الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نحن نقص عليك أحسن القصص...3
أمين بن سعيد
2024 / 6 / 23كتابات ساخرة
جزء أول https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=829195
جزء ثاني https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=829502
جزء ثالث https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=829921
جزء رابع ينقص الثلاثة، وهو "الأهم!"، "الأطول!"، "الأجمل!"، "الأروع!"... لم أرسله للنشر لأني تذكرت شيئين، والثاني أهم من الأول:
1- أنا لست "كاتبا"، 2- أنا "شرير". لست "كاتبا" يعني ألا قيمة للجزء الذي وصفته بأوصاف عجيبة كما قرأت، ولن أهتم لـ "ملايين" القراء الذين ينتظرون على أحر من الجمر تكملة القصة. "أنا شرير"، والشر هنا فيه شيء من السادية، وهو متعمد: هل ضاجعتَ "امرأة شريرة" تدفعك عنها لحظة نشوتك لتسألك عن "هل حقا الجن يمارسون الجنس"؟ هل ضاجعتِ "رجلا شريرا" ينسل منك لحظة نشوتك ليفتح موضوعا كـ "جماعة الأرض المسطحة عندهم حق أم لا" وينتظر منك جوابا؟... شر كبير كما ترى، لكنه لا يصل حد شر الجهل والكذب والقتل مثلما تفعل كتابات الكتاب في البشر. البشر أغلبهم لا يعرفون الكتاب وكتاباتهم، لكن تلك الكتابات تصلهم وقد تصير منهج حياة عندهم أو قد يشنون الحروب ويقتلون تحت زيف شعارات أولئك الكتاب الذين ربما لا يعرفون عنهم إلا الأسماء وأحيانا حتى الأسماء لا يعرفونها.
سأحاول أن أكون "شريرا" في كل قصصي، ربما لن أكمل أغلبها عمدا، ولن تستطيع حتى السخط لأني قد أنذرتك مسبقا: "الكتاب" لا يفعلون مثلي لأن شرهم أعظم، أنا أفعل بما أني لست "كاتبا" وربما لذلك أكون أقل "شرا" منهم أو أكثر "غباء". إليك الآتي إذا قررت مواصلة القراءة، ووحدك تتحمل المسؤولية:
*قصة أولى:
بدأت القصة في مقهى بجانب بحر، كنت ضيفا لثلاثتهم، بجانبنا أم وابنتها -حسب ظني في تلك اللحظة-، موسيقى شرقية لم ترقني لا هي ولا من كانت تغني على أنغامها. بعض الزبائن في الداخل، ونحن مع الأم وابنتها على الشرفة.
بدأ النقاش بسؤال من صديقتي عن سر نظرتي والابتسامة على وجهي للأم وابنتها والاثنتان وكأنهما وصلتا للتو من إيران؛ ذلك الزي الأسود الذي لا يظهر إلا الوجه. فأجبتها أني رأيت مشهدا جميلا، فابتسمت وقالت إني لن أنجح في استفزازها ولن تستطيع أن ترد بما أني "ضيفها".
جمال المشهد الذي رأيت لم يكن إلا نوعا من الرضا بالواقع لا أكثر ولا أقل، ففي قرارة نفسي ذلك الزي لا يروقني لكن ما راقني أن الأم وابنتها لم تهتما لطاولتنا ولكل المنكرات التي كانت حولها ومن بين يديها ومن خلفها.
قلت لصديقتي، ثقافة البلد أقوى من الدين ومهما اضطهدها فهي باقية أبدا شاهدة على أن الأصل لن يمح وإن ضاع منه الكثير. فقالت ساخرة أني واهم ولا أحد يعرف الأصول إلا أربعتنا.
تكلمت صديقتها، فقالت إنني كنت سبب بلاء عليهم لأني أعدت الدين إلى نقاشاتهم، فحمدت الله وأثنيت عليه أن هداني لذلك وزدت أن لعلهم يهتدون على يدي فأنال من ورائهم قنطارا أو قنطارين من الحسنات، كتلك القناطير الذي دفعها الأجداد للفاتحين الأوائل رحمهم الله ورضي عنهم وعن سيوفهم وعن حوافر خيولهم.
صديقة الصديقة هاجمت بحدة اللغة العربية وقالت فيها الأقاويل وقالت إن هذا الدين ولغته يسببان مرضا عقليا لا خلاص منه لمن يؤمن وأيضا لمن فهم لكن واصل النظر فيهما، فأجبتها أن القراءة في الدين أعادت لي لغة قد قاربت على نسيانها وهي على كل حال صالحة، وزدت أني تمنيت لو كانت الرغبة ومعها الوقت يسمحان لي بدراسة العبرية واللاتينية واليونانية لكن ذلك ما عاد ممكنا اليوم. وكان ردها أني أضيع وقتي فيما لا يعني ومبروك علي السيوف والجمال والثعبان الأقرع والجن والشياطين، فضحكت وقلت لها البارحة أكملت "آكام المرجان في أحكام الجان" وتمنيت لو زارتني جنية في حلمي لكن الظاهر أن كل الجن أين ذهبتُ مؤمنون ولا يزورون الشياطين لا في يقظة ولا في حلم. وسكتُّ، لكني واصلت تفكيري وتساءلت في خلدي كيف يكون الجنس مع جنية؟ هل سأكون بنفس اللياقة التي مع الانسية؟ ثم ماذا لو بدأت في شكل انسية ثم تحولت إلى ناقة أو أتان والجن تتشكل؟ المهم، قطعت تلك التأملات الروحية بابتسامة لصديقة صديقتي وقلت إنه تراث لطيف ويضحكني كثيرا والدنيا أذواق مثلما يقال. فقالت صديقتي "اللطيف المضحك عندك يدمر وعي هؤلاء الذين نعيش بينهم".
كان في "هؤلاء" التي قالتها ازدراء شديدا رأيت فيه الموت، ذلك الوجه الجميل الذي عادة ما تستطيع التحكم في كل قسماته لكنها لا تستطيع شيئا أمام عينيها. ما أجمل أن ترى الغضب والموت في عيني امرأة جميلة، وما أروع أن تصل حد الخوف وتشكر كل الآلهة أنها من شذاذ الآفاق، برغم أنك في داخلك تتمنى لو كن كل نساء وطنك مثلها. لكنهن ناقصات عقل وأنت الرجل العقل، ولا يجب لك أن تجاري عواطفهم الجياشة من غضب و...موت.
عندها تكلم زوج صديقتي وقال إني أغازل زوجته أمامه والمفروض أن أغض البصر -ونظر إليها- وألا يخضع أحد بالقول، فأجابته أن بيننا نسبا بالرضاعة يعود إلى "العمة فاطمة" التي أكلنا من يديها الشريفتين مرة جبنا محلي الصنع من حليب داجن الأكثر أنه عنزة، والعمة فاطمة تعمل عند صديقتي، والجبن والحليب يحرمان مثلما هو معلوم.
حضرت نادلة، وكانت تعرف الثلاثة، فسألتنا ماذا نأمر وهي تنظر نظرة غير بريئة لصديقتي، ثم غابت وعادت بما طلبنا. عند وضعها الكؤوس على الطاولة، كانت واقفة بجانب صديقتي التي وضعت يدها في مكان محظور، وبعد رحيل النادلة لاحظتْ نظرتي المتسائلة فقالت: "ماذا؟ بوربوار! لكيلا تنتظر يا مستر أم ظننت أن الطاولة تنتظرنا بالصدفة؟" فقلت: "ولولا إذ رأيتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانكِ بيدكِ الخير إنكِ على كل شيء قديرة".
...
*قصة ثانية:
لي مع سبكتروم الميولات الجنسية ذكريات: أول مرة في حياتي رأيت "مثليا" كان سنتي الأولى في الثانوية، وكان في سنته الأخيرة، عندما رأيته من بعيد سألت أصدقائي عنه فأجابوا أنه "مخنث" ولم يستعمل منهم أحد لفظ "شاذ" أو "مثلي" أو غيرها من الألفاظ. اللافت للنظر فيه كانت تسريحة شعره ومشيته وحركات يديه مع صديقاته. ربما رأيته من بعيد ثلاث أو أربع مرات تلك السنة، لا أتذكر أني رأيته مع أولاد بل دائما مع بنات. قيل لي وقتها أنه "مخنث"، واللفظ يعني "أنه ولد لكن جسده، مشيته، كلامه أقرب للبنات منه للأولاد".
لا أتذكر قط أني فكرت في مع من يمارس الجنس؟ مع بنت أو ولد؟ "يفعل" أو "يفعل فيه"؟ لا أرجع ذلك لـ "براءتي" لأني لم أكن بريئا في عمري ذاك، لكن "ربما" للإطار العام الموجود وقتها، فمثلا لم يخطر ببالي ولا ببال أحد من أصدقائي في المرات القليلة التي رأيناه فيها من بعيد أن نهاجمه أو نسخر منه ولم نسمع أن أحدا أكبر منا -وكنا الأصغر في المعهد، في سنتنا الأولى- فعل. ربما تهميش الدين كان له الدور الكبير في السلام الذي عاشه ذلك الشخص، حيث لا أتذكر أني رأيت خمارا أو حجابا لا عند البنات ولا الأساتذة ولا أمهات أصدقائي.
بعد سنوات، كبرت أكثر، وشاءت الصدف أن أتعرف على "المثلية الأولى"، خدعتني قرابة الأسبوع قبل أن أكشفها، كانت هي من بادرت، وما إن رآها أحد أصدقائي معي حتى قال لي "إن عندها صاحبة"، لا أتذكر أنه قال عنها "شاذة" أو "مثلية"، لا أنسى تلك اللحظة لأني غضبت منه كثيرا وظننته يريد أخذها مني. كانت جميلة جدا ولم يقبل عقلي وقتها قصة "صاحبتها"، أولا لأنها جميلة جدا كما ذكرت وذلك الجمال لا يمكن ألا يكون مع ولد، لا أتذكر بالضبط كيف فكرت وقتها لكن أظنني كنت أرى أن وحدها القبيحة التي لا ينظر إليها أحد من الأولاد تذهب إلى بنت وقبيحة مثلها، والمشكلة أن "صاحبتها" كانت أيضا جميلة! لا أتذكر أني تأففت منها، لكن ما أتذكره أني كنت لا أريد خسارتها، مشيت معها في ساحة المعهد مرة واحدة لم تدم إلا دقائق كنت فيها كطاووس أو كأسد لا يرى أحدا من كل أولاد المعهد، كنت فخورا وكأني حصلت على أجمل أميرات الأرض، ولم تدم سعادتي إلا دقائق حتى قال لي الصديق ما قال. المهم، كلامه أرقني لكني لم أستطع أن أسألها، فاقترح علي صديق آخر أن أختبرها بقبلة -وكنت ألتقيها في قاعة بعيدة عن الأنظار-، فأعجبتني الفكرة وقررت أن أفعلها. وقد كان ذلك في نفس الأسبوع، وكانت معها صدمتي، حيث أبعدت وجهها ولم تتركني أقبلها، فتشجعت وسألتها عما قاله صديقي عنها فسكتت سكوت اعتراف.
كانت لحظة حزينة بالنسبة لي، حيث نُتف كل ريش الطاووس وبقي عاريا لا يفكر إلا في سخرية أصدقائه منه. لا أذكر إلا ذلك، أي خسرت الأميرة الجميلة إضافة إلى سخرية أصدقائي مني. دامت القصة أقل من أسبوع، لم أعنف الفتاة، لم "أفضحها" في المعهد لا أنا ولا أصدقائي، وحتى "حسرتي" لم تدم طويلا، حيث عرفت بعدها بقليل فتاة أخرى ونسيتها، كان عمري 14 سنة.
ذلك الطفل ثم المراهق الصغير، لم يلقن أي شيء فيما يخص المثليين، والبيئة التي عاش فيها هو وأصدقاؤه كانت تقريبا نفس البيئة، وباكتشافه لوجودهم، تصرف معهم بتلقائية قد تصل إلى "البراءة". لم يكن موقفه "تسامحا" و"قبولا" بالآخر لأنها أقوال الأغلبية التي تتكرم على أقلية والأمر لا يجب له أن يكون كذلك، بل كان وإن لاحظ خروج المثالين عن -المألوف- تصرفا "بديهيا" و"طبيعيا" لا يختلف في شيء عن اكتشاف مأكولات أو ملابس بلد آخر أول مرة تُشاهد.
التلقين يكتب في كراس الصغير وغير صحيح ما يزعم عن "الفطرة"، تلك الفطرة ليست جينات موروثة بل في حقيقتها ما يراه الصغير منذ نزوله من ظلام رحم أمه إلى الحياة، ولنحاول تخيل صغير منذ ولادته يعيش مع مثليين ولا يرى إلا "أزواجا" من نفس الجنس فإنه سيرى "العادي" و"الطبيعي" أن يكون ثمرة ذلك الزوج المثلي الجنس، سيبدأ بالتساؤل عندما يرى طفلا مثله لكن من زوج مثلي ومختلف (لنقل هو مع امرأتين ويرى طفلا مثله مع رجلين).
إلى أن يفهم ذلك الصغير كيف تتم عملية تلقيح البويضة، سيرى نفسه "ثمرة" زوج "عادي"، وقبل ذلك لو تخيلنا أنه خرج من ذلك المجتمع الذي لا يرى فيه إلا أطفالا مع أزواج من نفس الجنس، ورأى طفلا مثله لكن مع امرأة ورجل فإنه يقينا سيستغرب وسيرى ما رآه "غريبا" و"غير مألوف": طبعا الذي افترضته هنا غير موجود على أرض الواقع، وذلك الطفل الصغير -وأواصل أنه مع زوج مثلي- سيرى ومنذ بداية إدراكه أنه مختلف لأن الجميع حوله مع امرأة ورجل إلا هو، وهذا بالتأكيد لن يكون سهلا على ذلك الصغير: لم أشوه باحتقار المثليين منذ صغري، وكان الحظ حليفي في ذلك، عكس الكثيرين بل الأغلبية. سأضع نفسي مكان أحدهم وأقارن حالي بذلك الطفل الذي في الغرب يجد نفسه بين أبوين أو أمين: أليس الظلم هو نفسه؟ أبي وأمي "ربياني" وفق فكرهما فنشأت كارها متقززا، وذلك الطفل رماه أبواه/ أماه في فوهة بركان فقط من أجل رغبتهما في أن يكون لهما أولاد؟ هل من حق أبي وأمي تربيتي على ما يتنافى مع أبسط القيم الانسانية؟ الجواب قطعا لا لكن "كل وحظه"، نفس الشيء مع الطفل المقارن به.
عن التلقين والثقافة التي يتربى فيها الفرد عامة والتي صعب جدا تجاوزها بالكلية: مثال من يقول "لا مشكلة عندي مع المثليين لكن الحقيقة كلما تخيلت ماذا يفعلون أتقزز". وهو دليل على صعوبة تجاوز ما لقناه وخصوصا في الصغر، لأن الجواب على ذلك "التقزز" بسيط جدا وهو "هل تتخيل ماذا تفعل أمك مع أبيك؟ أختك/ بنتك وزوجها؟ ابنك/ أخوك وزوجته؟ إلخ" وأكيد الجواب لا، إذا كان الأمر كذلك فلماذا إذن يخطر ببالك أصلا ماذا يفعلون؟
...
(أقطع القصة هنا، أريد أن أبقى كما ظهر لك، "متحضرا" و"متمدنا" و"محترما" نوعا ما! -مع أن القليل الإيجابي الذي قيل فيه شيء من محاولة "قتل" و"إبادة المثليين" والذي تعاقب عليه الدول "المتحضرة" ولحسن حظ "العنصريين" أن دولنا ليست "متحضرة"- والأوصاف الثلاثة تقال عمن "يدافع" عن "حقوق" المثليين والترانسجندر -وبقية الشلة- عندنا وعندهم، تشبه القصة أيضا من يصف الإسلام و"الـ" مسلمين بما يستحقون لكنه لا ينطق بكلمة عن اليهودية و"الـ" يهود، وإن نطق فإنه لا يتكلم إلا عن "الصهيونية" و"الصهاينة": يعني وكحوصلة لما قرأتَ: أنا "شرير" و "متحضر/ محترم" نوعا ما... أو حاولت أن أكون، وسأحاول في المستقبل إن تابعت.)
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيلم تسجيلي بعنوان -بوابة الحضارة-
.. إبداع المخرجة نانسي كمال وتكريم من وزير الثقافة لمدرسة ويصا
.. المهندس حسام صالح : المتحدة تنقل فعاليات مهرجان الموسيقى الع
.. الفنان لطفي بوشناق :شرف لى المشاركة في مهرجان الموسيقى العر
.. خالد داغر يوجه الشكر للشركة المتحدة في حفل افتتاح مهرجان الم