الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة اللاجئون في مخيمات تندوف

كوسلا ابشن

2024 / 6 / 23
حقوق الانسان


قبل ثلاثة أيام إحتفلت الأمم المتحدة بيوم اللاجئين, لتسلط الضوء على مأساة و معانات هؤلاء اللاجئين في بعض دول المضيف لهم. كما أن مسألة اللجوء و النشاط اللاقانوني لبعض اللاجئين, أصبح معضلة و هوس في بعض الدول الأوروبية, إستغلته التيارات اليمينية المتطرفة لإذكاء روح الكراهية و العداوة للأجانب عامة و لللاجئين خاصة. و قد أصبحت مسألة اللجوء, هو موضوع الساعة في أروقة الإتحاد الأوروبي لإيجاد حل مشترك لمسألة اللجوء و الحد من تدفق الهجرة اللاقانونية.
مأساة و معانات الصحراويون في مخيمات اللاجئين بتندوف منذ 49 سنة قد تختلف الى حد ما عن باقي اللاجئين في العالم. المخيمات التي إتخذت من أسماء المدن الصحراء, أسماءا لها, مثل لعيون و الداخلة و غيرهما تعبيرا عن ذاتيتها, بأرادة السلطة السياسية العسكرية في دولة المضيفة دزاير في التخلي عن مهامها في إدارة هذه المخيمات لصالح العصابة البوليساريو, التي حولتها الى معسكرات التعذيب اليومي, في الظروف المعيشية القاسية التي تعتمد على المساعدات الإنسانية و إستبداد العصابة. على خلاف المخيمات اللاجئين التي تديرها الدول المضيفة, فإن معسكرات تندوف تسيرها و تحكمها و تدير شؤونها مليشيات مسلحة لعصابة البوليساريو التابعة للجنرالات الحاكمة في دولة دزاير. الإرتزاق المالي و العيني, جعل قادة العصابة من أغنياء الصحراويين, مما جعل مصالحها الفردية في تناقض مع سياسة الحل السريع و العادل لمسألة الصحراء, فكل ما طال أمد الصراع, تراكم الرأسمال المالي لقادة العصابة و إشتدت الفوارق الإجتماعية بين الفئات الصحراوية, مما أجج الصراع بين أطياف العصابة حول السلطة في المخيمات, أو بين العصابة و فقراء المخيمات, هذا الصراع الذي تمخض عنه من جهة ولادة " خط الشهيد" كطرف ينازع القيادة التقليدية على تمثيلية الصحراويين و تدبير شؤون المخيمات. و من جهة آخرى بروز أطراف مدنية تطالب برفع المعانات عن اللاجئين في المخيمات, الذين تذوقون العذاب اليومي جراء الفقر المدقع الى حد المجاعة و تعرض القادرون عن العمل للبطالة و اللامساواة و القمع و السجون. الأوضاع المزرية التي يعيشوها اللاجئون و إطالة أمد اللجوء و المأساة, فجر إحتجاجات و مظاهرات عديدة في المخيمات قوبلت بالقمع الوحشي و الإعتقالات في صفوف المتظاهرين, كما ولدت السياسة المنتهجة في المخيمات الى عدم الثقة بالعصابة الإرتزاقية المقيمة في أفخم الفنادق بدزاير العاصمة, كمل ولدت سياسة التفقير و الإستبداد تحت لافتة "تمثيل الصحراوين", الكراهية لمليشياتها القمعية الدموية داخل المخيمات. هذه الأوضاع اللاإنسانية المتناقضة مع المواثيق القانونية الدولية أفرزت حركة مدنية حقوقية تطالب بتحسين أوضاع اللاجئين في المخيمات و تطالب بالكف عن الإسترزاق بإسم الصحراويين و الكف من مصادرة المساعدات الإنسانية الموجهة الى مخيمات تندوف, و التي تحولها عصابة البوليساريو الى الأسواق الدزايرية و أسواق موريتانيا و أسواق مالي, لتستفيد قادة العصابة بعائداتها المالية.
في السنوات الأخيرة أصبحت المخيمات ساحة للجريمة المنظمة بإسم التمثيلية و سياسة التجويع و القمع المليشياتي و تكميم الأفواه و الإختفاء القسري و الإعتقالات الممنهجة. واقع مظلم لا يطاق, رغم تنديد المنظمات الحقوقية الدولية بالأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية المزرية داخل المخيمات, و إنضمام الأمم المتحدة لهذا التنديد بالجريمة اللاإنسانية التي ترتكبها عصابة البوليساريو, فلم تجد آذان صاغية لدى جنرالات قصر المرادية, فالسلطة العسكرية بالدزاير ما زالت متشبثة بأطروحة الإنفصال و ليس لها إرادة في تحمل مسؤوليتها القانونية و الإنسانية إزاء مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف داخل الدولة الدزايرية و ليس في منطقة عازلة.
السلطة العسكرية بدولة دزاير, عن قصد تدفع الى تعميق سياسة تجويع الصحراويين داخل المخيمات لإبتزاز العالم و الترويج لأطروحة الإنفصال العرقي. الجنرالات الطغاة جعلوا من مسألة اللجوء الصحراوي حصان طروادة في صراعهم ضد سلطة آل علوي في مورك و ضد إرادة الشعب الموركي إستكمال وحدة أراضيه.
الإنتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها اللاجئون الصحراويون, هي إنتهاك للقانون الدولي الضامن لحقوق اللآجئين في العالم. لقد آن الآوان لمفوضية اللاجئين و هي الطرف الدولي, لتحميل العسكر مسؤولية إنتهاك حقوق اللاجئين بإعتبار الجنرالات هم السلطة المضيفة, كما على المفوضية فتح أبواب مخيمات تندوف للسماع للإنهاكات الحقوقية التي يتعرض لها الصحرويون الأصليون و تفريقهم عن الدخلاء الأجانب عملاء العصابة, و نقل معانات الصحراويون الى المجتمع الدولي للعمل على إنصافهم.
كما يقول الكرة في ملعب الأمم المتحدة, فمسألة اللاجئين مهمة إنسانية و قانونية من إختصاص المفوضية الأممية لللاجئين التابعة للأمم المتحدة, و على الأمم المتحدة التدخل العاجل و بكل ثقلها القانونية و السياسية لوقف سياسة التجويع و الإستبداد الممارسين من طرف البوليساريو و بحماية النظام العسكري بالدزاير المضيفة لللاجئين الصحراويين.
على الأمم المتحدة بناءا عن معلومات المفوضية حول الأواضاع اللاإنسانية في مخيمات العار, و بناءا كذلك على مستندات و معلومات المنظمات الحقوقية الصحراوية و المنظمات الدولية ذات المصداقية, أن تتحرك للضغط على العصابتين في قصر المرادية و في فنادق خمسة نجوم بالعاصمة و داخل المخيمات, لفرض الإحترام و العمل بالقانون الدولي الضامن لحقوق اللاجئين في الوقت الحاضر, و العمل الكثيف مع كل أطراف الصراع ( منها النظام العسكري, المعرقل الأول لحل المسألة الصحراوية) في المستقبل القريب الى التوصل الى حل نهائي و عادل, يحرر الصحراويون من سياسة الإنتهاكات الحقوقية الجسيمة و الرجوع الى بلدهم المورك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة في غزة


.. تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجز




.. الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة حرموا من التعليم بسبب ا


.. حملة اعتقالات إسرائيلية خلال اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابل




.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين