الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يعترف بمغربية الصحراء ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


مناسبة طرحنا لهذا السؤال ، لا يعني طرحنا لسؤال سابق " هل الصحراء مغربية " ، لان لا علاقة تجمع بينهما على الاطلاق .. ان سؤال " من يعترف بمغربية الصحراء " ، لا علاقة له لا بالتاريخ ، ولا بالأرض ، بل ان طرحنا للسؤال " من يعترف بمغربية الصحراء " هو فرز ونتيجة منطقية مادية بسبب النجاح في الاقناع ، حتى تَكَوّن الكم ، لتصبح قوة ضاغطة في العلاقات الدولية ، وطبعا من داخل المنظمات والمؤسسات الدولية ، وبالأخص مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحادات القوية كالاتحاد الأوربي ..
ان السؤال " من يعترف بمغربية الصحراء " ، يحيلنا الى نجاح المبادرات التي تؤثر في دول العالم ، خاصة عندما تكون الدعاية محترفة ، وهادفة ، ومقنعة ، وبمستوى جد عال ، كوزير الدعاية الألماني Gobelz ، لان اسلوب الدعاية هو الذي يحيلنا الى طرح السؤال " هل الصحراء مغربية " . وهذه حلها وحده التاريخ ، بدل السؤال " من يعترف بمغربية الصحراء " ، وهو سؤال لا علاقة له بالتاريخ ، ولا بالجغرافية التي تؤكد على حقيقة الصحراء " هل هي مغربية او ليست مغربية " .. فنتائج دراسة التاريخ ، هي التي تدفع الى طرح سؤال الانتماء . ونتائج الدعاية في المجتمع الدولي ، هي التي تحيلنا الى السؤال " من يعترف بمغربية الصحراء " .. وهذا الاعتراف المادي والسياسي ، لا علاقة له بما ينطق به التاريخ ، وتنطق به الجغرافية ..
اذن . " من يعترف بمغربية الصحراء " ؟ . وهي النسبة العددية التي تحلل الحرام وتحرم الحلال ، خاصة وان السؤال لا علاقة له بسؤال " هل الصحراء مغربية " ؟
ان مناسبة طرح هذه التساؤلات ، خروج العديد من الأوساط ، ومن الشخصيات الوازنة في العلاقات الدولية ، لأنها تشغل مناصب حساسة بدولها ، برفع خريطة المغرب ، من دون الصحراء ، او برفع خريطة المغرب ، مبتورة منها الصحراء .. ان حصول مثل هذه الخرجات ، اعتبرها النظام المزاجي البوليسي المخزني ، ضربا لأطروحة مغربية الصحراء ، وتحاملا على الوحدة الترابية للدولة .. لكن الملاحظ ، ان رد فعلة النظام الاحتجاجية ، وردة كل الفاعلين المنساقين معه ، ليست ردة فعل عامة ، تجعل النظام المزاجي البوليسي ، والمرتبطين بسياسته في الصحراء ، يعاملون بنفس المعاملة ، ما دام ان الملك في احد خطاباته التي حررها له قصارى بُعدِ النظر ، اعتبر الصحراء هي مفتاح التعامل مع الدول ، واياً كان انتماء تلك الدول ، أي بما فيها الاتحاد الأوربي ، ومن المفروض ان يكون من بينها الولايات المتحدة الامريكية ، وكندا ، وروسيا الاتحادية ، وجمهورية الصين الشعبية . بل ان هذا التمييز في ردة الفعل ، لم يستثني الدول العربية ، والافريقية .. فجمارك الدخول الى المغرب ، يبقى وحده الموقف من الصحراء . وهنا فخطاب الملك الذي حرره له ( جهابذة السياسية الدولية ) ، كان يعني دول القارة الاوربية ، قبل غيرهم من الدول الغير اوربية ..
فهل حقا نجح النظام المزاجي البوليسي ، في فرض اسطورة مغربية الصحراء ، على دول الاتحاد والاوربي ، وعلى دول الاتحاد الافريقي ، وعلى الولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا الاتحادية ، والصين ، وكندا ... الخ .. بل هل نجح النظام المزاجي البوليسي في فرض قضية الصحراء ، عند التعامل مع الدول العربية ، بنفس الحدة كما حدث مع تونس التي استقبلت إبراهيم غالي كرئيس دولة بقصر قرطاج التونسي .. لكن ماذا عن الشأن الموريتاني الذي ذهب بعيدا في تعامله مع نزاع الصحراء الغربية ، سواء عندما خرجت موريتانية من وادي الذهب في سنة 1979 ، بل ضلت تحتفظ بالگويرة ، والاحتفاظ هذا هو احتلال واستعمار ، ما دامت موريتانية اعتبرت عند خروجها من وادي الذهب في سنة 1979 ، بان تواجدها فوق أراضي الصحراء ، منافيا للقانون الدولي ، ويشكل احتلالا واستعماراً .. لكن رغم هذا النقد الذاتي الذي قد يعتبره مراجعة ، فان احتفاظها بالگويرة ، ظل في العرف الدولي ، وحسب القانون الدولي العام ، يمثل احتلالا واستعمارا لأرض ليست موريتانية ، سيطرت عليها سيطرة صعاليك الصحراء ، على الطريدة والفريسة ، بل ان موريتانية ذهبت بعيدا حتى على القانون الدولي ، وناقضت المشروعية الدولية التي تنص على الاستفتاء وتقرير المصير ، وليس فيها ولو بالمُبطّن ما يشير الى الدولة الصحراوية التي اعترفت بها .. بل وتأكيد الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني مرتين خلال السنة الفارطة ، بانّ اعتراف موريتانية بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، هو اعتراف استراتيجي بالأساس ، والرئيس الموريتاني هنا ، يقصد الحدود بين المغرب وبين موريتانية ، التي يجب ان تصبح حدودا بين حدود الدولة الصحراوية وحدود المغرب ، فما اعتبره الرئيس الموريتاني بالاستراتيجي ، هو تغيير حدود الجغرافية بالمنطقة ..
لكن . لماذا لم يكن رد فعل النظام المزاجي البوليسي ، بنفس الحدة مع تونس ، ومع لبنان الذي استضاف ندوة عن الصحراء ، ومع دول الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وكندا ، وروسيا الاتحادية ، والصين الشعبية ... الخ .. ما دام ان موقف هؤلاء كان اقل حدة ، من موقف كل المتعاونين والمتعاملين مع الدولة الصحراوية ؟ ..
وهنا نطرح السؤال . هل فعلا ان النظام المزاجي البوليسي المخزني ، يكون فعلا ، قد اعتبر الموقف من أطروحة مغربية الصحراء ، هو المنفذ الوحيد للدخول الى المغرب ، طبعا الاستثمارات والشركات ... الخ ..
والسؤال سيصبح . هل نجح النظام المزاجي البوليسي المخزني ، في فرض مغربية الصحراء ، على دول الاتحاد والاوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وكندا وروسيا الاتحادية ، والصين الشعبية ... الخ ؟
عندما نرى بأم اعيننا تمسك الاتحاد الأوربي ، وامريكا .. بالمرجعية الدولية ، أي المشروعية الدولية في فض نزاع الصحراء الغربية ، أي حل الاستفتاء وتقرير المصير . ومع ذلك لم يؤدّب النظام المزاجي البوليسي هذه الدولة ، التي ترفض مغربية الصحراء، بل رفضت خيار الحكم الذاتي ، كما رفضت ، بل تجاهلت اعتراف النظام المزاجي البوليسي بالدولة الصحراوية ، وامام العالم في يناير 2017 ، وشرْعنت هذا الاعتراف عندما اصدر الملك ظهيرا أشّر بهذا الاعتراف الذي نشره في الجريدة الرسمية للدولة المزاجية البوليسية عدد 6539 / يناير 2017 ، وتشدد فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير .. ونتائجهما معروفة حتى قبل تنظيم حل الاستفتاء ..
فهل يستطيع النظام المزاجي البوليسي ، معاداة كل العالم ، اذا لم يتبنى أطروحة مغربية الصحراء كما يراها النظام ، لا كما يراها العالم .. فحتى إسبانية الدولة شدّدت على حل تقرير المصير ، ولم تعترف بمغربية الصحراء ، وهنا فحتى Pedro Sanchez تخلى عن مساندته لحل الحكم الذاتي ، ما دام ان الموقف من نزاع الصحراء الغربية ، سيكون قرار الاتحاد الأوربي اجمعين ، لا مجرد قرار لدولة من دوله .. فقرار الاتحاد الأوربي ، له حق الاسبقية والاولوية في التنزيل عن قرار دولة من دوله ، حتى وان كانت تتصرف باسم السيادة .. فالدولة الاسبانية ، أي القصر ، والجيش ، والمخابرات ، والمحكمة الدستورية والجنائية الاسبانية ، إضافة الى التقاليد والكنسية الكاثوليكية ، أي اسبانية الظل ، وهي التي تحكم ، لا يعترفون بأطروحة مغربية الصحراء ، ويرفضون حل الحكم الذاتي ، بل تجاهلوا حتى اعتراف النظام المزاجي البوليسي ، بالجمهورية العربية الصحراوية .. وعندما يكون Sanchez يتصرف خارج الحكومة ، وخارج مجلس الوزراء ، ويُعوّل على شخص الملك الذي يعطيه الدستور ، سلطات خطيرة في الدبلوماسية ، وفي السياسية الخارجية ، وفي الاتحاد الاسباني ، وموقف الملك يمرر ضمن المؤسسات العميقة التي تحكم الدولة الاسبانية ، يكون ما قام به Sanchez ، خاوي الوفاض ، ويكون ملهاة ومضيعة للوقت ، سرعان ما تجلى كل شيء ، عندما تدعو الدولة الاسبانية الى المشروعية الدولية ، التي هي الاستفتاء وتقرير المصير ..
فالإسبان والفرنسيين يعرفون تاريخ الصحراء من السؤال الطازج " هل الصحراء مغربية " ، لكن يغمضون الاعين ، عندما يكون اصل النزاع ثقافتين متناقضتين ، الثقافة المسيحية الكاثوليكية بالأساس والبروتستانتية ، وثقافة الجار الجنوبي المتعارضة مع الثقافة السالفة الذكر .. أي " من يعترف بمغربية الصحراء " ..
ان الإيجابية عن هذا التساؤل ، مردها خروج النظام المزاجي البوليسي عن التاريخ ، بل ان النظام البوليسي المخزني ، هو من طعن في الحقوق التاريخية والجغرافية للصحراء ، عندما قسمها قسمة الوزيعة والغنيمة مع موريتانية ، ومع اسبانية التي اخذت حقوقها في ثروات المنطقة .. فالسؤال هنا . لو كان النظام ينظر الى الصحراء التاريخ ، والصحراء الجغرافية ، وتشغله الموارد الطبيعية ، في حين اهمل الكائن البشري الصحراوي .. ، هل كان له ان يقتسمها مع موريتانية ، التي سيطرت على وادي الذهب ، مقابل سيطرة النظام المزاجي البوليسي على الساقية الحمراء ..
ولو كان النظام المزاجي البوليسي يؤمن بمغربية الصحراء ، هل كان له يدخل الى وادي الذهب عند خروج الموريتان منه في سنة 1979 ، مع بقاء الگويرة تحت ظل الاحتلال الموريتاني ، رغم انها جزء من إقليم وادي الذهب . بل تقديم النظام الموريتاني نقدا ذاتيا ، اعتبر فيه التواجد الموريتاني بالصحراء ، مخالفا للقانون الدولي ، ومخالفا للمشروعية الدولية . وهنا يكون النظام الموريتاني بهذا الوصف ، قد طعن في تواجد النظام المزاجي البوليسي بالساقية الحمراء ، وطعن بدخول جيش النظام الى وادي الذهب بالقوة .. بل ان الطعن وجهه النظام الموريتاني للنظام المزاجي البوليسي ، عندما اعترف ومن جانب واحد ، بالدولة الصحراوية ، واعتبار هذا الاعتراف بالاستراتيجي ، لأنه سيغير حدود موريتانية ، لتصبح حدود موريتانية ، وحدود الدولة الصحراوية . ويكون النظام الموريتاني ، قد ابعد شبح الخطر الامبراطوري ، الذي سيصبح بين الحدود الترابية للمغرب ، والحدود الترابية للدولة الصحراوية .. بل ان احتفاظ موريتانية بالگويرة ، كان ضربة لتواجد جيش النظام المزاجي بالصحراء . لان ما حصل لا أساس له من ناحية القانون الدولي العام ، ولا من ناحية المشروعية الدولية التي تنطق بها قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي اجابت في الحين عن دخول جيش النظام المزاجي لوادي الذهب ، عندما اعتبرت في قرارها 34/37 الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، بمثابة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي .. وطبعا ستتم تزكية هذه الحقيقة عند ابرام النظام المزاجي البوليسي اتفاق 1991 ، مع الجبهة لا مع شبح من الاشباح ، والتنصيص على المادة 690 المهتمة بتنزيل نتائج اتفاق 1991 ..
اذن . ولنساير حماقة ومزاجية النظام المزاجي البوليسي ، الذي جعل الاعتراف بالصحراء ، هو جواز المرور والدخول الى المغرب ..
عن أي ارض يشير النظام ، لتوضيح المخاطبين ، وهو يقصد الاوربيين .. هل الأراضي التي يسيطر عليها ، وهي الساقية الحمراء ؟ . هل المقصود بإشارة النظام ، الأراضي التي كانت موريتانية تحتلها ، وأصبحت بين عشية وضحاها خاضعة للنظام المزاجي .. وما الموقف من الگويرة التي تعود الى أراضي 1975 " اتفاقية مدريد " ، وبقيت بيد الاحتلال الموريتاني حتى بعد سنة 1979 ، عندما لم تنتقل مع أراضي 1975 ، واراضي 1979 ، الى وادي الذهب ؟
وماذا عن ثلث الأراضي الخارجة عن سيطرة أي كان ، وتسمى في القانون الدولي ب " الأراضي العازلة " ؟ .. فالوضع القانوني للصحراء اليوم هو مرتبك ، وان السبب في الوصول الى هذه المحطة الخطيرة ، النظام المزاجي نفسه ، عندما دخل الى الساقية الحمراء ، وترك وادي الذهب لموريتانية ، ودخوله وادي الذهب عند خروج موريتانية منه في سنة 1979 ، مع احتفاظها بالگويرة المحتلة ، باعتراف النظام الموريتاني نفسه ، بوضعه الغير قانوني ، عندما قبل توزيع وتقسيم أراضي الصحراء الغربية ، بمقتضى " اتفاقية مدريد " في سنة 1975 .
فالنظام المزاجي البوليسي ، الذي تصرف بالمزاج ، لعلاج إشكالية يرتبط بها نظامه ، لأنها تهدده بالسقوط عند ضياعها .. هو سبب الوعرة القانونية للصحراء ، وهو السبب الرئيسي الذي جعل دول العالم ، وبما فيهم مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي .. الخ ، يرفضون أطروحة مغربية الصحراء ، ويتشددون على تنزيل المشروعية الدولية ، التي تبقى الاستفتاء وتقرير المصير ..
فلو كانت الانطلاقة سليمة ، طبعا ستكون النتيجة اسلم ، وبما ان البداية معطوبة " تقسيم الصحراء " كغنيمة وطريدة " ، طبعا فالحل ، هو الحل الاممي التي تؤكد عليه المشروعية الدولية لا غير ..
اذن . لماذا يغضب النظام المزاجي البوليسي ، عند عرض خريطة المغرب مبتورة منها الصحراء ؟ .
ان عرض خريطة المغرب من دون الصحراء ، لانه كما حلّلت . هل المقصود بالصحراء أراضي اتفاقية مدريد ، الساقية الحمراء ( المغرب ) ، ووادي الذهب ( موريتانية ) ، ام أراضي 1979 بعد خروج الجيش الموريتاني منها ، ام ان المقصود الگويرة التي لا تزال تحت الاحتلال الموريتاني ، ام ان المقصود ثلث الأراضي المسماة بالأراضي العازلة ، الخارجة عن سيطرة اطراف النزاع .. والتي من المفروض ان تكون خاضعة للأمم المتحدة ، التي اهملتها عن قصد في انتظار الترتيبات الأخيرة التي سيخرج بها مجلس الامن ..
إذن . هل عند عرض خريطة المغرب من دون الصحراء ، هو عمل اعتداء على حقوق النظام المزاجي البوليسي ، وهل هو بالفعل اعتداء يبقى غير مقبول في القانون الدولي .. وهو تحيّز لأطراف النزاع الأخرى ، التي تتحرك في ثلث الأراضي العازلة ..
مؤخرا خرج علينا رئيس الحكومة الإسرائيلية Ben Jaman Netanyahou ، وهو يشرح خريطة الوطن العربي ، وعندما وصل الى خريطة المغرب ، كانت من دون الصحراء ..
وهو نفس الشيء قام به وزير الخارجية الامريكية Antony Blenken ، حيث كانت خريطة المغرب تعرض من دون الصحراء .. وهو نفس الشيء تقوم به قنوات فضائية عربية كالجزيرة ، وتقوم به دول كالسعودية وقطر ، وتونس ، والجزائر ، وليبيا ، وسورية ، والسلطة الفلسطينية .. الخ .. فهل ما تقوم به هذه الدول ، خاصة إسرائيل الدولة الديمقراطية ، الولايات المتحدة الامريكية ، دول الاتحاد الأوربي من دون استثناء ، روسيا الاتحادية ، كندا ، سويسرا ، مجلس الامن ، الجمعية العامة للأمم المتحدة ، المنظمات التابعة للأمم المتحدة ، كمنظمة الصحة العالمية مثلا .. هو حقا اعتداء مقصود على حقوق المغرب التاريخية ، التي اساء اليها النظام المزاجي البوليسي اكثر من غيره ..
فهل عرض خريطة المغرب من دون الصحراء ، خدمة لأعداء الصحراء المغربية ، التي لا ينبغي السكوت عنها بالنسبة للبعض ، وينبغي السكوت عنها بالنسبة لبعض آخر .. كتونس ولبنان مثلا .. والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي كمثل اخر .. ؟
ما يجب الاشارة له بالنسبة ( لجهابذة ) النظام المزاجي البوليسي ، بل ولكل النظام المزاجي ، انّ ربط او عدم ربط الصحراء بخريطة المغرب ، لا يشكل عداء من أي كان .. لان السؤال . هل هناك دولة من هذه الدول ، مثلا إسرائيل ، او الولايات المتحدة الامريكية ، او الاتحاد الأوربي .. الخ ، تعترف بمغربية الصحراء ؟
وهل قضية الصحراء التي هي قضية مجلس الامن ، وقضية الأمم المتحدة ، وحتى قضية الاتحاد الأوربي ، سبق لاحد من هؤلاء ان اعترف بمغربيتها ؟ ..
وهل الاعتراف بالدول ، وبأراضيها المتنازع عليها ، يكفي فيه ان يقول وزير ما ، انه يؤمن بمغربية الصحراء ، حتى تصبح دولة الوزير المسؤول تعترف بمغربية الصحراء ؟ . وان ما يسمى باعتراف Pedro Sanchez ، من دون الحكومة ، رغم انه اعتراف لهو وتسلية ، مات موتته الطبيعية ، خاصة عندما أعلنت الدولة الاسبانية ، الأجهزة العميقة ، تشبتها بالمشروعية الدولية .. وعند الحديث عن المشروعية الدولية ، فالحديث يكون حديث حياد يأخذ نفس المسافة من اطراف النزاع الرئيسيين ، لان القضية هي مِلك لمجلس الامن ، وللأمم المتحدة ، وان أي حل يطرح خارج المشروعية الدولية ، هو حل غير مقبول ، بل يعتبر تدخلا سافرا في اختصاصات مجلس الامن ، وفي اختصاصات الجمعية العامة للأمم المتحدة .
لذا فان تداول رئيس الحكومة الإسرائيلية Ben Jamin Netanyahou ، ووزير الخارجية الامريكية Antony Bleiken ، وتصرف الاتحاد الأوربي ... الخ ، هو تصرف عادي يتماشى مع الوضع القانوني لنزاع الصحراء الغربية .. لأنه ما دام ان الاستفتاء الذي تنص عليه المشروعية الدولية ، لم ينظم ، فان نتيجة الاستفتاء وحده المؤهل حسب نتائجه ، بإضفاء او بتحديد جنسية الصحراء الغربية .. فالمعمول به في انتظار ان ينظم الاستفتاء ، فان الخريطة المعتمدة ، هي الخريطة العالمية ، خريطة الأمم المتحدة ، المعلقة بباب الجمعية العامة ، وبباب الهيئات ، كمقر المخابرات الامريكية .. ومن ثم فان التصرف هذا لا يشد عن القاعدة العامة المعمول بها ، التي هي الخريطة العالمية ، او خريطة الأمم المتحدة ..
فلو كانت الأمم المتحدة مثلا تعترف بمغربية الصحراء ، أي تعترف فقط بثلثي الأراضي عام 1975 ، وبأراضي 1979 التي جرجت منها موريتانية ، لاعتبر المحللون ، ان في الاجراء هذا الذي عرض خريطة المغرب من دون الصحراء ، فيه إساءة الى المغرب .. لكن ان تكون خريطة العالم المعلقة بباب الجمعية العامة ، أي الخريطة العالمية ، فان هذا الاجراء يعتبر سليما ، لأنه يتماشى مع القانون الدولي ، ومع المشروعية الدولية ، وانْ لا أحد من حقه ان يمنع أحد آخر من التمسك بإقرارات الأمم المتحدة .
ان إسرائيل الدولة ، لا تعترف بمغربية الصحراء ، والولايات المتحدة الامريكية ، والاتحاد الأوربي لا يعترفون بمغربية الصحراء ، ويكون من ثم نشرهم لخريطة المغرب من دون الصحراء ، عملا مشروعا ، يأخذ نفس المسافة من اطراف النزاع ..
ان اعتماد خريطة الأمم المتحدة ، التي تفصل الصحراء عن المغرب ، هو اعتماد صحيح ، ما دام ان الأمم المتحدة التي تمسك الملف بين ايديها ، لم تتوصل الى تحديد الشكل القانوني للصحراء ، وما دام الاستفتاء لم ينظم ، فليس من حق احد ان يعترض على عدم عرض شكل المغرب من دون الصحراء . وعند تنظيم الاستفتاء الذي وحده من سيحدد جنسية الصحراء ، فان رسم او عرض خريطة المغرب من دون الصحراء ، يعتبر عملا عدوانيا ضد المغرب ، الذي نتيجة الاستفتاء كانت مع مغربية الصحراء ..
نهاية نزاع الصحراء سيكون على طريقة تيمور الشرقية Le Timor Oriental ..
وسيكون للرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وللدولة الاسبانية ، كلمة الفصل عند تحديد وسائل الاستفتاء ، وتقبّل نتائجه ..
وبما ان كل معطيات الساحة تفيد بتحول جغرافي ، وان الحلقة الأضعف نظام محمد السادس ، فان شخص محمد السادس ، سيكون موضوع تغيير جذري ، ينهي مع نظام الطقوس ، ويسلم الباقي من التراب الوطني ، لشخص اخر من نفس العائلة ، تكون ثقافته غربية ، ويكون من انصار حقوق الانسان ..
ان الغرب ، فرنسا واسبانية والولايات المتحدة الامريكية .. الذين يؤيدون ويدعون لحل المشروعية الدولية .. وهم يعرفون نتائج هذا التحول على شخص محمد السادس ، وعلى نظامه ، لم يعد يعيرونه ادنى أهمية او قابلية ، وان ذهابه احسن من بقاءه ، الذي تسبب في عزلة للنظام ، لم يسبق اي عزلة مماثلة ان تعرض لها ملك ..
لقد حملوا الملك السبب .. لكن المسؤول عن هذا الوضع المريض الغير صحي ، يبقى بوليس " البنية السرية " التي يجب ان تعطي الحساب عن جرائمها الموصوفة والمتعددة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف ستختلف المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب عن 2020


.. تدريبات إسرائيلية تحاكي حربا على أرض لبنان.. وأميركا تحذر مو




.. رغم تهديد بايدن.. شحنات سلاح أميركية في الطريق لإسرائيل


.. في ظل شبح ترامب.. صناديق الاقتراع في إيران تستعد لتقول كلمته




.. شبكات | تفاصيل محاولة انقلابية فاشلة.. ماذا حدث في بوليفيا؟