الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في قرار تاريخي.. محكمة أمريكية تدين شركة موز لتمويلها المليشيات

رشيد غويلب

2024 / 6 / 24
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أدانت هيئة محلفين أمريكية في 10 حزيران الجاري في ميامي شركة الموز» تشيكيتا براندز إنترناشيونال» لتمويها مليشيا « قوات الدفاع الذاتي المتحدة» في كولومبيا، وهي واحدة من المليشيات المعروفة بـ «فرق الموت». وبموجب القرار ستدفع الشركة 38 مليون دولار كتعويض لضحايا ثمانية أسر من عمال المزارع الكولومبيين تمت تصفيتهم. ويعد القرار أول انتصار كبير لأسر ضحايا عنف المليشيات في كولومبيا بعد 17 عامًا من الملاحقة القانونية.

اعتراف
ويؤكد قرار المحكمة التاريخي أن شركة الموز قامت بتمويل مقصود للمليشيات بهدف تحقيق المزيد من الأرباح، على الرغم من انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان. وفي الولايات المتحدة تم تصنيف مليشيات فرق الموت كمنظمات إرهابية. وبواسطة دفع أكثر من 1,7 مليون دولار من الأموال غير الشرعية إلى المليشيات في سنوات (1997 إلى 2004)، ساهمت شركة الموز في معاناة وخسائر لا توصف في مناطق الموز الكولومبية على ساحل البحر الكاريبي، وشمل ذلك القتل الوحشي للمدنيين الأبرياء. واعترفت الشركة بما يسمى «مدفوعات الحماية» للميلشيات. وبهذا تم أخيرًا تعويض بعض ضحايا سلوك الشركة وعائلاتهم.

لمواجهة اليسار
وتعتبر مليشيا» قوات الدفاع الذاتي المتحدة» واحدة من أكثر المليشيات اليمينية وحشية في الصراع المسلح في كولومبيا، وهي المسؤولة عن معظم عمليات القتل على الإطلاق. وتم تأسيسها لمحاربة حركات الكفاح المسلح اليسارية مثل القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، وقام كبار ملاك الأراضي والشركات بتوظيف هذه المليشيات للدفاع عن ممتلكاتهم. كما تعاونت حكومات اليمين الكولومبية المتعاقبة وجيشها معهم، مما أدى إلى ارتكاب جرائم خطيرة ضد حقوق الإنسان. وبواسطة التهجير القسري، أنشأت المليشيات مناطق ضخمة لتربية الماشية والزراعة الأحادية للموز وزيت النخيل، حققت الشركات الكبيرة أرباحا طائلة منها.

ترحيب
رحب الضحايا بقرار المحكمة باعتباره اعترافا بمعاناتهم وفرصة للتعويض. بعد سنوات من النضال وفقدان الأمن والمعاناة، بدأ الآن النقاش حول تحقيق العدالة والتعويضات.
تقدم منظمة حقوق الإنسان الأمريكية «ايرث رايت»، منذ 2007، الدعم القانوني للضحايا. وتم دمج الدعوى مع عدة دعاوى قضائية أخرى ضد شركة الموز في عام 2008، ومرت القضية بعدة مراحل قبل أن تصل إلى هذه المحاكمة. ووفقا لمنظمة «ايرث رايت»، فإن قضية الضحايا الثمانية هي مجرد بداية لمحاكات جنائية محتملة أخرى ضد الشركة. وتمثل عمليات القتل التي شملها قرار الحكم أقل من واحد في المائة من آلاف دعاوى القتل المرفوعة ضد شركة الموز في المحاكم الأمريكية.
وهذا هو الحكم الأول الذي وجدت فيه هيئة محلفين أمريكية شركة أمريكية كبرى مسؤولة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في دولة أخرى. ويصف رئيس منظمة حقوق الانسان «ايرث رايت»، ماركو سيمونز، قرار الحكم بحجر الزاوية لتحقيق العدالة، يبعث برسالة واضحة إلى الشركات في جميع أنحاء العالم: ان الذين يربحون من انتهاكات حقوق الإنسان لن يفلتوا من العقاب.
وأعربت منظمة حقوق الانسان عن احترامها العميق لشجاعة وتصميم الضحايا في سعيهم لتحقيق العدالة. وأعلنت شركة الموز أنها ستستأنف قرار الحكم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تمثل فيها شركة الموز متعددة الجنسيات أمام المحكمة لمواجهة هذه التهم. في عام 2007، أُدينت شركة الموز بسبب تعامل مالي مع المليشيات، ودفعت غرامة قدرها 25 مليون دولار. ووفق منظمة «ايرث رايت»، لم يذهب أي من هذه الأموال إلى ضحايا العنف.
تخادم
تعود جذور شركة الموز « تشيكيتا براندز»، التي تأسست عام 1984 إلى شركة الفواكه المتحدة سيئة السمعة، التي كانت شركة ضخمة مارست، لعقود من الزمن، الهيمنة الاقتصادية في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية. ودعمت الحكومات الاستبدادية في المنطقة ونجحت في الضغط على حكومة الولايات المتحدة للإطاحة برئيس غواتيمالا المنتخب ديمقراطيًا، جاكوبو أربينز، في عام 1954، لتنفيذه قانون العمل وإصلاحات الأراضي. وكان وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون فوستر دالاس يعمل محاميًا للشركة، وشقيقه ألين دالاس رئيسًا للمخابرات المركزية الأمريكية.
تدر تجارة الموز ثروة هائلة. في عام 2022، استوردت الولايات المتحدة ما قيمته 2,8 مليار دولار من الموز من غواتيمالا وهندوراس وكوستاريكا والمكسيك والإكوادور وكولومبيا. ان العمال الذين يزرعون ويحصدون وينقلون وينظفون ويكدسون الموز الذي يتم رشه بمزيج من المبيدات الحشرية السامة لا يحصلون إلا على حصة صغيرة للغاية من الدخل.
ووفقا لأليستير سميث من منظمة التجارة العادلة «بانانا لينك»، فإن صناعة الموز تواصل الضغط من أجل «فرض الواقع» في التجارة والقبول بأسعار الفواكه، التي تمليها شركات التنزيلات العالمية. وبدلا من ذلك، وفقا لسميث، فإن الأسعار التي تدفعها السوبر ماركت لمورديها يجب ان تكون مرتفعة، بما يضمن أجرا معيشيا لمنتجي الموز. ووفقاً لسميث، يمكن أن تُعزى الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا إلى قلة الآفاق الاقتصادية في البلدان المنتجة للموز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات