الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود

محمد حمد

2024 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يقول المثل الشائع "القرش الابيض ينفع في اليوم الاسود". وهذا الكلام صحيح إلى حدٍ ما. أما نحن، بؤساء هذا العالم البائس، فبطبيعة الحال لم يبق في جيوبنا أو خزائننا الا القليل القليل من القروش البيضاء. وهي في كل الأحوال تحت سيطرة "البيت الابيض" من خلال المؤسسات المالية والمصرفية الدولية، كصندوق النقد الدولي وامثاله، التي حوّلت كل ايامنا، بلا استثناء تقريبا، الى سواد داكن. وكأنّ الأقدار أرادت أن يكون بيتهم الناصع البياض، بعدوانيته وغطرسته وتجبّره، نقيضا حقيقيا لايامنا المتّشحة بالسواد. واوضاعنا المزرية. فصرنا نخوض في وحول من الجهل والفقر والخرافات والنزاعات القبلية والعشائرية والعنصرية. وكلها طبعا تحت راية "البيت الابيض" الخفّاقة !
لا توجد منطقة في العالم على الاطلاق، حتى على حدود روسيا والصين، تخلو من مؤامرات ودسائس وتدخلات امريكا. أما قواعدها العسكرية، وهي بالمئات وبمختلف الاحجام والمهام، فمنتشرة في جميع بلدان العالم بموافقة أو بدون موافقة من قبل حكومات وشعوب تلك البلدان. ومن رفع صوته مطالبا بشيء من الاستقلالية والحرية في اتخاذ قراره الوطني تقوم امريكا فورا برفع سيف ديموقليس (سيف العقوبات) بوجهه. وتناصبه العداء لعشرات السنين. وتضعه على اللائحة السوداء ويصبح من المغضوب عليهم (امريكيا) وإلى أجل غير مسمّى.
أما نحن ابناء الشرق فليست لنا ذكريات طيبة او جميلة من اي نوع في علاقة امريكا مع شعوبنا ودولنا. ومنذ أن ظهر إلى الوجود السرطان الصهيوني في ارض فلسطين. وتحوّل إلى وباء امريكي غربي قاتل، تحوّلت كل ايامنا إلى مآتم وفواجع وغطى سواد "البيت الابيض" الامريكي جميع احلامنا وامانينا وثلاثة أرباع حاضرنا ومستقبلنا. فما خرجنا من حرب مدمّرة، من إخراج وتنفيذ امريكي، حتى وجدنا أنفسنا على أهبة الاستعداد لحرب جديدة. إن لم تكن مع دولة مجاورة فمع بعضنا البعض.حتى يتم أنهاك قوانا البشرية والاقتصادية بالكامل. كاملة. لتاتي بعدها امريكا وشركاتها العملاقة لتسرق ما تبقى لنا من "خير" قليل نحن بأمس الحاجة إليه.
أن عالمنا اليوم، ومنطقتنا بشكل خاص، مليء بحرائق الصراعات وبؤر التوترات والحروب. ولا يوجد في كل هذه الفوضى الدموية سوى منتصر ومستفيد واحد لا ينازعه احد. وهو "البيت الابيض" في واشنطن. وكلّما تفاقمت الأزمات وتعقّدت الأوضاع في أي مكان يكون لأمريكا اليد الطولى والمحرّض الاول والوحيد الذي ينتظر بفارغ الصبر المكاسب الضخمة، المادية قبل غيرها، من حرائق وصراعات الآخرين. تلك الصراعات التي وزّعها بدقة، وفق "العدالة" الإمبريالية، على الجميع، شعوبا وحكومات...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل ما تحتاج معرفته عن أمراض الكبد وسبل الوقاية |صحتك بين يدي


.. حقيقة ارتباط بنين ستارز




.. عاجل | المتحدث باسم اليونيفيل لسكاي نيوز عربية: استهداف إسرا


.. سياق | تاريخ السود في أمريكا.. من المسالخ إلى المساهمة في بن




.. ما أبرز إنجازات اللاعب الإسباني رافاييل نادال؟