الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتبة والتربوية السعودية أحلام آل ثاني بين هندسة الأبناء والأحلام المبعثرة

سيد سليم

2024 / 6 / 22
الادب والفن


تنهض الأوطان ويعلو شأنها حتى تكون لها الصدارة على أفكار وسواعد أبنائها ذكورا وإناثا، والأفكار النيرة إذا وجدت طريقها للطرح والتنفيذ؛ أثمرت في المجتمعات كل نافعٍ ومفيد.
وقد رأينا من مثقفات المملكة العربية السعودية ما زاد من تفاؤلنا بدور المرأة السعودية في النهوض بالأجيال ورؤية المملكة 2030 ولايمكن إنكار مثل تلك العطاءات المبشرة بالمزيد.
وسآخذكم معي في هذا المقال مع مجموعة من الأفكار التي طرحتها ومارستها الكاتبة التربوية السيدة أحلام بنت محمد بن علي آل ثاني، والتي نستنتج من خلالها كيف نربي أبناءنا على أسس تربوية متينة عمادها العلم النافع وقوامها الأخلاق النبيلة.
وكاتبتنا المجددة تحدثنا عن بداية محطات حياتها؛ فتقول: "نشأت وترعرعت في الأحساء مهد الحضارات أرض الخير والعطاء، تنفست هواءها العليل ونما جسدي من ينابيعها العذبة وشموخ نخيلها، رسمت معالمها الجميلة على ملامح ساكنيها أجمل لوحات الصفاء والنقاء والكرم.
أنحدر من أسرة محبة للعلم والتعلم، والدي متعلم عاشق للعلم وداعٍ له ومُحفز وداعم للمتعلمين، كما أنه شاعر فصيح، أحببت الشعر من خلاله ـ رحمه الله ـ لدي نهم المعرفة والاطلاع، تشدني المعارف والكلمات الجديدة، أبحث لكسب المعلومات، طموحي بلا سقف بلا منتهي".
أما عن دارستها المتخصصة الدقيقة وعملها في مجال المواهب والإبداع، فتقول: "درست الفيزياء تخصص يستصعبه الكثير وتميزت لله الحمد فيه. عملت معلمة للمرحلة الثانوية لمدة تزيد عن ٣٠ عاما مُلئت بالجمال والنشاط والحيوية،
ثم رُشحت لتدريب أولمبياد الفيزياء الوطني وحظيت بأن يتم اختياري من بين الآلاف مدربة معتمدة لأولمبياد الفيزياء في مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والابداع.
متدرباتي من الطالبات تأهلن الى العالمية وحصدن جوائز وميداليات في أولمبياد الفيزياء وأيضا في برامج الإبداع العلمي، ومسابقات أيسف الدولية، ولا أنسى أني قد حصلت على العديد من الدورات في هذا المجال، ومنه فُرغت لتدريس وتدريب الموهوبات في فصول موهبة".
وعن ميولها في الكتابة، فتقول: "أميل للكتابة النثرية وتأخذ من وقتي الكثير حتى تحولت إلى عشق يلازمني، أكتب بطريقة قليل من سبقني إليها، وأحب طريقتي في الكتابة التي جمعت بين الشعر والنثر.
للكاتبة ثلاثة كتب صدر منها كتابان الأول بعنوان: (أحلام مبعثرة) الذي حوى ثمانٍ وستين لوحة أدبية اجتماعية وتربوية أيضا، جاء ترتيبها موفقا؛ فهي تبدأ من الطفولة، ثم الأخوة والوالدين، والذات والمجتمع والحب والغيرة، والزمان والمكان .. إلخ ما فيه من تحف فنية.
وتحت الطباعة مخطوط كتابها الثالث: (نصوص أدبية) يحوى ما استمتعت بها ذائقتها؛ فهو ضمن مختاراتها الفكرية والأدبية.
كما صدر لها الكتاب الثاني: (هندسة الابناء) وبما أنها أم لأربعة من الأبناء، مهتمة بطرق التربية وأسسها الصحيحة؛ فقد وضعت فيه ناتج تجربتها الناجحة في التعامل مع الأبناء؛ فهو يحوي إضاءات مهمة للأبوين في التربية والتعامل مع الأبناء الذين هم عصب الحياة والعمود الفقري للأوطان.
وقد أثار هذا الكتاب إعجابي وجعلني أطلب نتاجها الفكري والتربوي إذ يحمل عنوانا تجديديا ملفتا (هندسة الأبناء) والذي يوحي بأن حسن تربية الأبناء يحتاج إلى رسم هندسي مقننٍ يقوم على أساسه البناء وتكتمل صورته المريحة، إنه كتاب تربوي بامتياز يحمل لوحات تربوية وأدبية فنية موجهة للآباء والأبناء.
إن تلك الرحلة الإبداعية لكاتبتنا فيها كثرة من المعالم التي كان لها الأثر الكبير في مسيرتها؛ حيث الوالد المربي الشغوف بالفكر والثقافة والتثقيف أيضا، فهو شاعر محب للعلم والتعليم، تحدثنا عن والدها، فتقول: "رجل عصامي ذو شخصية قوية، قيادي محبوب لدى كل من يعرفه على مستوى الأسرة أو المجتمع، إنه والد وأخ وصديق للكل مهما اختلفت الأعمار أو الأعراق، قوي البأس شديد في الأوقات التي تتطلب الشدة، رحيم حنون فيما عدا ذلك.
واعٍ متعلم ويتمتع بثقافة عالية، مرح وشاعر محبٌ للشعر الفصيح وتحديدا شعراء العصر الجاهلي، أب ليس كمثله بين الآباء مهاب ذو شخصية متزنة وديموقراطي جدًا يعشق الكتابة
له أسلوبه الخطابي في الكتابة، يجيد التعامل مع أبنائه وبناتة ويراهم كل الدنيا دون تفرقة بين ذكر وأنثى، داعم ومحفز لكل ناتج جميل، طموح وحالم بلا حدود، كريم معطاء سباق للخير، توفي عام ٢٠٠٩م غفر الله له عن عمر ٦٥ عاما".
تلك نبذة سريعة عن هذا العطاء التربوي الأدبي، وأحب أن أختم مقالي بأني حرصت على قراء وتتبع فكر كاتبنا؛ لأستخلص من خلال تلك النبذة دراسة موسعة عن إبداعاتها المتنوعة.
لقد وقفت أمام هذا الجمال؛ مرتجلا تلك الأبيات:
أحببت فكرا للجمال دعاني = أن أستمد الصفو من عنواني
حبات عقدٍ من لآلئ لفظها = وصفائها ورقيها الإنساني
لاحت حروف الوعي أنغاما سمت = فرحا فأطرب عزفها وجداني
السر في فكرٍ قد أضاء وإنما = البعض عاشوا في عمى الألوانِ
من روح أفكار الرقي تنفست = مني الحروف وفاض فيك بياني
ومع المزيد من إبداع وثراء كاتبتنا المبدعة التي لها حظ جميل من اسمها التفاؤلي(أحلام) فإلى اللقاء بتوفيق الله تعالى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح