الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا ادري اضحك ام ابكي ؟

صفاء علي حميد

2024 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


قرأتُ مقالاً للكاتب إبراهيم الجندي عنوانه (المضحكات المبكيات) على موقع الحوار المتمدن .
وقد أعجبني أسلوب الكاتب في رصد الحوادث والوقائع التي يعاني منها الإنسان العربي .

أنني هنا سوف اسلك مسلك الأستاذ إبراهيم الجندي لكنني لا أضحك أو أبكي على القضايا الاجتماعية بل أنني أتألم على الأفكار الدينية التي باتت حقاً مضحكة في آن ومبكية في آن أخر .

فليس لي أن أضحك على قضايا متراكمة قد أفرزتها السنوات المنصرمة حتى أصبحت حضارية يفتخر بها المسلمين في وقتنا الحاضر .

لا يمكنني أن أضحك على العقول التي آمنت بالماضي بكل ما يحمل من شطحات غير إنسانية تساعد على الحقد والبغضاء بين أبناء الكوكب الواحد الذي تجمعهم بما فيهم عربيهم وأعجميهم وأبيضهم وأسودهم ومؤمنهم وملحدهم تجمعهم إنسانيتهم التي أودعها الله تبارك وتعالى في فطرتهم .

لا يسعني إلا البكاء على حال الذين يعتقدون أن الأديان السماوية جاءت ليتفاخر معتنقيها على الآخرين .

أن حال هؤلاء كحال العالم الاقتصادي الذي يحمل مجموعة من المشاريع التي تخدم المجتمع الذي يعيش فيه ، إلا أن القدر قد وضعه بين أناس لا يفقهون ما يقول فتراهم يقلدون على كل كلمة يتفوه بها ، ويعيبون على كل مشروع يأتي به .

على أي حال نرجع إلى المبكيات التي نريد أن نبكي عليها ...

* يبكيني ذلك المسلم الذي يعتقد أن قيادته ( سواء كانت حزباً سياسياً أو فقيها دينياً ) هي ظل الله تبارك وتعالى في الأرض ...

* ويبكيني ذلك المسلم الذي يحمل الدين الإسلامي ما لا يحتمل كأن يقول أن الإسلام فيه كل علوم الحياة من اقتصاد وسياسة واجتماع ونفس وإدارة وأحياء وفيزياء وكيمياء ورياضيات وغير ذلك من العلوم .

وأن سألته على المصدر الذي وردت فيه هذهِ العلوم في الشريعة كما يدعي يقول ألم تقرأ كتاب العالم الفلاني في علم الاقتصاد الإسلامي ؟

ألم تقرأ كتاب العالم الفلاني في السياسة الإسلامية ؟ وهكذا يسرد لك مجموعة من أسماء الأعلام العرب الذين كتبوا كتب في كافة العلوم كجلال الدين السيوطي الذي يقول صنفت في كل العلوم إلا الرياضيات فأني ليس من المختصين بهذا العلم إلا أنني ألفت خمسة كتب .

نحنُ عندما نقول هذا الكلام هذا لا يعني أن كل ما كتب العلماء الأعلام في هذهِ العلوم هو ليس صحيح ولا فائدة فيهِ .

فمن ينكر الفوائد التي قدمها الشيخ الرئيس أبن سينا رحمة الله عندما كتب في علم الطب .
ومن ينكر الفوائد التي قدمها محمد باقر الصدر عندما كتب في علم الاقتصاد .
ومن ينكر الفوائد التي قدمها الشهيد الثائر السيد محمد صادق الصدر عندما كتب في علم القانون .
ومن ينكر الفوائد التي قدمها علمائنا المتقدمين والمتأخرين هؤلاء قدموا للإنسانية سفراً خالداً لا يمكن الاستغناء عنه ، أو تجاهله ، أو نكران جميلة .

إلا أن الذي يحز في النفس أن ما كتب من قبل العلماء يعتبر عند البعض هو الإسلام بعينه .
فأصحاب هذهِ النظرة هم الذين يجعلوننا نبكي على من يعتقد أن الإسلام العلمي يمثله هؤلاء الأعلام .

ليس من الصحيح ، بل من أقبح القبائح ، أن يعتقد أي مسلم أن ما أنتجه العلماء هو الرأي الإسلامي المسدد الذي لا يأتي إليه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

هذا لا يمكن أن يكون لأن كل مبتدأ يهتم بالعلوم يعلم أن كل ما جاء به العلم لا يكون ثابتاً .... بل العلم يعتمد بالدرجة الأولى على النظريات والأطروحات التي تتغير بحسب الزمان والمكان .

فلم يدعي أحد العلماء الإسلاميين المهتمين بالعلوم أن ما جاشت به قرائحهم هو الإسلام بعينه .
أن هذا مدعى أتباع العلماء المتزمتين الذين لا يعلمون كم يضر قولهم هذا بالإسلام .

فما رأي هؤلاء لو جاء أحد وفند كل ما قاله عالمهم المبجل ، أليس ذلك يعني أن الإسلام فيه نقص وباطل ؟ ولو بقينا على هذا الاعتقاد لكان كذلك والله العالم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة