الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لقصيدة حريق الوجع للشاعر الطاهر كردلاس بقلم مسعود العربي

الطاهر كردلاس

2024 / 6 / 24
الادب والفن


قراءة و تحليل لقصيدة "حريق الوجع "
للشاعر "الطاهر كردلاس "

لا شك أن كل كتابة إلا و تحمل معها تعبيرا وافيا لما يشغل الذات الكاتبة من هموم و مشاغل ذاتية و موضوعية مرتبطة بالواقع المعيش . فهي بذلك ( أي الكتابة ) تحاول الوصول إلى الذات القارئة في محاولة تعبيرية و نقدية لما هو موجود و مفكر فيه و به.. و لما يشغل الذات الكاتبة من هموم و انشغالات و تفكير عميق يكون فيه التعبير مؤلما و موجعا ، حينما يرتبط بالهزيمة و بانكسارات لا انتصارات لأمة كانت بالأمس البعيد / القريب أمة تصنع لذاتها و لتاريخها أمجادا ، يصعب على المرء نسيانها . خصوصا بالنسبة لذات قارئة و كاتبة و متتبعة للواقع العربي - الإسلامي بكل محدداته.
هذه الكتابة الشعرية التي تحمل هما قوميا ستبقى دائما و أبدا كتابة تعبيرية مشاكسة لواقع مرير مرفوض و مكشوف من أول كلمة في النص المكتوب.
فانطلاقا من النص موضوع الدراسة يكشف عنوان القصيدة" الوجع" و المأساة و ما يحترق في الذات الشاعرة من آلام على واقع الأمة العربية الإسلامية.. التي تقف متفرجة على ما يقع من جرانم ضد الإنسانية في حق الفلسطينيين ، و هي الأمة التي كانت بالأمس وفي فترة تاريخية ما، ترسم لنفسها القوة و الوحدة و الانتصار بسيوف و خيول و رماح باتت لا تصيب بقدر ما هي عاجزة عجز الأمة عن الكلام و عن الدفاع عن الشرف و الكرامة و الحرية المفقودة منذ قرون.
يقول الشاعر:
على صهوة خيول عربية حدباء ...
مسربلة شعورها و الذوائبا
تحبو عرجاء ..
لا اقتحام لها ..لا أصداء
و لا تكتفي ذات الشاعر برسم صورة سوداوية مظلمة على حاضر أمة تراجعت إلى الوراء ، تاركة شعبا يقاوم الحرب الضروس.. بل تحاول الذات إلى أن تكشف عن ما يعانيه الشعب المقاوم من مأساة إنسانية مؤلمة للضمير الإنساني.. ببعده الكوني . مأساة حولت قطاع غزة بكامله إلى خراب و موت و آهات لأطفال و نساء تم ذبحهم من الوريد إلى الوريد .. أجسام بشرية تحولت إلى شظايا طمرت في عمق التراب.. دون تحديد لهوية و لا جنس و لا دين .. ضحايا تم استهدافهم بشكل وحشي يعبر عن سياسة همجية عسكرية امبريالية.. لا تبقي ولا تذر.. قضت على الأخضر واليابس..منذ غزوه للبلاد العربية كشكل من العقاب و الإبادة و التجويع المميت البطيء.
غزوهم في عقر ديارهم
جحافلا و كتائبا...
انات و آهات لأطفال خدج
جوعوهم و اسكنوهم زرائبا...
تطاير لحمهم شظايا على الحيطان ...
منصهرا ذائبا..

هذه الصور السوريالية،
و العبث بالذوات الإنسانية بمختلف أشكال التعذيب و القتل خارج القانون. و ما يقابل ذلك من صمت عربي مميت وقاتل ، جعل من ذات الشاعر تتحسر على الواقع العربي المستكين القانع بالهزيمة ، لا تحرك شعوبه ساكنا أمام ما يقع من مجازر و جرائم جسيمة تقشعر لها الأبدان.لينما تتحرك الشعوب الغربية في كل ماكن..
هذه الجرائم جعلت من هذه الأمة و شعوبها في خبر كان.. تتجرع الهزيمة بينما تتطلع فقط إلى ابتغاء الترف و التخمة ، المعبر عنها في القصيد :
سلخت منهم الامجاد
و النخوات ..
مترفون متخمون ...

ان هذه القصيدة هي تعبير عن الهزيمة و عن الانحطاط.. و أزمة الضمير العربي و وقوف الشعوب العربية الإسلامية متفرجة على واقع دولي مخيف بمؤامرات غربية تستهدف القضاء على شعب صغير آمن البعض من أفراده بالمقوامة كسبيل للتحرر و الانعتاق من براثن الاحتلال و الاستعمار.
بقلم العربي مسعود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح