الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أعترف بذنبه ؟

ادهيم جسام

2024 / 6 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا احد ... لا احد في العراق اعترف بانه مذنب بحق العراق و العراقيين . ليس لأنهم ابرياء بل لأنهم مذنبون .. لا احد اعترف بذنبه ؟ هذا ليس عبارة تستكمل كما عرفناها (من اعترف بذنبه لا ذنب عليه) . وانما هو سؤال الى كل العراقيين .. من اهل العمائم و رجال الدين الفقهاء و المشايخ الى السياسيين الى العسكريين الى اهل العقائد الى الموظفين المكلفين بواجب الحكومة لخدمة الوطن والشعب ... الى كل هؤلاء وصولا الى ابسط مواطن في اي محافظة من محافظات العراق . (هل هناك من اعترف بالذنب) الجواب واضح ... لا احد اعترف بذنبه ...
قد يتساءل القاريء .. لماذا هذا السؤال ؟ هل هناك ذنب يجب ان يتحمله احد والجواب واضح .. نعم هناك ذنب و ذنوب والذنوب كبيرة لا تغتفر قادت الوطن الى الانهيار و الدمار و الفوضى و التخلف .. وقد يكابر البعض ويقول ان هناك من يعظم المشاكل ويصنع منها ذب او ذنوب .. ونقول له انت مخطيء وتحاول ان تغض النظر عن حال الوطن و الشعب . الوطن الذي يراه كل العالم في نشرات الاخبار العالمية حين يتناقلون اخبار الانهيار و التدني و التراجع الذي اصاب الوطن و الشعب . بدءأً بالسياسة و العلاقات الخارجية الى الانهيار الأمني و الاقتصادي و سوء مستوى المعيشة الى انهيار او حتى انعدام الخدمات من الطرق و المياه و الكهرباء و الصحة وغيرها الكثير . ناهيك عن انتشار الفساد والرشوة ونهب المال العام والفضائح التي رافقت هذه السرقات وغض النظر الذي تمارسه الحكومة و اجهزتها الرقابية والقضائية المشلولة لأنها متواطئة ومشاركة احيانا او مشتراة من قبل المافيات . كل ما مر ذكره من ذنوب لم يقود الى ان يصحى ضمير احد المذنبين ليقف ويعترف علنا ويقول لقد اذنبت بحق الوطن و الشعب وانا مستعد لتحمل العواقب .. بل على العكس كل من ينجح في ارتكاب ذنب ما يتفاخر و يتشجع ليقوم بفعل ذنب اكبر حتى باتت جرائم العراقيين يشهد لها اعتى مجرمو العالم في انها من الدواهي التي لم تخطر على بال اعظم النصابين و المحتالين في العالم على مر التاريخ . والادهى من ذلك ان الشعب عارف بكل التفاصيل وادقها .. وضمنا هو يعترف بشكل غير مباشر ان العراق غارق بالدمار و انه على حافة الانهيار التام بسبب الذنوب ،بدليل
- كل العراقيين يتغنون بحب الوطن واجمل كلمات الشعر و الاغاني تؤمل و تأمل ان (يعود) الوطن الى سابق عهده واحسن . وهذا اعتراف ضمني بأن العراق قد تراجع و انهار عما كان عليه وان اماني الشعب تنصب بأن تزول هذه الغمة و المعاناة وان يعود كما كان و احسن ان شاء الله لكن بنفس الوقت لا احد يجرأ على الاعتراف العلني بأن المخطيء فلان و فلان و يجب ان يعاقب و ينال جزاءه العادل.
- من خلال بعض الاحصاءات المعلنة وجد ان عدد المدانين في السجون العراقية تجاوز الثمانين الف مدان ، هذا عدا الموقوفين بدون محاكمة و المغيبين و غيرهم ، والاستنتاج البسيط يقول ان عدد المذنبين المدانين يتزايد عندما ترتفع عدد الجرائم بسبب ازدياد الفساد وانتشاره ، من ابسط الذنوب الى اعضمها ، وان اجهزة الامن تحاول ان تقوم بواجبها امام هذا العصف الاجرامي المستشري . وهذا سببه تراكم الذنوب وازديادها و ضعف اجهزة الرقابة ومشاركتها للفسادين احيانا. ووارد احيانا ان تجد اعظم الفاسدين في اعلى المناصب او في الخارج يتمتع بما انجزه من فساد على حساب الوطن و الشعب .
- ارتفاع عدد النازحين و المهجرين والذين تجاوزت اعدادهم حسب ما ينشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن خمسة ملايين عراقي وكان بالأمكان أن يكونو رافدا مهما في المشاركة بتحسين الاوضاع الداخلية واعادة اعمار واصلاح ما يمكن اصلاحه إذا ما تم تصفية وتحسين احوال الداخل من النواحي الامنية و القانونية و الجزائية وتحسين ضروف العيش من العدالة الاجتماعية و الخدمات العامة ، لو توفر كل ذلك ولو بالحد الادنى لوجدنا ان اعداد العراقيين في الخارج ستكون في تناقص منذ 2003 و الى اليوم ، لكننا وعلى العكس تجد ان اعداد العراقيين في الخارج في تزايد مستمر.
اذن .. الا يجدر بالعراقيين ان يبحثو عن المذنبين ويقدموهم الى العدالة ، ام ان الحياة بهذه الاوضاع قد طابت لهم ، ام ان الضغط والاملاءات الخارجية على السياسيين و الحكام باتت من القوة بحيث لا يجرأ احد بالوقوف بوجه الفاسدين ... هذا وكثير من التساءلات التي يجب ان يواجهها الشعب العراقي بوعي و قوة و اصرار وشجاعة وصبر و ايمان ( لكن مع الاسف فأن هذه الصفات اصبحت نادرة في يومنا هذا امام اغراءات السلطة و المال وانتشار الخيانة و انعدام الثقة) وخصوصا ان نشاط المخابرات الدولية في العراق قد بلغ مداه و تأثيره الاعظم على مدى تاريخ العراق وساعد على ذلك التطور التكنلوجي في سرعة الاتصالات و الكشف و التمويه واستعداد بعض الخونة من العراقيين لأن يكونو عملاء و اذناب للخارج مقابل كسب المال او المنصب ، لذلك ترى ان اي حدث مهما كان بسيطا يتم نقله خلال ثوان الى ابعد نقطة في شؤون الامن و المخابرات في العالم . ومع ذلك لن نفقد الامل في ان يعود العراق بهمة الشباب الى عروبته و الى سابق عهده وقوته وتأثيره في المنطقة و احترامه المتبادل مع دول الجوار والعالم وسنجد يوما من يعري المذنبين ويقدمهم للعدالة ومواجهة العواقب لكل الفاسدين و المجرمين والضالمين ويضعهم حيثما يجب ان يكونوا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات