الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغير المعادلات

حاتم استانبولي

2024 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تغير في المعادلات يفرضه وحدة المقاومة وحواضنها
منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ هرول وزير الخارجية بلينكن ثمانية مرات في ثمانية أشهر في رحلات مكوكية بين تل أبيب والقاهرة وعمان والرياض والدوحة تخللها زيارة الى رام الله وبيروت.
الجولات الثلاثة الأولى كانت تحمل عنوان الدعم الكامل اللامحدود لحكومة نتنياهو والضغط على العواصم العربية لكي تعمل ما بوسعها لكي لا يتوسع الصراع مؤكدا في جولاته الاولى على حق اسرائيل في الدفاع عن ذاتها وعمل على حشد الدعم الأوروبي لتبرير العدوان الهمجي الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة.
خلال هذه الزيارات لم يسمح الوزير بأن يدرج على جدول أعماله اية مطالب تتعلق بوقف العدوان على غزة بل كان يبرر العدوان الهمجي الاسرائيلي الذي خرج عن حدود قوانين الحرب وأخلاقياتها.
بل كان يطالب حكومات المنطقة لادانة المقاومة وعملياتها في السابع من أكتوبر واستجابت بعض الحكومات خانعة له.
المقاومة حددت أهدافها المعلنة اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني ومقدساته الاسلامية والمسيحية ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.
أما الهدف الغير معلن فكان إيقاف الهرولة الرسمية العربية للتطبيع مع إسرائيل التي كانت تدعي أن التطبيع معها هو يشكل مظلة حماية وأمان للنظم الرسمية العربية اذا ما ارادت استمرارها في الحكم وإلا فإن مصيرها سيكون الزوال او الحصار والعزل بطرق مباشرة أو غير مباشرة تحت ذرائع ومبررات حاضرة مسبباتها في أدراج الخارجية الأمريكية وحلفائها.
السابع من أكتوبر أسقط هذا الوهم الذي هيمن في عقول بعض الحكام العرب التي كانت وسائلها الإعلامية ترويج له واكد ان أسطورة التفوق الأمني الإسرائيلي سقطت خلال اربعة ساعات هزت أسس كيانه وطرحت سؤالا جوهريا عن امكانية استمرار وجوده وجعلت الإدارة الامريكية بكل هيئاتها تسارع الى ضخ الدعم السياسي والعسكري والإعلامي والمعنوي وأوضحت أن إسرائيل هي جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن الأمريكية الغربية.
وطرحت معادلتها المعلنة أن الحرب على حماس والمقاومة لن تتوقف الا بانهائها وتدميرها وعلى الجميع أن يعمل لتحقيق ذلك. الرد المقاوم الفلسطيني الذي واجه وصمد والرفض الكامل للغزيين للتهجير القسري ودعمه للمقاومة والتحرك الشعبي المقاوم في الضفة ومدن العالم الرافض للعدوان والمجازر الصهيونية وتصاعد دعم جبهات المساندة اللبنانية والعراقية واليمنية كل أدى الى تغير في السلوك السياسي للوزير بلينكن في
الجولات الرابعة والخامسة والسادسة التي تغيرت فيها شروط الوزير بلينكن ليتراجع عن الإنهاء التام لحماس بل الحديث عن تقديم اغراءات للحكومة الإسرائيلية من أجل إيقاف الحرب مقابل التطبيع مع السعودية واندماج اسرائيل في المنطقة التي سارعت السعودية الى وضع شرط فتح طريق موثوق يقود إلى دولة فلسطينية الذي ادى الى ان تقوم الادارة الامريكية بأن توضح اسرائيل خطواتها لليوم التالي للحرب ومن سيحكم غزة والتسوية الشاملة.
في الجولة السابعة كان يضغط على عواصم حلفاءه من أجل الضغط على حماس من أجل التوصل لاتفاق بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دون ربطها بانهاء الحرب واعاد تكرار اقتراحه للحكومة الاسرائيلية التطبيع مقابل انهاء الحرب.
الجولة الثامنة تغيرت المعادلة إلى ضرورة الموافقة على مبادرة الرئيس بايدن التي تحمل وقفا لإطلاق النار متدرج المراحل يفضي إلى إنهاء العدوان ووقف هجمات المقاومة اللبنانية والعراقية واليمنية ولم يعد يطرح الشرط المعلن تدمير حماس والمقاومة بل فتح الباب للتسوية الشاملة.
الجولة الثامنة ترافقت مع الجولة الثانية لمبعوث بايدن هوسكين إلى لبنان الذي عرف على أنه مبعوث لتسوية للحدود البحرية والبرية من أجل حل النزاع على حقول الغاز في البحر الأبيض ولكن زيارته الأخيرة كانت تحمل عنوانا ضاغطا سياسيا بضرورة وقف هجمات حزب الله المساندة للمقاومة على الشمال فكان رد حزب الله أمنيا بنشر رسالة ما يحمله الهدهد وعسكريا بقصف مستعمرات الشمال والمواقع العسكرية الأمنية على الشريط الحدودي هذه الرسالة التي حملها هوسكين الى تل ابيب.
زيارة هوكسين السياسية التي من المفترض أن تكون من مهمات وزير الخارجية بلينكن تعطي اشارة ان الوزير بلينكن غير مرحب به في لبنان منذ أن أعلن في زيارته الاولى لاسرائيل انه يزورها ليس كوزير خارجية بل كيهودي صهيوني.
من الواضح أن زيارة كل من بلينكن و هوكسين للمنطقة وتصريحاتهم بربط وقف حرب الاستنزاف في الشمال وعدم توسعها بضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة يوضح ان المعادلة تغيرت من التطبيع مع السعودية مقابل وقف إطلاق النار الى وقف حرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة اللبنانية والعراقية واليمنية مقابل وقف إطلاق النار في غزة.
هذا يعني ان المقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية والفلسطينية فرضت إيقاعها وغيرت المعادلة الامريكية وشروطها وتوضح أن جبهات الإسناد فرضت إيقاعها وأدركت الادارة الامريكية ان استمرار الحرب على غزة سيؤدي إلى توسعها ويفرض مشاركتها لحماية اسرائيل في توقيت لا يناسبها لاتخاذ قرارات في فتح جبهة واسعة متعددة الأماكن وعلى مساحة الشرق الأوسط في الوقت الذي تخسر معركتها في أوكرانيا إضافة الى إعلان بوتين عن اطلاقة ضوء اخضر لتزويد اعداء امريكا والغرب باسلحة مدمرة دقيقة من الممكن ان تصل الى اليمن وحزب الله عن طريق أطراف وسيطة كما وصل الكورنيت في حرب ٢٠٠٦.
تصريح الوزير بلينكن عن أن واشنطن لن تسمح لحماس بتغيير وجه المنطقة هذا تصريح يجب التوقف عنده والذي يوضح فيه أن شروط حماس أو تعديلاتها على مبادرة بايدن التي تصر واشنطن على أنها مبادرة اسرائيلية بالرغم من ان الحكومة الاسرائيلية لم تعلن ذلك بل ذهب وزراء فاعلين فيها الى رفضها.
هذا التصريح يوضح ان صمود المقاومة وشعبها الأسطوري في غزة والدعم اللامحدود من المقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية قد اعطى مؤشرات قوية لدى الادارة الامريكية ان المواجهة بين المقاومات وإسرائيل كشفت عن ازمة بنيوية متعددة الاتجاهات تطال الجيش والدولة والمجتمع الذي عاد الى أسسه القائمة على تعدد القبائل اليهودية و منابعها الفكرية الدينية وتعارضها مع الجوهر الفكري للصهيونية الذي قدم على انه مظهر يعكس الحضارة الأوروبية التعارض توضح خاصة في موضوع حساس تجنيد المتدينين الحريديم.
من الواضح ان الادارة الامريكية غيرت من سلوكها بعد أن توضح فشل الوزير بلينكن وادخلت الى جانبه سوليفان وهو كسين كعامل ضغط على الحكومة الاسرائيلية من اجل القبول باتفاق وقف إطلاق النار بعد ان اعلنت المقاومة الفلسطينية ترحيبها بمبادرة بايدن وقبولها قرار مجلس الأمن الذي هاجمته إسرائيل وهاجمت الامين العام للامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية وهددت مدعيها العام في موقف متغطرس لا يبالي بالقانون الدولي ومؤسساته القضائية.
المظهر المعلن هو الحديث عن حماس على أنها تعطل الاتفاق ولكن الممارسة تظهر أن الضغط الأكبر يجري على إسرائيل من خلال المنظومة القانونية الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن وضغط جبهات المقاومة وخاصة اللبنانية التي قدمت مئات الشهداء في الدفاع عن غزة والقضية الفلسطينية.
بالنتيجة الإدارة الأمريكية أمام مفترق طرق إما أن تضغط من أجل وقف العدوان والتوصل الى اتفاق يفتح الطريق لتسوية شاملة تفضي إلى دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران ووصول الوزير سليمان فرنجية الى الرئاسة او الى مواجهة مفتوحة في المنطقة تفضي الى خسارة دور أمريكا في حده الادنى او خسارة دورها واتباعها ويفضي الى قناعة ايرانية بتغيير عقيدتها النووية وتسرع في الحصول على القدرات النووية كضامن لأمنها وأمن حلفائها بعد ان اعلن نواب أمريكيين ووزراء إسرائيليين بامكانية استخدام السلاح النووي في غزة وضد ايران.
من الواضح أن المعادلات تغيرت وأصبحت المقاومات تفرض إيقاعها والطريق إلى تسوية بشروط متوازنة هي الحل الانجح للادارة الامريكية للتفرغ من أجل مواجهة التمدد الروسي الصيني المسرع ببط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلاصة زيارة وزير الخارجية المغربي لبرلين | الأخبار


.. الإيرانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيسهم الجديد •




.. روبوت ينتحر.. والسبب غريب! | #الصباح_مع_مها


.. -معركة الشيخوخة- في المناظرة الرئاسية.. ماذا قال بايدن وترام




.. وسط إقبال محدود ودعوات من خامنئي لمشاركة أوسع.. الإيرانيون ي