الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل خانوا الشيوعيون وطنهم

شيركو عبد الله

2006 / 12 / 15
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



منذ فترة وأنا أ ُتابع ما يجود به قلم الكاتب والفنان سفيان الخزرجي ، وبالذات ما يخص نقده لليسار والحركه الشيوعية في العراق , فقد قرأت له منذ الثاني من تشرين الاول هذا العام الى الان مقالات ثلاث ، طرح فيها أسئلة تشكك في سياسية الحزب الشيوعي العراقي ونهج قيادة هذا الحزب ، وتبدو الاسئلة للوهلة الاولى أسئلة مغرضة ، الهدفُ منها شتم قيادة الحزب الشيوعي العراقي ، اي حالها حال ( جنابر الاحزاب التي تدعي الشيوعييه الحقه والبديله التي تُصنع كل يوم ) ولكنّ التمعن في أسئلة الخزرجي تجعل القارئ يتوصل الى حقيقة حرصه على هذا الحزب والذي لا ينأى بنفسه عنه تاريخا وتضحية .
ويبدو أن الامر لا يعدو اكثر من تصويب الى النهج الخاطئ ( حسب تصور الخزرجي ) لقيادة الحزب الشيوعي العراقي ، ولكن للاسف الشديد في مقاله اليوم والمنشور في الحوار المتمدن اي في الرابع عشر من كانون الاول ، تجاوز الخزرجي مرحلة الاتهام الى مرحلة الأدانه اذ انه يكتب (لست هنا بصدد اصدار حكم قانوني على هذه الجهة أو تلك رغم ما يحمله مقالي من إدانة ) وأنا لا أعتقد أن السيد الخزرجي قاصرٌ في فهم أن من يدان يستحق حكما أن كان هذا الحكم قانونيا او اجتماعيا او سياسيا ، ولكنّ الذي يثير هواجس القارئ البسيط من أمثالي . أنه جعل
من أدانته مجرد رأي قابل للنقاش. ورغم عدم قناعتي بهذا الرأي ، لانني أعتقد إن على المثقف دور أكبر من دور السياسي في توعية أبناء الشعب ، إلا إنني سأناقش الموضوع الذي طرحه السيد الخزرجي وفق ما هو يريد .
بدءا ً أقول أنا شيوعي ، أرتبطت تنظيميا بالحزب منذ بداية السبعينات ، التحقت بالانصار وعدت الى بغداد بمهمة ، ولم أ ُوفق ، أقول هذا كي يتعرف القارئ الى إنني لست بطلا أولا ً ولا اسمح لنفسي بالعودة الى التنظيم ثانيا ً ، ويبدولي ليس هناك من فرق بيني وبين الاستاذ الخزرجي سوى إنني أعيش في بغداد ، بغداد الظلام ، بغداد القتل اليومي ، بغداد الازمات ، بغداد المحتل ، وهو يعيش في السويد ( مثلما تشير بياناته في الحوار المتمدن ) لهذا ومن منطلق اللافرق بيني وبين الخزرجي اناقش ماجادت به قريحته .
وفق مسلمة التخوين التي يطرحها الاستاذ الخزرجي لا أرى مندوحة من إننا جميعا الذين صوتنا الى قائمة إتحاد الشعب والذين تجاوز عددنا 68000 الف عراقي، قد إحتوتنا هذه المسلمة وبالتالي إننا نشترك مع قيادة الحزب الشيوعي العراقي في الخيانة العظمى إي خيانة الوطن ( طبعا انا لا أتناول ال 12 مليون الذين صوتوا للاحزاب المشتركه في مجلس النواب الان ، لانني لا اريد أن أحمل الخزرجي خطيئة تصويتهم الى هذه الاحزاب المتهمه بالخيانه العظمى ) هذا أولا ً، أما ما يليه هو حسب معرفتي بأن قيادة الحزب الشيوعي لا تجرأ على أتخاذ أي قرار دون الرجوع الى قاعدتها الحزبيه وأستفتائهم بدءا ً من ألانضمام الى مجلس الحكم وإنتهاءا ً بالانضمام الى القائمة الوطنية العراقية ، وهذا يعني أن الخيانة العظمى تشمل جميع الشيوعيين في الداخل وفي الخارج ,
لا أختلف مع الاستاذ الخزرجي في قضية خروج المحتل ومقاومته ، والشيوعيون هم ألأولى بهذه المقاومة ، وأقول صادقا عندما أرى دبابة أمريكية تسير في شوارع بغداد أحس بها تسيرُ على أضلاعي ، ولكنّ السؤال الان مع من تصطف انت في المقاومه ، هل تصطف مع جيش المهدي الذي يشكل الحرس الجمهوري أكثر من 90 % منه ام مع التكفيرين من القاعدة الذين يعتبربون قتل العراقي أيا ً كان ثوابا ً ، أم تصطف مع البعثين ، هل هؤلاء جميعا معيار للوطنية ومقاومة للاحتلال ؟؟ هل جرب الاستاذ الخزرجي أن يعيش ثلاثة أشهر في العراق؟ وبعد ذلك له الحق في أن يتهم الجميع بالخيانه العظمى .
بقيت مسألة مهمة أود أن لا يتجاوز بها الاستاذ الخزرجي على الحقيقة ، إلا وهي أن الحزب الشيوعي لم ينشر مصطلح التحرير ، فقد كان لهذا الحزب موقفه الواضح قبل الاحتلال وبعده ، وكل اجتماعات لجنته المركزية تدعو الى جدولة خروج المحتل ، فلماذا ياترى يلصقها الاستاذ بالحزب الشيوعي ، استميح العذر من السيد الخزرجي وأنا أتذكر حكاية للراحل شمران الياسري ( أبو كَاطع) وهو يقول على لسان خلف الدواح :
( ذيج السنه جان مطشرال حمود جايب أبنه أمحيسن وياه للديوان ، وكل ساعة إيكول هذا إبني امحيسن فلتة زمانه ، مامش واحد يفتهم بالسلف مثله ، هذا إبني طركَاعه سوده ، بلوه ، يلكَفهه وهيه طايره ، الشيخ طكَت روحه ، كَاله عمي إمحيسن منين ايطلعون الدبس ، إمحيسن جاوبه بسرعه ، كَاله أمحفوظ من مزالج البصل ، أبوه أمطشر وكف عله حيله وكَال : خطوه خطوتين للعباس ابو فاضل لا معلمه ولا سامعهه من أحد ، هذا إلهام رباني )
مع تحياتي الحارة للاستاذ الخزرجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني