الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية 212

آرام كربيت

2024 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من وسع هذا العالم الا انه ضيق، يكاد أن يخنق كل كائن فيه.
مات الفضاء الواسع، وتقلص إلى حدود محدودة.
لا اعتقد أن الحرية تتناغم مع انقباط النفس وضيق الحدود.

الإنسان العاقل، هو الإنسان الكثير الشك.
اقصد بالشك، الشك الفلسفي والفكري والسياسي

البارحة ذهبت في زيارة إلى مدينة فيستروس، إلى بيت الصديق هوسيب، بناء على دعوة منه.
ذهبنا بالسيارة مع الصديق فاهان وجان، ثم تقاطر الكثير من الشباب الصغار بالعمر للترحيب بنا، جلسوا معنا في فناء البيت، وكانت الشمس صديقة، رقيقة ناعمة حنونة.
تناولنا طعامًا لذيذًا، مشاوي، وبدأ الشباب بالنكت والضحك والمرح، مما أضفى على هذا اللقاء فرحًا عامرًا لم اتخيله.
كنت سعيدًا للغاية، وضحكت كما لم أضحك سابقًا، شكرت الجميع عشرات المرات في نفسي، وكم تمنيت لو أن الحياة تبقى فرحًا وسعادة لجميع الناس.
ألف شكر لك يا هوسيب على هذا اللقاء، والشكر الجزيل لزوجتك وبناتك وأخوانك، وجميع الحضور الذين فرشوا فرحهم على فرحي.
كان لقاءًا سوريًا عفويًا، أعادني إلى فترة الشباب وأجواء بلادنا.

عندما تملك ملكة التفكير المنطقي، وقتها تحرك وافرض شروطك.
عندما تكون مهزومًا عليك، أولًا تضميد جراحك، وفكر، كيف تستعيد صحتك ووعيك، لتبدأ في شق طريقك إلى المستقبل.

أنت تخشى الجمال، لهذا تريد أن تحجبه، تغطيه، لأنك تعرف أن هذا يؤذيك.
إن العبد يخاف الضوء.

المتدين يتعامل مع الوصايا، لا تكذب، لا تسرق، على أنه مجرد أداة تنفيذ لا غير من جهة عليا، جهة خارجية، لهذا يحاول إرضاءه لا إرضاء ذاته.
إذًا، هو مجرد وسيلة، شيء نافل، منفذ لإرادة ليست إرادته، هي إرادة الأخر، الوصي، صاحب التوجيه، إرادة خارج عنه.
هذا هو الاستلاب الحقيقي، أن تعمل بعقل وتوجيه، وتنفيذ إرادة الأخر ورغبته.
هون الازدواجية التي يقع فيها المتدين بين الأنا والهو, بين الذات وذات متجسدة في مكان أخر.
لهذا نرى أغلب رجال الدين والمتزمتين بالدين، مهووسين بالجنس والمال والسلطة، لإن القناعة التي يتمسكون بها ليست قناعتهم، إنما إرضاء لقناعة خارج عنهم، جهة عليا، فيعمل العقل على الالتفاف على نفسه، في محاولة العودة للذات عبر توهيمها إنها تنفذ إرادة ما.
الدين يتعامل مع المؤمن على أنه كائن غير ناضج، غير واع، لا يؤتمن عليه، أنه أقل من أن يترك وحده، لهذا يوضع الحبل في عنقه، يسيره على خط محدد لا يحيد عنه.

الرفسة القوية لا تأتي إلا من الحمار الضعيف.

كل مهزوم أو مكسور النفس من الداخل هو ظل.
الظل على الأرض عاجز، لا يملك ذاته لذاته.

محاكمة نورنبيرغ كانت حجر الأساس لإعدام أوروبا.
القاضي الحقيقي كان بعيدًا عن المشهد، لكنه لم يكن غائبًا.

كنت اتمنى أن أراكم عراة كما خلقتكم أمهاتكم، دون رموز أو إشارات، عراة من ورق التين والرمان والحشيش.
ليس كثيرًا من الزمن، مئة عام، أو مئة وخمسين عامًا، لرممنا أو رمينا اللغة المتواطئة مع الخضوع والاستلاب.
إن اللغة هي العامل الأكثر انحيازًا إلى ترميم الاستلاب أو تعبيد الطريق له، هي صاحبة اللعبة والانحرافات التي نعاني منها في وجودنا الملوث في هذا العالم.
إن اللغة هي منتجة المفاهيم والمصطلاحات، هي التي تستدعي الأوامر والنواهي، التوجيهات والتوجهات، والدلائل الدالة على تدوير الواقع.
كل لغة تخلق معها نقيضها، التي تدل دلالة تامة على التمايز الخلقي والإنساني والوجودي.
المفاهيم تضعنا أمام نقيضين، بيد أن زمن الاستلاب قائم، لهذا يمكن تجييشها لمصلحة القائمين على الاستلاب وتأكيد التراتبيات الاجتماعية التاريخية.
آه، لو تعرينا بعض الحين، القليل من عمر الزمن، من الرموز والإشارات والدلائل، لبان عرينا الحقيقي، ولغيرنا ثيابنا، لربما وقتها نتحول إلى إنسان.

جاءنا إلى السجن العميد أمين العلي رئيس التحقيق المركزي للأمن السياسي في سوريا، دخل كفاتح أو غاز.
قال له أحد المعتقلين:
ـ لماذا نحن في السجن أيها العميد؟ قال:
ـ إلى أن تتأدبوا، ثم أردف:
نحن وضعناكم في السجن مخافة عليكم من المجتمع. إذا تركناكم فإن هذا المجتمع سيجهز عليكم.
ـ لكننا لم نفعل شيئًا يا سيادة العميد، نحن سجناء رأي لم نحمل السلاح وليس في برامجنا السياسية أية كلمة فيها عنف.
قال:
ـ أنتم أخطر من الأخوان المسلمين، نحن هكذا، هذا هو نهجنا. الأن نحن في السلطة، في القمة، فوق، ستبقى أحذيتنا فوق رؤوسكم، وإذا قدر لكم وأصبحتم في السلطة ضعوا أحذيتكم فوق رؤوسنا.
هذا المنطق العسكري هو ذاته منطق الولايات المتحدة حرفيًا.
هذه الأخيرة، أي الولايات المتحدة دولة عسكرية بامتياز، تتعامل مع الدول والشعوب بمنطق القوة الحاف دون مبادئ أو أخلاق أو وازع من ضمير.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تسيدت هذه الدولة عالمنا السياسي، نظمته وفق مقاساتها، زرعت القواعد العسكرية في كل مكان وتعاونت مع اسوأ الدول سياسيًا وأخلاقيًا من منطلق أنها فوق الجميع، واستمرأت هذا النهج واستمرت عليه إلى هذا اليوم.
لكن بعد الحرب الثانية تغير عالمنا كثيرًا، برز على السطح دول جديدة وأصبحت قوية، بيد أن النهج الأمريكي لا يزال هو هو لم يتغير.
اليوم نحن على مفترق الطرق، هل سنذهب إلى الموت بالنووي أم ستتغير المعادلة الدولية، وتنتقل امريكا من الهيمنة الأحادية إلى التعدد؟
هذا في علم الغيب.

ما زال للولايات المتحدة القدرة على الهيمنة العالمية إلى حد كبير لما تتمتع به من قدرات عظيمة.
كتبت سابقًا، أن الهيمنة على النظام العالمي أضحى أكثر من صعب ومكلف على كل الصعد، لذا نقول أن الهيمنة أخذت بعد دولي، أن تحوز كل دولة على وظيفة محددة في هذه الهيمنة حسب قدرة الدولة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، والموقع الجيوسياسي.
أضحى النظام الدولي موضوعيًا متوافقًا، وفي الممارسة يقوم بالدور ذاته، والخلاف بينهم هو في الشكل وليس في المضمون.
يتم تعويم النظام الدولي لتفعيل العمل الخدماتي، اللوجستي، الاقتصادي لتسيير عمليات النظام في تداخلاته وتوافقاته وتقاطعاته أو تفارقاته.
نرى أن هذا النظام بدأ يسحب البساط عن مفهوم الوطن والسيادة، بل قزمها إلى درجة فاقعة، وبدأنا نرى تدخل دولة في هذه الدولة أو تلك دون أي رد فعل، تأكل مفهوم الحدود، عدم السيطرة على المجال العام، وعدم القدرة على أخذ المبادرة في حماية اقتصاد الدولة أو سياسة الدولة.
بالتأكيد أصبحت الأحزاب والمجتمع المدني في الطريق إلى التأكل.
علينا أن نتجه إلى تغيير مفاهيمنا للكثير من المسلمات التي كانت سابقًا، وأن نحلل عالمنا السياسي من منظور معاصر، وكيفية إيقاف التدهور الحاصل باللجوء إلى المجتمعات وتفعيل تنظيمها على الصعيد العالمي، بعد تفعيلها مفهوميًا.
إن نكون ثوارًا، علينا أن نتعرى من ثيابنا المهترئة التي أكلها دود النظام الدولي القديم.
بتقديري أصبح مجلس الأمن والأمم المتحدة مجرد شاهد زور على تسيير أعمال النظام الدولي، إلى أن يرى لنفسه صيغة أخرى للتوافق مفهوميًا وموضوعيًا

أرجو من جميع الأصدقاء أن يعلموا أن ما أكتبه عن النظام السياسي في تركيا والممارسات السياسية للدولة التركية، لا علاقة لها بالشعب التركي، وليس هو المقصود.
نحن نتكلم في السياسة، ولا رابط بين السياسي والإنساني.
نحن نعري السياسات، وليس الناس، والفارق كبير بين الأثنين.
بمعنى، لا ضرورة التهجم على الشعب التركي كناس وبشر.
في السياسة لا يوجد مصطلح تصفية حسابات قديمة، إلا لغايات لا نريدها.
الرجاء أخذ العلم

الظل هو المائل، هو المنحني الذي يتغير بين والفينة.
هو الزيف، هو ذلك الذي لا يملك عهدًا أو رؤية.
إنه يغيب ويتبدد بمجرد أن تعلن الشمس عن استقامة خطها واستقامة وجودها.
الظل هو الخائف المتلون، الذي يعيش في الزوايا الميتة.
االذي يخشى من النور، من الرؤية السليمة، من الشمس الساطعة.
إنه المهزوم الذي يتغير ويتبدل بمجرد أن يعلن الضوء عن وجوده.
الكثير فضل أن يكون ظلًا مائلًا ملتويًا يميل إلى المتعة والمنفعة السريعة، ويعتبرها قيمة عليا دون ارتباط عاطفي أو أخلاقي. واستجابته لهذا الميل يجب أن يكون سريعًا دون العودة لأي مرجعية أو ماضي أو عهد.
الظل يتحرك مع حركة سيده، ويغيب ويتبدد مع غيابه
وأكثر المخلوقات التي تعيش في الظل هي الحشرات.
إنه خيارك أن تكون ظلًا أو مركزًا أو حشرة، لكن لا تقل لي أنك حشرة وذكي وتتلون بين الفينة والآخرى لأنك سيد.

التماهي بين الدولة والقائد، والدولة والحزب لا يمكن لنا أن نراه في البلدان الغربية. هذا نراه في البلدان الاستبدادية كالبلدان العربية والإسلامية والصين.
نادرة هي البلدان الاستبدادية الذي ينفصل، وأكاد أقول معدومة، تماهي القائد مع الدولة.
هذا القائد يعتبر الدولة هي له ولحزبه وأتباعه، ويكيف المجتمع والدولة لمصلحة توجهه، ولنهجه الأيديولوجي أو الفكري أو الديني.
وهذا ما حدث في تركيا بعد صعود حزب العدالة والتنمية وزعيمه رجب طيب أردوغان.
سيفوز أردوغان في الانتخابات اليوم بالرغم من أنه صادر الحريات القليلة التي كانت في تركيا عبر زج مئات الآلاف من المثقفين والكتاب والمفكرين والصحفيين ومعلمي المدارس وأساتذة الجامعات ورؤوساء الأحزاب السياسية وغيرهم في السجون. وبعد قيامه بتفصيل الجيش والشرطة والبرلمان ليصبحوا على مقاسه تمامًا.
ثم أن توجهه السياسي والاستراتيجي يتماهى إلى نقي العظام مع الاستراتيجيةالأمريكية في ما يسمى محاربة الإرهاب. وإنه الولد المدلل لها.
أتساءل لماذا أختار أردوغان شهر حزيران لإجراء الانتخابات في فترة المونديال الكروي العالمي؟ هل هناك دلالة لذلك؟

الصراع في بلداننا صعب, لأنه مركب وقاسي جدًا. داخل ممزق ويعاني من استبداد متوحش. وخارج نذل وحقير. وشعبنا ضائع, لا يعرف كيف ينقذ بلده من نيرين معاصرين الجيش والاسلام السياسي. ونير يقودنا من الماضي ويحطنا بينهم. إلى لقسوة حياتنا. والصراع لا يحسمه صندوق الانتخابات فقط. نحن نحتاج إلى تحليل معمق لواقعنا, فكر ينير لشعبنا الطريق ليخرج من النفق الذي كتم على أنفاسنا قرون عديدة. وما يزال. وصراعنا يجب ان يأخذ شقين. سياسي, واجتماعي. ودون ذلك لا يمكن أن نغير واقعنا. ومهمة شعبنا ليس انقاذنا فقط, أنما سيحمل أعباء العالم على كتفيه. ويأخذهم معه إلى دروب الحرية والنور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة