الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة الأمريكية – دولة مارِقَة

الطاهر المعز

2024 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


أَسَّسَت الدّوَل المنتصرة في الحرب العالمية الأولى "عُصْبَة الأُمَم" التي تم استبدالها بمنظمة الأمم المتحدة بنهاية الحرب العالمية الثانية، وهي خاضعة لموازين القوى بين الدّول الخمس التي لها حق النّقْض، لكن انتهى دَوْر الأمم المتحدة منذ انهيار الإتحاد السوفييتي حيث أصبحت الولايات المتحدة تُقرِّر وتنفّذ وتُقِرّ عقوبات وتُصنف الدّول إلى دول "خَيِّرَة" بزعامتها ودول "شرِّيرَة" تختلف معها أو تنافسها وأظْهَر العدوان على العراق ويوغسلافيا والصّومال، خلال العقد الأخير من القرن العشرين وَزْنَ وقُدْرَة الإمبريالية الأمريكية على فَرْض قراراتها التي تخدم مصالحها، من خلال نشر قائمة للدّول "المنبوذة" أمريكيا واستخدام التدابير القسرية أحادية الجانب لابتزاز وترهيب وتخويف الدول التي لا تقبل الهيمنة الأمريكية، بتصنيفها "دولًا راعية للإرهاب"، لتبرير التدابير القسرية التي تُسمِّيها "عُقُوبات" وبذلك تمنح حكومة الولايات المتحدة نفسَها حق مُحاكمة ومعاقبة الدّول وتنفيذ القرارات، أي غزو البلدان أو مُحاصرتها، ما يُشكّل انتهاكًا للمعاهدات التي تم إقرارها بعد الحرب العالمية الثانية، ومن بينها حق الشعوب في تقرير مصيرها أو حُرّيّة الملاحة والتّجارة الخ.

قررت الولايات المتحدة، قبل أربع وستين سنة فرض حصار على كوبا، وحاولت تغيير النّظام الحاكم بالقوة وبالحصار الإقتصادي، وأدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ( حيث تتساوى مكانة الدّول، وحيث لا وجود لحق النّقض) 31 مرة فرض العقوبات و"الحصار" التجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا، لكن من يُعاقب الولايات المتحدة التي تواصل انتهاك "القانون الدولي" مع الإفلات التام من العقاب، وتوَسعت قائمة الدّول التي تناصبها الإمبريالية الأمريكية العداء، بذريعة "رعاية الإرهاب" لتشمل العراق وليبيا واليمن والسودان وسوريا وإيران وكوريا الشمالية، وغيرها، ولكن لا تَضُمُّ القائمة أي دولة حليفة أو صديقة للإمبريالية الأمريكية التي تُمارس الإجرام واللُّصُوصية وأساليب قُطّاع الطرق والجريمة المُنظّمة، بواسطة الجيش ووكالات الإستخبارات وأجهزة التّجسس...

أظهرت الوثائق التي تم الإفراج عنها دَعْم الولايات المتحدة المليشيات الإرهابية التي كانت نواة الجيش الصهيوني وتسليحها وتدريبها، قبل تأسيس دولة الإحتلال، ودعمت الولايات المتحدة عمليات الإبادة وهدم الأحياء والقُرى والمُدُن الفلسطينية وتشريد الشعب الفلسطيني، ودعمت العصابات التي فجّرت فندق الملك داود ( 22 تموز/يوليو 1946) والمليشيات التي اغتالت مبعوث الأمم المتحدة "غراف فولك برنادوت" ( 17 أيلول/سبتمبر 1948) ولا تزال تدعم الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، لأن الولايات المتحدة هي الراعي الرئيسي للإرهاب في فلسطين وسوريا وأمريكا الجنوبية وغيرها، وتُقدّم الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي والمالي والفني والدعائي للإستعمار الإستيطاني الصهيوني، ونفذت اغتيال العديد من العُلماء والأكاديميين العراقيين والإيرانيين والصحافيين الفلسطينيين ورَعَت الإستخبارات الأمريكية تنفيذ الإنقلابات والمجازر في أمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا ونصّبت ودعمت حكومات دكتاتورية، مدنية وعسكرية، وترعى الولايات المتحدة منذ أكثر من ثلاثة عقود "الثورات الملونة" سواء مباشرة أو بواسطة وُكلاء في شكل منظمات "غير حكومية"...

ساهمت الولايات المتحدة مُباشرة في دعم عمليات الإبادة والمجازر والتدّمير للشهر التّاسع ضد فلسطينِيِّي غزة المُحاصَرين منذ 2007، من خلال إرسال الأسلحة والدّعم المالي وضمان القُروض وشراء السندات ومن خلال الدّعم السياسي والدّبلوماسي وخصوصًا من خلال الدّعم العقائدي (الإيديولوجي) لأن الكيان الصهيوني تأسَّسَ – كما الولايات المتحدة – على إبادة الشعب الأصْلي (الفلسطيني) واستعمار أرْضِهِ (وَطَنِهِ) عبر إحلال مُستوطنين جاؤوا من أكثر من مائة دولة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله