الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل زور المختار السوسي تاريخ سوس..؟

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2024 / 6 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في بحثنا عن تاريخ سكتانة اعتمدنا الرواية السفهية باعتبارنا من عائلة قادة قصبة تالوين قبل دخول الكلاوي :

1 ـ روايات عائلتنا منذ أن كنا أطفالا إلى أن هرمنا.
2ـ رواية من عاصروا أجدادنا والكلاوي. ومنهم فلاحون ومتعلمون بالمدارس العتيقة.
3ـ كتابات المختار السوسي وهي كذلك اعتمدت على الروايات الشفهية ووجدنا فيها تناقضات صارخة، لكنه كما يقول يسجل حتى الخرافات بمعنى ليس مسؤولا عما يكتب، وهكذا يفتح الباب لإسقاطها وعدم الاعتماد عليها لا في التوجيه إلى التاريخ الصحيح،
4ـ التقارير الرسمية للحماية الفرنسية وهي كثيرة المصادر:
ـ الجرائد الرسمية.
ـ تقارير المخابرات الفرنسية.
ـ تقارير المستطلعون الفرنسيون.
ووجدنا بها بعض الحقائق المكتوبة والمعتمدة رسميا وينقصها بعض التدقيقات.

5 اعتمدنا التحليل العلمي المادي للتاريخ فنقد هذه المعطيات واستنتاج منها بعض الحقاق التى لا غبار عنها،
6ـ دراستنا لتاريخ ما بين 1953 و1956 أي ما يسمى المقاومة في علاقتها لبعض الأشخاص الفاعلين في تلك المرحلة وما بعدها في الستينات ونخص بالذكر: القضاة والعدول، القائد في علاقته ببعض الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم مقاومين،
7ـ بحكم أننا من عائلة لها علاقة بالمقاومين من غير من لهم علاقة بالسلطة والمال قمنا بالاتصال بهم وحصنا على وجهة نظرهم,
.
لنتصفح إذن وثيقة من المعسول الجزء الرابع الصفحتين 185 و 186 بعنوان "حالة سكتانة الآن"، ومن العنوان يبدو لنا للوهلة الأولى أن المختار السوسي قد حسم هذا الحال أو الحالة، ذلك ما لا أعتقد أن يكتبه المعلم المختار السوسي.

وفي صلب موضوع الوثيقة الأولى الصفحة 185 نستخرج ما يلي :"كانت قبيلة سكتانة مجتمعة تحت يد القائد التازولتي والعنابي الفلالي الأصل ولأهله رياسة من القرن الماضي وقد كان له ظهير القيادة وقد اجتمعت تحته فرقتا سكتانة أيت تزولت وأيت سمخ"، في هذا النص يتضح كيف اختزل السيد المختار السوسي سكتانة في موقع معين من جبال الأطلس الصغير وفي فرقتين صغيرتين، ألغى فيها كل ما قاله عن سكتانة الشاسعة التي تصدر حتى العلماء وليس فقط قادة القبائل بل وقادة الاستراتيجية الحربية منذ عصر الموحدين، وقد سبق له أن قال ذلك عن زاوية ابن ويسعن التي لها شأن كبير في حروب السعديين قبل العلويين الفلاليين، والغريب في الأمر أنه نسب التازولتيين إلى الفلاليين وليس الوعنابيين المنتسبين إلى عنابة، من هنا يمكن أن نلمس أسلوب غيب للكاتب عكس ما نملسه في كل كتاباته المتسمة بالريبة وليس بالقطع المبين.
السؤال المطروح هنا كيف توصل الكاتب إلى هذا القكع المبين واختزال كل تاريخ سكتان الذي نوه به في "رحلة جزولة الجزء الثالث" وفي بعض الأجزاء من المعسول..؟ ماذا جرى حتى يتم اختزال كل هذا التاريخ في يد مشيخة واحدة كأن تاحكات وتاكوزولت هي فقط وهم تبخر في يد قبلة أيت تازولت، لا نروت الإطناب في استخراج نصوص الكاتب حول سكتانة التاريخ العلمي والمعرفي والعسكري والقيادي الذي نوه به كثيرا، لكم أن ترجعوا إلى نصوص كثيرة من أجواء المعسول حول ملاحم السكتانيين حتى سمى فرقى أو إن شئنا حزبا باسم تاحكات السكتانية التي امتدت إلى الفيجة، ماذا وقع حتى يحث هذا التحول الغريب..؟ لا يتسع المكان للخوض في هذا التساؤل سنراه بالتفاصيل في مواضيع أخرى لها علاقة بهذا التحول ذي الصبغة السياسية وليست العلمية.

ويأتي فجأة يموت قائد من التازولتيين ويقع الشرخ والحروب القبلية بقدرة قادر في نص العلامة المختار السوسي، كأن كل ذلك التاريخ الذي نوه به عبارة عن سراب او سحابة صيف انقشعت، ما الذي جرى للسكتانيين حتى فقدوا كل هذا التاريح من الملاحم البطولية والعلمية بين ليلة وضحاها..؟ ما الذي جرى للسكتانيين..؟ لقد فقدوا قائدا عظيما جمعهم ثم فرقتهم الموت بعد حين، ما هكذا يكتب تاريخ العظام، وهل تلك القوة التي جمعاهم ربائية نزلت من السماء وانتهت الخلافات والنزاعات وانفضت الصراعات..؟ ومادا جرى لشيوخ بن تابيا وشيوخ إد بوبكر حتىعمت الفوضى في سكتانة..؟ أين هي زاوية ابن ويسعدن؟ أين هي زاوية ابن يعقوب..؟ أين هم القضاة والعلماء وقادة القبائل..؟ لقد تبخر كل شيء مع موت شيخ الوعنابيين وحتى التازولتيون ماتوا وانتهوا بين عشية وضخاها.

هذه المقدمة ستحيلنا إلى صلب الموضوع وهو كما جاء في النص :"فتدور بينهما حروب فظهر محمد ـ فتحا ـ ابن تابيا فكان من شيعة آل تازولت ومحمد ـ فتحا ـ ابن عبد الله من آل أبي بكر من أيت سمخ فكان الظهور لهذا الأخير قبل 1330 هجرية ثم لما بدت راات الاحتلال من البيضاء ... وظر الهيبة ... ومحمد بن عبدة معه ... وظهر حيدا اميس يحاربه ... واستمرت الحروب بين السكتانيين إلى 1334هجرية,"، ومن هذا السرد غير المنسجم يتبين أن هذا الأسلوب ليس للعلامة المختار السوسي وذلك لأنه أسهب في حركة الهيبة كثيرا وما قال عنها الفرنسيون يكفي أن يسكت أي أحد يريد النيل منها، المهم خلص إلى السنة التي دخل فيها الكلاوي إلى قصبة تالوين واعتقل الشهيد محند أعبد الله وشيخين آخرين من بن تابيا والتازولتيين، لكن يستطرد ليدمج زواية إد همو حول التي تقول أن الشهيد محند أعبد الله دخل إلى منزلهم وسيطرة على أراضيهم، وهنا صلب الموضوع الذي سعى إليه الكاتب فمن هو هذا الكاتب...؟؟؟ سؤال استنكاري نطرحه للتحليل كما سبق لنا أن طرحناه، هل هو المختار السوسي...؟؟ وهل المختار السوسي تراجع عن كل ما كتبه في "رجلة جزولة الجزء الثالث" عن تاريخ سكتانة.؟.؟؟ ما الدافع لدى السيد المختار السوسي للقيام بعد التراجع بل التاقض الصارخ في كتابته في نفس الموصوع...؟؟ ألم يتم تزوير هذا النص لغاية في نفس من قام بذلك وليكن حتى المختار السوسي نفسه...؟؟؟

لا يمكن أن يمر هذا الخلط من الكلام غير المنسق والحافل بالتناقضات ليس فقط في الموضوع لكن كذلك في الشكل..

نحن لا نخفي أننا لدينا علم يقين بدواع كتابة هذا النص في هذا الجزرء بالضبط من المعسول، ونعرف جيدا أنه كله يدور حول السيطرة على أراضي قصبة تالوين وليست لعائلة بعينها مهما كانت، ولكن الذي يؤلمنا هو تزوير التاريخ والإساءة للسكتانيين وخاصة الشهيد محند أعبد الله ند بوبكر أنصفته فرنسا الاستعمارية لما نشرت بالجريدة الرسمية تحت إشراف السلطان بنشر خبر اعتقاله في الوقت الذي كانت تتجاهل سكتانة عامة...


الخلاصة :

استنتجنا أن هناك تزوير لتاريخ قصبة تالوين وتم نهبها باعتبارها مركز سلطة سكتانة، كما تم احتلال أٍاضي السوق والمركز الذي باه المستعمر، وكذا أراضي الغابات من الجبال المجاورة وغيرها،

ـ قمنا شكايات وملفات حول القصبة، أراضي السوق، أراضي تجزئة تابيا، أراضي مركز الإدارة الفرنسية والمال العام بجماعة تالوين وجمعية الزعفران.

لقد حصلت لدينا قناعة على أننا في الطريق الصحيح للكشف عن تاريخ تالوين المخفي، ليس فقط في عهد الكلاوي والاستعمار إنما كذلك في ما بعد 1956 ووقفنا على العائلات التي استفادت من ريع السلطة، القضاء، البرلمان والجماعة.

من النتائج الكبرى لبحثنا الحصول على الصورة الكاملة لقصبة تالوين في 1948 وهي نفس الصورة أثناء مغادرة خليفة الكلاوي تالوين في 1956.

وقد قمنا بدراسة هذه الصورة وحصلنا على عدة معطيات توافق استنتاجاتنا الأولى عن تاريخ القصبة وجسامة ما لحقها من تدمير ونهب لم يعرف تاريخ مناطق جنوب المغرب أبدا، مما يدل على أن الهدف من ذلك هو محو كل آثار المعمار بتالوين كما هو الشأن بجميع القلاع المتناثرة في قمم جبال واحة تالوين.

وقد استفدنا من تصحيح العديد من المغالطات التي نروجها بسبب من تم ترويجه من أكاذيب حول تاريخ سكتانة المخفي,

حينما نطرح سؤال هل زور المختار السوسي تاريخ سكتانة..؟ فهذا السؤال سؤال استنكاري وليس اتهاما، وقد سبق أن قال أنه ينقل لنا حتى الخرافات فلنأخذ ما يصلح لنا مما كتب. لكن أن يكتب حقا خرافات ويصنفها البعض في خانة التاريخ فذلك كلام آخر، أما أن تكون هذه الخرافة تناقضا صريخا لما كتب في نفس الموضوع في مرجع آخر للعلامة المختار السوسي، فذلك ما يدفعنا أن تسافر بعيدا الزمان السكتاني للبحث عن الحقيقة التاريخية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | الشرطة الهولندية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين خلال ت


.. اشتباكات بين متظاهرين ورجال الشرطة بسبب فيضانات إسبانيا: مته




.. كلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في افتتاح الجامعة


.. التقرير التركيبي وخلاصات الجامعة السنوية لحزب التقدم والاشتر




.. Socialist Party is live