباًُ أو مشاهدته فيلماً أو ذهابه إلى مقهى أو زيارته صالة فنون أو حضوره حفلة، لكن مع اختلاف كبير.

المختلف في اقترابه الى جزء من الصوفية ومثنوياتها ذات الظاهر والباطن وإيقاعيها الديني والموسيقي ورنتهما التاريخية في الفكر والوجدان انه اقتراب يواشج من الدين ومن الذاكرة ومن التلقين ومن الحال أمور الوجد والجذب، وأمور التواضع والكدح والشطح وأمور الصلاة والعبادات وان بعض من هذه الأمور يدخله الفرد بمجموع أو بمفرد انعزال أو تعلم أو بدوائر من الناس تثبت المعاني في نفوسها بتهليل مموسق أو إنشاد تتأوبه الأبدان بتمايل وهز ورقص.


الذٍكر والهز والميل الصوفي كفرح يزيد نفور مجتمع هذا النوع من الناس نفوراً متفاوتاً وابتعاداً متنوعاً عن مظاهر أو جواهر أنانيات التسلط والجبروت. نفوراً ينمو ويزدهر وبتواصل مع تكرار أمور أو إحتفاءات التصوف ورعايته بين قومه وجماعته وينمو باقترابهم بأحواله إلى التعايش معاً على أساس المحبة والعطاء والتآلف من أصغر الأعمال إلى كبيرها، وضمنهم بعض المؤمنين ببعض مظاهر أو جواهر الرسالة المحمدية من قادة وأرباب الرئاسة السياسية أو العسكرية أو المالية أو العلمية من غير المتكبرين على دخول دائرة المحبة الدينية وتحويل الإيمان من علاقة فردية بين الفرد والرب إلى نشاط خيري واجتماعي أحمدي البساط مزدهر بكل القيم الجميلة.


هذا التحويل وجوه الانشادي المموسق يخفض المحن والإحن البغضاء والشراسة ويدفع المرء إلى شيء من التأمل والتفكر وإنتقاد بعض مسالب الأنانية والتفرد وطغيان التحكم وأمور المال والسياسة.


هذه مجرد خاطرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى إلى إنشاء -منطقة ميتة- في جنوب لبنان


.. دعم واسع لكييف باتفاقية مع الاتحاد الأوروبي




.. سلاح الجو الإسرائيلي يجري تدريبات على مهاجمة أهداف بعيدة


.. خليل العناني: هذه أول مناظرة بين رئيس أمريكي حالي ورئيس سابق




.. ملفات داخلية وخارجية تواجه بايدن وترمب تعقد إقناع الناخب الأ