الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو الميزان الصحيح؟

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2024 / 6 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


هذا مقال عن تناجش وسجال دار أوله بين سياسي متأدب وأديب متسيس وأستاذ ثالث لا هو بالأديب ولا هو سياسي، كان سجالهم في موضوع الحرب السودانية وصحة أو خبث أطرافها و وضوح وسلامة أو خفاء وخبث توالي بعض المتكلمين بشأنها مع طرف فيها.


كلام الأفاضل فلان وفلان وآخرين عن حقيقة الحياد والتوالي في موقف بعض الساسة ازاء الصراع الحربي بين "الجياشة" و"الدعامة" رغم قوة عباراته وبعض السحر في بيانه إلا إنه كلام ضعيف لأنه في هذا الوطيس كلام يجمع أو يفصل حسب رغبة صاحبه بين "الأخلاق" و"السياسة" فحسب مشيئة المتكلم يجعل واحداً منهما ميزاناً للآخر! (الأخلاق والسياسة) وأحياناً يأتي هذا النوع من الحجاج بميزان آخر عسكري أو دولي أو دستوري أو تكنوقراطي أو اقتصادي يبعد به المتكلم الميزان القديم من عملية الوزن!


كثرة من المتكلمين في مثنوية "الدعامة و الجياشة" يعرض الحرب بأسلوب تشجيع "الهلال المريخ" [فريقا كرة قدم] يمارس لعبة حجاج أو سفسطة مألوف استعمالها في وسائط الإعلام/التضليل وهي لعبة جمع طرف صراع معين بالخير أو بالشر اذ بشكل انتقائي رغبوي يقوم المتكلم بجمع من يريد إدانته بالشر أو القبح ويجمع بالخير من يريد براءته ورفعة شأنه.


في السجال النخبوي فصل غلان بين الجيش والإسلاميين والدواعش وجمع بين "الدعامة" المتوسط أعمارهم بضعة وعشرين سنة وتعدادهم فوق المائة الف وقبائلهم المعروفة و"الجنجويد" الذين كانوا فئة قليلة في قلب أحداث دارفور قبل بضعة وعشرين عاماً ولا تعرف لهم قبيلة. والاخر جمع فرق الدعامة إلى فصيلة الملائكة!

بعضهم جمع أحد طرفي الحرب إلى قيمة نبيلة كـ"الوطنية" أو "الديموقراطية" أو جمعهم لتعبير مؤثر كتعبير "النصر أو الاستشهاد" وتعبير "مجزرة ضد المدنيين" أو تعبير فجائعي جغرافي مؤثر كتعبير "ما يحدث الآن في...." يذكر اسم منطقة أو إقليم أو مدينة أو حي كذا ...

- في هذا النوع الضعيف من الكلام تضليل يمارسه المتكلم لأنه ينتقي الأوضاع والأفعال والمقولات والصور الخيرة يوشجها بمن يريد رفعته وينتقي الأوضاع والمشاهد والتواريخ السلبية لمن يريد إدانته مقدماً هذا الإنتقاء إلى قارئه أو مشاهده بإعتباره رأياً يمثل "الحقيقة"!


الحقيقة إنها حقيقة ضلال وانها مسخرة: مسخرة فهذا النوع من الوزن الرغبوي يكرر مآسي التاريخ بدلاً للاتعاظ بدروسه. وهي ضلال بدأب المنحاز العارف انحيازه على ممارسة الانتقاء والتضليل حتى يخدع نفسه ويعيش كلامه وقد يكسب منه أو يتاجر به أفراد من جماعته.


لا غرابة في هذا الإنحطاط ففي كل فترة فيصيلة يتأجج فيها نزاع بين طرفين وسيل أحداثها ناراً ودماً يطفو على سيلها هذا النوع من الكلام الشعبوي أو النخبوي المصدر والهدف متخذاً شكل سجالات تهتم بتقريب طرفها في النزاع النابت من توالي صدامات المجتمع والإقتصاد تقريباً معيناً إلى الشر أو إلى الخير أو بتبعيد خصمها في النزاع عن ألخير. وعلى جانبي المسيل يصطرع مستهلكو الجدل والسجال كل منهم يأخذ منه ما يناصر به حقيقته كما حدث بين المتكلمين عن تاريخ بغداد بنظرتيهم المتباينتين إلى تصرف العلامة نصرالدين الطوسي و الأوضاع والأحداث التي سبقته في بغداد قبل حوالى ثمانمائة عام ولم تزل تؤثر عليها بفضل حماس متكلمي النخبة ونشاطهم الكثيف في وزن الأمور والأحداث بشكل ينتقي من السياسة ومن الأخلاق ما يؤكد به هدفه ويمجد به إعتقاده ويضرب به أعداءه.

إنتهى النص








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة