الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في إنتظار مجزرة جديدة من المسؤول؟

أحمد زكارنه

2006 / 12 / 14
القضية الفلسطينية


لعلنا لا نجافي الحقيقة إن قلنا أن الكل الفلسطيني مسؤولا مسؤولية مباشرة عن مقتل " أسامة وأحمد وإسلام بعلوشة" على يد سماسرة الموت المجاني كما هي المسؤولية عن مقتل القاضي وكل من يعلوا صوته ضد هذا الطرف أو ذاك، ذلك لأن الصمت المذل المهين أصبح يسيطر علينا ولأن تخاذلنا أمام حماية أبنائنا لم يعد مبررا ولأن بعضنا لم يزل يبع عقله عمدا أو قسرا لمن يُتاجرون باسم الشرعية والديمقراطية والدين.. فإن كان موت هؤلاء الابرياء سيعيدُ لنا ولو شبرا واحدا من الوطن المسلوب لقلنا أنه ثمنٌ رخيصٌ على طريق الحرية ، وأن الموت في سبيل الأوطان أشرف ألف مرة من الحياة في ظلال الإستسلام ، أما إن ُيقْتلوا أمام أعيننا في وضح النهار ضحية لصراع عبدة السلطة، فإنها المأساة المفجعة التى تعقد اللسان وتذل الرجال وتُكتب باسم مجهول الهوية والعنوان.
من هنا وبعد تعمد الأنتظار قليلا حتى يهدأ شيطان ثورة المشاعر التى إجتاحتنا جميعا، وحتى لا نتهم بأننا تعودنا الرضاعة على ثدي بقرة إعلام أصفر كما يصنفنا بعض التافهين المتخلفين عقليا، نقولها بملئ الفم وصراخ اللسان لقد مللنا فصاحة المتكلمين وتعبت قلوبنا من كذب الكاذبين وأوشك الوطن على الضياع باحتيال عمامة المُتاجرين، إنه لم يعد مقبولا من هؤلاء الذين وضعونا في خانة الغوغائين تارة والمتساوقين أخرى والمتمردين ثالثة أن يتاجروا بمصائر أبنائنا باسم الشرعية والديمقراطية والدين.
فالمتتبع للصراع السلطوي منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة يلحظ بأم عينيه عبدة السلطة وهم يُخونون كل من يختلف معهم ويدعونها ديمقراطية، ثم يفتحون الأبواب للتبرع باسم الشعب لتتضخم حساباتهم البنكية ويدعونها أموالا حزبية ، ثم ينامون ساجدين لكرسي سلطة زائلة ويدعونها لله شرعية ، ثم يتحاربون ويتقاتلون فيقتلوا أطفالنا ويدعونها وطنية.. سحقا وألف سحقا لتلك الديمقراطية الحزبية الزائفة التى تدعي الشرعية الوطنية.
وهنا ايها الشعب علينا كمواطنين أن نتوقف في لحظة صدق واحدة لنسمى الاشياء بأسمائها فنتسأل بلسان الأرامل والأيتام وأنشطار قلوب الأمهات الثكلى بأي ذنب قتلوا هؤلاء الأطفال الأبرياء؟؟ حيث أنهم لم يكونوا يوما من الغوغائيين أو المتساوقين المنقلبين أو المتمردين على حكومتهم المباركة من الله عز وجل، ولم يُقتلوا محاربين في ساحة الوغى، ولم يضرب الزلزال بلادهم فانقضوا مستسلمين..
إنهم قتلوا مصلوبون على مذبحة السلطة اللعينة.. قتلوا وصدورهم تحتضن الكتاب عنوان مستقبلهم المغدور.. قتلوا صامتين بلا صراخ لأن آذاننا أصبحت طرشاء أمام صراخهم.. أو ربما قتلوا لأنهم لم يتاجروا يوما بوطنيتهم أو دينهم.. أو إنهم قتلوا لأنهم يوما لم يحملوا الحجارة لرجم أبالسة الأنس والجن.. إنهم قتلوا لأنهم لم يُقدموا على بيع الوطن في مزاد إقليمي.. أو ربما لأنهم لم يقدموا الهدنة طويلة الامد هدية لأعدائهم.. قتلوا لانهم كانوا مسالمين لا مجرمين ليظلموا المظلومين.. قتلوا لان الأفاعي قد نفثت سمومها في الفضاء المحيط بأنفاسهم.. قتلوا أيها السادة ونحن لم نزل نتسأل من يملك شرعية نشر القوات ـ الرئاسة أم " الرقاصة" ؟؟ ألم نخجل بعد من أنفسنا لنعثر على ذلك المجهول " المعلوم؟؟.
في الختام أوجه سؤالي للسيد وزير الداخلية التى أستطاعت مغاوير قواته الجرارة إلقاء القبض على مطلقى النار باتجاه موكبه الأغر الذي لم يصب برصاصة واحدة في أقل من ساعتين، ولم تستطع إلى الان تحديد هوية قتلة الأطفال الأبرياء.. هل ستقدم استقالتك إن لم تلقِ القبض على الفاعلين المعروفين أم ستقيد القضية كالعادة ضد ذلك البرئ المدعو " مجهول" في إنتظار مجزرة قادمة؟؟.. فبالأمس القريب سقط إحدى عشرة مواطنا يوم الأحد الأسود جراء اصداركم أمر قمع الحريات واليوم تُقتل الطفولة الفلسطينية دون وازع من ضمير وما بين الأحد الأسود والانثين الأغبر حُصدت أرواح العشرات بين قتلى وجرحى.. أتمنى أن يمتلك السيد وزير الداخلية الشجاعة الكافية للإجابة على السؤال أو أن يرحل هو ومرضع البقرة الصفراء وكل من يتاجرون بالشرعية والوطنية والدين إلى غير رجعة وبلا أسف عليهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط