الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحروب العراقية !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 6 / 22
القضية الفلسطينية


المقصود هنا ،بالتسمية " حروب عراقية " جميع الحروب تقريبا ، التي تفجرت في المشرق العربي ومصر و السودان و شمال إفريقيا ، و القرن الإفريقي ، بدءا من ما سمي الحرب العراقية ـ الإيرانية ووصولا إلى الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر 2023 على قطاع غزة و الضفة الغربية . بتعبير أدق ، نزعم أن هذه النوعية من الحروب تتدرج في إطار سيرورة واحدة بادرت إليها الولايات المتحدة الأميركية و الدول الغربية المنضوية في قافلتها نحو ترسيخ العولمة و الأحادية القطبية بكافة الوسائل المتاحة ثقافيا مثل صراع الحضارات ، اقتصاديا عن طريق مقاطعة الخصوم المفترضين و محاصرتهم ، و أخيرا عسكريا بواسطة " الحروب العراقية " ، التي شهدتها المناطق و الأقاليم المشار إليها أعلاه بكل أصنافها تقريبا .
استنادا عليه ، لا نجد حرجا في القول أن الحرب على قطاع غزة و الضفة غربية ، التي من محتمل أن تتسع رقعتها ، هي " حرب عراقية " بامتياز ، و ليست كما تحاول وسائل الإعلام و الدعاية إقناعنا به ، حربا إسرائيلية دفاعية .
الدليل على ذلك أن القانون الدولي معطل بالكامل تغطية لما يجري في ساحة المواجهة ، هذا يذكرنا بأن الولايات المتحدة الأميركية شنت حربا على العراق ، من أجل القتل و التدمير ،دون موافقة دولية من مجلس الأمن الدولي ، و بانها فرضت فرضا على كثير من الدول الانخراط فيها عسكريا تحت مسمى " الإتحاد الدولي " . تكرر ذلك في ليبيا ، حيث تحول قرار دولي يحظر على السلطة في ليبيا استخدام الطيران الحربي في مواجهة المتمردين ، تفويضا مطلقا للولايات المتحدة الأميركية و الدول التابعة لها ، باستخدام الطيران الحربي و الصواريخ العابرة للقارات ، ضد الليبيين و المنشآت الوطنية .
ينبني عليه أن الفلسطينيين في قطاع غزة و الضفة الغربية يتعرضون لحرب تشارك فيها ، كما في الحروب التي لمحنا إليها ، دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ، حيث يظهر بوضوح مدى التنسيق المحكم فيما بين وسائل الإعلام و الدعاية في بلدان الغرب على وجه الخصوص ، في طمس واقع الاحتلال و التمييز العنصري و تغييب القانون الدولي و في اسكات التساؤلات حول طبيعة ما يجري في ميزان حقوق الإنسان و حق الشعوب في تقرير المصير .
تتواصل الحرب على قطاع غزة و الضفة الغربية ، مخلفة دمارا هائلا و مجازر مروعة و ليس مستبعدا كما اسلفنا أن تتدحرج كرة اللعب في الهشيم الذي ضاعفت الحروب العراقية الأميركية مساحتها ، حيث خصص لها الإعلام في دول الغرب حيزا كبيرا باذلا كل تقنيات الخداع و التعمية المعروفة لإخفاء غيتو قطاع غزة ، و الاحتلال ، و الفلسطينيين ، كما لو أن الحرب تدور بين إسرائيل المعتدى عليها من جهة و حماس المعتدية من جهة ثانية ، و بالتالي هي ليست بحسب مفهوم هذا الإعلام "حربا عراقية " !
فمن حق الإنسان العادي إذن أن يحاول فهم ما يجرى له أو من حوله ، لا سيما أن الرأسمال العالمي حقق وحدته بعد أن ابتلع الرأسمالية الوطنية ثم استحوذ على و سائل الإعلام و الدعاية و جز بها في " الحروب العراقية " التي تبدأ كما صار معروفا ، بكذبة مثل " سلاح الدمار الشامل " و حاضنات أطفال الكويت ، و " الاستعداد لقصف بنغازي" ، و " تقطيع أطفال المستوطنين و حرقهم ، و اغتصاب نسائهم الحوامل " كل معارك دول الغرب المتوحشة تبدأ بكذبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف كان أداء الرئيس الأمريكي ومنافسه ترمب في مناظرتهما الرئا


.. المجلس الوزاري الأمني بإسرائيل يقر إجراءات طرحها سموتريتش تس




.. حاملة طائرات أمريكية تستعرض عملياتها في البحر الأحمر


.. شاهد| المناظرة الأولى بين مرشحي الرئاسة الأمريكية جو بايدن و




.. مدير حملة ترمب يعلن النصر عقب انتهاء المناظرة