الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الأقصى – 260 – إسرائيل مستعدة لغزو لبنان. لماذا يؤثر هذا على روسيا وكيفية تعطيل اللعبة الكبيرة؟

زياد الزبيدي

2024 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

أندريه بيرلا
كاتب صحفي ومحلل سياسي روسي
بوابة تسارغراد الإعلامية

19 يونيو 2024
الجيش الإسرائيلي يستعد لغزو لبنان. إن الحرب في الشرق الأوسط لا تهدأ، بل تشتعل. لماذا يعد هذا الأمر مهما بالنسبة لروسيا وماذا يجب أن نعرف عما يحدث في فلسطين والمنطقة المحيطة بها؟

وافقت قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي (في الوضع الحالي، يبدو هذا الاسم الرسمي وكأنه استهزاء بالفطرة السليمة) على خطط الهجوم في لبنان.

يعد الإفصاح عن هذا الأمر عاملاً مهمًا في حرب المعلومات: فمن الواضح أنه عندما يكون الجيش جاهزًا فعليًا للهجوم، فإن العدو لا يكون مطلعًا على الخطط. وإذا تم إخطار الجميع بالهجوم، فهذا يعني أننا في الواقع لا نتحدث عن بدء عملية عسكرية، بل عن تخويف العدو بإمكانية ذلك.

ما الذي يحدث بالفعل بين إسرائيل ولبنان، ولماذا تعتبر هذه الحرب في الشرق الأوسط ذات أهمية أساسية للعالم أجمع، بما في ذلك روسيا؟ إن فهم هذه المشكلة ليس بأي حال من الأحوال بهذه البساطة كما قد يبدو للوهلة الأولى.

إسرائيل في حالة حرب رسميًا منذ 7 أكتوبر 2023. لا توجد عبارات ملطفة، الحرب تسمى حرب وهذا كل شيء. العدو هو حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وبدأت الحرب بعد هجوم شنته حماس على إسرائيل، قُتل خلاله ما لا يقل عن 1200 شخص، بحسب الأرقام الرسمية. وتم أخذ 242 شخصًا آخر كرهائن.

خلال الحرب في قطاع غزة، خسر الجيش الإسرائيلي عدة مئات آخرين من الجنود وقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، ومن بينهم عدة آلاف من الأطفال.

كان الهدف الرسمي لإسرائيل هو "تدمير الإمكانات العسكرية والتنظيمية لحماس". وعلى الرغم من التفوق الساحق في الأسلحة، والتفوق الجوي الكامل، والمساعدة العسكرية شبه المستمرة من الولايات المتحدة، وما إلى ذلك، فإن هذا الهدف لم يتحقق بعد: حماس مستمرة في المقاومة ولن تستسلم.

وبطبيعة الحال، لأن حماس ليست وحدها: "القضية الفلسطينية" تتلقى المساعدة في المقام الأول من قبل إيران. كما تقدم إيران مساعدة مستمرة لحزب الله. ويسيطر حزب الله على جنوب لبنان ويقصف شمال إسرائيل. إسرائيل، بطبيعة الحال، تصف تصرفات حزب الله بأنها عدوانية.


ومع ذلك، بغض النظر عما تسميه، فإن الوضع حتى الآن هو أن إسرائيل تخسر الحرب: فلا الإجراءات العقابية في غزة ولا القصف في لبنان وسوريا تجعل الدولة العبرية أقرب إلى النصر. ومع الأخذ في الاعتبار تنامي المشاعر المعادية لإسرائيل في جميع أنحاء العالم، فمن المرجح أن تؤدي الأمور إلى هزيمة إسرائيل. وإلى إنشاء الدولة الفلسطينية، نتيجة لهذه الهزيمة، التي وعدت بها الأمم المتحدة منذ فترة طويلة.

لماذا لا تستطيع روسيا أن تراقب ما يحدث من المقاعد الجانبية "مسلحة" بكيس من الفشار؟ لماذا لا نستطيع أن نقول "هذه ليست حربنا"؟ ليس فقط لأن روسيا تعارض باستمرار العدوان الإسرائيلي وتؤكد إمكانية الحل الوحيد لمشكلة الشرق الأوسط من خلال إنشاء "دولتين لشعبين". لكن النقطة مختلفة: فإسرائيل، التي تدمر السكان المدنيين في غزة، وتغزو المجال الجوي السوري، وتقصف لبنان، هي في حالة حرب مع روسيا.

وهذا ليس خيالا، وليس تفسيرا لتصريحات بعض الشعبويين المسعورين. هذا موقف رسمي تمامًا، اتخذه الرئيس الأمريكي - وبالتالي الراعي الرئيسي لإسرائيل – جو بايدن منذ بداية الحرب.

وبالعودة إلى أكتوبر 2023، أعلن بايدن (وهذا الموقف لم يتغير ولن يتغير) أن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاربون “محور الشر”، وهذا المحور يضم روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية. وكذلك المنظمات الإسلامية المناهضة لإسرائيل، مثل حماس وحزب الله، وكذلك الحوثيين في اليمن. في الأشهر الأخيرة، ظهرت اتهامات ضد روسيا بشكل متكرر في الصحافة الغربية – حيث زُعم أن الروس زودوا حماس وما زالوا يزودونها بالمال والأسلحة والمعلومات "الاستخبارية". ليس من المنطقي دحض هذه الرسائل، لأنها مجرد جزء من حرب المعلومات. إذا كانت الولايات المتحدة قد قررت أن الحرب في الشرق الأوسط هي الجبهة الثانية للحرب ضدنا، فهي كذلك.

والشيء الآخر هو أن الأمور على هذه الجبهة لا تسير على ما يرام بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل. إن المنطقة التي تجري فيها العمليات العسكرية تتوسع باستمرار. ويتبين أن كل خطوة تالية تقوم بها إسرائيل هي خطوة نحو حرب أكبر – على مستوى المنطقة كلها، أو حتى على مستوى العالم.

في أبريل 2024، وصلت الأمور بالفعل إلى مرحلة الهجوم الاستعراضي على إسرائيل من قبل إيران باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية. لقد تم حساب الضربة بطريقة تظهر تصميم إيران، لكنها في الوقت نفسه تترك إمكانية التوقف على حافة الهاوية في تلك الحرب الكبيرة جدًا، وربما النووية. لقد حدث ذلك في أبريل. وفي حزيران/يونيو وصلت الأمور إلى مستوى جديد من التصعيد: هددت إسرائيل بغزو لبنان. لماذا؟

من الواضح أن الإجابة على هذا السؤال لابد وأن يتم البحث عنها داخل الولايات المتحدة، أو بشكل أكثر دقة، في الحملة الانتخابية الأميركية.
اليهود جزء مهم جدا من الناخبين. ويعيش منهم في أمريكا نفس عددهم في إسرائيل (8 ملايين)، ويعتقد حتى الآن أنهم يميلون إلى التصويت للديمقراطيين. أي في الوضع الحالي – يدعمون بايدن.

ومع ذلك، فإن الناخبين الديمقراطيين – اليساريين وأنصار العولمة – لسبب ما لا يريدون دعم إسرائيل ومواصلة الإبادة الجماعية للفلسطينيين. تجري مظاهرات مناهضة لإسرائيل، بما في ذلك في الجامعات الأمريكية، معقل الديمقراطيين. بايدن مجبر على مساعدة إسرائيل بيد واحتواء إسرائيل باليد الأخرى. وإجبار إسرائيل على التوصل إلى هدنة لإنهاء الحرب في غزة.

يطرح بايدن خطة "تسوية سلمية" تلو الأخرى، والتي تتلخص في وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن بمقاتلي حماس المحتجزين في السجون الإسرائيلية. لكن هذا يعني هزيمة إسرائيل في الحرب. إسرائيل لا تريد أن تخسر.


ووصل الأمر إلى حد أن الولايات المتحدة ألغت المفاوضات الرسمية مع إسرائيل بعد أن وبخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بايدن بسبب وقف المساعدات العسكرية.

وإذا توقفت الولايات المتحدة فعلياً عن تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل، فإن إسرائيل سوف تهلك. ولكن إذا تصرف بايدن بالطريقة التي تريدها الحكومة الإسرائيلية، فسوف يخسر الانتخابات. ومن هنا الابتزاز المتبادل المستمر – يهدد الأمريكيون اسرائيل بأنهم لن يعطوا المال والسلاح ويطالبون بالمفاوضات مع حماس ووقف إطلاق النار. وردا على ذلك يهدد الإسرائيليون بتوسيع العمليات العسكرية وغزو لبنان.

وبينما يحدث كل هذا، تتزايد احتمالات أن تدعم غالبية الجالية اليهودية في الولايات المتحدة ترامب بدلاً من بايدن.

وتتضاءل فرص نجاح الأميركيين على الجبهة الثانية من حرب الهيمنة ضد روسيا وحلفائها.

هذا هو الجواب على السؤال لماذا يجب على روسيا أن تراقب عن كثب ما يحدث في الشرق الأوسط. هذه، في الواقع، الجبهة الثانية للحرب ضدنا وضد حلفائنا، وهي الجبهة التي نكسب اليد العليا فيها تدريجياً، بلا كلل تقريباً.

إن الولايات المتحدة تفشل في دور "شرطي العالم". لقد فقد الأمريكان القدرة على بدء الحروب وإنهائها لتحقيق مصلحتهم فقط. وسوف يتبين قريباً أن هذا لا ينطبق على الشرق الأوسط فحسب، بل وأيضاً على مسرح العمليات العسكرية الأوروبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي