الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيسقط النظام في المغرب ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


هذا التساؤل تم طرحه للمرة المليون من قبل من يشتغل على اسقاط النظام ، ومن قبل الداعين الى اصلاح النظام ، بالانتقال من دولة شمولية تبني مشروعيتها فقط على القمع واللجم ، ومن قبل من يفكر في اسقاط النظام ، لكن هذا السقوط سيكون فجائيا وغير منتظر ، قد تفرضه الضرورة والتحولات الجغرافية ، خاصة وان مشكل الصحراء الغربية الذي هدد وجود النظام ، اصبح اليوم يهدده اكثر من اللازم . وهناك من يروج لانقلاب الجيش على شخص محمد السادس ونظامه ، للحفاظ على بقاء الدولة المهددة بالسقوط ، ودور الجيش هنا سيكون لتفادي المشاريع التعجيزية ، التي كانت تدعو اليها بعض الحركات السياسية التي انتهت الى الزوال ، والنظام لا لايزال كما كان . بل لا يزال يواصل رغم الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تهدده . وهناك من دعا الى عدم الانخراط في أي مُكوّن يدعو الى اسقاط النظام باستعمال الاليات العنيفة ، أي استعمال العنف كقابلة للتاريخ .. وهناك من يروج لفكرة ان النظام سيسقط من تلقاء نفسه ، كفاكهة متعفنة ، لا تحتاج الى اصلاح غير النهاية التي وصل اليها ، واوصلته اليها سياسته المزاجية البوليسية . وهذا التغيير الذي سيكون من تلقاء نفسه ، تفرضه الحتمية التاريخية لنهاية الأنظمة ولنهاية الدولة ..
والى جانب كل هذه المحاولات ، العملية والنظرية ، وبعد تجربة حركة عشرين فبراير المخزنية ، ستظهر بالخارج ، أي خارج المغرب ، معارضة ليست بالعملية ، تروج لإطارات سياسوية غير موجودة ، لان الهدف منها فقط التضخيم لخلق حالة او واقعة لا علاقة لها إجرائيا ، باي شكل من اشكال الثورات التي حصلت في التاريخ ، خاصة وان الواقفين وراء هذه الموجة التي نفخت فيها الاليات المستعملة ، ولسهولة هذا الاستعمال ، مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ك " اليوتوب " YouTube ، و Twitter X ، و Facebook ... الخ .
فبدأت الدعوات الى النظام الجمهوري ، تتهاطل من كل حدب وصوب ، ومن دون نظريات ولا إجراءات ، فقط الجلوس وراء الحاسوب ، لتصريف شعارات لا علاقة لها بالتكوين التنظيمي والايديولوجي لهؤلاء ، بل وفي مرات كثيرة ، ونظرا لحرية النشاطات السياسية والإعلامية الغربية ، اصبح هؤلاء الذين يخضعون للقوانين الغربية في بلاد تواجدهم ، يتقدمون كثوار، على أيديهم سيتم اسقاط الملكية الطقوسية والمزاجية ، لكن دون طرحهم البديل التنظيمي والفلسفي . فقط عند تكرار شعارات الجمهورية ، والدعوة الى اسقاط النظام او اسقاط الدولية ، يكون قد تحقق حلمهم الذي اوصلهم الى حالة من الضعف اكثر من ضعفهم عندما استغلوا حركة عشرين فبراير المخزنية ، لخلق نوع من النشاط ونوع من الفرجة ، التي لم تكن معروفة في ساحة الجمهوريين الحقيقيين الذي بنوا تنظيمات ، واعتنقوا فلسفات وايديولوجيات .. فهل شخصين او ثلاثة اشخاص ، كافية لاندلاع الثورة ، واسقاط النظام او اسقاط حتى الدولة ... بل ان بعضهم سبق الجميع ، وكون دولة المهجر ، وحكومة المهجر ، واضحى يوازي الخطابات التي كانت مليئة بالتعابير الزنقاوية ، التي لا علاقة لها بالاشتغال السياسي ، فأحرى قيادة الثورة التي ستسقط النظام الشمولي الذي بنى شرعيته ، وهي شرعيته الحقيقية ، التي هي القمع بكل صوره ..
واذا سلطنا الضوء على فترة الستينات ، والسبعينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي ، سنجد ان دعاة تغيير النظام او تغيير الدولة ، كانوا موجودين ، وكانوا يشتغلون على المشاريع العامة التي خططوا لها بعد اقناعهم بها ، ومن هم من رفع السلاح في وجه الملكية المزاجية ، ومنهم من اكتفى بالدعوة ، بل مارس العنف السياسي بالبلاغة السياسية ، ومنهم من زاوج بين العنف السياسي ، وبين البلاغة السياسية التي كانت ترفل بها الادبيات السياسية زمن وقتها ، وهنا يجب استحضار كذلك تجربة " الشبيبة الإسلامية " ، و " حركة الجهاد " ، الذين دخلوا على خط مواجهة العلمانيين المسيطرين على الجامعة ، ومواجهة النظام السياسي الذي اعتبرته المنظمات الإسلامية ، بتوفيره الغطاء للتيارات البرجوازية الصغيرة " الاتحاد الوطني للقوات الشعبية " ، وما سيتفرع عنه من تنظيمات جمهورية ، وتنظيمات إصلاحية ، وتنظيمات " أنا ركية " دعت الى حمل السلاح والصعود الى الجبال ..
فاذا كانت كل هذه الحركات والتنظيمات السياسية التي آمنت بالعنف المسلح ، ومنها من آمن بالعنف السياسي الذي ستغديه ( الجماهير ) الرعايا ، ومنها من دعا الى اصلاح النظام الملكي ، بتحويل الملكية الى ملكية ديمقراطية على شاكلة الملكيات الاوربية ، وهذا المشروع كذلك كان مشروعا انقلابيا ابيضا ، او هكذا فهمه الحسن الثاني ، فعاقب أصحابه بنفس العقاب الذي عاقب به الثوريون المسلحون ، والثوريون السياسيون ، رغم ادانتهم لحمل السلاح لتغيير الدولة من فوق ، ولم يترددوا في وصفهم ب " البلانكيون " ، ويتهموهم بمحاولة سرقة الدولة القادمة التي ستغفل الجماهير الشعبية التي ستبقى مجرد رعيا ، خارجة عن سلطة القرار الذي سيصبح قرار هذه الجماعة .. وهنا يجب التذكير بمحاولة الجيش قلب الدولة وليس فقط قلب النظام ، في انقلاب 1971 ، وانقلاب 1972 ، الذي لو نجح فان الجمهورية التي سيتم بناءها ، لن تكون غير جمهورية بربرية ، وليست بالجمهورية العربية ، رغم تدعيمها بالخطاب السياسوي العروبي لمعمر القدافي ، وهو نفس الدعم وفره لجبهة البوليساريو ، وتخليه عنها عندما نجح الحسن الثاني من سرقته من مربع الجمهوريين البرجوازيين الصغار ..
وهنا لا بد ان نذكر بالتنسيق الذي كان بين معمر القدافي ، وبين اليسار البرجوازي الصغير الجمهوري ، وبين ضباط الجيش في انقلاب سنة 1972 ، حيث حكمت المحكمة العسكرية على الفقيه محمد البصري بالإعدام .
فالدعوة لتغيير النظام او تغيير الدولة ، كانت ترفع بكثرة ، لإيمان أصحابها بحتمية نجاحها .. فهل نجح هؤلاء في الدعوة لإسقاط النظام او اسقاط الدولة التي لا تزال تواصل ولو برداءة ، بسبب سيطرة المزاج على جل قراراتها ، وبما فيها استعمال المزاج في بحث قضايا الصحراء الغربية التي لا تزال تهدد الدولة ، وليس فقط النظام بالسقوط ..
لكن كيف التنصل والتخلي عن مطالب الستينات والسبعينات التي تهدد الدولة ، والاكتفاء فقط بالشعارات التي تدعو الى اصلاح الدولة ، دون اسقاطها .. وهنا هل النظام الشمولي الذي وظف نزاع الصحراء الغربية في تثوير شعاراته التآمرية ، ضد من رفعوا شعار العنف الثوري المسلح ، والعنف الثوري السياسي ( الثورة الوطنية الديمقراطية ) ، نجح في تثبيت نظام الرافض لأي شكل من اشكال الديمقراطية ، ولو في نسبيتها ، خاصة بعد الإصلاحات التي فرضها في الجيش ، وتشرف عليها وزارة الداخلية ، أي خضوع الجيش للجهاز السلطوي ( الديوان ) ، وللجهاز البوليسي DGST ، من خلال سلطة التحكم والرقابة والتتبع التي خضع لها ضباط الجيش الكبار .. ، وخاصة عندما فتح الحسن الثاني ابواب الغنى لهؤلاء الضباط ، لإبعادهم عن التفكير في المشاريع السياسية الخاصة بالحكم ..
والسؤال . لماذا فشل مشروع العنف الثوري المسلح ، وفشل مشروع العنف الثوري السياسي ، وفشل مشروع دعاة ( التغيير ) الإصلاح ، أي اصلاح النظام بدل الدعوة للثورة عليه لقلبه ..
لا يجب الربط بين نجاح النظام في تثبيت مشروعيته القمعية ، وهي المشروعية الوحيدة التي يتقنها ، وبين فشل مختلف التجارب التي كانت تهدف قلب الدولة ، او قلب النظام ، او كانت تهدف الاثنية والعرقية ، كانقلاب 1971 و انقلاب 1972 . لأنه لو نجح احد الانقلابين ، كان يعني اسقاط الدولة العروبية العلوية ، لصالح الجمهورية البربرية ، أي العودة الى ما قبل الدخول الفرنسي الى المغرب ، حيث ثارت القبائل البربرية ضد الحكم السلطاني بفاس ، ورفضت دفع الضرائب للسلطان ، وكانت جمهورية التكْوين ، الامر الذي حدا بفرنسا ان تتدخل لحماية العرش السلطاني من السقوط ، وبناء نظام الجمهورية البربرية الديمقراطية .. وهنا لا بد من الإشارة الى الجمهورية الريفية ، جمهورية الريف ، التي شكلت خطرا وازعاجا على ثقافة الدولة الفاشية الاسبانية ، وشكلت خطرا على المشروع الفرنسي الامبريالي ، وكان خطرها اكثر واكبر ، بالنسبة للنظام الطقوسي السلطاني بفاس . ففي سنة 1912 ، وقبلها كان مخطط الريف سيعم كل المغرب ، لكن في ظل دول اتحادية ، تجمع كل المغرب ، وليس فقط الريف ..
نستنتج من هذا التحليل ، ان النظام الطقوسي التقليداني المزاجي المخزني ، لا ولن يسقط من داخل المغرب ، لان دعامة النظام ، كنظام نيوبتريمونيالي ، نيوبتريركي ، رعوي ، كمبرادوري ، ثيوقراطي ، مفترس لثروة المغاربة المفقرين ، مهرب الدولار من المغرب الى خارجه .. الخ ... لا يمكن اسقاطه من الداخل ، والخارج ، أي خارج المغرب ، هو الذي يحميه ، وهو سنده ، إضافة مشروعيته الوحيدة التي هي القمع بكل اشكاله ..
فما دام النظام الطقوسي يحرص شخصيا على مصالح الامبريالية الفرنسية ، ومصالح الفاشية الاسبانية الجنرالFranco ، وما دام يلعب دور التلميذ النجيب والمجتهد لأمريكا ، أيام الحرب الباردة ، فحماية النظام رغم كل عيوبه ، كانت خارجية ، وليس داخلية . ولا بد ان نستذكر اكبر هدية اهداها الرئيس الفرنسي François Mitterrand عندما جاء في زيارة تاريخية للمغرب الى الحسن الثاني ، كانت رأس الجنرال احمد الدليمي ..
اذن ان تغيير النظام من خارج المغرب ، كان من ضروب المستحيلات ، والحرب الباردة لا تزال مشتعلة .. لذا فرغم المعارضة السياسية القوية التنظيم ، والمعتنقة لإيديولوجية ، وتمركزها بباريس ، مدريد ، جنيف ، بروكسيل ، دمشق ... فهي كانت مراقبة من قبل DST الفرنسية وزارة الداخلية ، ومن قبل RG بالمديرية العامة للأمن الفرنسي .. فكل ما يهم المعارضة المغربية المتمركزة في هذه الدول ، كان يسلم الى وزارة الداخلية المغربية ، وكل الوثائق التي كان يتم تسليمها الى DGED ، كانت هذه ترسله في الحال الى مصلحة المستندات بالوزارة .. ولا بد ان نتذكر تسليم وزارة الداخلية الاسبانية لمعارضين مغاربة ينتمون الى الشق اليساري في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية . ان وزير الداخلية Charles Pasquoi ، وكان وقتها رئيسا للجمهورية الفرنسية Jacques Chirac ، لم يتردد من طرد المعارض المغربي " مومن الديوري " الى الگابون Le Gabon بسبب كتابه A qui appartient le Maroc ، في نفس الفترة التي كان كتاب Notre ami le roi للكاتب Jill Perrault .. يغمر الساحة السياسية والثقافية الفرنسية والعالمية ..
لكن هل النظام المزاجي البوليسي المخزني ، عصي عن التغيير " الإصلاحات السياسية الراديكالية " ، وعصي عن السقوط ، سواء من دعاة " البلانكية " ، او من دعاة العنف الثوري المسلح ، او من دعاة العنف الثوري السياسي " الثورة الوطنية الديمقراطية " ، او من الجيش من ضباط وطنيين أحرارا ، او انه كنظام نيوبتريمونيالي ، نيوبتريركي ، رعوي ، كمبرادوري ، ثيوقراطي ، طقوسي ، ناهب لثروة الشعب المفقر ... الخ ، عصي حتى عن الإصلاح السياسي ، لان طبيعته ترفض ، ولا تستجيب لأي اصلاح سياسي يعتبره الملك الذي بيده دستوره الممنوح ، الذي فصل فيه السلط بما جعل الملك هو وحده الدولة ، والدولة وحدها الملك ، وبيده عقد البيعة الذي يجعل منه أميرا ، وراعيا ، وإماما ، ويعطيه سلطات خارقة تتجاوز بكثير ما شرعنه لنفسه في دستوره الممنوح من سلطات واختصاصات ..... الخ .. عصي عن السقوط ..
قلنا ان النظام المزاجي البوليسي ، وابّان الحرب الباردة ، كان أي تفكير لإسقاطه من خارج المغرب ، تفكيرا ليس راشدا ، وان أصحابه يجهلون اصل نوع النظام السياسي السائد ، خاصة وانه يلعب دور دركي المحافظ على المصالح الغربية .. وبما ان حماية النظام كانت من الخارج ، كانت اية عملية للإسقاط من الداخل تنتهي بالفشل . بل كانت تفشل حتى قبل البدء في تنزيل المشروع الثوري " 16 يوليوز 1963 " ، و " 3 مارس 1973 " .. بل رغم المشاركة الواسعة للجماهير الشعبية في انتفاضة 23 مارس 1965 ، ويونيو 1981 ، ويناير 1984 ، وانتفاضة سبتمبر 1991 .. ورغم عنف النظام الذي وطئ لعنف الجماهير ، فان تلك المحاولات باءت كلها بالفشل .. وبقيت كأطلال للتذكير فقط .. بل لقد تم نسيانها بالكامل ..
