الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارتر ولعنة السامية

أمياي عبد المجيد

2006 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أيام قليلة صدر تقرير بيكر- هاملتون حول الأوضاع في العراق وكما هو معلوم فقد جاء شديد القتامة كما كان الجميع يتوقع ، ولكن الجديد الذي أتى به التقرير هو الجانب المتعلق بإسرائيل والوصايا التي جاءت من اجلها ..من المعلوم أيضا أن إسرائيل ولبياتها في أمريكا وأوربا أبدت قلقها البالغ من التقرير وان نفذت وصاياه فهذا يعني انقطاع الدعم السياسي والمالي ، وان كنا نرى ذلك من المستحيلات فلا يمنع أمريكا على الأقل من تقليص وتحجيم هذا الدعم ومع استمرار المأزق الأمريكي في العراق يصبح هذا الخيار أمرا واقعا وليس اختياريا فأمريكا تتكبد خسائر تقدر بملايير الدولارات .
قبل صدور هذا التقرير فاجأنا جيمي كارتر الرئيس الأمريكي السابق بكتاب أسماه ( فلسطين :السلام لا العنصرية ) ينقلب فيه على سياسة بلاده الخارجية والتي كانت لعقود سواء كان على هرم السلطة الجمهوريين أو الديموقراطيين تدعم مشروع إسرائيل لإبادة الفلسطينيين وإقامة دولة صهيونية وهو بذلك ينقلب على تاريخه المعروف الانحيازي إلى سياسة إسرائيل .
إن كارتر وجه صفعة قوية للسياسة الإسرائيلية عندما تكلف بنقل معانات شعب بأكمله مع آلة القتل الهمجية وجعل من كتابه مقارنة مع سياسة الميز العنصري التي كانت تنهج في جنوب إفريقيا. إن أهمية الكتاب لا تكمن في حجمه ولا محتواه بقدر ما هو اعتراف من مسئول رفيع المستوى كان رئيس أقوى دولة وأقوى حليف لإسرائيل منذ قيامها انه لشيء ذو نكهة خاصة .
لكن ما الدافع الذي جعل كارتر ينقلب على رأيه السابق والثابت من العرب عموما ، والقضية الفلسطينية بشكل خاص ؟ هل يمكن أن نعتبر اعترافات كارتر بمثابة صحوة للضمير الغربي الذي كمدته الخرافات والأساطير المزعومة وحقائق التاريخ المزورة إزاء العرب والقضية الفلسطينية ؟
أم أن كارتر عندما كان رئيسا للولايات المتحدة لم تكن لديه القدرة على التعبير على رأيه الشخصي ، وكان أسير اللوبي الصهيوني هناك ؟
كارتر عندما كان رئيسا لأمريكا أجبر السادات بإيعاز من اللوبي أن يوقع معاهدة كامب ديفد لتتفرغ بعد ذلك إسرائيل إلى الدمار والخراب دون إزعاج وكان دعمه للسياسة الإسرائيلية منقطع النظير وطالما أضفى على دعمه لها صفة القداسة ، وهو يصرح في إحدى كتاباته أن الإله الذي تعبده إسرائيل هو الإله نفسه الذي يعبده هو وان امن إسرائيل من تعاليم الرب يجب تنفيذها بكل دقة .نستخلص شيئا مهما في سياسة الحكومات المتعاقبة على الولايات المتحدة أن هذه الحكومات لا تنفذ أي خطوة خارجية خاصة في الشرق الأوسط دون الأخذ برأي اللوبي ، وكارتر كان مرغما على تنفيذ قرارات اللوبي . لسببين أساسيين هما : قوة اليهود السياسية والقدرة على التأثير في الانتخابات ، وقوتهم الاقتصادية التي تحرك بلا شك عجلة الاقتصاد الأمريكي .
جاء الكتاب والإدارة الأمريكية تعاني الأمرين تدني شعبيتها وأزمة الثقة بينها وبين شعبها والحرب على العراق التي تمثل كابوسا حقيقيا لهذه الإدارة مما سيزيد عليها من الضغوط خاصة الداخلية منها.
كارتر فجر أيضا قنبلة في الأوساط الفكرية العالمية من المتعاطفين مع إسرائيل واتهموه بتحريف الحقائق التاريخية ولم يسلم طبعا من لعنة السامية والتي يبدو أنها ستلاحقه حتى في قبره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني