الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية تكامل العملية الثورية

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2024 / 6 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هذه إشارات إلى أهمية وضرورة تكامل العملية الثورية وإبتعادها عن أفكار وأساليب التغيير الجزئي الذي يجعلها تهتم بازالة الحكم القديم بوسيلة واحدة سلمية أو عسكرية وتهمل اهمية كل وسيلة من الوسائل، أو تهتم بتغيير بعض أجزاء عمل الدولة والمجتمع وتؤجل تغيير بعضها الآخر بينما كل هذه الأجزاء متداخلة تحيي وتنمي مظالم وسموم بعضها. لمنع هذا التفاوت الذي يذبل الثورات أو يسهل وأدها تأتي أهمية تكامل عناصر وآليات وأهداف التغييرات السياسية والاجتماعية الكبرى بما فيها من امور اقتصادية وثقافية وترتيبات إدارية ومالية وعسكرية ودولية.


1- تحدث الثورة وتبدأ فاعليتها بسيطرة الكادحين على وسائل وأمور معيشتهم وهيئات توزيع الموارد في المجتمع والدولة.


2- بدون سيطرة الكادحين على معيشتهم سيكون التغيير ربع أو نصف ثورة وستبقى إدارة الدولة رهينة بتحالفات وانقسامات فئات البرجوازية الكبيرة والصغيرة وما إليها من أفكار وطموحات وسياسة تتوافق معها هذه الفئات توافقاً متفاوتاً بالأصالة أو بالتكيف معها بحكم اطمئنانها إلى ان قوة التغيير الشكلي قوة متعايشة عبر شعاراتها وبرامجها وسياساتها وشخصياتها مع الثقافة والفكرة السائدة في المجتمع وهي ثقافة وفكرة التنافس والحل الفردي وحرية التملك والنشاط التجاري الهبتلي. وهي الحرية التي تسمح باستغلال الإنسان لأخيه الإنسان إستغلالاً رأسمالياً تتكون وتنمو بها مع الرساميل الفروق الطبقية والإقليمية وما إليها من أنانيات وعنصرية ونزاعات.


3- نجاح تأسيس واكتمال الثورة مرتبط بتكريب النشاط القاعدي في المجتمع الطالب للتغيير الجذري الهادف له بتحقيق شعبية الحكم والمحاسبة وتحسين المعيشة وهذا التحقيق يحتاج إلى شعارات وآليات وسياسات متكاملة مرتبة وفق المظالم القائمة وطبيعة الهجوم عليها والسيناريوهات المتوقعة.


4- شعارات تهتم أولاً وثانياً بفرز وإقصاء ومصادمة الأفكار والسياسات والأحزاب والهيئات المعادية لهدف سيطرة الفئات الكادحة على كافة أمور الدولة. بحيث لا يتكرر فشل محاولات تغيير الشخصيات وأشكال الرئاسة مع إبقاء السياسات ونظم الإدارة القديمة أو فشل وضع أو تنفيذ سياسات ونظم جديدة بالاعتماد على نفس كادرها القديم. فعملية الثورة والتثوير ضد أي نظام متكامل لا بد ان تكون عملية شعبية شمولية متزامنة ومتكاملة تزيله كله ففي التاريخ لم ولن تتحقق ثورة بالتلتيق والشجرة لا تزال من الوجود بقطع فرع أو فرعين أو خمسة فروع منها بل لابد ان تقتلع كلها من جذورها و تنظيف تربتها من بقايا جذورها.


5- وضع الدولة أو الدول الجديدة التي ستنشأ في بلاد السودان بعد الحرب سيكون رهناً لتحقق الحكم الشعبي فيها وإبتعادها عن الأفكار والنظم السياسات والهيئات والشخصيات الليبرالية معاً أ] بأن لا تكرر فشل أسلوب المواربة والمخاتلة الذي ميز كل التغييرات التي قادتها في الماضي شخصيات من الطبقة الوسطى مبتعدة عن بعض الأفكار والنظم السياسات والهيئات والشخصيات القديمة ولكنها مقتربة بصورة أو أخرى الى بعض منها متجاهلة أو جاهلة حقيقة ان كل أفكار وعناصر النخبة القديمة بضاعة خاسرة. (خاصة في دولة عالم ثالث تحتاج إلى تأسيس تنمية منظومة قاعدياً بهيئات الكادحين).


6- ختاماً: سيطرة الكادحين الديكتاتورية على أمور معيشتهم بداية بسيطرة منظماتهم الفئوية ومنظماتهم الجماهيرية على هيئات حكمهم الشعبي وارتفاعاً إلى أعلى هيئة لحكم الشعب وسيطرتهم به على الدولة هي سيطرة وديكتاتورية ضرورية لكي لا تبقى معيشة الكادحين رهناً لمزاج ديكتاتورية كبراء السوق والمتوالين معهم من كبراء الأفندية والعسكريين وشيوخ العشائر، أياً كان الشكل السياسي لديكتاتورية السوق هذه سواء كان ذو رئاسة عسكرية أو ذو رئاسة مشتركة مع أحزاب أو كان مقوداً بأحزاب معجونة بالمخابرات. وأياً كانت تسمي قوامها علمانياً أو إسلامياً أو بين الإثنين وأياً كان كلامها عن إتجاه وطبيعة الإقتصاد والدولة طالما كانت أكبر ثمرات الكادحين فيه تذهب إلى حسابات وجيوب النخبة.
.
إنتهى النص








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من


.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: أي سياسة خارجية لفرنسا في حال


.. مخاوف من أعمال عنف في ضواحي باريس بين اليمين واليسار مع اقتر




.. فرنسا: تناقضات اليمين المتطرف حول مزدوجي الجنسية..وحق الأرض