لكن اذا كان الداخل قد فشل في قلب النظام ، رغم شعارات الدعوة الى اسقاطه ، فهل يساهم الخارج في قلب النظام ، باستعمال وتوظيف المحطات السيئة للنظام ، في اقناع الناس الى الذهاب بعيدا في صراعهم معه ، أي تكرار الحالة الإيرانية في المغرب ..
ان العلاقات التي بدأت تنسج في العالم ، قد تغيرت كثيرا ، وأصبحت معطيات الامس ، غير ذي جدوى اليوم .. والخارج الذي كان يحمي النظام ، تخلى عن هذه الحماية ، عندما حصلت أخطاء جنائية ك Pegasus Gate ، و Morocco Gate ، او عندما وجد الخارج ان النظام المزاجي الطقوسي البوليسي ، لم يتغير من استعمال بعض النقوش وبعض الطقوس المرفوضة ، التي تتعارض بالمطلب مع الديمقراطية ، التي أصبحت أساس تحديد التعامل بين الدول ..
وهنا . فان الغرب ، خاصة فرنسا واسبانيا وامريكا وإسرائيل ، الذي يرفض الطقوس المرعية ، وجد في استثمار مشاكل الداخل ، لغزا محيرا في تغيير الداخل . وهنا فان أي خطأ في الممارسة الداخلية ، يوظف من قبل الخارج ، لإحداث التغيير في الداخل . فمثلا رغم معرفة الغرب ، بان سقوط الصحراء ، سيعجل بسقوط النظام المزاجي ، فهم يشجعون أي مبادرة ، من جهة لفصل الصحراء عن المغرب ، ومن جهة لاستثمارها في قلب الملك ونظامه ، او في اسقاط كل الدولة .. وهذا الواقع الجديد وما هو بجديد ، لمن يعرف توجهات الغرب ، وعواصم القرار السياسي ، ان شخص الملك محمد السادس ونظامه ، لم يعودا شيئا بالنسب لهما . بل هم يركزون على تغيير الداخل باستعمال مبررات وحجج باسم المشروعية الدولية ، من جهة لإسقاط الملك المعزول ، واسقاط نظامه العصي عن التغيير . فيكون الغرب ، ومن دولة فرنسا واسبانيا وامريكا وإسرائيل ، قد نجحوا في بتر جزء من تراب الدولة ، وفي نفس الوقت اضعفوا الدولة التي ستصبح مرشحة لتطورات ، ستغير النظام وستغير شخص النظام ، وتغير جغرافية كل المنطقة .. فعلى ضوء هذا المشروع المسمى ب " الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا " ، يتنافس الاوربيون ، خاصة فرنسا التي تتصرف بما يرد الصاع صاعين للملك ولنظامه ، بسبب الجريمة Pegasus Gate ، و Morocco Gate .. لقد سقط نجم الامبراطور الإيراني الشاه رضى بهلوي ، وسقطت أنظمة من نفس الملة التي اوجدتها الحرب الباردة ، وعند انتهاء هذه الحرب ، كان لزاما ان تنتهي هي كذلك ، لتفتح الطريق امام قوى جديدة تخدم المصالح الغربية ، كما خدمتها الزمرة الحاكمة السابقة ..
اذن . ان التفكير الغربي في قلب المنطقة ، يشد الرحال أولا للأنظمة الحلقة الضعيفة ، وعند الانتهاء منها ، أكيد سيأتي الدور عليها ، لان المسألة ترتبط بالزمن وبالمكان .. المهم ان مشروع " الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا " ، يجري كما خطط له الغرب . واسألوا عن دق طبول الحرب في لبنان ، وفي غزة التي سيعيد بناءها من جديد ، من دون منظمات الإسلام السياسي الراديكالية ..
اذن مشروع توظيف قضية الصحراء الغربية ، اعطى للغرب فرصة الاجهاز على التاريخ وعلى الجغرافية ، واصبح البتر من التراب ، هو المدخل الرئيسي للتغيير في الأشخاص وفي التنظيم .
فعند الإعلان عن استقلال الدولة الصحراوية بعد ذريعة الاستفتاء المخدوم ، سينزل الشعب الى الشارع ، وستصبح المواجهة بين النظام الذي يكون قد أضاع 90 في المائة من قوة وجوده ، وبين الشعب الغير مثقف والغير واعي ، الذي سيكون ضحية المشاريع الغربية الصهيونية التي تنسج على قدم وساق ..
هنا ، ولان الغرب العارف بحقيقة الأوضاع ، وحفاظا على الدويلات بما فيهم جمهورية الريف ، سيتدخل في مسرحية محروقة ، لشرعنة التغيير الذي حصل ، ولضبط الوضع العام حتى لا يخرج من ايدي العواصم الغربية .. ولفرض الاستقرار ، سيتم تقديم شخص آخر من نفس العائلة ، غربي التكوين ، مثقف ، لبرالي ، يحظى بمساندة الطبقات الفاعلة ، لكي يكون على رأس المغرب الجديد .. وهنا فان الدور الدستوري ، وعقد البيعة ، سيصبح بالنسبة للأمير الحسن في خلافة العرش ، برد فعل الرعية عندما سيعلن عن استقلال الصحراء ، وعلى نوع الشعارات التي ستُردّد .. في الساحات العمومية .. لان القادم وهو حتمي ، ليس بالسهل ، بل سيحدد مصير أحادية الدولة القوية ، التي ستصبح دويلات ، طبعا ضعيفة .. وهو الوضع الذي يدخل منه دائما الاستعمار لتفكيك الوضع ، وبسط سلطته على الدولة المعنية ..
ان ربط قضية الصحراء الغربية ، بالوضع السياسي والقانوني والاجتماعي ، لن يكون بالأمر السهل ، بل سيكون المشروع الذي سيقرر الجنسية والدولة والاثنيات ، ويكون المشروع تكملة لمخطط Shaykhs et Picot بحلته الجديدة .
الصحراء في طريقها الى الاستفتاء وتقرير المصير . والمنطقة ، بل كل المنطقة تتجه نحو الازمة العامة التي من صنع العواصم الغربية ..
النظام سيسقط من خارج المغرب لا من داخله . وبابه نزاع الصحراء الغربية الذي يؤيد العالم الغربي مجرد الاستفتاء وتقرير المصير ..
وتنظيم الاستفتاء يعني ان نسبة 90 في المائة من الأصوات المعبرة عنها ، ستذهب الى استقلال الصحراء .. وعند الانتهاء من الإجراءات ، وتقر الأمم المتحدة استقلال الصحراء .. كيف سيكون النظام المزاجي والبوليسي المخزني ، الذي هو السبب في ما وصل اليه الوضع الخطير لاستقلال الصحراء ..
سقوط غرناطة في 2 يناير 1492 La chute de/ Grenade
بعد ان سلّم آخر ملوك دولة بين الأحمر أبي عبدالله الصغير مفاتيح غرناطة الى المَلِكيْن الكاثوليكيين إيزابلاّ وفيرناندو ، أي منذ 521 سنة خلت ، حتى بدأ يبكي ويُوَلْولُ حظه التعيس ، وخيانته الأمانة ، نادما على ما اقترفه في حق غرناطة المسلمة ، بسبب المجون ، والفجور ، واللهو ، والتبذير . وعندما شاهدته أمه وهو يبكي مثل الأرملة ، أمام أبواب القصر الذي أضاعه ، قالت له قولتها الشهيرة المأثورة : " ابك مثل النساء ملكا مُضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يستطيع بايدن ان يجذب الناخبين مرة اخرى؟


.. القصف الإسرائيلي يدمر بلدة كفر حمام جنوبي لبنان




.. إيران.. المرشح المحافظ سعيد جليلي يتقدم على منافسيه بعد فرز


.. بعد أدائه -الضغيف-.. مطالبات داخل الحزب الديمقراطي بانسحاب ب




.. إسرائيل تعاقب السلطة الفلسطينية وتوسع استيطانها في الضفة الغ