الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات الإصلاحيين حول حل مسئلة القوميات في ايران اقوال بلا افعال

جابر احمد

2024 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أكد المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في بيان له بشأن القوميات، والأديان والمذاهب في البلاد: جاء فيه أن "اقتراحنا وحلنا الواضح لسد العوز والحرمان التاريخي والمزمن في مناطق القوميات هو "رفع التمييز" والتركيز على البرامج والموارد في هذه المناطق وذلك من أجل تقدمها وازدهارها حيث أهملت هذه المناطق ولم يتم الاهتمام بها من قبل واضعي البرامج، مما أدى للأسف إلى حرمان مدنها وأراضيها من الخطط التنموية الهادفة. ولكن يتبين لنا زيف ادعائه لحل المسألة القومية من خلال تبنيه نفس خطاب الأصوليين ونظرتهم للمسألة القومية القائلة:

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13).

وبدلاً من الاعتراف بالشعوب ومخاطبتهم، أكد في بيانه الانتخابي قائلاً:

يا شعب إيران العزيز،
أقف أمامكم كأحد أبناء هذه الأمة العظيمة، "يقصد الأمة الفارسية" وقد وضعت نفسي أمام اختياركم لتكونوا إلى جانبي وتساعدوني في بناء إيران العظيمة. وأتعهد أمامكم أنه إذا اخترتموني رئيساً، سأكرس كل طاقتي ووقتي وحياتي من أجل بناء وتطوير وتقدم إيران العزيزة.

ثم يتبنى خطاب الدولة الأمة الذي تبناه القوميون العنصريون الفرس من أتباع الأسرة البهلوية حيث وضح في بيانه قائلاً:

"إن إيران هي نتاج تراث حضاري وثقافي وسياسي وجغرافي ثمين ورائع يمتد لآلاف السنين، ولها دور مهم في تشكيل الحضارة والثقافة الإنسانية. في كل زاوية من هذه الأرض المباركة، تجدون دلائل عديدة تؤكد على الحضارة العريقة للإيرانيين".

ثم يتحدث عن التحديات التي تواجهها إيران حيث يقول:

إن إيراننا تواجه تحديات كبيرة ومعقدة في المجالات الاقتصادية والسياسية والدولية والثقافية والاجتماعية، ولن يكون حل هذه التحديات ممكنًا إلا بتعاون ومشاركة جميع المواطنين الإيرانيين. وفي الحقيقة أن العناصر المكونة للثقافة والحضارة الإيرانية، والتي نسميها اليوم بالقوميات الإيرانية، تعاني منذ زمن طويل من أنواع مختلفة من غياب العدالة الاقتصادية والاجتماعية والإدارية. ورغم أن الثورة الإسلامية، خاصة خلال فترة الإصلاحات، اتخذت خطوات جيدة لرفع الحرمان عن هذه المناطق، إلا أن نهج السياسات الخاطئة وهيمنته قد عمقت هذه الاختلافات كثيرًا مما انعكس سلبًا على المناطق القومية في الأطراف.

وإن "اقتراحنا الواضح هو سد العوز والحرمان التاريخي المزمن الذي لحق بهذه المناطق وممارسة نهج "التمييز" وفقدان البرامج والموارد الضرورية لتطوير وازدهار تلك المناطق التي لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل واضعي البرامج والخطط، مما أدى للأسف إلى حرمان المدن والأراضي الطيبة لهذه المناطق من التنمية المتوازية والشاملة".

وإذا عممنا هذا النقص وغياب الرؤية الوطنية على المجال الثقافي والديني، سنرى أن الحساسيات والضرورات تظهر بوضوح أكبر. مما يثير في نفسي الحزن والأسف لأن توجيهات الإمام الراحل (رض) وقائد الثورة الإسلامية في "وحدة الكلمة" والسعي لتحقيق "التلاحم الوطني" وتقوية الأخوة قد تبخرت وحلت محلها النزاعات الدينية والطائفية وهي مرفوضة من قبلنا إلا أنها مرحب بها من قبل الأعداء. أشعر بالحزن عندما أرى شخصيات من الأتراك، الأكراد، البلوش، العرب والتركمان تُحرم من لعب دورها ومكانتها المناسبة كإيرانيين وذلك بسبب التميز الديني والثقافي. خاصة عندما أتذكر أن هؤلاء الناس وهم في الخط الأمامي في بناء الثقافة والحضارة الإيرانية، ولكنهم محرومون من حقوقهم الأساسية بسبب التفكير الضيق لبعض الأفراد والأنظمة الفاسدة.

