الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحروب العراقية أميركية !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 6 / 24
القضية الفلسطينية


من المعروف أن الحقيقة هي أولى ضحايا الحرب ، أي حرب ، و نحن على يقين بأن الحروب التي نشهدها منذ انهيار الإتحاد السوفياتي تحديدا لم تشذ عن هذه القاعدة ، ينبني عليه أن الغاية الرئيسية من التفكر و الكتابة عن هذه الحروب هي التماس الحقيقة الضائعة أو بتعبير أدق التحريض على البحث عنها سبيلا لبلورة موقف صحيح .
أوصلتنا هذه السيرورة إذن إلى تعريف الحروب المتدحرجة ككرة النار في أقطار المشرق العربي وشمالي أفريقيا ووادي النيل ، بالحروب العراقية ، كون الأوضاع التي كانت سائدة في العراق قدحت شرارتها الأولى . أما مبرر التسمية الواحدة فإنه دليل بحسب فرضيتنا ، على وحدة النوعية ووحدة المصب .
يمكن القول بكلام أكثر صراحة ووضوحا ، أن ما نعنيه بالحروب العراقية هو في الواقع حروب أميركية ، تدبيرا و قيادة ، من أجل إلغاء مشروع الدولة الوطنية في الأقطار المستهدفة ، و تحويلها إلى مناطق " عسكرية " تحت سيطرة الولايات المتحدة الأميركية الفعلية ، منعا لدخول الروس و الصينيين إليها ، دفاعا ، أو إلى جبهة لمقاومة نفوذ هؤلاء واستنزافهم ( العراق ضد إيران ، أفغانستان ضد الإتحاد السوفياتي ، أوكرانيا ضد روسيا ، على سبيل المثال ، بالإضافة إلى الثورات الملونة ، و الانتفاضات الدينية ـ العرقية ، في روسيا و الصين و مينمار)
و بالتالي هذا يحتم علينا أن نتساءل في ما يخص الحرب على قطاع غزة ، عن الأهداف الأميركية من زعزعة و جود سكانه و من هدم بنيانه بأيد إسرائيلية بحيث يتبادر إلى ذهن الذين ما يزالون أحياء من أهله و الذين يتتبعون ما يجري على أرضه أن الأميركيين و أعوانهم ينوون على الأرجح جعل قطاع غزة غير صالح للعيش . هكذا تكون المجازر التي سقط جراءها عشرات آلاف الضحايا و سيلة لإرهاب الناجين منهم و ترحيلهم ، كما جرى لأجدادهم في سياق نكبة 1948 .
و لكن إلى أين سيلجؤون في الوقت الحاضر ، بعد أن أقفل الإسرائيليون بوابة رفح نحو مصر ، مقابل قيام الأميركيين بإنشاء مرفأ عائم قبالة شاطئ غزة ؟ العدو وراءكم و البحر أمامكم . يتكرر مشهد الطريق إلى المنفى الذي سلكه عناصر منظمة التحرير الفلسطينية ، خلال نكبة بيروت في سنة 1982 .
و لكن كيف نستطيع أن نتبين الأهداف التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية لبلوغها في قطاع غزة ، دون أن نعرف ما أنجزته في العراق أثناء غزوها و احتلالها سنة 2003 ، ثم ما تحقق لها في سورية ، و ما يزال متجسدا بالقواعد العسكرية على الحدود السورية ـ العراقية و السيطرة على الجزيرة السورية ، و أخير لا شك في أن هذا كله مرتبط بما جري في الجزائر و ليبيا و ما يجري في السودان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يستطيع بايدن ان يجذب الناخبين مرة اخرى؟


.. القصف الإسرائيلي يدمر بلدة كفر حمام جنوبي لبنان




.. إيران.. المرشح المحافظ سعيد جليلي يتقدم على منافسيه بعد فرز


.. بعد أدائه -الضغيف-.. مطالبات داخل الحزب الديمقراطي بانسحاب ب




.. إسرائيل تعاقب السلطة الفلسطينية وتوسع استيطانها في الضفة الغ