أنا أعرف العديد من النخب السنية الذين، رغم كفاءتهم ومهارتهم، إلا أنهم محرومين من ممارسة دورهم في المناصب وذلك بسبب العقلية وضيق الأفق لدى بعض الأفراد والأنظمة الفاسدة. لذلك يجب أن ندرك أن إيران بدون الثقافة والهوية الكردية تفقد جزءًا أساسيًا من كيانها، وأن الآذريين الأبطال، البلوش، العرب الشجعان، المسيحيين الأرمن والأشوريين، الزرادشتيين الطيبين والكليميين وغيرهم من القوميات الإيرانية هم ممن يساهمون في الحفاظ على وحدة أراضي الوطن وسلامته.

ثم يضيف أن "الموسيقى الإيرانية هي شاهد حي على هذه الحقيقة، حيث تظهر مقامات مثل مقام (عراق العجم)، والمقامات العربية، الآذربايجانية، الشوشتري، والمقام الكردي والتركي وغيرها، مما يبرز التنوع الثقافي واللغوي والفني للشعب الإيراني. إذا لم يكن هذا التنوع موجودًا، لما كانت اللغة الفارسية بهذا الجمال والحيوية."

ثم يضيف قائلاً: "أرى بأن جميع الظروف متاحة لاستعادة مكانة القوميات الإيرانية وما نحتاجه هو الثقة، الصدق، الجدية، والحكمة، لكي يصبح حراس حدود الأطراف الإيرانية مدراء ومنفذين للسياسات الاقتصادية الصحيحة في مناطقهم."

آمل أن يحصل التعاون بين النخب والشعب في جميع أنحاء إيران، وأن نعمل سويًا من أجل تحقيق هذه الأهداف وهي كالآتي:

تبني نظرة تتيح الفرص للقوميات والمذاهب والعمل على تعزيز العدالة الاجتماعية والعمل على ارتقاء مكانتهم كمواطنين.
الاهتمام بجميع الإيرانيين بناءً على حقوق المواطنة والكفاءات المهنية وليس على أساس التنوع اللغوي والديني.
تعزيز التواصل بين الإيرانيين من مختلف القوميات والمذاهب عبر الحوارات الثقافية والفنية.
التنمية المتوازنة لجميع مناطق البلاد، والسعي لرفع الحرمان الذي لحق بالأطراف عبر تعزيز البنية التحتية والاستثمارات الحكومية وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذه المناطق لرفع مستوى الدخل والرفاهية والتنمية خلال فترة أربع سنوات.
الاهتمام وتنظيم السياسات في الأطراف عبر مشاركة السكان المحليين والنخب ورؤساء القبائل والمؤسسات.
تنظيم اقتصاد الأطراف وحل مشكلة "حاملي وناقلي البضائع من الأكراد على الأكتاف عبر الحدود" وأيضًا مهربي المشتقات النفطية من البلوش وذلك من خلال تقديم الاقتراحات وعبر مشاركة النخب المحلية مع مراعاة تقوية الاقتصاد الوطني والمحلي.
العمل على حماية التقاليد الثقافية واللغوية والدينية للقوميات وفقًا لما ينص عليه الدستور.
المضي قدماً في طريق العدالة الاجتماعية والإدارية، خاصة في موضوع إدارة النخب المؤهلة وذلك من أجل حل مشاكلهم القومية والدينية وتوظيف نخب أهل السنة في الدوائر الحكومية والمحافظات.
بناء وتعزيز البنية التحتية الاقتصادية والصناعية، خصوصاً في المناطق التي لم تحظ بالاهتمام الكافي في الماضي.
التعامل بإيجابية وبعيدًا عن التمييز لتطوير المناطق الأقل نمواً في البلاد.
العمل على وضع السياسات والبرامج الفعالة والمناسبة في مجال القوميات والمذاهب والاهتمام الخاص بالاقتصاد والثقافة وتطوير المناطق الأقل نمواً، وتعزيز النظرة التنموية بدلاً من النظرة الأمنية في مجال القوميات والمذاهب.
وفي الختام نود القول إن الإصلاحات مرحلة قد انتهت وأن التجارب قد أثبتت أن الإصلاحيين حتى في أوج عظمتهم كان خطابهم لحل المسألة القومية مجرد أقوال دون أفعال وأن ما يقوم به بزشكيان هو من أجل كسب صوت الناخب المغلوب على أمره. لذلك نحذر أبناء شعبنا عدم الانخداع لأطروحات بزشكيان وغيره وأن يقاطعوا هذه الانتخابات لأن النضال اليوم هو من أجل إسقاط النظام وإقامة نظام ديمقراطي بديل الذي بات هدف جميع الشعوب في إيران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة